ارشيف من :ترجمات ودراسات
خبير اسرائيلي: المسلّحون في سوريا أُنهكوا والأسد باقٍ

اعتبر الخبير الاسرائيلي في الشؤون السورية البروفيسور أيال زيسر ضمن مقالة له في صحيفة "اسرائيل هيوم" أنه خلال السنوات الستة من الحرب السورية، قدّر الخبراء أكثر من مرة بأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد هو السقوط، لكن في كل مرة كانت تقترب نهاية الأسد، يحدث تحول مفاجئ يعدّ فرصة لبقائه على كرسيه.
وأضاف زيسر "صحيح أن النظام السوري منهك بعد حوالي ست سنوات من الحرب، وبقي مع قلة من الجنود الذين يمكنه ارسالهم الى الحرب في مختلف انحاء سوريا، وصحيح أن المتمردين يحظون بدعم من الجمهور في مناطق القتال، إلّا أن هؤلاء أصيبوا بالإنهاك، وكذلك الجمهور الذي يدعمهم.. لقد فشلوا المرة تلو الاخرى في محاولة توحيد صفوفهم وتشكيل قيادة عسكرية وسياسية، ناهيك عن أن عملية التطرف التي مروا بها أبعدت الكثيرين من المؤيدين لهم داخل وخارج سوريا".
"اسرائيل هيوم"
وتابع زيسر "من المهم أن نفهم بأن الحرب في سورية تشكل عمليا، مجموعة من عشرات وربما مئات المعارك المنفصلة في مواقع مفصولة عن بعضها البعض في كل انحاء الدولة، التي يحارب فيها عدة مئات من المتمردين ضد مئات من جنود الاسد. ولذلك، يكفي إرسال عدة طائرات روسية وعشرات او مئات من الجنود الايرانيين من أجل هزم وصد المتمردين.. كل محاولة لتنبؤ المستقبل في سوريا فشلت في الماضي وستفشل في المستقبل، ولكن على الرغم من ذلك لايمكن التنكّر للإصرار الروسي – الإيراني غير المحدود على حماية كرسي بشار الأسد. لا يمكن ايضا، إنكار وهن المتمردين، بل اكثر من ذلك، وهن أنصارهم، ولا يمكن التنكر للقرار الاستراتيجي الذي اتخذه اوباما بسحب اياديه من سورية وعدم العمل فيها".
ورأى زيسر أن "الدولة السورية التي يسيطر عليها الأسد لم تنهار، وحتى ان تقلصت الى ربع الاراضي السورية – التي تتركز فيها غالبية الجمهور المتبقي في الدولة"، وأشار الى أن "الذين يدعمون الأسد او يبدون استعدادهم للعيش تحت نظامه هم ليسوا العلويين فقط، إنما سوريين من ابناء طوائف اخرى، بما في ذلك سنة يتوقون الى الاستقرار والهدوء. وفي المقابل، فإن المناطق التي يسيطر عليها المتمردون تتنشر فيها الفوضى ولم ينجح المتمردون بتشكيل بديل سلطوي فيها".
ويختم زيسر "يمكن التكهن بأن الحرب في سوريا ستطول وستشهد صعودا وهبوطا، لكن اذا استمر التوجه الذي شهدناه في السنة الاخيرة، سيتم دفع المتمردين الى الهامش وسيفقدون كل أمل بالانتصار في الحرب، كما سيتم دفع الاكراد – بضغط تركي ودولي – للعودة الى أعماق الدولة السورية، بل سيتم ايضا دفع "داعش" الى أعماق الصحراء السورية والعراقية. وفي مثل هذا الوضعـ سيتمكّن النظام السوري من العودة تدريجيا واستعادة المناطق التي سقطت من أيديه".