ارشيف من :ترجمات ودراسات
خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة: إشارات مباشرة الى الدول العربية

دعا رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو أمس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دول العالم الى وضع ما أسماه "السلاح الدبلوماسي ضد "اسرائيل" جانبًا في الأمم المتحدة والبدء بالتعاون معها.
وبحسب القناة العاشرة، قال نتنياهو "طلما أن التحريض في السلطة الفلسطينية مستمر، والأخيرة لا تعترف بـ"اسرائيل" بأنها دولة للشعب اليهودي لن يكون بالإمكان تحقيق سلام"، على حدّ تعبيره، وأضاف "الطريق الى السلام سيكون عبر الدول العربية وحينها عبر الفلسطينيين وليس العكس. مع ذلك، بالإضافة الى الأردن ومصر اللتين لديهما اتفاق سلام مع "اسرائيل"، دول عربية لديها علاقات سرية مع اسرائيل ولن تعترف بذلك علنًا، إلّا اذا قامت "اسرائيل" بخطوة دراماتيكية تتعلق بالاتفاق مع الفلسطينيين".
وتعليقًا على ما ورد في خطاب نتنياهو، رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الأخير صعد الى منصة الخطابة التي يعرفها جيدًا في الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، وعلى مدى نحو 40 دقيقة هاجم أعضاء المنظمة ازدواجية الاخلاقية التي يظهرونها، شجب التحريض الفلسطيني، أثنى على الولايات المتحدة، حذر من ايران، تباهى بالمساواة بين الجنسين في "اسرائيل" بل وأنهى برسالة أمل حين أعلن لا أزال أؤمن بحل الدولتين للشعبين".
واعتبرت "يديعوت" أنه "على الرغم من أقوال رئيس الوزراء المتفائلة حول الثورة المتوقعة في موقف العالم من "اسرائيل"، فإن الواقع أكثر تعقيدًا، فلا توجد دولة واحدة اليوم تقبل سياسة الاستيطان، بما في ذلك الاصدقاء الأقرب لـ"اسرائيل"، وكان نتنياهو محقًا حين قال إن 160 دولة تقيم علاقات مع "اسرائيل"، لكنه نسي أن يذكر أن معظمها فعلت ذلك فقط في أعقاب التوقيع على اتفاقات "أوسلو".
خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة: إشارات مباشرة الى الدول العربية
وأردفت الصحيفة أن "نتنياهو، الذي صعد الى منصة الخطابة بعد وقت قصير من خطاب أبو مازن الذي تعهّد بتقديم مشروع قرار ضد المستوطنات قريبًا الى مجلس الامن، لم يتردد في مهاجمة الرئيس لكونه عالقًا في الماضي.. أهذا شيء يؤخذ على محمل الجد، قال نتنياهو ردًا على طلب ابو مازن "الغريب" من بريطانيا الاعتذار، واضاف ساخرًا "لعل الفلسطينيين يرفعون دعوى ضد أبينا ابراهيم". واختار أن ينهي حديثه برسالة متفائلة ودعا ابو مازن للخطاب امام الكنيست في القدس (المحتلة) بينما يقول إنه سيسعده أن يذهب للخطابة أمام برلمان السلطة الفلسطينية في رام الله.. أنا أعرف أن الكثير من الناس رفعوا الايدي، ولكني أؤمن بالسلام على أساس الدولتين للشعبين". التغيير في الشعب العربي يجلب فرصة.. أريد أن أشكر الرئيس السيسي على أقواله، نحن نؤمن بمبادرة "السلام العربية" وعلى الفلسطينيين أن يكونوا جزءًا من هذا".
وتنقل الصحيفة عن جهات سياسية إشارتها الى عدد من التناقضات والمشاكل في خطابه: بداية ادعى بأن "اسرائيل" تربّي على التسامح – ولكن أمس فقط نشر مراقب "الدولة" يوسيف شابيرا تقريرًا أكد فيه أن "تل أبيب" لا تفعل ما يكفي لتقتلع ظواهر العنصرية في أوساط الشبيبة. إضافة الى ذلك، اتهم نتنياهو الفلسطينيين بالتحريض الذي لا يتوقف، لكنه تجاهل الانتقاد الذي أثارته أقواله حين حذّر عشية الانتخابات الأخيرة من أن "العرب يتدفقون بجموعهم الى صناديق الاقتراع".