ارشيف من :أخبار عالمية

زار سورية تمهيداً لقمة الأسد ـ ساركوزي: كوشنير يعلن من دمشق بدء "عصر جديد" في العلاقات السورية الفرنسية

زار سورية تمهيداً لقمة الأسد ـ ساركوزي: كوشنير يعلن من دمشق بدء "عصر جديد" في العلاقات السورية الفرنسية

دمشق ـ راضي محسن
أثمرت محادثات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في دمشق الاثنين عن نتائج "مثمرة وبناءة" واتفاق في وجهات النظر بين سورية وفرنسا مفاده أن "عصراً جديداً" بدأ في العلاقة بين البلدين بما يؤذن أن هذه العلاقة عادت "إلى وضعها الطبيعي".

وقام كوشنير بزيارة إلى دمشق استمرت بضعة ساعات تحضيراً للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي ستجري في الثالث والرابع من أيلول المقبل.

ووصل الوزير الفرنسي دمشق جواً قادماً من بيروت التي التقى فيها مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي دمشق أجرى كوشنير محادثات مع الرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم الذي وصف المحادثات بأنها "كانت مثمرة وبناءة".

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع المعلم في ختام زيارته، أشاد كوشنير بطريقة التعامل السوري مع لبنان وقال "فرنسا تحب لبنان وتدعمه وأنا سعيد جدا بان ألاحظ التوجهات السورية المماثلة في هذا الاتجاه"، على حين أكد المعلم أن تحسن العلاقات السورية اللبنانية كان "تنفيذاً لإرادة مستقلة للبلدين الشقيقين ونحن نقدر التشجيع الفرنسي وغيره لعودة العلاقات إلى سابق عهدها".

ونوه كوشنير "بتقدم وتحسن الحياة اليومية في لبنان فقد تم انتخاب الرئيس (ميشال سليمان) وتشكلت حكومة وطنية برئاسة فؤاد السنيورة نالت الثقة أمام البرلمان وأيضا البيان الوزاري والرئيس اللبناني سيشرف على الحوار الوطني"، مشيراً إلى أن تبادل السفراء بين سورية ولبنان سيتم قبل نهاية العام الجاري.

وقال بيان رئاسي سوري إن كوشنير "وجه الشكر للرئيس الأسد على الدور البناء الذي تلعبه سورية بقيادته في البحث عن الحلول السياسية للأزمات في منطقة الشرق الأوسط.

 كوشنير:
ـ تبادل السفراء بين سورية ولبنان سيتم قبل نهاية العام الجاري.
ـ الوضع في طرابلس يمكن أن يصبح خطراً وأن يتفجر.
ـ بدأ عصر جديد من العلاقات بين سورية وفرنسا.
وتطرق كوشنير في محادثاته مع الرئيس الأسد إلى الوضع في لبنان وقال "عبرنا للرئيس الأسد عن قلقنا وانزعاجنا مما يجري من أحداث دامية في مدينة طرابلس" وحذر من أن هذا الوضع "يمكن أن يصبح خطراً وأن يتفجر". وأضاف "هناك مشكلة حزب الله الذي يسترعي اهتمامنا كثيراً، ومشكلة التصريحات أكان من الجانب الإسرائيلي أو من الجانب اللبناني" في إشارة إلى تهديدات القادة الإسرائيليين بشن عدوان جديد على لبنان، ورد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي أكد فيه استعداد المقاومة وجهوزيتها لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان وقدرتها على "تدمير" إسرائيل في حال فكرت بالعدوان على لبنان.

ومع أن كوشنير قال إن "كل ذلك يشكل مشكلة" إلا انه عاد فأعرب عن اعتقاده بأن "الوضع أفضل" في لبنان.

ونقل البيان الرئاسي عن الرئيس الأسد تأكيده أمام كوشنير "ضرورة اعتماد الحوار والدبلوماسية كأساليب وحيدة لحل الصراعات"، موضحاً أن "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والسلام الدائمين في منطقة الشرق الأوسط".

وقال البيان الرئاسي إن الرئيس الأسد والوزير كوشنير بحثا "الوضع في المنطقة ومنطقة القوقاز والمخاطر التي تحيق بالسلام المنشود في كلتا المنطقتين" .

وأوضح الوزير المعلم أن المباحثات تطرقت أيضاً إلى التحضيرات لزيارة الرئيس ساركوزي وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وفي مقدمتها سبل دفع عملية السلام إضافة إلى الوضع في لبنان والعراق وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

زار سورية تمهيداً لقمة الأسد ـ ساركوزي: كوشنير يعلن من دمشق بدء "عصر جديد" في العلاقات السورية الفرنسيةوزاد كوشنير إن المحادثات تناولت العديد من الملفات منها العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية الفرنسية السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني إضافة إلى ملفي العراق وأفغانستان، وقال "إن الوضع في العراق مقلق وفرنسا تقدر الجهود التي قدمتها سورية وتقدمها لأكثر من مليون ونصف المليون من المهجرين العراقيين لديها "، مضيفاً "يسعدني أن الرئيس الأسد عبر عن رأيه بالاتصالات أو المحادثات لما يحصل بين سورية وإسرائيل عبر تركيا وأهنئ سورية على المباحثات مع إسرائيل التي تجري بشكل جيد" في إشارة إلى المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين برعاية أنقرة، معرباً عن استعداد فرنسا للعب أي دور لدفع مسيرة السلام بين إسرائيل وسورية وبين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وأعلن كوشنير أن "عصراً جديداً من العلاقات بين سورية وفرنسا" قد بدأ، ووافقه المعلم الذي قال إن هذه العلاقات "تعود الى وضعها الطبيعي وتستجيب لواقع التاريخ والجغرافيا (...) وسورية تمد يديها الى فرنسا لتلعب دورا مميزا في منطقتنا يعيد الى الاذهان الدور الذي لعبه الرئيس شارل ديغول" قبل أن يؤكد "نحن بهذا الدور لا نعادي احدا بل نتطلع الى دور فرنسي يشجع على احلال السلام والاستقرار في منطقتنا".

وأوضح المعلم أن "المنطقة عانت كثيرا من الانفراد الدولي في شؤونها فشعرت شعوبها بانها تعاني الظلم والازدواجية، ولهذا تتطلع الى دور فرنسي يعيد الثقة الى شعوب هذه المنطقة لأن فرنسا وأوروبا تسعيان إلى إيجاد حلول تؤدي الى أمن واستقرار المنطقة".

ونقل البيان السوري عن كوشنير قوله "إن فرنسا كرئيسة للاتحاد الأوروبي تحاول أن تلعب أوروبا دورها وأن تتحمل مسؤولياتها في الشرق الأوسط".

ورداً على سؤال يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية تركية قال المعلم إن "هذه المفاوضات لم تتقدم بما فيه الكفاية لتصبح مفاوضات مباشرة". مضيفاً إن "الطرفين مازالا يبحثان في حل المسائل القائمة التي هي موضع نقاش وأبرزها توصيف خط الرابع من حزيران 1967 ".

ورداً على سؤال حول إمكانية قيام تعاون في المجال النووي السلمي بين فرنسا وسورية، قال كوشنير "المشكلة في الاستخدامات العسكرية وليس في الاستخدامات السلمية"، وهو ما عقب عليه المعلم بقوله "نحن لا نريد استخداماً عسكرياً للطاقة، نحن نريد منطقه خالية من أسلحة الدمار"، وهو ما اعتبره كوشنير "نقطة اتفاق إضافية بين الجانبين".

 المعلم:
ـ تحسن العلاقات السورية اللبنانية كان تنفيذاً لإرادة مستقلة للبلدين الشقيقين.
ـ نتطلع إلى دور فرنسي يشجع على إحلال السلام والاستقرار في منطقتنا.
ـ المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل لم تتقدم بما فيه الكفاية لتصبح مفاوضات مباشرة
وهذه أول زيارة لوزير فرنسي إلى سورية منذ العام 2003 ، وتوترت العلاقات بين البلدين بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في شباط 2005 وقرار الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بتجميد الاتصالات مع دمشق التي اتهمها بالضلوع في الاغتيال وهو ما نفته بشدة.

وقبل يومين، أدت اليمين القانونية أما الرئيس الأسد السيدة لمياء شكور سفيرةً لسورية لدى فرنسا بعد أن بقي هذا المنصب شاغراً حوالي السنتين إثر إحالة السفيرة صبا ناصر على التقاعد، في الوقت الذي يشغل فيه ميشيل دوكلو منصب سفير فرنسا لدى سورية.

وكان مقرراً أن تشمل جولة كوشنير في المنطقة أيضاً مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية لكنه اقتصرها على سورية ولبنان بسبب التطورات في منطقة القوقاز وأفغانستان التي قُتِل فيها عشرة جنود فرنسيين قبل أيام.

وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ"الانتقاد.نت" إن الرئيسين الأسد وساركوزي سيبحثان في دمشق "العلاقات الثنائية بين البلدين بمجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والوضع في لبنان خاصة والمنطقة عامة وعملية السلام في الشرق الأوسط".

وعلمت "الانتقاد.نت" أنه في اليوم الأول من زيارته، سيجري ساركوزي محادثات مع الرئيس الأسد الذي يقيم على شرفه حفل عشاء رسمي، وفي اليوم التالي يفتتح ساركوزي مدرسة شارل ديغول في دمشق.

يشار إلى أن القمة السورية الفرنسية التي عقدت بين الرئيسين الأسد وساركوزي في باريس خلال شهر تموز الماضي أسفرت عن الاتفاق على إطلاق العلاقات الثنائية والتي تهدف بصورة مشتركة إلى تعزيز الصلات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين.

واتفق الرئيسان على التعاون في مجال استكشاف النفط وتوليد الطاقة الكهربائية بالإضافة للاستثمار في الطاقات المتجددة والبديلة والنقل الجوي ودعم التأهيل والتدريب في مجال الإدارة العامة.

كما تم تأكيد التزام الرئيس الفرنسي باعتباره رئيسا لمجلس أوروبا باتخاذ كل الإجراءات المناسبة بهدف التوقيع على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسورية وإطلاق عملية التصديق عليه في أقرب وقت ممكن.

2008-08-26