ارشيف من :أخبار عالمية
التوتر بين روسيا والغرب يقلق الفاتيكان والبرلمان الروسي يوافق على استقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية

صوفيا ـ جورج حداد
"ان قرار الولايات المتحدة الاميركية نشر شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ في بولونيا وتشيكيا يمكن ان يهدد العلاقات الدولية وعملية نزع السلاح"، هذا ما جاء على صفحات الجريدة الرسمية للفاتيكان "لوبزرفاتوريه رومانو".
وفي الوقت ذاته عبر البابا بينيديكت 16 عن قلقه من ازدياد التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب فيما يتعلق بالنزاع في اوسيتيا الجنوبية.
وجاء في عظة البابا مؤخرا "اننا نعبر عن القلق من خطر تعكير اجواء الثقة والتعاون، التي يجب ان تسود العلاقات بين البلدان".
وفي هذا الوقت جاء في (و ص ف) ان المجلس الاعلى للبرلمان الروسي اعلن عن موافقته بالاجماع على توجيه نداء الى الرئيس دميتريي ميدفيدييف للاعتراف باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.
وبهذا القرار لم يبق للاعتراف الرسمي الروسي باستقلال الجمهوريتين الطامحتين الى الاستقلال سوى توقيع رئيس الجمهورية الروسية.
والجدير ذكره انه بعد عقد الهدنة بين جيورجيا وروسيا، عقدت في الجمهوريتين اجتماعات شعبية عامة، اتخذت فيها قرارات بتوجيه نداء الى روسيا بطلب الاعتراف باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.
وتم نقل هذا النداء الى البرلمان الروسي من قبل قادة الجمهوريتين المعنيتين. وقد عقد البرلمان الروسي اجتماعه الاستثنائي الحالي للنظر في هذه المسألة.
وفي كلمته امام النواب اعلن رئيس المجلس سيرغيي ميرونوف ان ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لهما الحق في ان تكونا دولتين مستقلتين، وانهما تمتلكان على الارض كل ما هو ضروري كي تكونا مستقلتين.
لم يبق للاعتراف الرسمي الروسي باستقلال الجمهوريتين الطامحتين الى الاستقلال سوى توقيع رئيس الجمهورية الروسية |
وقد تحدث امام المجلس ايضا زعيما الجمهوريتين غير المعترف بهما ادوار كويْـكوتي وسيرغيي باغبش.
ويتضمن قرار البرلمان الروسي الموجه الى الرئيس، اقتراحا بأن تجري محادثات مع ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لاجل اقامة علاقات دبلوماسية وعقد اتفاقات، بما في ذلك في حقل الامن. هذا ما اعلنه كونستانتين زاتولين، نائب رئيس لجنة مسائل "اوند" ("الدول المتحدة" المتحالفة مع روسيا).
ومن المرجح ان يقر البرلمان الروسي نداء موجها الى الدول الاعضاء في الامم المتحدة، والى مختلف المنظمات الدولية، داعيا الى شجب السياسة العدوانية لجورجيا ضد اوسيتيا الجنوبية، والى الاعتراف بالجمهوريتين الجديدتين.
هذا وقد حفز النزاع المسلح في اوسيتيا الجنوبية، الذي وقفت فيه روسيا ضد جيورجيا، حفز عملية الاعتراف بهاتين الجمهوريتين.
وكان التوتر بين ابخازيا واوسيتيا وروسيا وبين جيورجيا قد تفاقم بالتدريج بعد اعلان استقلال كوسوفو في شباط الماضي، والوعد الذي اعلنته دول الناتو بأنها ستنظر في نهاية السنة الجارية بمسألة انضمام جيورجيا واوكرانيا الى الحلف.
ولكن من الجهة المقابلة فقد اعلن الرئيس بوش بشكل قاطع "ان اوسيتيا الجنوبية وابخازيا هما جزء من جيورجيا".
كما قال بعض المحللين الغربيين انه مما يتناقض مع الممارسة السياسية العالمية ان يتم بحث مسألة استقلال بعض الدول في برلمانات دول اخرى، كما هو الحال بالنسبة لبحث استقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية في البرلمان الروسي.
ولكن هؤلاء المحللين ينسون او يتناسون ان روسيا تحديدا تتحمل مسؤولية تاريخية عن تقسيم اوسيتيا الى منطقتين اداريتين ومستقلتين ذاتيا: شمالية (تدخل في اطار روسيا) وجنوبية (تدخل في اطار جيورجيا) وذلك من ضمن الاعتبارات التي كانت سائدة في الاتحاد السوفياتي السابق. وروسيا هي مطالبة بـ"تصحيح هذا الخطأ التاريخي" بحق الشعب الاوسيتي الذي عانى الامرين على ايدي عملاء اميركا من الشوفينيين الجيورجيين.
هذا ويتوقع المراقبون انه بعد اعلان استقلالهما فإن الدولتين الجديدتين ستطلبان الانضمام الى روسيا.
وقد صرح وزير الخارجية الروسية سيرغيي لافروف ان قوات السلام الروسية هي مستعدة للتعاون مع المراقبين المرسلين من قبل منظمة الامن والتعاون الاوروبية. وجاء ذلك في محادثة تلفونية بين لافروف ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر، كما اذاعت وكالة "نوفوستي" الروسية.
ولكن في الوقت نفسه اعلن الناطق الصحفي باسم الكرملين ان روسيا ترفض رفضا قاطعا ان تحل اي قوة اخرى، اوروبية او غير اوروبية، محل قوات السلام الروسية التي تحتفظ لنفسها بحق الانتشار في اوسيتيا الجنوبية وفي الشريط الامني العازل حول ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، للحؤول دون اي عدوان جيورجي لاحق.