ارشيف من :أخبار لبنانية
تضييق رقعة الخناق على المسلحين في الشمال السوري وقطار تأليف الحكومة.. مكانك راوح

في وقت تسير قافلة الجيش قدمًا في حلب نحو تحرير المدينة من الجماعات الارهابية، يراوح قطار تأليف الحكومة اللبنانية مكانه على السكة دون أي تحرّك.
وتناولت الصحف الجمود الحاصل على الصعيد الحكومي الذي ينتظر إعادة الحلحلة، وسط محاولات قواتية للاصطياد في الماء العكر بين الرئيس عون من جهة وحزب الله وحركة "امل" من جهة أخرى.
كما تناولت الصحف خطر خروج لبنان من "لعبة الغاز"، بعد محاولات اسرائيلية لازالة عقبات وصول غازها إلى تركيا وأوروبا عبر المياه الاقليمية اللبنانية والسورية.
بانوراما الصحف المحلية ليوم الاثنين 28-11-2016
"السفير": حلب تقترب من خط النهاية؟
فقد رأت صحيفة "السفير" أن الانهيار الكبير والواسع للمسلحين الى تضافر تكتيكات عسكرية وسياسية، خلال اربعة اشهر من المعارك.
إذ عمل الروس والسوريون، على تصديع الجبهة الداخلية للمجموعات المسلحة في شرق حلب في استراتيجية لعزل المسلحين عما تبقى من سكان في شرق حلب. اذ ادت الهدن الى تعميق الشرخ بين هذه المجموعات وبيئة حاضنة مفترضة تضم اكثر من 250 الف حلبي. وزاد من نقمة هؤلاء منع الحصار تدفق قوافل المساعدات من خارج حلب، والحصار الداخلي وسيطرة المسلحين على المستودعات الغذائية، وتخصيص عائلاتهم وحدها بما فيها. ومع تمديد الهدن كانت الضغوط الداخلية تزداد، الى ان بدأت التظاهرات بالتحول الى حركة تمرد.
وبخلاف ما كان منتظرا من الهدن التي جرى تمديدها من دون توقف، لم تستطع المجموعات المسلحة ترميم بنيتها التحتية، كما حصل في هدنة شباط. اذ منع الحصار المطبق وصول اي تعزيزات. وواجه الجيش السوري في هجومه مجموعات دمر معنوياتها الحصار الطويل، وفقدت الامل باختراقه، رغم هجومين غير مسبوقين على معاقل الجيش في غرب حلب، لشق طريق نحو المحاصرين في شرقها. اذ تحولت «ملحمة حلب الكبرى» في آب وأيلول الى مذبحة استطاع الجيش السوري خلالها، في معارك مكلفة حول الكليات العسكرية جنوب غرب المدينة، تصفية قادة وكوادر مجموعات كثيرة، وفقد المهاجمون اكثر من الفي مقاتل في الموجات الاولى، التي تسللت عبر ثغرة الراموسة الى شرق المدينة، قبل استعادتها واغلاقها مجددا بعد شهر. ولم تتمكن العمليات التي دعمها الاتراك في تشرين الماضي، من تحقيق اي اختراق عبر منيان، او غرب المدينة، وهو ما ادى الى انهيار المعنويات.
وأسهم الحصار في اشعال الخلافات بين الفصائل في معقلها شرق حلب، اذ لم تتورع «نور الدين الزنكي» و «احرار الشام»، في ذروة المواجهة مع الجيش السوري، عن مهاجمة اخوة الجهاد في تجمع «استقم كما أمرت»، وتصفية عدد كبير منهم، والاستيلاء على مستودعات ذخائرهم.
"النهار": لبنان مهدَّد بالخروج من "لعبة الغاز" !
وبعيداً من ملف التأليف الحكومي العالق بين مطالب ظاهرها حقائب وزارية وباطنها صراع على مضمون "السلة" الذي كان بالجملة فصار بالمفرق، وخصوصاً من باب قانون الانتخاب العتيد والاستحقاق المقبل بتأجيل تقني للانتخابات النيابية قد لا يتجاوز الاشهر الثلاثة، يبرز أمام لبنان الاستحقاق النفطي المتأخر على وقع المماحكات والصراعات والتي تكاد تضيع على لبنان فرصته التاريخية بالتحول بلدا نفطياً.
تحاول اسرائيل ازالة العراقيل التي تعيق وصول غازها الى تركيا ومنها الى أوروبا باستخدام مسارين محتملين: خط أنابيب من اسرائيل إلى تركيا وصولاً الى أوروبا عبر المياه الاقليمية اللبنانية والسورية وهذا أمر مستحيل، وبناء انبوب غاز يخرج مباشرة من اسرائيل الى قبرص ومنها الى تركيا وصولاً الى أوروبا.
ومع مد الانبوب الاسرائيلي الى تركيا سيصير مستحيلاً على لبنان المشاركة فيه لايصال غازه الى أوروبا لأن الأمر سيُعتبر "تطبيعاً" مع تل ابيب، ولا يمكن قبول عبور الغاز اللبناني في الانبوب ذاته الذي يمر فيه الغاز الاسرائيلي، وقت تؤكد الدراسات والخرائط ان انبوباً واحداً فقط يمكن ان يمر من شرق المتوسط الى تركيا وأوروبا، اذ لا تحتمل هذه البقعة الجغرافية انشاء اكثر من انبوب، مما يعني إخراج لبنان من لعبة الغاز.
"الأخبار": القوات «تصطاد» في ماء الحكومة العكر
واشارت "الأخبار" إلى ان مشهد الحكومة على ما هو عليه. حتى المفاوضات متوقفة بفعل انشغال الرئيس سعد الحريري بمؤتمر تيار المستقبل، وسفر الوزير جبران باسيل. وبناءً على ذلك، قررت القوات استغلال الوقت الضائع لزرع القنابل في الطريق بين رئيس الجمهورية من جهة، ورئيس مجلس النواب وحزب الله من جهة أخرى.
في وقت تأليف الحكومة الضائع والعقد المتنقلة من حقيبة الى أخرى، يلعب حزب القوات على وتر الفتنة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة، وحزب الله وحركة أمل من جهة أخرى.
اللعبة التي بدأها قبيل انتخاب عون رئيساً بتحريض الرأي العام العوني على حزب الله يستكملها حزب القوات اليوم بإشاعة قرب إعلان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري حكومة أمر واقع نهاية الأسبوع الجاري. وبوضوح أكثر، يريد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع "الحريص على العهد"، أن يبدأ رئيس الجمهورية عهده باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحزب الله ضمناً، من مفاوضات تشكيل أول حكومة.
وهو اكتشف أخيراً الدستور وبات يقتبس منه تصريحاته الإعلامية، قائلاً ان الحكومة يؤلفها "رئيسا الجمهورية والحكومة فقط". وما تأخير التشكيل بنظر القواتيين سوى "تنفيس" للعهد وتأخير مماثل للنهضة الاقتصادية قبل عيدَي الميلاد ورأس السنة، ولأن عون "رئيس غير تقليدي لا يسعه الانتظار أكثر، وخصوصاً أن التململ الشعبي بدأ يكبر والهيئات الاقتصادية تشتكي كما التجار"، بحسب مصادر القوات. أما حكومة الأمر الواقع، "فسيشكلها الرئيسان بطريقة مماثلة لحكومة تمام سلام، حيث تتوزع الحقائب بين 8 و14 آذار بما فيها حقائب الوزراء الشيعة"، على حد قول المصادر نفسها.
وقواتياً أيضاً، دخل رئيس الجمهورية في مرحلة حرجة وسيصطدم قريباً بواقعة عدم قدرته على تطبيق خطاب قسمه ووعده بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفقاً لقانون انتخابي جديد، ولا سيما أن المهلة الأخيرة لدعوة الهيئات الناخبة هي تاريخ 11 شباط 2017. في المقابل، تجزم مصادر الحريري ومعلومات بعبدا بأن خيار "حكومة الأمر الواقع" غير مطروح على بساط البحث.
"الجمهورية": هكذا جُمِّد التأليف... خلف المتاريس
من جهتها قالت "الجمهورية" أن هذا الأسبوع في نظر «القوات اللبنانية»، هو أسبوع الحكومة. والسبت 3 كانون الأوّل المقبل، موعد للولادة الموعودة. الصورة ليست بهذه الحماسة على خط «التيار الوطني الحر»، إنّما هو يلمس ما يُسمّيه نافذون فيه بدايةً إيجابية وردت بكلام غير مباشر من فريق سياسي أقلّ سلبيةً ممّا كان عليه. والمقصود هنا تيار «المردة». لكن من دون أن يكشفَ هؤلاء النافذون ماهيّة هذا الكلام.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس المكلف سعد الحريري، فهو يشيع إيجابيّات، لكنّه لا يدخل لعبة تحديد المواعيد، لأنّ الصورة لم تكتمل، وهناك صعوبات وعقبات جوهرية مستعصية ما زالت ماثلةً في الطريق. وأمّا الرئيس نبيه برّي، فهو ينتظر، ويرى تراجعَ التأليف إلى المربّع الأوّل، وحينما يُسأل عن موعد الولادة يقول: «في اللغة العربية يقال أبجد، هوّز، حطّي، كلمن... ما زلنا في أبجد».
أمام هذه الصورة تبدو «القوات» وكأنّها تغرّد وحدها، هناك من يسأل عمّا يدفعها إلى هذا الجزم، فيما التأليف ما زال عالقاً في حقل الألغام والعبوات الناسفة؟ هل هي تتمنّى، هل تمتلك معطيات بأنّ الأطراف الأخرى ستبادر إلى تقديم تنازلات؟ هل ستبادر هي إلى تخفيض سقف مطالبها وشروطها؟ هل تُحفّز المعنيين بالتأليف على إصدار مراسيم تشكيل الحكومة وفرضها أمراً واقعاً على الجميع؟
وأضافت الصحيفة أن مسار التأليف ما زال يدور في متاهة التفاصيل والمطبّات، وأشبَه ما يكون بمتاريس متقابلة تتقاذف الشروط، ولكي يقال إنه بات وشيكاً، ينبغي بَتُّ عقدة تمثيل «القوات» وحصّتها كمّاً ونوعاً. وعقدة تمثيل النائب سليمان فرنجية، ونوعية حقيبته. وعقدة وزارة الاشغال ولمَن ستُسند.
واذا كانت «القوات» ترى أنّ حقّها أن تطالب بما تمّ التفاهم عليه مع «التيار الوطني الحر» قبل الانتخابات الرئاسية، وإذا كان من حقّ «التيار الوطني الحر»، وانسجاماً مع التفاهم المعقود بينه وبين «القوات»، ان يقول إنّ «القوات» محقّة بما تطالب به، وأنّ لها الحق بحصّة تمثيلية وازنة وبحقائب أساسية كوزارة الأشغال، فإنّ من حقّ مَن هم في المقابل ان يقولوا إنّ تفاهم «التيار» و»القوات» يعنيهما فقط.