ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: على ترامب العمل مع ايران في الشرق الاوسط

شدد دبلوماسي اميركي سابق على ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب يجب ان يتعامل مع ايران إذا أراد هزيمة "داعش" وجلب الاستقرار الى المنطقة، وعليه حذر من خطورة تمزيق الاتفاق النووي مع طهران.
من جهة اخرى سلط صحفيون غربيون الضوء على السباق الذي يجري على مدينة الباب، وهي آخر المعاقل الاساسية لتنظيم "داعش" قبل الرقة، منبهين الى ان تركيا تريد هذه المدينة لتنفيذ اجندتها المتمثلة بإقامة منطقة آمنة ومنع توسيع سيطرة الجيش السوري.
هذا في وقت دعا فيه الرئيس الاميركي الاسبق “Jimmy Carter” ادارة اوباما الى الاعتراف بدولة فلسطينية.
السباق على مدينة الباب
كتب محرر الشؤون الدبلوماسية والدفاعية بصحيفة الاندبندنت “Kim Sengupata” مقالة اشار فيها الى ان قوات ثلاث تقترب من مدينة الباب السورية، وهي ما يسمى الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الاكراد والتي يدعهما المستشارون الاميركيون، اضافة الى الجيش السوري الذي تسانده روسيا.. ولفت الى اقتتال يدور بين هذه الاطراف الثلاثة على الطريق المؤدي الى الباب، وإلى الاشتباكات التي دارت بينها وبين تنظيم "داعش".
الكاتب شدد على ان الباب هي المعقل البارز الاخير لداعش قبل الوصول الى الرقة، مضيفاً ان فك سيطرة التنظيم عن الباب والمعابر المحاذية لها يعتبر اساسياً من اجل شن الهجوم النهائي ضد داعش في الرقة.
كما قال الكاتب ان ما سيحصل في الباب لن يؤثر فقط على مستقبل الرقة بل ايضاً على الاحداث التي تشهدها حلب وفترة ما بعد العمليات العسكرية هناك، وذلك في الوقت الذي ينفذ فيه الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً من اجل السيطرة على حلب الشرقية.
ونبه الكاتب الى ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان صرح علناً بانه يريد من الجماعة التي يدعمها (وهي ما يسمى الجيش السوري الحر المدعوم بقوة تركية تتألف من 10,000 جندي) ان تنتقل نحو مدينة الباب، كذلك لفت الى ان الامساك بالباب لن يوفر فقط نقطة دفاع للمنطقة الآمنة التي تريد انقرة إنشاءها والتي تبلغ مساحتها 5,000 كيلومتر مربع، بل سيساعد ايضاً على ضبط توسع القوات النظامية السورية بعد أن تسيطر هذه القوات على كامل حلب.
وتابع الكاتب بأن نتائج سير المعركة على الطريق المؤدي الى الباب غير حاسمة حتى الآن، مضيفاً ان قوات الجيش السوري سيطرت على عدة قرى تقع على هذا الطريق، مشيرًا الى ان الجماعات المدعومة تركياً تدّعي ان قوات سوريا الديمقراطية بقيادة العناصر الكردية قدمت دعماً نارياً للجيش السوري.
الكاتب حذر من ان القوى الخارجية قد تقلص دورها فيما يخص المعركة لاستعادة مدينة الباب، مشيراً الى ان ذلك هو احتمال حقيقي مع تولي ترامب منصب الرئاسة الاميركية. وقال ان من شأن ذلك المزيد من الاقتتال بين الاطراف المختلفة التي تحاول السيطرة على هذه المدينة.
ترامب مضطر للتعامل مع ايران في الشرق الاوسط
كتب الباحث والدبلوماسي الاميركي السابق المعروف "ولي نصر" مقالة نشرتها مجلة “The Atlantic” وقد حملت عنوان "اختبار ترامب الكبير في الشرق الاوسط"، حيث اشار الكاتب الى ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب لا يستطيع تنفيذ اولويته المتمثلة بهزيمة داعش بينما يصعد ضد ايران.
وقال الكاتب ان هزيمة داعش في الموصل والرقة ما هي الا خطوة اولى، وان منع نشوء خلافة لداعش يتطلب مسعى دبلوماسيا في سبيل التوصل لتسويات سياسية في العراق وسوريا.. مضيفًا أن ذلك يتطلب الاخذ في الاعتبار حاجات المنطقة المتغيرة، وان مهمة ترامب هي ايجاد نظام اقليمي جديد "يصلح الخريطة في الشرق الاوسط" ويدعم حكومات هذه المنطقة.
كذلك نبه الكاتب الى ان الولايات المتحدة لم تعد تستطيع الاعتماد على الانظمة الدكتاتورية في المنطقة من اجل ضمان الاستقرار، لافتًا الى ان السعودية والامارات الخليجية الاخرى تفتقد الى القدرة لادارة المنطقة لوحدها، والى ان قوة السعودية قد استنزفت بسبب اسعار النفط المنخفضة والحرب على اليمن.
وأشار الكاتب الى ان تركيا من جهتها ورغم محاولة الانقلاب الفاشلة، لا يبدو أنها تتراجع فيما يخص تنفيذ اجندتها الاقليمية، وقال ان الرئيس رجب طيب اردوغان لا تزال لديه "طموحات عثمانية قوية"، مشيراً الى ان تركيا وخلافاً لحلفاء اميركا العرب سعت الى توسيع دورها في العمليات العسكرية لطرد داعش من معاقلها في الموصل والرقة.. كما تابع في السياق نفسه ان تركيز انقرة الاساس هو على احتواء القومية الكردية، لكنها ايضاً ترى في نفسها حامية "للمصالح السنية في العراق وسوريا" على حد تعبيره.
الكاتب الذي هو صاحب مؤلفات معروفة، أشار إلى ان ايران لاعب اهم حتى في مستقبل المنطقة، لافتاً الى انها تلعب دورًا كبيرًا بمحاربة داعش واصبحت القوة الاقليمية الوحيدة التي تحظى بالنفوذ في كل من بغداد ودمشق وصنعاء.. وعليه فإن من مصلحة واشنطن ان تستخدم ايران هذا النفوذ بشكل بناء، على حد تعبيره.
بناء على ما سبق، شدد الكاتب على ان ترامب واذا ما اراد فعلاً هزيمة داعش وتجنب التدخل العسكري المكلف، فسيكون عليه العمل مع حلفاء واشنطن العرب وتركيا وكذلك ايران.
نصر لفت الى ان تركيا حليف اطلسي يمكن لواشنطن ان تتعاون معه، وطرح المزيد من الاستثمار بالعمل الدبلوماسي واجراءات بناء الثقة بين تركيا والولايات المتحدة حول مستقبل المناطق الكردية في سوريا، حيث رأى ان ذلك قد يمهد الطريق لتعزيز التعاون في شن عمليات مشتركة ضد داعش، معتبرًا ان ذلك قد يشكل اساسًا لاتفاق اوسع حول الوضع النهائي في سوريا.
وفيما يخص ايران، استبعد الكاتب ان تصبح ايران شريكة عمل للولايات المتحدة في وقت قريب، الا انه اضاف ان التوتر بين البلدين قد انخفض بسبب الاتفاق النووي (على حد زعمه)، وادعى بان الاتفاق سمح بالتعاون الضمني بين واشنطن وطهران لمحاربة داعش في العراق،، وبالتالي حذر من ان تمزيق الاتفاق النووي لن يساعد على التوصل الى استقرار اقليمي بل سيزعزع استقرار المنطقة اكثر فاكثر، ما يعني ان الافضل لادارة ترامب المقبلة ان تقبل وتنفذ هذا الاتفاق.
لضرورة الاعتراف الاميركي بدولة فلسطينية
كتب الرئيس الاميركي الاسبق “Jimmy Carter” مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، حذر فيها من ان فرص التوصل الى تسوية للقضية الفلسطينية مبنية على ما اسماه "حل الدولتين" تضاءلت بشكل كبير، ما يقتضي ان تقدم ادارة الرئيس باراك اوباما قبل نهاية ولايتها على اعتراف دبلوماسي بدولة فلسطين وان تساعد هذه الدولة على الحصول على عضوية كاملة بالامم المتحدة.
"كارتر" نبّه مما اسماه "خطر الغاء الالتزام بالسلام"، مستشهداً بما يقوم به كيان الاحتلال الاسرائيلي لجهة بناء المستوطنات وتشريد الفلسطينيين وترسيخ احتلالها للاراضي الفلسطينية. كما اشار الى ان هناك ما يزيد عن 4.5 مليون فلسطيني يعيشون في الاراضي المحتلة لكن دون ان يكونوا حسب تسميته لهم "مواطنين إسرائيليين"، حيث يعيش اغلبهم تحت حكم عسكري إسرائيلي ولا يقترعون في "الانتخابات الاسرائيلية".
كذلك نبّه كارتر من ان هناك ما يقرب من 600,000 مستوطن إسرائيلي يعيشون في فلسطين ويتمتعون في الوقت نفسه بامتيازات الجنسية وبالقوانين الاسرائيلية.. وحذر من ان هذا الواقع يسرع الوصول الى سيناريو الدولة الواحدة "التي قد تدمر الديمقراطية الاسرائيلية وتؤدي الى تكثيف الادانة الدولية لإسرائيل"، على حد تعبيره.
وتابع الكاتب بأن على مجلس الامن تمرير مشروع قرار يرسم الخطوط العريضة لحل النزاع، بحيث يجدد التأكيد على مقولته أن "لا شرعية" للمستوطنات الاسرائيلية خارج حدود 1967.