ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: أميركيون صهاينة يطالبون ترامب بالتصعيد ضد الجيش السوري وحلفائه

علي رزق
دعت شخصيات أميركية صهيونية معروفة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى تبني مقاربة تصعيدية حيال الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه، حيث طرحوا خيارات مثل شن ضربات عسكرية على أهداف للجيش السوري في حال قام الاخير بما وصفوه "الانتهاكات".
وفي وقت كشفت فيه صحف غربية بارزة أن الجانب الروسي يجري محادثات سرية مع ممثلين عما أسمتهم "المتمردين" في حلب، وذلك بوساطة تركية، توقع باحثون تشديد حدة التوتر بين دمشق وانقرة بعد تحرير كامل مدينة حلب.
محادثات سرية بين روسيا وما يسمى "المتمردين" بوساطة تركية
بدورها، كشفت صحيفة “Financial Times” ان قادة ما يسمى "المتمردين السوريين" يجرون محادثات سرية مع روسيا بغية وقف القتال في حلب، وذلك نقلاً عن مصادر في ما تُسمى "المعارضة السورية"، حيث أشارت الصحيفة الى "أن هذا التطور يظهر كيف ان الولايات المتحدة قد تصبح مهمشة في بعض النزاعات المحورية التي تدور بالشرق الاوسط".
وقد أفادت الصحيفة في تقرير لها نقلاً عن أربعة مصادر مما اسمتها "المعارضة" الموجودة في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة في حلب "أن تركيا تتوسط هذه المحادثات مع موسكو في انقرة"، كما نقلت عن احدى الشخصيات في "المعارضة" المزعومة "ان الجانبين الروسي والتركي يجرون المحادثات الآن "من دون الولايات المتحدة"،وان الاخيرة "لا تعرف حتى ما الذي يدور في أنقرة".
و لفت التقرير الى انه وبينما هذه ليست المرة الاولى التي يلتقي فيها ممثلون عما يسمى "المتمردين" مع الجانب الروسي، الا ان مصادر مطلعة افادت بانها المرة الاولى التي يشارك فيها "هذا العدد الكبير من مجموعات المعارضة".
وفي الوقت الذي أشار فيه التقرير الى ان المحادثات لا يبدو انها حققت الكثير من التقدم، غير أنه نبه الى ان مجرد اجرائها دون مشاركة اميركا يؤكد على التحولات في الديناميات السياسية في الشرق الاوسط، اذ ان اللاعبين الاقليميين يبدو انهم باتوا "اكثر استعداداً لتخطي واشنطن من اجل عقد الاتفاقيات مع روسيا"، بحسب تعبير التقرير.
كذلك نقل التقرير عن المدعو "علي الشيخ عمر" -وهو أحد قادة ما يسمى "المتمردين" في حلب- أن المسؤولين من المعارضة المزعومة في مناطق حلب الشرقية اتفقوا على تشكيل فريق للانضمام الى المفاوضات مع روسيا من اجل وقف القصف على المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون في حلب".
غير أن التقرير نقل بالوقت نفسه عن أحد قادة ما يسمى "المتمردين" "أن هذه المفاوضات لم تجر، لكنّه نقل عن دبلوماسي غربي مضطلع ايضاً وجود معلومات تفيد بأن طائرة عسكرية روسية توجهت من مدينة اللاذقية السورية الى العاصمة التركية انقرة بتاريخ الرابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمر الماضي، اي قبل قرابة اسبوع.
كما نقل التقرير عن الخبير المختص بالملف السوري "Charles Lister"، والذي لديه علاقات وطيدة بالمجموعات المسلحة في سوريا "أن الاجتماع الاول بين روسيا وتركيا و"المتمردين" عقد يوم الاثنين الماضي في انقرة، وان اجتماعا آخر من المرجح ان ينعقد يوم السبت القادم".
الا ان “Lister” اكد على صعوبة ان تستجيب "المعارضة" للمطالب الروسية لجهة نقل الاسلحة الثقيلة الى خارج حلب والانفصال عن جبهة "النصرة" في الخطوط الامامية.
أميركيون صهاينة يطالبون ترامب بالتصعيد ضد الرئيس السوري وحلفائه
وفي سياق آخر، كتب الباحثان بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى "Dennis Ross" (وهو الدبلوماسي الاميركي السابق المعروف بولائه للكيان الصهيوني) و“Andrew Tabler” مقالة نشرتها مجلة "Foreign Affairs" شددا فيها على أن التحدي الاكبر الذي سيواجهه الرئيس الاميركي المنتخب على صعيد السياسة الخارجية هو الملف السوري، وقالا "ان محاربة "داعش" فقط قد لا يكون كافياً"، على حد تعبيرهما.
الباحثان اللذان يعملان في احدى اكثر المراكز الصهيونية في اميركا، زعما ان القضاء على "داعش" واقتلاع التطرف يتطلب ان تساعد الولايات المتحدة الجماعات المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها وفي الوقت نفسه ممارسة الضغوط على ايران وروسيا من اجل حثهما على التحرك نحو حل سياسي "قابل للتطبيق"".
وأضاف الباحثان "ان ذلك يتطلب من ترامب ان يكون اكثر استعداداً للضغط على موسكو وطهران، وأن يكون مستعداً لفرض إجراءات عقابية على كل منهما في حال عدم الوفاء بالتزاماتهما"، على حد تعبير الكاتبين.
وأشار الكاتبان الى "ان السياسة الاميركية حتى الآن ملتزمة بوحدة سوريا (على حد ادعائهما)، وذلك استناداً الى قرار مجلس الامن رقم 2254 الذي جدّد التأكيد على سيادة واستقلال ووحدة الاراضي السورية"، واضافا "ان امام ادارة ترامب خمسة خيارات لتحقيق هذا الهدف وهي: اقامة مناطق حظر طيران، ضربات جوية تستهدف الجيش السوري من اجل "فرض تطبيق وقف اطلاق النار"، بحسب تعبيرهما، تسليح جماعات مسلحة معينة تصنف "بغير الجهادية""، اضافة الى فرض العقوبات والعمل الدبلوماسي.
بالنسبة للخيار الاول المتمثل بإقامة مناطق حظر طيران أو "مناطق آمنة"، ادعى الكاتبان ان هذا الخيار يحظى ببعض التأييد من قبل كل من ترامب ونائب الرئيس المنتخب “Mike Pence”، وأضافا "إن مناطق حظر طيران محدودة" هي موجودة اصلاً في المناطق الحدودية السورية مع كل من تركيا والاردن، لافتان الى ان المنطقة التي تعمل فيها تركيا شمال حلب هي خير دليل على انشاء مثل هذه المناطق "من دون مواجهة عسكرية"، بحسب قولهما، كما أضافا ان "الاستراتيجية الاميركية الذكية" هي التي تضم نشر قوات خاصة اميركية من اجل تحصين المناطق الآمنة وشن ضربات جوية وكذلك استخدام صواريخ كروز من اجل ضرب الطيران وسلاح المدفعية لدى الجيش السوري".
كما طرح الكاتبان خيارا يتمثل بشن ضربات عن مسافة بعيدة من اجل ما اسمياه فرض تطبيق اتفاقيات وقف اطلاق النار، وفي الوقت نفسه قالا "ان الولايات المتحدة يمكن أن تقدم اسلحة "نوعية جديدة" الى بعض الجماعات المسلحة"، لكنهما شددا على "ان الدعم لما اسمياه "الجماعات غير الجهادية" لن ينجح الا اذا التزمت الولايات المتحدة بمحاربة النظام السوري"، بحسب قولهما.
الكاتبان اكدا ايضاً على ضرورة توجيه رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها "ان واشنطن ستكون مستعدة لشن ضربات عسكرية ضد الجيش السوري في حال انتهك الرئيس السوري بشار الاسد اي من المبادئ مثل ما اسمياه "انشاء ممرات انسانية" وصياغة دستور جديد والموافقة على مرحلة انتقالية لمدة 18 شهراً".
كذلك شدد الكاتبان على ضرورة ان يوجه ترامب رسالة واضحة الى بوتين بان مواصلة الدعم الروسي للاسد "حتى بينما لا يفي الاخير بالتزاماته حيال قرار رقم 2254" (بحسب تعبيرهما) يعني ان موسكو قد تصبح عالقة فيما وصفاه "بالحرب المكلفة التي لا يمكن ان تنتصر فيها"، كما اضافا "ان الولايات المتحدة يجب ان تؤكد على ان "لا حل سياسي يشمل كل انحاء البلاد طالما بقي الاسد بالسلطة".
التوتر التركي السوري بعد تحرير كامل مدينة حلب
الباحث “Francesco Belcastro” سلّط الضوء في مقالة له نشرت على موقع “National Interest” على سيطرة الجيش السوري وحلفائه على كامل مدينة حلب، معتبراً أن ذلك قد يؤدي الى رفع حدة التوتر بين سوريا وتركيا، كذلك الى تفاهم جديد بين القوى الكردية الموالية للحكومة السورية والحكومة العراقية.
وأشار الكاتب الى "انه وعلى الرغم من التقارير التي تحدثت عن اشتباكات بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردية في الحسكة خلال الصيف الماضي، فإن هناك مصلحة مشتركة بين الحكومة السورية والوحدات الكردية التي هي الهدف الاساس للاجتياح التركي في المناطق الحدودية السورية.
كما لفت الكاتب الى "ان المخاوف السورية من التواجد التركي في اراضيها قد يؤدي الى تعزيز الاصطفاف بين دمشق وبغداد، اذ يتشارك السياسيون العراقيون مخاوف مماثلة حيال التدخل التركي في عملية تحرير الموصل"، مشدداً على "ان السيطرة على حلب ستشكل خطوة هامة للحكومة السورية لكنه نبه بالوقت نفسه الى انها لن تنهي القتال، بل ستشكل بدء مرحلة جديدة في النزاع".