ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: عصر الهيمنة الغربية قد ولى في ظل صعود دول مثل روسيا والصين وايران

الصحف الاجنبية: عصر الهيمنة الغربية قد ولى في ظل صعود دول مثل روسيا والصين وايران

اعتبر صحفيون أميركيون يمينيون موالون للكيان الصهيوني "أنّ عصر الهيمنة الغربية قد ولى في ظل صعود دول مثل روسيا والصين وايران، معتبراً ان ما يحصل في مدينة حلب خير دليل على ذلك.

في هذا الوقت، شنت صحف أميركية حملة شيطنة ضد روسيا واتهمتها بالتخطيط لزعزعة استقرار بعض الدول الاوروبية، فيما شدد صحفيون أميركيون على ان الشخصيات التي عينها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب في المناصب الامنية الحساسة ترى بأن "داعش" و"القاعدة" هي تنظيمات عقائدية دينية تستند الى المدرسة السلفية.

تعيين "Mattis" وزيراً للحرب في ادارة ترامب المقبلة

بدورها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً حول إعلان الرئيس الاميركي المنتخب اختيار الجنرال المتقاعد “James Mattis” لتولي منصب وزير الحرب الاميركي.

وأشار التقرير الى أن "Mattis" يبلغ من العمر 66 عاماً وكان قد قاد فرقة من قوات المارينز الى بغداد خلال الاجتياح الاميركي عام 2003، مضيفاً "ان الجنرال الاميركي المتقاعد قاد القوات الاميركية خلال معركة الفلوجة الصعبة عام 2004، وانه تولى منصب قائد القيادة الوسطى الاميركية بين عامي 2010 و2013، حيث كان مسؤولاً عن العمليات العسكرية في الشرق الاوسط وجنوب غرب آسيا.

 

الصحف الاجنبية: عصر الهيمنة الغربية قد ولى في ظل صعود دول مثل روسيا والصين وايران

الصحف الأجنبية

 

 كذلك نبّه التقرير الى "أن ادارة اوباما قامت بإقالته من منصب قائد القيادة الوسطى لانها اعتبرت ان مواقفه تجاه ايران كانت متشددة جداً".

وهنا نبه التقرير الى "ان إصرار “Mattis” على أن ايران هي التهديد الاكبر للسلام في الشرق الاوسط (على حد زعمه)،اضافة الى انتقاداته اللاذعة لسياسات ادارة اوباما في محاربة داعش جعلت منه خياراً مناسباً لترامب.

كما لفت الى أن الجنرال الاميركي المتقاعد كان قد قال أمام الكونغرس ان سياسة ادارة اوباما لجهة الانسحاب من الشرق الاوسط ساهمت بصعود التطرف بالمنطقة، الا ان التقرير اشار في الوقت نفسه الى ان “Mattis” لديه مواقف مختلفة عن مواقف ترامب في ملفات سياسية بارزة، اذ انه يعتبر بان تصريحات ترامب الايجابية تجاه روسيا نابعة من قلة المعلومات، كما انه ينظر بقلق الى سياسات موسكو في سوريا والبلقان واوكرانيا" وفق تعبيره، علاوة على ذلك فان “Mattis” ورغم موقفه المتشدد حيال ايران غير انه يرى بان تمزيق الاتفاق النووي سيلحق الاذى بالولايات المتحدة، ويفضل التعاون مع حلفاء واشنطن من اجل تنفيذ بنود الاتفاق.

التقرير نبه الى أن “Mattis” سيكون أول جنرال أميركي سابق يتولى منصب الحرب منذ “George Marshall” في اوائل الخمسينيات، مضيفاً "ان “Mattis” سيحتاج الى تناول "الكونغرس" كي يوافق على هذا التعيين، غير انه لفت بالوقت نفسه الى أن الجنرال الاميركي المتقاعد يحظى بدعم قوي في الكونغرس وخاصة من السيناتور الجمهوري "جون مكين" الذي هو رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.

زوال عهد الهيمنة الغربية

بدوره، كتب “Charles Krauthammer” مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" قال فيها "ان عصر الهيمنة الاميركي قد ولى بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على انهيار الاتحاد السوفييتي".

وأضاف الكاتب -الذي يعد من اكثر الصحفيين اليمينيين والموالين لكيان الاحتلال "الاسرائيلي"- "ان من أسماهم بالانظمة الاستبدادية عادت من جديد وان "الديمقراطية في موقع الدفاع" على حد تعبيره، معتبراً ايضاً ان الولايات المتحدة تتراجع.

ورأى الكاتب أن ما يجري في مدينة حلب خير دليل على هذا التقييم، حيث هناك ما اسماه "مقاومة مدعومة من الغرب" هي على حافة "الابادة"، مضيفاً "إن روسيا تسقط القنابل بينما "الولايات المتحدة تصدر البيانات" بحسب تعبيره.

وتابع الكاتب "ان الغرب بصدد الانكفاء الى الداخل وبالتالي ترك الساحة لمن اسماهم السلطويين في روسيا والصين وايران" حسب زعمه، كما اشار الى "ان المرشح الرئاسي الجديد لحزب المحافظين في فرنسا (رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون) ليس معاديا للرئيس الروسي فلادمير بوتين، وكذلك الامر بالنسبة الى دول في شرق اوروبا مثل المجر وبلغاريا وحتى بولندا".

كذلك اعتبر الكاتب "ان سياسة اوباما المعلنة "بعزل روسيا" لم تنجح"، اذ ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري "يتوسل الى روسيا" في الملف السوري، على حد تعبير الكاتب نفسه.

وفيما يخص الاتحاد الاوروبي فقد حذر الكاتب من ان هذا النادي الدولي قد يتفكك قريباً مع انتشار حركات مماثلة لحراك “Brexit”، مضيفاً "ان الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تتسارع من اجل اعادة فتح العلاقات الاقتصادية مع ايران".

اما الصين فرأى الكاتب "ان سياسة ادارة اوباما القائمة على الاستدارة نحو آسيا والمحيط الهادئ هي عبارة عن "فشل ذريع"، اذ ان الفلبين انضمت الى المعسكر الصيني وماليزيا"، منبهاً من أن بقية الدول الآسوية الحليفة لواشنطن بدأت تنظر ايضاً بإمكانية الانضمام الى المعسكر الصيني، ولفت الى ما قاله الرئيس الصيني خلال قمة الدول المطلة على المحيط الهادئ الذي انعقد في البيرو الشهر الفائت، حيث أشار الى استعداد الصين لقيادة اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، وهي الاتفاقية التي تخلى عنها كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في اميركا.

الكاتب رأى "أن الانسحاب الاميركي بدأ مع أوباما الذي قال انه "تخلى عن العراق" وقام "بارضاء روسيا" و"مارس المرونة مع ايران"، معتبراً "ان الرئيس المنتخب ترامب يريد الاستمرار بهذا الانسحاب لكن لأسباب مختلفة تماماً".

شيطنة موسكو

مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" من جهته نشر مقالة زعم فيها ان عناصر استخباراتية روسية اتهمت بتدريب "مليشيا" من "النازيين الجدد"، وان موسكو متهمة كذلك بالتخطيط لانقلاب "دموي" في “Montenegro” (الجبل الاسود)،التي توشك على الانضمام الى حلف "الناتو".

وأشارت الصحيفة الى ما زعمته لجنة الأمن القومي المجرية بأنّ دبلوماسيين روسيين يرتدون الزي الرسمي للاستخبارات العسكرية الروسية شاركت بمناورات تدريب مع عناصر من جبهة الحركة الوطنية في المجر، وهي مجموعة يقال ان لديها روابط مع الفاشية.

وعليه ادعت الصحيفة انه "يبدو بأن نظام فلاديمير بوتين متورط بشكل وثيق مع حركة مسلحة ملتزمة بإعادة الفاشية الى المجر".

وفيما يخص الجبل الاسود، فأشارت الصحيفة الى أن سلطات هذا البلد قد زعمت بأن عناصر استخباراتية روسية حاولت تنظيم انقلاب بتاريخ السادس عشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي، وهو اليوم الذي جرت فيه الانتخابات البرلمانية بهذا البلد، كما تابعت "ان الخطة كانت تقضي باستياء عناصر مسلحة على مبنى البرلمان ومن ثم اغتيال رئيس الوزراء السابق “Milo Djukanovic” الذي كان لا يزال في منصبه آنذاك".

الصحيفة أضافت "ان المحليين انما يقولون ان مثل هذه المساعي لما أسمته "زرع الفوضى" في الدول المرتبطة بحلف "الناتو" هي غير مسبوقة"، وتابعت "انها تعكس نظام ترك المجال مفتوحاً لعناصره الاستخباراتيين على اساس ان الغرب "الضعيف والمنقسم لن يرد"،على حد تعبير الصحيفة، وعليه شددت على ضرورة أن يأخذ الغرب موقفا اكثر تشدداً تجاه موسكو والا فإن الاخيرة ستتسبب بالمزيد من المشاكل، بحسب ما زعمت الصحيفة.

معاونو ترامب يعتبرون ان "داعش" و"القاعدة" تنتميان الى مدرسة الفكر السلفي

من ناحيته، كتب الصحفي “Uri Friedman” مقالة نشرها موقع “DefenseOne” حملت عنوان "الحرب القادمة على الاسلام الراديكالي"، حيث أشار الى ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وخلافاً للرئيس الحالي باراك اوباما وكذلك الرئيس السابق جورج بوش، قد يتبع سياسة تعتبر ان هناك صراع حضارات بين العالمين الغربي والاسلامي".

و اذ أشار الكاتب الى أن بوش الابن شدد على أن الدين الاسلامي لا علاقة له بايديولوجية الارهابيين، نبه من ان الكثير من الشخصيات التي عينها ترامب في مناصب امنية حساسة انما تعتبر بان الولايات المتحدة هي في حالة حرب مع "الاسلام الراديكالي" او "الاسلاموية"" على حد تعبيره.

وأضاف الكاتب "ان هذه الشخصيات وصفت هذه الحرب على أساس انها صراع ايديولوجي من أجل "الحفاظ على الحضارة الغربية"، بالتالي يرون انها شبيهة بالحروب ضد النازية والشيوعية".

وأوضح الكاتب "انه وبحسب عقلية هذه الشخصيات، فإن الحرب لا تنحصر ضد "سنة او شيعة"، حيث يعتبرون ان "داعش" وايران هما وجهان لعملة واحدة، على حد زعمه، لافتاً الى ان ترامب قد ذهب ابعد بكثير من العديد من قادة الحزب الجمهوري حيث قال قبل اشهر: "اعتقد ان الاسلام يكرهنا".

كذلك استشهد الكاتب بما قاله “Steve Bannon” الذي عينه ترامب بمنصب كبير استراتيجيين البيت الابيض، وذلك خلال كلمة القاها بالفاتيكان عام 2014 تحدث فيها عن الحرب الجارية ضد ما اسماها "الفاشية الجهادية الاسلامية"، واعتبر انها أحدث مرحلة فيما اسماه "الصراع الوجودي بين الغرب اليهودي المسيحي من جهة والعالم الاسلامي من جهة".

وقال الكاتب "ان هذه الشخصيات التي عينها ترامب انما تعتبر ان سياسات اوباما خاطئة لأنه "لا يفهم جوهر التهديد الجهادي" حسب تعبيره، مضيفاً "ان ذلك على سبيل المثال دفع “Michael Flynn” الى التأكيد على أهمية مصطلح "الاسلام الراديكالي""، ونبه الى ان هذه الكلمات والمصطلحات ترمي للاشارة الى ان الكثير من قادة الجماعات مثل "داعش" و"القاعدة" هم فعلاً "عقائديون واتباع المدرسة السلفية" بحسب تعبيره.

وبالتالي، وبحسب شخصيات مثل “Flynn” فإنّ النظر الى هؤلاء على أساس انهم مجرد دمويين لا يؤمنون بشيء ويجب قصفهم، سيؤدي الى استبدالهم بعقائديين آخرين، مما يعني ان الحرب لن تنتهي (وفقاً لعقلية معاوني ترامب).

وأشار الكاتب الى ان “Flynn” كان قد توصل الى هذه القناعات بعد ان استجوب عددا من المشتبهين الارهابيين في العراق وافغانستان عندما كان ضابط استخبارات في قيادة العمليات الخاصة المشتركة.

وذكّر بما قاله “Flynn” خلال مقابلة بشهر تشرين الاول اكتوبر الماضي حيث تكلم حينها كيف انه توصل الى استنتاج بان تنظيم "القاعدة" لا يتكون من اشخاص بل هو عبارة عن عقيدة تستند على "نموذج معين من الاسلام" على حد تعبيره.

ولفت الكاتب الى ان التحالفات الاميركية قد تتغير ايضاً، اذ يريد ترامب التعاون مع روسيا في محاربة "داعش"، بينما أشاد كل من “Flynn” و “Mike Pompeo” (وهو الشخص الذي اختاره ترامب لتولي منصب مدير ("ال-“CIA) بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ويريدان دعم مثل هذه الاصوات في المنطقة".

وبينما اعتبر الكاتب ان ترامب ومستشاريه ليسوا مستعدين كما ادارة بوش لما اسماه "بناء الدول والترويج للديمقراطية في الخارج"، حذر من انهم يؤيدون سياسة استعراض القوة التي اتبعها بوش.

واستشهد بما سبق وكتبه “Flynn” عن ضرورة حرمان من اسماهم "الجماعات الجهادية" من الملاذات الآمنة وان يتم وضع الدول التي توفر هذه الملاذات امام خيار: اما أن تقضي على العناصر الراديكالية والا قد تكون معرضة لهجوم مباشر (من قبل اميركا نفسها)".

2016-12-02