ارشيف من :أخبار لبنانية
تأليف الحكومة في مرحلة جمود والعقدة ليست في تمثيل الوزير فرنجية

في وقت يشهد المحيط تطورات ميدانية وسياسية بانتظار استلام دونالد ترامب لمقاليد الرئاسة الأمريكية وما يمكن ان يقوم به من تغييرات.. بقيت المراوحة في تأليف الحكومة سيدة الموقف على الساحة المحلية.
ورجحت الصحف أن عقدةَ تمثيل الوزير فرنجية ليست ما يَعوق ولادة التشكيلة الحكومية، في وقت عبّر الرئيس نبيه بري عن خشيته من إطاحة قانون الانتخاب.
وفي مسألة تورّط اللبناني اسكندر صفا ببناء السفن الحربية للعدو الصهيوني، جاء مقال لصحيفة "يدعوت احرونوت" ليؤكد تورط هذا العميل وعلاقته التاريخية مع الموساد.
بانوراما الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 06-12-2016
"السفير": العهد مُحرج بحكومته المؤجلة.. هل يبادر؟
رأت صحيفة "السفير" انه حتى الآن، لا يستطيع أحد تحمل كلفة القبول بـ «قانون الستين»، ولو أن هذا «الفيل الكبير» يجلس في أحضان الجميع، ولكن من دون أن يقر أحد بمشاهدته ولا حتى بالشعور بأصل وجوده. أيضا لا يريد الكل أمام «الدول» من جهة وأمام جمهوره من جهة أخرى، تحمل مسؤولية تطيير الانتخابات (التمديد) تحت أي عنوان سياسي أو تقني كان.
واعتبرت أن مشكلة التأليف الحكومي أن الأطراف المسيحية تُقارب الأمور من زاوية ما سينتجه المجلس النيابي المقبل من أحجام ربطا بالواقع المسيحي المتحرك، وخصوصا الحسابات الرئاسية المفتوحة بعد ست سنوات.
معظم الخطوط السياسية مفتوحة يوميا، خصوصا بين نادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة المكلف وبين المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي الوزير علي حسن خليل. الاثنان كانا قد اجتمعا في نهاية الأسبوع وأطلعا مباشرة الرئيس بري على الأفكار المطروحة لكسر الجمود الحكومي، خصوصا أن نادر الحريري على تواصل يومي مع وزير الخارجية جبران باسيل.
في السياق نفسه، بقيت القنوات مفتوحة بين باسيل وممثل قيادة «حزب الله» في المفاوضات الحكومية الحاج وفيق صفا. التفويض للرئيس بري ما زال قائما والعرض الذي قدمه لم يأت أحد ببديل أفضل منه.. ولا بأس بترجمة سريعة للتواصل بين بعبدا وبنشعي.
وتابعت الصحيفةحتى الآن، كل المؤشرات لا تبشر بأي انفراج حكومي قريب. التبريد المتعمّد يجري استثماره إعلاميا وسياسيا بإظهار أن المعرقل هو جماعة «8 آذار» خصوصا في ظل التناقض الواضح القائم بين «التيار الحر» و «المردة». السؤال الأساس من سيصرخ أولا إذا طال أمد مشاورات التأليف؟
وختمت الصحيفة.. حتما لا أحد محرج بالوقت إلا العهد الجديد.. المبادرة بيد رئيس الجمهورية وكل يوم تأخير يؤدي إلى الإنقاص من رصيده الشعبي والسياسي.
"البناء": برّي يخشى إطاحة قانون الانتخاب
على صعيد متصل، نقلت "البناء" عن زوار عين التينة جزمهم بأن «حقيبة الأشغال قد حُسمت من حصة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولا تنازل عنها إطلاقاً»، وأوضحوا أنه «إذا أرادت القوات أخذ الأشغال فتكون قد ضربت مبدأ القديم على قدمه المتفق عليه بين الرئيسين عون والحريري والقوى السياسية الأساسية، وطرحت مبدأ المداورة من جديد وحينها على كافة الأطراف التخلي عن الوزارات المكتسبة من حكومة تصريف الاعمال».
وعن سريان هذا المبدأ على المرده بإسنادها وزارة الثقافة التي تتولاها حالياً، أشار زوار رئيس المجلس الى أن «وضع المرده بالذات مختلف وله علاقة بمرحلة ما قبل انتخاب الرئيس وما بعده، لا سيما أنّ فرنجية كان مرشحاً رئاسياً»، مشيرين الى أن رئيس المجلس قدّم كلّ التسهيلات وأعلن استعداده مراراً للتوسط مع فرنجية، لكن لم يتلقف الآخرون ذلك، كما أن همّ الرئيس بري تأليف الحكومة بأسرع وقت لأن لديه مخاوف جدية من أن تطيح عرقلة تشكيل الحكومة قانون الانتخاب».
وشدد زوار بري على أنه «لن يدخل أي حكومة إلا بحقيبة أساسية وازنة للمرده، مهما كان الثمن. وهذا قرار نهائي وما يقبله ويرتضيه فرنجية يقبل به بري، فلماذا لا يُعطى الطاقة أو الاتصالات أو الأشغال؟ أو فلتعطَ التربية والأشغال لبري، وهو يتفق مع فرنجية حينها». وينفي زوار عين التينة أي نية لدى رئيس المجلس لمعاقبة الحريري على خياره الرئاسي دون التشاور معه، مؤكدين أن بري «سهّل للحريري الذي اشتكى لرئيس المجلس صعوبة تشكيل حكومة ثلاثينية وطالباً اعتماد صيغة الـ24 وزيراً فقبل بري». وحذرت المصادر من أن «البلد لا يحتمل إطالة أمد التأليف أشهراً عدة»، مبينة أن «لا مانع لدى بري من أن يزور فرنجية بعبدا للوقوف على خاطره وهو الذي نصح الرئيس عون في الاستشارات النيابية بأن يبادر تجاه رئيس المرده».
"الجمهورية": مراوحة في التأليف
من جهتها أشارت "الجمهورية" إلى أن المعطيات أمس دلّت إلى أنّ عملية تأليف الحكومة ذاهبة إلى مزيد من المراوحة التي تكاد تتحوّل جموداً يهدّد العهد بالاستنزاف. وبدا أنّ عقدةَ تمثيل فرنجية ليست هي ما يَعوق الولادة الحكومية، وإنّما ذهابُ غالبية القوى السياسية إلى الانتخابات النيابية قبل موسم الانتخابات، بدليل أنّ التحالفات الانتخابية وربّما السياسية، بدأت تُنسَج منذ الآن، على مسافة أقلّ مِن ستّة اشهر من موعد الانتخابات.
ويتظهّر من خلفِ المواقف رغبةٌ جامحة لدى كثيرين بالتمسّك بأهداب قانون الستّين النافذ. لكن ثمَّة مخاوف بدأت تثيرُها خلفية القوى المتمسّكة بهذا القانون، إذ إنّه سيُعيد إنتاجَ الحياة السياسية القائمة «معجَّلةً مكرّرة» بحيث لا يَدخل دمٌ جديد إلى هذه الحياة، وتنعدم بذلك فرَصُ تطوير النظام نحو الأفضل.
ويقول مواكبون لأجواء التأليف المتعثّر «أنّه إذا كان وضعُ التأليف كما يقول المعنيون بالملفّ الحكومي قد استوى باستثناء عقدةِ تيار «المردة»، وأنّ بقيّة التفاصيل منجَزة، فما الداعي لتأخير الحكومة، خصوصاً أنّ حلّ عقدةِ فرنجية قد تكفّلَ به رئيس مجلس النواب نبيه بري على أساس أن يُعطى فرنجية حقيبةً أساسية، حتى إذا لم يقبَل بها سارَع بري إلى معالجتها معه».
في غضون ذلك، قال مطّلعون على المفاوضات الحاصلة «إنّ الأحاديث عن زيارة يمكن أن يقوم بها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل إلى بنشعي ليست مطروحة، وهي أثيرَت فقط في الإعلام، وإنّ فرنجية أبلغَ الوسطاء رأيَه بشكل واضح وبسيط، فهو لا يربط لقاءَه بعون بتشكيل الحكومة، فلماذا اعتبارُ أنّ العقدة تُحَلّ بمجرّد أن يزور بعبدا، وأنّه سيقدّم تنازلات ؟ اللقاء يخفّف من الحدّية حتماً لكنّه لا يحلّ المشكلة.
وفي السياق، قال الوزير السابق يوسف سعادة لـ«الجمهورية»: «لا ربطَ بين ملفّ تشكيل الحكومة ولقاء عون ـ فرنجية، فالأوّل منفصل تماماً عن الآخَر، وموقفُنا منه معروف، أمّا الثاني فهو جلسة مصارحة يمكن أن تؤسّس لعودة العلاقة إلى طبيعتها، وإلّا ستبقى هذه العلاقة رسمية تَحكمها الأصول والبروتوكول».
"الأخبار": إسرائيل: إسكندر صفا عميلنا!
وبعيدًا عن زواريب الملفات السياسية الداخلية.. زادت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس، في مقالٍ ثانٍ بعد مقال أول قبل يومين، فصلاً جديداً من حكاية ارتباط رجل الأعمال اللبناني اسكندر صفا بالعمل لدى الموساد وبناء السفن الحربية الإسرائيلية. تلك السفن، نفسها، التي تدكّ بها إسرائيل أرض لبنان وفلسطين، وتقتل اللبنانيين وتدمر بيوتهم. وصفا هو نفسه شريك تجاري مع آن ماري سمير مقبل، ابنة وزير الدفاع، في الدولة التي يُدمّر وطنها ويُقتل أبناؤها! فهل الأمر كله مختلق؟ أم إنها حقيقة ينبغي للسلطات الأمنية والقضائية التحرك إزاءها؟
وكما يبدو، فإن «استدراك» الصحيفة الإسرائيلية، في تقريرها الجديد، جاء ليطمئن الإسرائيليين إلى أن بناء السفن الحربية في أيدٍ أمينة، ولن تتسرب عنه معلومات حساسة إلى أيدٍ معادية. إذ إن صفا، بحسب الصحيفة، صديق قديم لإسرائيل، وله علاقات واتصالات ولقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، سياسيين وأمنيين، بدأت منذ عام 1989، على خلفية المساعي الإسرائيلية للكشف عن مصير الطيار الإسرائيلي المفقود، رون أراد، الذي أسقطت المقاومة طائرته فوق لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، وغيرها من القضايا.
تقرير الصحيفة الإسرائيلية أمس، بدأ بحبكة درامية، جرت أحداثها قبل عقود على متن أحد اليخوت الفاخرة على الشواطئ الفرنسية: يقترب شاب إسرائيلي يعرف عن نفسه باسم «عاموس» من الصحافي الفرنسي «روجيه أوك»، (الذي كان ضمن الرهائن الغربيين في لبنان في الثمانينيات)، ويقول له: «لدينا طيار، يدعى رون أراد، محتجز أسيراً منذ 1986» في لبنان. كلام «عاموس» أتى من دون مقدمات زائدة وأضاف: «نعتقد أن من حررك من الأسر يمكنه أن يساعدنا».
وتساءلت "ألأخبار".. أين صلة إسكندر صفا باللقاء على الريفييرا الفرنسية؟ أوك نفسه، يصف هدف الكلام الإسرائيلي في كتابه الذي نشر بعد وفاته عن سيرته الذاتية، أن الحديث يتعلق برجل الأعمال اللبناني إسكندر صفا، المعروف باسم «ساندي».