ارشيف من :أخبار لبنانية

حلب أمام الربع الأخير للعودة إلى سوريا.. والأجواء الايجابية تعود إلى قطار التأليف الحكومي

حلب أمام الربع الأخير للعودة إلى سوريا.. والأجواء الايجابية تعود إلى قطار التأليف الحكومي

تتجه الأنظار إلى الشمال السوري حيث تلفظ الجماعات المسلحة في حلب القديمة أنفاسها الأخيرة في المدينة القديمة بعد أن ضاق الخناق عليها أكثر فأكثر، وباتت محصورة في أقل من 20% من العاصمة الثانية لسوريا، في ظل تقدّم واضح للجيش السوري وإخراجه ما أمكن من المدنيين.

محليًا يبدو أن المراوحة التي سيطرت على ملف التأليف الحكومي بدأت عجلتها بالتحرك، وعاد الحديث عن أجواء إيجابية مترافقة مع حلول الأعياد، خاصة ما صدر من مواقف أخيرة للوزير جبران باسيل، كما أن الجميع بانتظار مواقف مهمة للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في كلمته المتلفزة يوم الجمعة.

حلب أمام الربع الأخير للعودة إلى سوريا.. والأجواء الايجابية تعود إلى قطار التأليف الحكومي

بانوراما الصحف المحلية ليوم الاربعاء 07-12-2016


"السفير": حلب: الربع الأخير للمسلحين

فقد رأت "السفير" أن ثلاثة أرباع المساحة التي كان يسيطر عليها المسلحون في حلب باتت في قبضة الجيش السوري. عشرة محاور مشتعلة في وقت واحد، انهيارات بالجملة في صفوف المسلحين، خمسة أحياء سيطر عليها الجيش دفعة واحدة، ردت عليها الفصائل المسلحة بمحاولة هجوم على المحور الشمالي الغربي لمدينة حلب مُنيت بالفشل، في حين تساقطت عشرات القذائف على قرى نبل والزهراء شمال حلب، وكفريا والفوعة في ريف إدلب مخلفة عشرة شهداء والعديد من الإصابات في صفوف المدنيين.
ومساء شهدت صفوف المسلحين انهياراً واسعاً في المدينة القديمة شمال القلعة.

وبعد يومين فقط من توسيع الجيش السوري نطاق عملياته العسكرية للسيطرة على ما تبقى من أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المسلحين، وبعد يوم واحد فقط من محاولة مقاتلي «المعارضة» التصدي لعمليات الجيش عبر شن هجمات على مستشفى العيون وحي قاضي عسكر شمال شرق حلب، تابعت القوات الحكومية تقدمها في حي الشعار، آخر معاقل المسلحين القريب من طريق المطار، كما تقدمت وحدات أخرى من أقصى جنوب المدينة في محور جديد للعمليات تكلل بالسيطرة على تلة الشرطة الإستراتيجية، تبع ذلك سقوط سريع لقرية الشيخ لطفي، وحي المرجة الذي يمثل بوابة جديدة للضغط على المسلحين الذين باتوا محاصَرين في الزاوية الجنوبية لأحياء حلب الشرقية.

مصدر عسكري سوري ذكر لـ «السفير» أن عمليات الجيش السوري للسيطرة على حي الشعار بدأت من محورَين: محور انطلق من مواقع السيطرة الأخيرة وبالتحديد منطقة المواصلات القديمة، ومحور آخر من حي الصاخور، لتلتقي القوات في حي الشعار بعد ساعات قليلة من بدء عمليات التوغل البري.

وتساهم السيطرة على حي الشعار، إضافة إلى تأمين طريق المطار بشكل كامل، بتضييق الخناق على المسلحين عند محور المدينة القديمة، حيث استفاد الجيش من التراجع الكبير لمقاتلي «المعارَضة» على هذا المحور وحقق تقدما مهما نحو حي قرلق، الذي يمثل المدخل نحو حي باب الحديد وصولاً إلى قلعة حلب. وبهذا التقدم أيضاً باتت قوات الجيش على بعد نحو 700 متر فقط من قلعة حلب التي يحاصرها المسلحون من ثلاث جهات.

ونسبة للسقوط السريع في خطوط دفاع المسلحين، توقع مصدر عسكري تحدث إلى «السفير» أن تكلل عمليات الجيش السوري بالوصول إلى قلعة حلب خلال الساعات المقبلة، موضحاً أن التقدم الذي حققه الجيش خلال 24 ساعة يمثل قفزة مهمة في العمليات الميدانية، خصوصا أن سقوط خطوط دفاع المسلحين جرى بصورة أسرع بكثير مما هو متوقع.


"الأخبار": سوريا تستعيد حلب

بدورها أشارت "الأخبار" إلى انه مساء أمس، كرّت سبحة الانهيارات في صفوف المسلحين في أحياء حلب الشرقية. الانهيار الكبير لم يكن وليد ساعته، بل نتيجة ضغط نفسي وعسكري كبير يمارسه الجيش السوري وحلفاؤه في تلك الأحياء. أهم نتائج ذلك الضغط هو تحرير 80% من الأحياء، إضافة إلى دخول عدد كبير من المجموعات باب التفاوض مع الدولة السورية، لتبقى صيغة إخراج تلك المفاوضات بين «تسوية أوضاع» و«باصات إدلب الخضراء». أما «العقدة» الوحيدة فهي قرار البعض الانتحار. وهذا الأمر ــ بحسب مصادر قيادية في حلب ــ لن يغيّر شيئاً في المجموعات التي بلغت اليأس. فالقرار واضح وحاسم وسريع: كل حلب ستعود قريباً جداً، والمعركة الاستراتيجية والنفسية انتهت. سوريا استعادت حلب، وبقيَ رفع الأعلام

لم يعد أمام مسلحي الأحياء الشرقية في مدينة حلب من خيارات سوى القبول بتسوية بشروط الدولة السورية، أو الذهاب نحو قتال يائس في بقعة تتآكل بسرعة يوماً بعد آخر.

عملياً، عجلات هذه التسوية دارت منذ أيام وأنتجت اتصالات عديدة بين مسؤولين معارضين وممثلين عن الجيش السوري، إذ يعيش المسلحون منذ أسبوع أياماً عصيبة تحت ضغط نفسي وعسكري كبيرين، مع تواصل الهجمات والقصف على مواقعهم، وتمكّن الجيش والقوى الرديفة من تحرير أحياء إضافية من المدينة، بأسرع ممّا كان يتوقع أكثر المراقبين تفاؤلاً. مصادر عليمة بالجبهة في حلب تروي أنّ قادة المسلحين، بسبب وضعهم السيّئ للغاية، علّقوا آمالهم على إصدار مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، قراراً بهدنة في المدينة.
أكثر من ذلك، حاول حلفاؤهم في ريف حلب فتح جبهة جمعية الزهراء، غرب المدينة، في محاولة للقول إنّ المحاصرين في الأحياء الشرقية غير متروكين، لكن لم يحدث أيّ تغيير هناك، بل إنّ المصادر تؤكد أنه حتى لو نجح الهجوم جزئياً، فإنه لن يغيّر شيئاً في قرار المعركة. كذلك عمل المسلحون على خلق معادلة شبيهة بمعادلة «كفريا والفوعة ــ مضايا والزبداني»، عبر قصفهم المركّز والعنيف على قريتي كفريا والفوعة الإدلبيتين المحاصرتين من قبلهم، وإزهاق أرواح عشرات المدنيين هناك، لكن أيضاً من دون نتيجة.

القرار محسوم، يقول أحد القادة الميدانيين، بإعادة كل أحياء المدينة إلى سلطة الدولة السورية وقرارها. هذا القرار الذي تدعمه موسكو، وصل عبر قنواتها إلى واشنطن وأنقرة، والأخيرتان أبلغتا مسؤولي المجموعات المحاصرة بذلك، وهذا ما زاد الضغط النفسي عليهم، وأكد أنّ لا مجال لهم في حال أرادوا النجاة سوى القتال أو التسليم.

 

"الجمهورية": «نسمات» إيجابية تلفَح التأليف
محليا قالت مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» إنّ مراوحة التأليف قد كُسِرت، جرّاء مناخ الإيجابيات الذي عاد ليسيطر على المشهد السياسي العام. وهو ما عبّرت عنه المواقف الصادرة عن القوى السياسية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.

وتجلّى كسرُ المراوحة بمشاورات متتابعة بين عين التينة وبعبدا، وبين عين التينة و«بيت الوسط»، وبين «بيت الوسط» وتيار «المردة»، وبين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»... وأفضَت إلى تقدّم قد تشهده هذه المشاورات، قد تبرز نتائجه في الأيام القليلة المقبلة، إذا بقي على هذه الوتيرة، على حد قول مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، في وقتٍ أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «لا خوف من التأخير في تشكيل الحكومة، هذا أمرٌ عابر، وآملُ أن تتشكّل قريباً لتحقيق الأهداف التي حدّدناها وفي مقدّمها محاربة الفساد الذي ينهش قدرات الدولة».

وهذه الأجواء الإيجابية، أكدتها مصادر عاملة على خط التأليف التي قالت لـ«الجمهورية» إنّ «العقَد المتبقّية ليست مستعصية على الحلّ.

وهناك أجواء انفتاح ونيّات إيجابية قد ظهرَت على الخط. وكان اللافت للانتباه المؤتمر الصحافي «المدروس» لباسيل الذي تضمّنَ رسائلَ إيجابية وتطمينية في أكثر من اتجاه، في وقتٍ قالت مصادر أخرى إنّ الاتصالات الجارية بعيداً من الأضواء قطعت شوطاً طويلاً واتّخَذت أكثر من سيناريو تردّد أنّ أحدها يقترح إعادة إحياء التشكيلة الثلاثينية لتوسيع التمثيل السياسي والحزبي، ومِن ضمنها ضمان توزير الوزير طلال أرسلان و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» وإسناد حقيبتَين إلى تيار «المردة»؛ واحدة عادية والأخرى «وزارة دولة»، مع اقتراح آخر بإعادة توزيع الحقائب الخدماتية مجدداً والاحتفاظ بالوزارات السيادية وفق المتداوَل حالياً.

"البناء": عون سيفتح صدره لفرنجية
وفي ذات السياق أعربت مصادر تكتل التغيير والاصلاح عن تفاؤلها بـ«ولادة الحكومة قبل الأعياد متحدّثة عن اتصالات تحصل على هذا الصعيد، لكن خجولة ولا توحي بإنتاج حكومة في القريب العاجل»، موضحة أن «التيار الوطني الحرّ لا يوجه اتهامات لأحد بالتعطيل، إذ من حق كل طلب المطالبة بما يراه مناسباً للمشاركة، لكن الأمر تجاوز ذلك إلى المزايدات وتكبير في الأحجام». وأشارت إلى أن «العديد من العقد تمّ تذليلها في الآونة الأخيرة، لكن لم تصل إلى نهاية سعيدة وحزب القوات لم يعُد يشكل عقبة كما كان في بداية التأليف، حيث تم الاتفاق على حصة القوات بالتنسيق مع التيار ولا مشكلة بذلك».

وأكدت المصادر أن «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مصرّ على تشكيل حكومة في أقرب وقت ويسهل الكثير من الأمور أمام الرئيس المكلف وسيعمل على تجاوز عقدة الوزير سليمان فرنجية وسيفتح صدره له. وهو الذي كان يتمسّك بالتحالف مع رئيس المردة في عزّ الخلاف حول الرئاسة»، إلا أن المصادر نفت «علمها بأي صيغة لإخراج زيارة فرنجية الى بعبدا»، ووضعت رفع السقوف والمطالب في إطار العملية التفاوضية والكلام السياسي، مؤكدة أن ذلك «مستمر طالما لا تسوية حكومية».

2016-12-07