ارشيف من :أخبار لبنانية
حسم حلب خطوة نحو انهاء الحرب في سوريا

تناولت الصحف المحلية الصادرة اليوم العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وركز في افتتاحياتها على التقدم الكبير الذي يحققه الجيش السوري في حلب، وسط انهيارات المسلحين، الذين طلبوا هدنة، تؤمن لهم خروجاً من المدينة.
كما تناولت الصحف الشق الحكومي مشيرة الى الايجابيات الشكلية التي حصلت لكنها لم تؤد بعد الى تصاعد الدخان الابيض.
بانوراما الصحف المحلية
صحيفة "السفير": جنبلاط: الأسد انتصر.. وكثيرون يريدون قتلي
صحيفة "السفير" ترتفع شجرة الميلاد المضاءة في دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو عملا بتقليد قديم، يشمل إقامة عشاء عائلي ليلة العيد. إلا ان هذه الزينة الميلادية لم تكن كافية لإخفاء علامات القلق التي بدت واضحة على وجه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي».. وكلماته.
وتابعت الصحيفة لا يكابر جنبلاط وهو يتابع مشهد حلب ودلالاته. يعترف بأن الرئيس بشار الأسد يحقق الانتصار تلو الآخر، إنما من دون أن يدفعه ذلك الى التفكير، ولو لبرهة، بطرق أبواب دمشق مجدداً. يحاول الرجل تأمين انتقال هادئ ومتدرج لـ»السلطة» الى نجله تيمور، إلا أنه يخشى من مفاعيل الكفة الراجحة للأسد في الميدان، وصولاً الى تحسّسه بخطر داهم يحيط به.
لم يتردّد جنبلاط خلال حواره مع «السفير» في البوح بهواجسه الكامنة، قائلا: نعم.. بشار الأسد انتصر في حلب مستفيداً من تخلّي معظم المجتمع الدولي عن الشعب السوري، ولاحقاً سينقض على إدلب، وهذا يعني أن تأثيره في لبنان سيزداد، وأن القبضة الإيرانية ـ السورية على البلد ستشتدّ.
ويرى جنبلاط أن التذرع بالخطر التكفيري لـ«تبرير بعض المظاهر الاستعراضية ليس مقنعاً»، معتبراً أنه لا يوجد تهديد حقيقي من هذا النوع، يهدّد حاليا المناطق الدرزية في راشيا أو غيرها، ومستبعداً أن تحاول «جبهة النصرة» التمدّد في اتجاه هذه المناطق تحت ضغط تقدم قوات النظام على الجانب السوري من الحدود، «مع العلم أن دور «النصرة» مشبوه، وهناك خطوط مفتوحة بينها وبين الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل». وفي سياق شرح التهديدات التي يشعر بانه يتعرض لها، يشير جنبلاط إلى أن التحذيرات التي تلقّاها منذ فترة من جهات أمنية رسمية جدّية، «ما فرض عليّ عدم التحرك إلا في حدود ضيقة جداً»، كاشفاً عن أن «حزب الله» نصحه كذلك بأن يأخذ جانب الحيطة والحذر ويخفف من تنقلاته.
ويرى رئيس «الاشتراكي» أنه مهما تعدّدت تسميات المجموعات التي تحاول اغتياله فان المتهم الأساسي يبقى من وجهة نظره هو النظام السوري. ويضيف: لقد قيل لي ان «داعش» يريد قتلي، ثم أبلغوني بأن «الكاوبوي» كان يخطط أيضاً لاغتيالي بإيعاز إسرائيلي. وفي أحدث المعلومات التي وصلتني أنّ عماد ياسين الذي اعتقلته مخابرات الجيش في «عين الحلوة» اعترف بأنّني كنت مدرجاً على لائحة أهدافه.
ويتابع جنبلاط: أعتقد أنّ صاحب المصلحة الأكبر في التخلص مني هو النظام السوري الذي ازداد قوة بعد التطورات الميدانية على جبهات القتال، وأنا أقيم معظم الوقت في المختارة، تقيداً بالنصائح الأمنية، ولولا اضطراري إلى إجراء عملية بسيطة في إحدى عينيّ، ما كنت لآتي الى كليمنصو في هذا الظرف. ويلفت الانتباه إلى أنّ الذين كانوا يحمونه في سوريا لم يعودوا موجودين، من حكمت الشهابي إلى غازي كنعان وآخرين..
ولكن.. هل يمكن لوليد جنبلاط المعروف ببراغماتيته وتكيفه مع المستجدات أن يعيد يوماً ما مدّ الجسور مع الرئيس بشار الأسد، خصوصاً أنّ فرضية إسقاطه لم تعد واردة؟ يجيب جنبلاط: لن أنهي حياتي السياسية بإعادة ترميم العلاقة مع الأسد.. لست بهذا الصدد بتاتاً، حتى لو حقق النظام انتصاراً شاملاً. وعلى كلٍّ، سوريا التي أعرفها تغيرت ولا أظن أنّها ستعود، وأنا أنصح تيمور بأن يفعل الأمر ذاته عندما يتسلّم زمام القيادة.
ويبدي جنبلاط خشيته من تداعيات التحولات الديموغرافية في سوريا، تحت وطأة الحرب والتهجير، مشيراً إلى أنّ الكتل السكانية السنّية التي نزحت من المدن والبلدات التي كانت تقيم فيها، قد لا تعود إليها مستقبلاً على الأرجح، ربطاً بحسابات النظام.
ويؤكد جنبلاط أنه لن يترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة، إفساحاً في المجال أمام تيمور ليأخذ دوره كاملاً، مضيفاً: لقد قلت له انه لن يكون بالضرورة كمال أو وليد جنبلاط بل عليه أن يصنع شخصيته وتجربته، وقد أوصيته بأولوية المحافظة على السلم الأهلي، وبضرورة الانفتاح على الجميع، وحماية مصالح الدروز مع مراعاة توازنات النسيج اللبناني المرهف، والسعي الى فصل لبنان الصغير عن اضطرابات المنطقة وأزماتها، كما أوصيته بان تبقى فلسطين حاضرة لديه، ولو في الذاكرة والوجدان.
ويدعو جنبلاط إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، لافتاً الانتباه الى أنّه لا يوجد مبرر لهذا الصراع المحموم على الحقائب الوزارية في حكومة لن تستمر سوى لأشهر قليلة. ويبدي جنبلاط تفهمه لموقف الرئيس نبيه بري قائلاً: الكل يريدون أن يحافظوا على الحقائب الأساسية التي كانت بحوزتهم في حكومة تمام سلام، فلماذا يرفض البعض ان تبقى «المال» و»الاشغال» مع بري، عملاً بالقاعدة ذاتها.. لقد آن الأوان لوقف هذه المناورة في مواجهة رئيس المجلس..
ولا يبدي جنبلاط أي قلق من تحالف «التيار الوطني الحر»- «القوات اللبنانية»، مشدداً على أن العودة الى امتيازات الماضي لم تعد ممكنة لاعتبارات عدة، والمهم أن يكون طرفا هذا التحالف مقتنعيْن كذلك باستحالة العودة الى الوراء. ويضيف: ان الدور المسيحي في لبنان ضروري وحيوي، بأبعاده الحضارية والوطنية، وهو بمثابة صمام أمان حتى على مستوى العلاقات الاسلامية – الاسلامية. المهم، ألا يحاول أحد ان يحرف مجدداً هذا الدور عن مساره السليم لنبش قبور أوهامٍ، لم يعد من مجال لإعادة إحيائها.
وفي ما خص قانون الانتخاب، يتوقع جنبلاط الإبقاء على «قانون الستين» لأن المهلة الضيقة الفاصلة عن موعد إجراء الانتخابات النيابية لم تعد تسمح بإنتاج قانون جديد، موضحاً أنه يرجح ان يؤدي «الستين» في ظل تحالف «التيار» و»القوات» الى فقدانه مقعدين نيابيين مسيحيين في كتلته، معترفاً بأن خسائره ستكون أكبر إذا تم اعتماد النسبية.
صحيفة "النهار": معركة حلب تقترب من الحسم والأسد لا يراها نهاية الحرب
صحيفة "النهار "تطرقت الى الشأن الاقليمي وبالاخص السوري وكتبت تقول انه بعد ساعات من سيطرة قوات النظام السوري على احياء حلب القديمة التي انسحبت منها الفصائل المعارضة، الأمر الذي يحصر مقاتلي المعارضة في بقعة صغيرة نسبياً في ما تبقى لهم من الاحياء الجنوبية الشرقية، دعت هذه الفصائل الى هدنة موقتة خمسة ايام لاجلاء المصابين، بينما دعت ست دول غربية الى هدنة فورية. وفي المقابل اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان حسم معركة حلب “محطة كبيرة” نحو انهاء الحرب.
واقترحت فصائل المعارضة في بيان أصدرته مبادرة من أربعة بنود “لإنهاء معاناة” المدنيين، ينص أبرزها على “اعلان هدنة انسانية فورية لمدة خمسة ايام” يتم خلالها “اجلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج الى عناية مستعجلة، ويقدر عددها بـ500 حالة تحت رعاية الامم المتحدة”. وتنص المبادرة أيضاً على “اجلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة الى منطقة ريف حلب الشمالي حيث ان محافظة ادلب لم تعد منطقة آمنة بسبب قصف الروس والنظام للمدن والقرى فيها، كما انها لم تعد قادرة على احتواء المزيد من النازحين داخلياً”.
ولم تتطرق المبادرة الى مصير المقاتلين، لكنها نصت في بندها بندها الرابع على انه “عندما يتم تخفيف وطأة الحالة الانسانية في مدينة حلب الشرقية، تقوم الاطراف المعنيون بالتفاوض حول مستقبل المدينة”. وازاء “الكارثة الانسانية” الجارية في حلب، دعت ست عواصم غربية هي واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما وأوتاوا في بيان مشترك الى “وقف فوري للنار” في المدينة. وحضت الدول ايران وروسيا على “ممارسة نفوذهما” لدى النظام السوري للتوصل الى ذلك.
وجاء في البيان: “الاولوية الملحة القصوى هي لوقف اطلاق نار فوري يسمح للامم المتحدة بتسليم المساعدات الانسانية الى سكان حلب الشرقية ومساعدة الذين فروا” منها. واتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند روسيا بعرقلة مساعي الامم المتحدة حول سوريا بعد استخدامها مع بيجينغ حق النقض “الفيتو” ضد قرار يدعو الى اعلان هدنة سبعة أيام في مدينة حلب. وطالب الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون بوقف النار. وصرح خلال مؤتمر صحافي في فيينا: “ما شهدناه أخيراً في حلب مفجع”.
صحيفة "الاخبار": انهيارات المسلحين تتواصل: حلب ستغيّر مجرى المعركة في سوريا
صحيفة "الاخبار" كتبت حول الملف السوري وكلمة الرئيس الاسد وقالت، قد تكون كلمات الرئيس السوري بشار الأسد بخصوص معركة حلب الأشدّ وقعاً على خصومه في الخارج والداخل. فالجميع يتساءل ويحاول احتواء «ما بعد حلب»، بعد أن أصبح تحرير كل المدينة متعلّقاً بخط تفاوض مفتوح مع المسلحين وبحزم واندفاعة ميدانية استعداداً لإنهاء الأحياء الباقية عسكرياً. «ما يجري في حلب سيغيّر مجرى المعركة كلياً في سوريا» قال الرئيس السوري، وفي جعبة دمشق وحلفائها خطط متعددة للمرحلة المقبلة بعد تحرير عدد هائل من الجنود المرابطين على خطوط التماس في المدينة منذ سنين.
تتناغم ملامح الحسم العسكري على الأرض في مدينة حلب مع زخم التصريحات الديبلوماسية من طرف سوريا وحلفائها. وبينما يخطو الجيش بثقة داخل أحياء لم تشهد اشتباكات مباشرة منذ سقوطها قبل أعوام، يأتي تأكيد دمشق على لسان الرئيس بشار الأسد أن ما يجري في حلب «سيغيّر مجرى المعركة كلياً في سوريا».
وتابعت الصحيفة انه، مع الإنجازات غير المسبوقة للجيش وحلفائه في المدينة، أصبحت تصريحات العواصم الإقليمية والدولية الداعمة للمعارضة المسلحة تتحدث عن المراحل التي ستلي «سقوط حلب»، فيما يبقى مصير مسلحي ما بقي من أحيائها الشرقية، رهين تجاذبات روسية ــ أميركية ــ تركية، قد يسبقها تفاوض مباشر، يفضي إلى تسوية محليّة بأجندة سورية ــ روسية.
وبحسب "الاخبار" فان المرحلة التالية، وإن كانت لم تظهر ملامحها بعد، فإن لتحرير مدينة حلب نتائج مباشرة على الجيش السوري وحلفائه، إذ سيتفرّغ عدد هائل من الجنود لجبهات أخرى. فبعد توزّعهم على عشرات الجبهات والنقاط على طول خطوط التماس في المدينة، سيتحرر هؤلاء من هذا العبء، وسيكونون أساس أي معركة مقبلة في أرياف المحافظة أو أي مناطق أخرى. وقد تكون الصفعة النهائية لقوات «درع الفرات» المرابطة على تخوم مدينة الباب نتيجة طبيعية لتحرك هؤلاء شرقاً. فأنقرة المفرملة لعملياتها في المنطقة لأسباب ردعية سياسية في الدرجة الأولى، قد تجد أمامها قراراً سورياً بفتح معارك في «منطقة عملياتها». كذلك سيؤثر تحرير مدينة حلب في زيادة الضغط على «جيش الفتح» في ريفي المحافظة الغربي والجنوبي، ليكون مجدداً في موقع الدفاع، في موقف شبيه للأشهر الأولى التي تلت الدخول الروسي عندما لامس الجيش السوري أوتوستراد حلب ــ دمشق بعد السيطرة على عدد من القرى والبلدات الأساسية في الريف الجنوبي.
وبالعودة ليوم أمس، فقد شهدت الأحياء الشرقية تقدماً جديداً لقوات الجيش وحلفائه تمثّل في السيطرة على أحياء باب النيرب وجب القبة وعدة أحياء مجاورة. كذلك التقت وحدات الجيش المتقدمة باتجاه قلعة حلب مع عناصر حامية القلعة ليقفل نهائياً كل اتصال بين الطرف الشمالي والجنوبي للأحياء الشرقية، بالتوازي مع تقدمه في حي الفردوس وعلى جبهة الشيخ سعيد جنوباً. وكانت القوات قد استعادت في وقت سابق أمس، أحياء الجديدة والفرافرة وأقيول وقسطل الحرامي والصالحين وباب الحديد وجادة الخندق والحميدية وقاضي عسكر والمشاطية وكرم الجبل وشارعي نور الدين الزنكي وباب النصر.
وفي عودة مشابهة عن «خطوط حمراء»، دعت الفصائل المسلحة في حلب أمس، إلى إعلان «هدنة إنسانية فورية» تمتد خمسة أيام في أحياء المدينة الشرقية، على أن يجري خلالها إجلاء المدنيين الراغبين إلى ريف المدينة الشمالي الغربي، وفق ما أعلنت في بيان صادر عنها. واقترحت الفصائل، مبادرة من أربعة بنود، ينص أبرزها على «إخلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة إلى منطقة ريف حلب الشمالي، لكون محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة… كذلك فإنها لم تعد قادرة على احتواء المزيد من النازحين داخلياً».
"الجمهورية": عون متفائل وفرنجية يرفض التحجيم
صحيفة "الجمهورية" اشارت الى الملف الحكومي وكتبت تقول انه، ما زالت الإيجابيات هي الطاغية على خط التأليف الحكومي، الّا أنها إيجابيات لكن مع وقف التنفيذ، على رغم الحراك الملحوظ على أكثر من خط، فيما الانجاز النوعي كان في الميدان العسكري حيث تمكن الجيش من القبض على خلية بقاعصفرين الارهابية، في عملية نوعية كان لها الأثر المريح محلياً وخارجياً.
اذا كانت المقرّات الرئاسية توحي بأنّ حركة الاتصالات الجارية ستتولّد عنها بركة حكومية في المدى المنظور، الا انّ أيّاً من المراجع الرئاسية، وإن كانت تقارب ملف التأليف بلغة ترفع منسوب التفاؤل، استطاعت ان تجازف بتحديد موعد معيّن للولادة الحكومية، بل اكتفت بالأمل في ان تتم هذه الولادة قبل الاعياد.
الّا انّ ذلك يبقى رهناً بنجاح ما وُصفت بأنها محاولة جديّة لتذليل «آخر العقد» الماثلة في طريق التأليف، على حدّ ما يقول عاملون في مطبخ التأليف، الذين لم ينفوا او يؤكدوا ان يكون المقصود بـ«آخر العقد» حصة النائب سليمان فرنجية ونوعية الحقيبة التي ستسند الى تيار «المردة».
مصر على الخط
الأجواء توحي في ظاهرها انها تحمل بعض البشائر الشكلية على خط التأليف، كما تعكس اهتماما خارجيا لافتا بانطلاقة حكومية سريعة، وهو ما اكدته مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، التي تحدثت عن دخول مصري متجدد على الخط الحكومي، تجَلّى بورود توجيهات مصرية الى طاقمها الديبلوماسي العامل في لبنان بضرورة التحرك تأكيداً لدورها المتجدد في لبنان.
.
وفي هذا الاطار اجتمع سفير مصر في لبنان نزيه النجاري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك مع الرئيس المكلف سعد الحريري وفريقه المشارك في التأليف بعيداً من الاضواء، كما اجرى اتصالات في هذا الشأن بالنائب وليد جنبلاط وبالوزير جبران باسيل. لكن هذه الاتصالات توصّلت الى إيجابيات نظرية، ولكن ما زالت تنقصها الترجمة على ارض الواقع.