ارشيف من :أخبار عالمية

ولي العهد البحريني يخطو الخطوة الاولى في مشروع السلام مع "إسرائيل"

ولي العهد البحريني يخطو الخطوة الاولى في مشروع  السلام مع "إسرائيل"

في غضون اشهر قليلة صدر عن مسؤولين كبيرين في البحرين مواقف مهمة من الصراع العربي- الاسرائيلي.
 الموقف الاول كان اطلقه وزير الخارجية خالد بن حمد آل خليفة، دعا فيه الى تأسيس تجمع شرق اوسطي يضم اضافة الى الدول العربية كلا من اسرائيل وايران وتركيا.
 اما الموقف الثاني فجاء بقلم ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، وتحديداً على صفحات "واشنطن بوست" يدعو فيها بدوره الشعوب العربية الى مخاطبة لشعب الاسرائيلي بطريقة مباشرة لافهامه حقيقة العرب واهدافهم.

والحقيقة ان ما قاله المسؤولان البحرينيان لا يختلف عن السياسة العامة التي تتبعها البحرين وعدد من الدول الاخرى والتي تتماشى مع المشروع الموضوع للمنطقة وينتظر التنفيذ العملي.

والغريب ان هذه التصريحات اتت بعد ايام قليلة على دعوة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الدول العربية الى المبادرة باتخاذ تدابير ملموسة باتجاه تطبيع علاقاتها مع "اسرائيل" ، وهو ما كرره بالامس مبعوث الرئيس الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، الذي وللصدفة ربما، كان قد دعا بدوره الشهر الفائت عبر وسائل الاعلام الاميركية الدول العربية الى القيام ببادرات سلام تجاه "اسرائيل".

قد تبدو هذه الدعوات طبيعية في ظل تنامي الكلام عن اتفاق سلام ووجوب الوصول اليه في اقرب وقت ممكن لتفادي احتمال الصدام غير السياسي، الا ان المعضلة تبقى في امرين: كيفية التواصل مع الاسرائيليين من جهة، والواقع الذي سيتم عليه بناء الثقة للوصول الى ما يمكن تسميته تسوية او حل في المنطقة.

ففي الشق الاول، المشكلة اسرائيلية بحت، حيث بدا ان العرب اقتنعوا بوجوب الوصول الى سلام في المنطقة (الضغط الغربي اعطى ثماره في هذا المجال)، الا ان الاسرائيليين يعتمدون سياسة مغايرة، حتى انهم لم يوفروا اي سيناريو في سبيل معاداة الناس، كل الناس.

وخير مثال على ذلك ما كشفته وسائل الاعلام الاسرائيلية منذ فترة من ان الجنود الاسرائيليين (اي جميع الاسرائيليين لان كل اسرائيلي تقريباً هو جندي)، تلقوا كتيبات تروي كيفية تواطوء الفاتيكان ودوائره مع "حزب الله" لمحاربتهم، حيث (ووفق الكتيب)، يتولى الفاتيكان تنظيم جولات لعناصر من "حزب الله" الى "اوشفيتز" لتدريبهم على كيفية ابادة اليهود! كما يتضمن الكتيب ايضاً تحريضاً على الشعوب العربية وافكاراً تحض على التعامل معهم كأعداء حتميين.
 
ولا يعتقدن احد في المقابل، ان التواصل الاسرائيلي- المصري او الاردني غير السياسي على افضل حال، فالاسرائيليون يشعرون دائماً في الاراضي المصرية انهم مهددون، فيما يعتبرون المصريين او الاردنيين اقل شأناً منهم متفاخرين بالانتصار الاسرائيلي على العرب في الحروب التي خاضوها في الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي...

اما مشكلة الشق الثاني فهو عدم وجود اي ارضية صالحة للتسوية مع الاسرائيليين وفق ما اثبتت الاحداث والتطورات، فالفلسطينيون عجزوا عن ايجاد صيغة ترضي السلطات الاسرائيلية منذ ايام رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وحتى اليوم، رغم كل الاتفاقات التي وقعت برعاية اقليمية ودولية، لان "اسرائيل" لطالما رغبت وترغب في المزيد، وسياستها في هذا المجال فرض اكبر قدر ممكن من سياسة الامر الوقاع التي تجعل من يفاوضها يقبل بالقليل القليل مما يرغب به.
 
من هنا برزت مسألة المستوطنات واللاجئين وغيرها، وبات امر قيام دولة اسرائيلية بمثابة امر وقاع لا مفر منه ومقبول من قبل الجميع، فيما كان المطلب الاول عودة فلسطين كاملة الى اصحابها، وهذه براعة اسرايلية يجب الاعتراف بها، وتخاذل عربي يجب الاضاءة عليه.
وكالات


2009-08-01