ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: شخصيات من ’المعارضة السورية’ تروج لسياسات تخدم ’اسرائيل’

الصحف الأجنبية: شخصيات من ’المعارضة السورية’ تروج لسياسات تخدم ’اسرائيل’

كشف صحفيون أميركيون أن شخصيات قيادية مما يسمى "المعارضة السورية" زارت واشنطن بهدف إقناع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتبني سياسة تقوم على التعاون مع روسيا في سوريا، شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى تعزيز قدرة إيران. وأشار هؤلاء الصحفيون إلى اللغة التي استخدمتها هذه الشخصيات لإقناع ترامب بهذه المقاربة، حيث لعبوا على وتر مواقف ترامب المعادية لإيران والموالية لـ"إسرائيل"، إذ قالوا أن التعاون مع روسيا من جهة، وعزل إيران من جهة ثانية قد يساعد حلفاء أميركا مثل "إسرائيل"، إضافة إلى الإفادة التي تعود على دول الخليج.

أردوغان يتحمل مسؤولية نمو الإرهاب في تركيا

وفي سياق آخر، كتب "Patrick Cockburn" مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" البريطانية حول التفجيرات الأخيرة التي وقعت في مدينة اسطنبول، والتي أودت بحياة قرابة 40 شخصًا، مشيرًا إلى أنه برغم توجيه المسؤولين الأتراك أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني، فإن متحدثا باسم تنظيم "داعش" الإرهابي كان قد دعا قبيل أسبوع من التفجيرات لاستهداف المؤسسة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية في تركيا.

الكاتب رأى أن كون الهجوم الأخير يحمل في طياته بصمات قد تعود إلى "حزب العمال الكردستاني" أو "داعش"، إنما يدل على حجم المأزق الذي تعيشه تركيا. كما لفت إلى أن مصداقية الحكومة التركية لجهة تحميلها "حزب العمال الكردستاني" مسؤولية الهجوم، هي موضع شك، كونها سبق وأن حملت الأكراد مسؤولية أي هجوم إرهابي بصرف النظر عن الأدلة المتوفرة.

كذلك أشار الكاتب، إلى أن بصمات "داعش" هي في صلب الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا مؤخرًا، من الهجوم على مطار اسطنبول والذي أودى بحياة 47 شخص، إلى الهجوم على زفاف كردي في منطقة غازي عنتاب، والذي أودى بحياة 57 شخص، برأي الكاتب.

إلى ذلك، يكمل الكاتب في مقاله بالتأكيد على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الذي أوجد الظروف المناسبة لنمو الإرهاب في تركيا، وشرح-الكاتب- في السياق كيف أن أردوغان اختار المواجهة مع الأكراد العام الفائت من أجل رفع مستوى تأييده في صناديق الاقتراع. كما أضاف الكاتب أن صعود "داعش" في سوريا لم يكن ممكنًا دون تسامح تركيا مع الإرهابيين. وتابع بأن عناصر "داعش" ولفترة طويلة كانوا يعبرون الحدود التركية السورية بحرية مطلقة، بينما كانت الجماعات التابعة لـ"القاعدة" الموجودة داخل سوريا تحصل على الأسلحة والذخيرة عبر الحدود التركية.

وعليه اعتبر الكاتب أن تركيا الآن تتحمل عواقب سياسات أردوغان السابقة، وقال إن أردوغان لن ينتصر في هذه الأزمات التي تسبب بها، لأن لدى كل من "حزب العمال الكردستاني" و"داعش" ملاذات آمنة في أراضٍ خارجية في كل من سوريا و العراق.


الصحف الأجنبية: شخصيات من ’المعارضة السورية’ تروج لسياسات تخدم ’اسرائيل’

شخصيات من "المعارضة السورية" المزعومة تروج لسياسات أميركية تخدم كيان العدو "الإسرائيلي"
 

وفي هذا السياق، كتب الصحفي الأميركي "Josh Rogin" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، كشف فيها أن مسؤولَان كبيرَان اثنان ينتميان إلى ما أسماها "المعارضة المدنية السورية"، قاما بزيارة إلى واشنطن الأسبوع الفائت للقاء مشرعين أميركيين، وخبراء على اتصال بالفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وذلك بهدف إقناع ترامب بحاجته إلى ما أسماه "المتمردين"  في سوريا.

الكاتب أشار إلى أنه أجرى مقابلة مع "المسؤولَين الاثنين"، حيث قالا أنهما يريدان مساعدة إدارة ترامب في التعاون مع روسيا ضد الإرهابيين. ونقل عن أحد المسؤولين الاثنين وهو ما يسمى "رئيس وزراء الحكومة السورية المؤقتة" المدعو جواد أبو حطب بأن "على ترامب التعرف أكثر على "المعارضة السورية" وفق ما نقل الكاتب عن أبو حطب.

كذلك نقل الكاتب عن لسان المسؤول الآخر وهو عبد الإله فهد (وهو ملقب بأمين عام ما يسمى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)، قوله إن "المعارضة السورية" ليس لديها أي مشكلة مع خطة ترامب للتعاون مع روسيا في سوريا. كذلك نقل الكاتب عنه ادعاءه بأن ما يسميها "المعارضة" بدأت بعقد الاجتماعات مع الحكومة الروسية دون مشاركة أي ممثل عن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لكنه نبّه في الوقت نفسه إلى أن هذه المحادثات التي جرت تحت رعاية تركية في أنقرة انهارت الأسبوع الفائت.

وأضاف الكاتب أن "فهد" شدد له على ضرورة أن يميز ترامب بين التعاون مع روسيا، ومساعدة إيران، إذ قال- أي فهد- إن مصالح روسيا وإيران في سوريا لا تتطابق، وأن العمل مع روسيا وبنفس الوقت عزل إيران قد يساعد حلفاء أميركا الإقليميين، بمن فيهم "إسرائيل" ودول الخليج. 

وأوضح الكاتب أن فهد تحدث بإيجابية عن أي تعاون بين ترامب وروسيا، وتحدث عن ضرورة التفاهم الأميركي الروسي لحل قضايا الشرق الأوسط، لكن "دون أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد شريك"، حيث نقل عن فهد قوله إنه "إذا ما أراد ترامب التحالف مع الأسد، فإن ذلك سيؤدي  مباشرة إلى تقوية إيران بشكل كبير".

الكاتب الذي يُعد من أبرز الصحفيين الأميركيين المنتمين إلى معسكر المحافظين الجدد، والمعادين للرئيس السوري، زعم بأن بعض الشخصيات في إدارة ترامب هم حلفاء لما أسماها "المعارضة غير المتطرفة" في سوريا. وتابع بأن "Michael Flynn" الذي عينه ترامب مستشارًا للأمن القومي يريد التعاون مع روسيا، وأيضًا مع جماعات "المعارضة السنية العربية" وكذلك مع تركيا.

كما قال الكاتب إن "Mike Pompeo" الذي اختاره ترامب لتولي منصب مديرًا لـ"CIA" سبق وأن أعرب تكرارًا عن دعمه للتعاون مع ما أسماه "المتمردين السوريين" من أجل "محاربة الارهابيين من جهة، والضغط على الأسد، وفق تعبيره.


اختيار وزير الخارجيَّة في إدارة ترامب 

الى ذلك، نشرت مجلة "Foreign Policy" تقريرًا كشفت فيه أن المدير التنفيذي لشركة "ExxonMobil" النفطية  "Rex Tillerson" هو المرشح الأبرز لتولي منصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وذلك نقلاً عن مصدر مقرب من فريق ترامب الانتقالي.

كما نقل التقرير عن المصدر نفسه الذي اشترط عدم كشف هويته، بأن السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة "John Bolton" تم اختياره كنائب وزير الخارجية. وأشار التقرير إلى أن "Tillerson" لديه تجربة واسعة في التعامل مع روسيا،ويقال أن لديه تاريخ من التعاملات مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

ولفت التقرير أيضًا إلى أن "Tillerson" انتقد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا على خلفية ملف أوكرانيا، وإلى أنه تسلم جائزة كبرى من بوتين في عام 2013. كما نبّه التقرير إلى أن السيناتور الجمهوري جون مكاين أعرب عن تخوفه من "Tillerson" بسبب علاقاته مع الرئيس الروسي.

وعن تعيين "Bolton" بمنصب نائب وزير الخارجية، أشار التقرير إلى أن دبلوماسيين أميركيين سابقين أعربوا عن تخوفهم من هذا التعيين.

وفي الوقت نفسه، أفاد التقرير بأن عمدة نيويورك السابق "Rudy Giuliani" كان قد سحب اسمه من المرشحين لمنصب وزير الخارجية يوم الجمعة الماضي،وذلك بعد أن كان من أبرز الأسماء المطروحة.

أجنحة متصارعة في فريق ترامب

الباحث في معهد كايتو "Christopher Preble" كتب مقالة نشرت في مجلة "The American Conservative"، حذر فيها من مواقف بعض كبار المستشارين للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن "Michael Flynn" (الذي اختاره ترامب لتولي منصب مستشار الأمن القومي)، قد يجر الولايات المتحدة إلى سياسات كارثية بسبب معتقادته المعادية للمسلمين وتصوره بأن الولايات المتحدة في حالة صراع بين الحضارات، على حد قول الكاتب. 

كما اعتبر الكاتب أن وجود شخصيات مثل "Steve Bannon" في البيت الأبيض (وهو الذي اختاره ترامب ككبير استراتيجيي البيت الأبيض) إنما يعزز هذا التخوف من السياسات التي قد تتبعها واشنطن.

غير أن الكاتب أشار إلى وجود شخصيات أخرى في فريق ترامب، ممن قد يبعدونه عن شن الحروب في العالم الإسلامي، وقال:"إن الجنرال "James Mattis" الذي اختاره ترامب لتولي منصب وزير الحرب إنما يدرك حدود القوة العسكرية. كما تابع بأن "Mattis" يطرح أسئلة قوية عن الهدف المرجو جراء أي تدخل عسكري، وعمّا إذا كانت المهمة العسكرية المحددة تحظى بدعم الشعب الأميركي، وشدد أيضًا على أن "Mattis" ليس ممن "يتعاطون مع كل مشكلة على أساس أنها مسمار، فقط لأن الولايات المتحدة تملك المطرقة".

الكاتب رأى في ختام مقالته أن "Mattis" سيكون لاعبًا مهمًا جدًا بإدارة ترامب، وأنه يملك القدرة على إبعاد الرئيس الجديد عن سياسات تصعيدية، شرط أن يكون ترامب مستعدا للاستماع اليه. وحول هذا الموضوع قال إنه من الصعب إعطاء صفة عامة لافكار ترامب السياسية، مضيفاً انه قد يكون من معارضي الحروب في الخارج والمواجهات مع قوى كبرى،او قد يكون مناصراً لكل ذلك طالما انه الشخص الذي يدير.

2016-12-12