ارشيف من :أخبار لبنانية
الصُّحف الأجنبيَّة: خسارة استراتيجية للمجموعات المسلحة في حلب

شددت تقارير الصحافة الغربية وكذلك صحفيون غربيون بارزون بأن استعادة الجيش السوري لكامل مدينة حلب يعني فقدان المجموعات المسلحة السيطرة على أية مناطق استراتيجية في البلاد. فيما كشف رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي أن الجانب الأميركي ساهم بنشوء "داعش" جراء رفضه الاستجابة للمطالب العراقية بالحصول على السلاح من أجل ضرب الإرهابيين الذين كانوا يأتون من سوريا، وذلك قبل سقوط مدينة الموصل.
مدينة حلب تلفظ المجموعات المسلحة
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا شدد على أن انتصار الجيش السوري والحلفاء في مدينة حلب يمثل الانتصار الأكبر للنظام السوري منذ بدء الحرب. غير أنه اعتبر أيضاً أن إمكانية الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد زالت منذ بدء روسيا بشن ضربات جوية ضد الجماعات المسلحة،إذ إن التدخل العسكري الروسي جعل من الاستحالة بمكان أن تطيح المجموعات المسلحة بالحكومة السورية.
كما جاء في التقرير، أن استعادة الجيش السوري لكامل مدينة حلب يغيّر معالم النزاع، حيث أن المجموعات المسلحة لم تعد تسيطر على أية منطقة ذات أهمية استراتيجية في البلاد، ولم يعد لديها كذلك "ورقة مساومة لإجبار الحكومة على الدخول في تسوية تفاوضية"،على حد تعبير التقرير.
ونقل التقرير عن دبلوماسيين غربيين، اعتقادهم بأن استعادة مدنية حلب قد تعني تكثيف الجهود من قبل الحكومة السورية و حلفائها لاستعادة مناطق أخرى تسيطر عليها المجموعات المسلحة.
التقرير أضاف أيضًا أن حلب أصبحت تمثل إخفاقات ما أسماها "الثورة السورية"، لافتًا إلى أن "الثورة" المزعومة بدأت بمظاهرات "سلمية"، لكنها تحوّلت بعد ذلك إلى ما أسماه "تمردًا مسلحًا" قام "بخرق العديد من القواعد الدولية".
وأشار التقرير في هذا السياق، إلى أن المجموعات المسلحة قامت بنهب المنازل والمعامل في حلب، عدا عن الانقسامات والاقتتال الداخلي الذي عصف بصفوفها وقياداتها. كما لفت إلى أن عددًا ممن أسماهم المتمردين، تبنوا الفكر التكفيري الذي منع الأميركيين والحلفاء الغربيين من تكثيف الدعم لهذه الجماعات، على حد قول التقرير.
الصُّحف الأجنبيَّة: خسارة استراتيجية للمجموعات المسلحة في حلب
"الاندبندنت": انتصار الجيش السوري وحلفاؤه في حلب سيكون له صدى في الحرب على سوريا
محرر الشؤون الدفاعية والدبلوماسية في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية "Kim Sengupata" كتب بدوره مقالة أكد فيها على أن انتصار الجيش السوري وحلفائه في مدينة حلب، سيكون له صدى كبير في الحرب السورية.
وقال الكاتب إن هذا الانتصار، وإلى جانب أهميته الرمزية، فإنه يعني بأن الحكومة السورية أصبحت تسيطر على كبرى المدن السورية التي كانت تعتبر المركز التجاري للبلاد. كما أضاف أن تحرير مدينة حلب من المجموعات المسلحة سيدل على مدى قوة روسيا العسكرية، وعلى فشل السياسة الغربية حيال سوريا.
كذلك شدد الكاتب على أن الغرب يتحمل مسؤولية كبيرة إزاء ما حصل في سوريا، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السَّابق ديفيد كاميرون على سبيل المثال، وعبر رفع شعار "ضرورة رحيل الأسد"،إنما منعَ إبرام التسويات التي لربما كانت ساهمت في وقف النزاع، وفق قول الكاتب.
ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" لم يسلم بحسب الكاتب من تداعيات انتصار الجيش السوري في حلب، حيث رأى أن الانتصار شكل ضربة موجعة جدًا لهذا التنظيم المدعوم من الغرب.
فيسك: الغرب دعم في سورياوالعراق أكثر المقاتلين وحشيةً
في سياق متصل، كتب الصحفي البريطاني المعروف "روبرت فيسك" مقالة نشرتها أيضًا صحيفة "الاندبندنت"، أعلن فيها أن الوقت حان لقول حقيقة مغايرة، مفادها أن الغرب دعم أكثر المقاتلين وحشية في الشرق الأوسط، وأن هذا الغرب قد تجاهل عمدًا ممارسات هؤلاء في مدينة حلب بحق المدنيين.
الكاتب، وفي إشارة إلى إجرائه مقابلة قبل أسابيع مع إحدى العوائل التي فرت من حلب الشرقية، نقل على لسان الوالد أن المسلحين أعدموا شقيقه لأنه حاول عبور الخطوط الأمامية مع زوجته وابنه.
وتابع "فيسك" بالقول إن الوالد أدان الجماعات المسلحة بسبب إغلاقها المدارس، وتخرين الأسلحة قرب المستشفيات، منبهًا في الوقت نفسه إلى أنَّ هذا الرجل ليس من الموالين للحكومة السورية.
كما كشف الكاتب أن جنودًا سوريين أعربوا له عن اعتقادهم بأن واشنطن ستسمح لـتنظيم "داعش" بمغادرة الموصل مرة أخرى، من أجل مهاجمة الجيش السوري في سوريا. كذلك كشف الكاتب بأنَّ جنرالا أميركيا أعرب عن تخوفه من أن المقاومة العراقية قد تمنع "داعش" من عبور الحدود العراقية إلى سوريا.
الكاتب لفت أيضًا، إلى أن الحدث وقع بالفعل، حيث عبَر عناصر "داعش" الحدود من الموصل وسيطروا على مدينة تدمر مجددًا، مع وصول عناصر آخرين من التنظيم إلى الرقة ودير الزور. وانتقد "فيسك" الخطاب الإعلامي الغربي للحدثين: حلب و تدمر، منبهًا إلى أن عناوين الصحافة الغربية ركزت على "سقوط حلب" بيد الجيش، في حين أنه كان من المؤكد أن تستخدم الصحافة الغربية عبارة "استِعادة حلب" في ظروف مختلفة. وتابع بأن الإعلام الغربي استخدم مصطلح "استِعادة" "داعش" لتدمر بينما من المفترض القول أن المدينة "سقطت" في قبضة التنظيم الإرهابي.
كما تساءل الكاتب عن سبب عدم انضمام الطيران الحربي الأميركي إلى الطيران الروسي في قصف مواكب "داعش" على أطراف مدينة تدمر، وكيف أن الأقمار الصناعية الأميركية والطائرات غير المأهولة لم تر عناصر "داعش"، تمامًا كما حصل عندما اجتاح التنظيم الإرهابي المدينة الأثرية في شهر أيار/ مايو العام الماضي!
وتعني استعادة الجيش السوري لمدينة حلب -بحسب فيسك- أنه لم يعد لـ"داعش" و "النصرة" و"القاعدة" وغيرها من الجماعات الإرهابية قاعدة، وأنه لم يعد بإمكانهم إقامة عاصمة لهم في المدن الكبرى السورية مثل دمشق أو حمص أو حما أو حلب.
وتابع الكاتب بالقول إنه حان الوقت لتغيير الخطاب الإعلامي حول حلب، لافتاً إلى أن منظمات حقوق الإنسان وبعدما شعرت بأن هزيمة المجموعات المسلحة باتت وشيكة، أصبحت توجه إدانات إلى هذه المجموعات. وضرب مثلاً المفوض الأعلى لحقوق الانسان في الأمم المتحدة الذي تحدث الأسبوع الفائت عن قيام فتح الشام وكتيبة "أبو عمارة" بخطف وقتل عدد من المدنيين الذين طلبوا من المجموعات المسلحة مغادرة أحيائهم.
كذلك نبَّه الكاتب إلى أن المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة تحدث أيضًا عن هجمات عشوائية استهدفت المناطق السكنية في حلب الغربية حيث تسيطر الحكومة.
المالكي يلمِّح إلى أنَّ السياسات الأميركية ساهمت بنشوء "داعش"
أجرى موقع "Al-Monitor" مقابلة مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، اتهم فيها الأخير واشنطن بعدم تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي (التي تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة و العراق عام 2008) كما يجب.
وقال المالكي، إنه وقبل سقوط الموصل بيد "داعش"، طلبت الحكومة العراقية من الولايات المتحدة استهداف معسكرات المجموعات الإرهابية التي كانت تستخدم صحراء محافظة الأنبار كقاعدة وملاذ. وأضاف المالكي أن الجانب الأميركي رفض الاستجابة لهذا الطلب تحت "ذرائع غير واقعية"(بحسب ما نسبه اليه من كلام)، ما أدى إلى سيطرة "داعش" على مناطق شاسعة من العراق.