ارشيف من :أخبار لبنانية
العاصفة في يومها الثاني .. الثلوج غطت الجبال والأمطار أغرقت الطرق

اشتدت حدّة العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان منذ يوم أمس، ظهر اليوم، حيث تساقطت الثلوج على ارتفاع 800 متر تقريباً، فيما فرضت العاصفة المسماة "سوزي" ايقاعها الخاص البارد والمثلج والماطر والعاصف على مجمل المناطق اللبنانية، في وقت قُطع طريق ضهر البيدر وترشيش زحلة أمام جميع المركبات بسبب تراكم الثلوج.
ففي صيدا، اشتدت الرياح القوية مصحوبة بأمطار غزيرة ولوحظ التدني الشديد في درجات الحرارة مما أدّى الى توقف حركة الملاحة في مرفأ المدينة واقفاله بانتظار انتهاء العاصفة، فيما لازم صيادو الاسماك حرم الميناء ولم يغادروه لكسب قوت يومهم، وقام بعض الصيادين بربط مراكبهم خوفاً من تضررها نتيجة أمواج البحر الهائج. وأدت العاصفة الى كسر عدد من الاشجار توزعت بين الكورنيش البحري، حي الست نفيسة ومنطقة الحسبة، حيث عملت فرق الطوارئ في بلدية صيدا على رفعها منعاً لاقفال الطرقات أو الازدحام.
وفي الهلالية شرق صيدا، تسببت الرياح القوية بسقوط لافتة كبيرة تعود لمحل ألبسة واقتصرت الاضرار على الماديات. وقد تحطمت بعض لوحات الاعلانات على الطريق الساحلية نحو الجنوب بسبب سرعة الرياح وتساقطت حبات البرد في قرى شرق صيدا والثلوج في منطقة جزين على ارتفاع الف متر وما فوق.
ولا يختلف الوضع في النبطية عمّا عليه في باقي المناطق اللبنانية، فقد تأثرت مدينة النبطية ومنطقتها بالعاصفة "سوزي" التي جاءت مصحوبة بأمطار غزيرة وعواصف رعدية وسوء في الرؤية وتدن في درجات الحرارة ورياح باردة وقوية اقتلعت الأشجار في كفرجوز وعلى طريق ارنون، الحمرا، يحمر وكفرتبنيت. وساهمت بتطاير اللوحات الاعلانية واليافطات والبرادي الخارجية في المنازل لا سيما في كفرجوز قرب حارة حسينية الزهراء. وأدت السيول والامطار الى انخساف في ملعب عربصاليم، وتكوّن البرك والبحيرات على الطرقات وبجرف الاتربة والحصى حيث عملت عناصر من بلديات النبطية وكفررمان على إزالتها من الطرقات تسهيلاً لسير السيارات. وغمرت المياه المزروعات في سهل الميذنة في كفررمان، الجرمق وعلى طريق ارنون، يحمر وفي مزرعة الحمرا.
ودخلت السيول والامطار الى مستودع لمواد التجارة والبناء في حي الجامعات في النبطية وعملت عناصر الدفاع المدني على سحبها منه. كذلك حصل احتكاك كهربائي في منزل في حي المسلخ أدى الى اشتعال المنزل ونجاة العائلة بأعجوبة، فيما تعاني المنطقة منذ الليلة الماضية من انقطاع بالتيار الكهربائي.
هذا، وساهمت الامطار المتساقطة بارتفاع منسوب مياه نهر الليطاني عند جسر الخردلي وفي منطقة طيرفلسيه وقرب قعقعية الجسر، كما أدت الى فيضان نهر الزهراني عند جسر الست زبيدة في حبوش والى تدفق المياه في النهر من أعالي نبع الطاسة في جرجوع. ونتيجة لسوء الرؤية وجهت نداءات من الدفاع المدني اللبناني للسائقين بقيادة السيارات بحذر وتأن تخوفاً من الانزلاقات وحوادث السير.
وفي حاصبيا والعرقوب، خلفت العاصفة التي ضربت منطقة حاصبيا والتي رافقتها رياح سريعة أضرارا فادحة بالممتلكات وبالمواسم الزراعية، فتطايرت الهوائيات عن أسطح المنازل والبرادي عن الشرفات، وتكسرت أغصان الأشجار خاصة الحمضيات والليمون في وادي الحاصباني، وذكر المزارعون أن الرياح أسقطت ثمار الليمون وبنسبة زادت على 50%.
وتسببت الرياح في تمزيق الخيم البلاستيكية وأتلفت الخضار بداخلها في سهول الماري ووادي خنسا، وارتفع منسوب نهر الحاصباني ففاض على جانبيه وأوقع اضراراً في المقاهي والبساتين، كما أن المياه فاضت على 10 منازل في حاصبيا وقد عملت ورش البلدية والدفاع المدني والصليب الأحمر على انقاذ المواطنين وتحويل المياه عن المنازل.
اما الثلوج فقد تساقطت على مرتفعات جبل الشيخ بحيث غمرت العديد من مواقع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المنتشرة في الطرف الشمالي لمزارع شبعا المحتلة وخاصة مواقع العلم والمرصد والتزلج ونبع صبيح. وغطت الثلوج بلدة شبعا والمرتفعات المحيطة بها اذ تساقطت بغزارة وبلغت سماكتها نحو 15 سنتمتراً، مما تسبب بمحاصرة المواطنين في منازلهم، وعملت عناصر الصليب الاحمر على مساعدتهم.
وفي الشمال، لم يسلم أهالي مدينة المنية، من تأثيرات العاصفة "سوزي" التي جلبت كارثة كادت تودي بحياة عشرات الأشخاص من أبناء المنطقة. فقد أدت الأمطار الغزيرة التي تساقطت ليل أمس، الى تجمع كبير للمياه داخل ممرات المياه والمجاري، الاّ أنها تحولت الى سيول جارفة، في حي آل الدهيبي، ما تسبب بانهيارات صخرية وترابية من أعالي جبل تربل الامر الذي أدى الى قطع بعض الطرق في بلدة النبي يوشع وعرقل وصول الاهالي من المنية الى مركبتا والعكس. وبحسب الاهالي المتضررين، فقد وصلت الصخور والمياه الى داخل المنازل حيث نجت عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص من الموت المحتم. وقد ناشد الأهالي المعنيين الدولة بالتحرك سريعاً.
وفي إهدن، تساقطت الثلوج في المناطق التي ترتفع 1500 متر، وعملت الجرافات التابعة للبلدية ولوزارة الاشغال العامة على فتح الطرق الرئيسية والفرعية تأميناً لحركة المرور عليها.
وفي قضاء بشري، غطت الثلوج معظم قرى القضاء، وصولاً الى منطقة برحليون نزولاً نحو الساحل في اتجاه منطقة الكورة. وذكر المدير الاقليمي للاشغال في الشمال الياس عقل أن "جرافات وزارة الاشغال المستأجرة، بالاضافة الى جرافات مركز جرف الثلوج في الارز، تعمل على جرف الثلوج من الطرق تسهيلاً للمرور"، لافتاً الى ان "الاعمال مستمرة منذ الصباح الباكر لتقديم الخدمات الى المواطنين".
وفي الضنية، تساقطت الثلوج بكثافة بعد ظهر اليوم وقطعت الطرق بدءاً من ارتفاع 900 متر، في حين لامست الثلوج وحبات البرد التي تساقطت مساء اليوم، المناطق التي يقارب ارتفاعها 400 متر عن سطح البحر. وغطت طبقة بيضاء من حبات البرد الشوارع والساحات ما أجبر السائقين على القيادة بترو خشية انزلاق سياراتهم. وقطعت الثلوج أغلب طرق جرد الضنية، وتحديداً طريق سير ـ السقي ـ بقرصونا، وطريق بقاعصفرين، وطريق السفيرة ـ كفربنين وطريق قرصيتا ـ نمرين. وتعذر على السيارات غير المجهزة بسلاسل معدنية وسيارات الدفع الرباعي عبور هذه الطرق، ما أجبر المواطنين على البقاء في بيوتهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة. كما غطت الثلوج الطريق الرئيسية التي تربط الضنية بمدينة طرابلس بدءاً من بلدة بخعون.
والمشهد ذاته في عكار، فقد تواصل تساقط الثلوج في القرى والبلدات الواقعة على علو 800 متراً وما فوق وعلى المرتفعات الجبلية. وتقوم الجرافات التابعة لوزارة الاشغال العامة باعادة فتح الطرقات أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية. وقد وصلت سماكة الثلوج في بلدة فنيدق الى 20 سم وفي القموعة الى حوالي 25 سم.