ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: فجوة أميركية سعودية كبيرة على خلفية الحرب على اليمن

علي رزق
شدّد باحثون أميركيون معروفون على أن الخلافات بين واشنطن و الرياض تتّسع بسبب الحرب على اليمن، مشيرين الى خيبة أمل أميركية كبيرة من أداء الجيش السعودي في اليمن، واصفين الأخير بأنه "نمر من ورق".
من جهة أخرى، اتهم صحفيون غربيون معروفون السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة باستخدام لغة ازدواجية معايير فاضحة، بينما حذر باحث ومؤلف أميركي بارز من القناعات المعادية للدين الإسلامي التي يحملها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وبعض مستشاريه.
الخلافات الأميركية السعودية حول اليمن
كتب الباحث الأميركي المتخصّص بالشأن السعودي سيمون هندرسون مقالة نُشرت على موقع معهد "واشنطن لشؤون الشرق الأدنى" قال فيها إن التصريحات الاخيرة الصادرة من واشنطن والرياض عزّزت الخلافات بين الحليفين، وهذا من شأنه أن يعيق خيارات الإدارة الأميركية المقبلة لجهة حلّ النزاع في اليمن.
الكاتب أشار الى أن إعلان المسؤولين الأميركيين بتاريخ 13 الجاري عن تجميد صفقة بيع مجموعات من الذخيرة الى السعودية جاء بسبب الخشية من أن تتسبّب الضربات الجوية السعودية بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، ولفت الى أن الخطوة هذه تأتي بعد أن جمّدت واشنطن مبيعات القنابل العنقودية الى السعودية في وقت سابق من هذا العام، إضافة الى تحذيرها الرياض من أن المساعدة العسكرية الاميركية ليست عبارة عن "شيك على بياض".
وإذ تحدّث هندرسون عن إحباط إدارة أوباما خيارات محدودة لوقف النزاع في اليمن، نبّه الى أن المسؤولين الأميركيين وخلال الجلسات المغلقة انتقدوا بشدة أداء الجيش السعودي، محمّلًا مسؤولية هذا الأداء لولي ولي العهد محمد بن سلمان.
وقال الكاتب "بينما يعتبر الجيش السعودي نظريًا من أفضل الجيوش تسليحًا في العالم، إلّا أنه في الواقع "نمر من ورق" شكّل خيبة أمل كبيرة لداعميه الخارجيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة.. القوات الجوية السعودية قدمت أداءً سيّئًا جدًا بينما القوات البرية السعودية أخفقت بشكل كبير بحماية الحدود الجنوبية الغربية للبلاد"، مضيفًا: "الرياض ألقت باللوم على إيران على أساس أن الاخيرة تدعم المقاومة في اليمن، غير أنّ فشل الرياض بتحقيق أي تفوّق عسكري يبدو انه عائد الى ضعف المملكة اكثر مما هو عائد الى اي تدخل ايراني"، وأردف "الخطوات الأميركية الأخيرة تجاه السعودية لجهة تجميد بعض مبيعات الأسلحة قد تبدو غربية على الأرجح بالنسبة لحلفاء واشنطن الإقليميين فهي تتزامن مع سماح إدارة أوباما لطهران بشراء طائرات مدنية جديدة من طراز Boeing"، وزعم أن "هذه الطائرات قد تستخدم في مهمات عسكرية ايرانية مستقبلية"، لافتًا في الوقت عينه الى أن حلفاء واشنطن الاقليميين مستاؤون من عدم اتخاذ إدارة أوباما أية خطوات ملموسة في حلب ردًا على الجيش السوري وحلفائه".
فجوة أميركية سعودية كبيرة على خلفية الحرب على اليمن
ترامب يعيّن سفيره في الأراضي المحتلة
بدورها، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا حول إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعيينه دايفيد فريدمن بمنصب سفير واشنطن لدى "تل أبيب".
التقرير ذكر أن فريدمن عمل كأحد كبار المستشارين لترامب حول "إسرائيل" خلال الحملة الانتخابية، وسبق وأن تكلّم صراحة عن "قانونية" المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، خلافًا للسياسة الاميركية المعتمدة منذ عام 1967.
وأشار التقرير الى أن فريدمن كان قد صرّح بمقابلة مع صحيفة "هآرتس" الصيف الماضي بأن ترامب سيدعم ضم "إسرائيل" أجزاء من الضفة الغربية.
كما لفت التقرير الى أن فريدمن يرأس مجموعة أميركية أسّست من أجل دعم مستوطنة Beit El الواقعة شرق مدينة رام الله، موضحًا أن هذه المستوطنة حصلت على تبرعات أيضًا من المؤسسة التي يرأسها زوج ابنة ترامب Jared Kushner.
مخاطر قناعات ترامب حيال الإسلام
"واشنطن بوست"، نشرت مقالة أيضًا للباحث الأميركي William McCants يتحدّث فيها عن القناعة الموجودة لدى ترامب وكبار مستشاريه السياسيين والأمنيين بأن الشريعة الاسلامية لا تعرّض أمن الأميركيين للخطر فحسب بل كذلك طريقة عيشهم حسب ادّعائهم، وقال إن هذا التصوّر يختلف عن تصوّر أوباما والرئيس السابق جورج بوش اللذين رفضا المساواة بين الاسلام كدين من جهة والارهاب من جهة اخرى، وحذّر من أن هذا التصور الذي يحمله ترامب وفريقه قد يساعد المجموعات الإرهابية على تجنيد المزيد من العناصر.
الكاتب لفت الى ان Steve Bannon الذي عيّنه ترامب بمنصب كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الابيض سبق وأن قال إن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية و كذلك ما أسماه "الغرب اليهودي المسيحي" مضطران الى خوض الصراع مع الاسلام، وأضاف أن Bannon وبحسب ما يتم تداوله يأخذ الاستشارة من المدعو Frank Gaffney الذي يوصف بأنه صاحب نظريات مؤامرة حول تغلل الشرعية الاسلامية في الولايات المتحدة، مشيرًا الى أن فريق Gaffney كان قد اطلع ترامب على ما يسمى "خطر الشريعة الاسلامية" خلال الحملة الانتخابية.
ونبه الكاتب الى ان هذه الشبهات حيال الشريعة الاسلامية لا تنحصر بترامب ومعاونيه وانما هي منتشرة عند انصار الحزب الجمهوري عموماً،حيث لفت الى ان اكثر من نصف مشاهدي قناة “Fox News” اليمينية يعتقدون ان المسلمين الاميركيين يريدون فرض قانون الشريعة.
انتقادات حادة لازدواجية المعايير الأميركية
من جانبه، كتب الصحافي الشهير روبرت فيسك مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت، تناول فيها الخطاب الاخير الذي ألقته السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة Samantha Power في مجلس الامن والذي اتهمت فيه كلا من روسيا وسوريا وإيران بتحمل مسؤولية الانتهاكات الانسانية التي ارتكبت في حلب.
ولفت الكاتب الى أن Power اعتبرت في كلمتها أن حلب هي ساحة المجازر الأخيرة بعد كل من حلبجة وروندا و سربرنيشا، معربًا عن استغرابه كونها لم تذكر مجزرة صبرا و شاتيلا التي قضى فيها 1700 شخص بينهم أطفال ونساء.
فيسك نبّه الى الاجتياح الأميركي للعراق الذي أدى الى مقتل حوالي نصف مليون شخص، إضافة الى عمليات التعذيب والقتل في مراكز الاستجواب التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "CIA" في أفغانستان والعراق.