ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: اغتيال السفير الروسي في أنقرة سيعزز العلاقات الروسية التركية

الصحف الاجنبية: اغتيال السفير الروسي في أنقرة سيعزز العلاقات الروسية التركية

رأت تقارير صحفية غربية ان اغتيال السفير الروسي لدى انقرة أندريه كارلوف قد يؤدي إلى "تحسين العلاقات الروسية التركية بشكل يصب في مصلحة موسكو"، ونقلت عن محللين انه "من غير المرجح ان تؤدي حادثة اغتيال السفير إلى ازمة في العلاقات شبيهة بما حصل بعد ان اسقطت تركيا الطائرة الحربية الروسية فوق الاراضي السورية العام الفائت".

من جهة اخرى، حذر صحفيون غربيون من خطط تنظيم "داعش" الإرهابي لبناء جيل جديد من الارهابيين من اجل استهداف معالم غربية معروفة.

تداعيات اغتيال السفير الروسي لدى تركيا

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً حول اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، اشار فيه الى "غضب العديد من المواطنين الاتراك من التدخل العسكري الروسي في سوريا ضد الجماعات المسلحة"، لافتة الى "تظاهرات تقام أمام المباني الدبلوماسية الروسية في انقرة واسطنبول مؤخراً".

الصحف الاجنبية: اغتيال السفير الروسي في أنقرة سيعزز العلاقات الروسية التركية

ورأت الصحيفة ان "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يواجه مأزقا جيوسياسيا، إذ ان علاقات تركية مع الغرب تراجعت بشكل كبير، ما يعني انه سيكون مجبرا على تقديم تنازلات الى روسيا بعد حادثة اغتيال السفير".

ونقلت الصحيفة نقل عن الباحث الاميركي “Henri Barkey” ان "توقيت اغتيال السفير الروسي لدى انقرة كان سيئا بالنسبة لاردوغان، وذلك لإجرائه مفاوضات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول سوريا.

وشدد “Barkey” على ان اردوغان كان بحاجة إلى "مشهد التقارب مع روسيا" بينما تراجعت علاقاته مع الولايات المتحدة واوروبا، معتبرا ان اردوغان سيكون بموقف تفاوضي اضعف حتى مع بوتين بعد اغتيال السفير، وان بوتين سيستفيد من ذلك الى الحد الاقصى.

ولفتت الصحيفة الى ان "حلفاء اردوغان في تركيا يحملون المعارض فتح الله غولن مسؤولية اغتيال السفير"، مضيفاً ان "بوتين بدوره صرح بانه يريد معرفة من "وجّه" بالقاتل". وتوقعت ان تزيد تركيا الضغوط على واشنطن من اجل تسليم غولن، معتبرة ان الخلاف التركي الاميركي حول قضية غولن يصب في مصلحة موسكو.

وقالت الصحيفة ان "التصور الموجود لجهة العداء الغربي لاردوغان والحكومة التركية، ادى إلى صعود تيار "يوروآسيوي" في تركيا والذي يريد ان تبتعد انقرة عن اوروبا و"الناتو" وان تعزز العلاقات مع دول مثل الصين وروسيا".

كما نقل التقرير عن الباحث في "معهد الدفاع عن الديمقراطيات" (و هو معهد تابع لتيار المحافظين الجدد مقره واشنطن) “Aykan Erdemir” ان "تركيا، ومن خلال توجيه اصابع الاتهام الى الغرب، قد تستدير اكثر فاكثر نحو روسيا"، مضيفا ان اردوغان امامه مهمة صعبة من اجل تحقيق توازن يرضي غضب مؤيديه ويحقق توطيد العلاقات مع كل من روسيا و ايران".

وتابع التقرير ان "عملية اغتيال السفير الروسي تعد من دلائل وجود ازمة امنية تعصف في البلاد"، لافتاً الى ارتفاع عدد الهجمات الارهابية التي وقعت في تركيا مؤخراً. ونقل عن الباحث “Erdemir” قوله ان "استراتيجية القيادة التركية هي القاء اللوم على ما اسماه "مؤامرات عالمية" من اجل تجنب الاعتراف بفشل امني على صعيد الداخل.

من جهتها، نشرت مجلة “Foreign Policy”تقريراً تحدث فيه عن عدد من السيناريوهات المستقبلية المحتملة جراء اغتيال السفير الروسي لدى انقرة:

اولاً، ان يستهدف القراصنة الروس أهدافا تركية. وقد اشارت المجلة إلى ان وجود معطيات تفيد بان روسيا تعاونت مع موقع "ويكيليكس"، مضيفة ان قراصنة الانترنت الروس قد يستهدفون تركيا لكشف المزيد من الاسرار عن الشخصيات المقربة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان".

ثانياً، ان تنهار العلاقات الروسية التركية سيؤدي إلى ضغوط اقتصادية على تركيا، تماماً كما حصل بعد ان اسقطت تركيا الطائرة الحربية الروسية على الحدود مع سوريا العام الماضي.

ثالثاً، ان يستغل الاغتيال من اجل "المزيد من القمع داخل تركيا".

رابعاً، ان ينهار اتفاق وقف اطلاق النار في حلب اوان تشتعل معارك جديدة في مناطق سورية اخرى، مشيراً الى ان القوات الروسية موجودة في شمال شرق سوريا، وبالتالي هي ليست بعيدة عن المناطق التي شاركت فيها القوات التركية بعمليات عابرة للحدود في مناطق كان يسيطر عليها "داعش".

من جانبه، اشار محرر الشؤون الدولية في صحيفة الغارديان البريطانية “Julian Borger” في مقالة له، إلى ان "القادة الاتراك والروس سارعوا فور ورود نبأ اغتيال السفير الروسي في أنقرة، الى احتواء اي ضرر قد يلحق بالعلاقات الروسية التركية"، ونقل عن محللين ان اردوغان وبوتين سيجدان على الارجح ارضية مشتركة في الرغبة بالقاء اللوم على من يعتبرونهم خصوما استراتيجيين".

ولفت الكاتب الى ان انقرة وموسكو اعلنا ان الاجتماع المقرر بين وزراء خارجية ودفاع كل من روسيا وتركيا و ايران سيجري كما كان مخطط في موسكو".

كما نقل الكاتب عن المحلل التركي “Mustafa Akyol” ان "الجانبين التركي والروسي يؤمنان بوجود مؤامرة تهدف الى اشعال نزاع بينهما"، ونقل عن الباحث الاميركي “Aaron Stein” ان "لدى روسيا و تركيا الكثير من الحوافز لادارة الازمة"، مرجحاً ان تؤدي عملية الاغتيال إلى علاقة ثنائية لا متماثلة تكون روسيا الطرف الاقوى فيها".

واوضح الكاتب ان "المعلقون المؤيدون للحكومة في روسيا وتركيا سارعوا إلى الحديث عن امكانية ضلوع الغرب في عملية الاغتيال"، مشيرا الى ما قاله السيناتور الروسي “Frantz Klintsevich” الذي رجح ان يكون "حلف الناتو" وراء اغتيال السفير الروسي، لافتاً الى ما قاله سيناتور روسي آخر يدعى “Alexei Pushkov” الذي القى باللوم على "الهستيريا السياسية والاعلامية" الذي سببه خصوم روسيا، ونبه ان “Pushkov” اعتبر بتغريدة له على موقع “Twitter” ان الاغتيال يعني حرب غير معلنة على روسيا.

وتطرق الكاتب الى كلام المسؤولين الاتراك عن امكانية ضلوع فتح الله غولن بعملية الاغتيال، ونقل عن الدبلوماسي التركي السابق “Sinan Ulgen” ان عملية الاغتيال لن تتسبب بنفس الازمة التي حصلت بعد ان اسقطت تركيا الطائرة الحربية الروسية فوق الاراضي السورية قرب الحدود مع تركيا العام الماضي.

كما نقل عن الباحث الروسي “Maxim Suchkov” انه "لا مصلحة لاي من موسكو وانقرة بتحويل الاغتيال الى ازمة اكبر".

داعش يحاول بناء جيل جديد من الارهابيين

كتب محرر الشؤون الدفاعية والدبلوماسية في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية “Kim Sengupata” مقالة، كشف فيها ان تنظيم "داعش" يسمح لفتية وفتيات صغار بزيارة مواقع ارهابية على الانترنت.

و نقل الكاتب عن مسؤولين عسكريين و امنيين ان محاولة "خلق جيل جديد من الارهابيين تأتي في ظل كشف ادلة تفيد عن مسعى جديد لتجنيد الشباب في الغرب بغية تنفيذ هجمات في اوروبا و اميركا، إضافة الى تجنيدهم من اجل الانتقال إلى الشرق الاوسط من اجل القتال في صفوف داعش"، على حد تعبيره.

الصحف الاجنبية: اغتيال السفير الروسي في أنقرة سيعزز العلاقات الروسية التركية

واشار الكاتب الى زيادة عديد الشباب الذين يقاتلون في الخطوط الامامية لـ"داعش"، لافتا الى تقديرات تتحدث عن حوالي 50,000 شاباً ووجود ما يزيد عن 1,500 شاباً في ما يسمى بـ"فرقة اشبال الخلافة" التابعة لـ"داعش".

وقال الكاتب ان الانترنت هي الوسيلة الاكثر اعتماداً لتجنيد الشباب في الغرب والشرق الاوسط"، مضيفا ان "الحكومة البريطانية منعت خمسين شاباً وشابة من الذهاب إلى سوريا خلال العام الحالي، اي اكثر من ضعف عدد الشباب الذين حاولوا الذهاب الى سوريا العام الفائت".

كما لفت الى تقارير تحدثت عن اعتقال اثني عشر مشتبهاً مراهقاً في بلجيكا الاسبوع الفائت، بتهمة التخطيط لاستهداف المتسوقين في عيد الميلاد، اضافة الى اعتقال فتى يبلغ من العمر اثنا عشر عاماً بمنطقة “Ldwigshafen” الالمانية بعد ان حاول تفجير "قنبلة مسامير" في احدى اسواق عيد الميلاد.

ونقل عن مسؤول غربي ان "داعش يقوم بتشجيع الاطفال على استهداف معالم غربية معروفة مثل تمثال الحرية و ساعة “Big Ben” في لندن وبرج ايفل في باريس"، مشيرا إلى ان الاغلبية الساحقة من الاطفال المجندون بصفوف "داعش" هم سوريون وعراقيون، اضافة الى اعداد كبيرة من اليمنيين والمغاربة،لافتا إلى وجود حوالي خمسين طفل بريطاني واعداد صغيرة من فرنسا واستراليا و دول غربية اخرى.

 

2016-12-20