ارشيف من :أخبار لبنانية
’ الدين رحمة ومحبة لا قتل وإرهاب’.. عنوان لقاء وطني جامع في جبيل

بمناسبة ولادة رسول الرحمة محمد "ص" والسيد المسيح "ع" أقيم لقاء وطني جامع في دير الأنطش قرب قلعة جبيل تحت عنوان: " الدين رحمة ومحبة لا قتل وإرهاب"، برعاية مطرانية جبيل للموارنة وتجمع العلماء المسلمين.
حضر الحفل المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، مطران مطرانية جبيل للموارنة المطران ميشال عون، مفتي بلاد جبيل الشيخ غسان اللقيس، رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، مستشار مشيخة العقل القاضي غسان الحلبي ممثلاً الشيخ نعيم حسن، وعدد من الشخصيات الرسمية والحزبية والدينية.
المطران ميشال عون أكد أن العالم ينتظر ممارسة حقيقية للرحمة تتلاقى فيها الديانات، ويكون لها تأثير على المستوى العالمي، في زمن القلق حيال مآل العلاقات بين البشر والعلاقات بين الحضارات. ولفت إلى أن من لا يختبر الرحمة يجعل من الدين أشبه بشيء إثنيّ أي إلغائي عنفي، فالدين كمحبة ورحمة لا كقتل وإرهاب.
المطران ميشال عون
بدوره، الشيخ أحمد قبلان، أشار إلى أننا لم نخسر بالتجربة الوطنية إلا حين ضيعنا حقيقة السماء وفرقنا بين المسيح (ع) ومحمد(ص). وأضاف أنه وكأساس وطني، نحن مع الرئيس ميشال عون بمقدار ما يكون الرئيس عون مسلمَ المسيحيين ومسيحيّ المسلمين، وكذا مع الرئيس بري والرئيس الحريري، لأن الشراكة بالله والوطن أكبر من تمزيق الأوطان. ورأى أنه هو نفس الموقف الذي يفرض علينا أن نكون مقاومين، لأن بلداً يجمع المسيحي والمسلم يستحق بذل الدّم المقدّس لحفظ شراكة الإسلام والمسيحية. ولأننا شركاء" محبة ووطن" فإننا نصر على إقرار قانون انتخابي نسبي يمنع عقلية الكانتونات، ويمزق المساحات الضيقة للحزبية، ويؤكد حاجة اللبناني للبناني كعنوان لشراكة الهموم والمنافع بعيداً عن لعبة الطائفية وأرباح غرائزها.
الشيخ أحمد قبلان
من جانبه، أكد الشيخ غسان اللقيس أن إختلاف الدين لا ينبغي أن يكون سبباً لإشعال حرب تحصد الآلاف بل الملايين من النفوس البريئة الذين لم يقترفوا ذنباً سوى أنهم ينتمون إلى هذا الدين أو ذاك.إن اختلاف الدين وتنوع الأمم هو غنى للبشرية جمعاء. نحن أبناء وطن واحد لطوائف متعددة، نحن مدعوون لأن يحترم بعضنا بعضاً ولا نتعاون مع بعضنا بعضاً ولان نكون يداً واحدة ضد من يتربص بنا شراً وخاصة "إسرائيل".
الشيخ ماهر حمود بدوره أشار إلى إن ما نراه اليوم من خطب التكفيريين يأتون بالآيات التي فيها القتال أو الذبح أو العدوان ويغفلون تماما عن آيات الرحمة والعفو والعيش، هم كتبوا إسلاماً يناسب شهوتهم ويناسب أفكارهم وأهدافهم التي أصلاً لم يخططوا لها بل خُططت لهم وكانت تخرج لهم من وزارة الخارجية الأميركية أو من وثائق الموساد الإسرائيلي أو من غيرهم .
وأما الشيخ غسان الحلبي فقال: نحن هنا لنعلن متحدين تمسكنا بالقيم الدينية الإنسانية المشتركة التي تغذي في الحقيقة أيضاً شجاعة قول الحق، ونصرة العدل، والدفاع عن القضايا المحقة لشعبنا وشعوب منطقتنا. وإن نظرنا بعين العقل والفكر الرزين إلى واقعنا، نجد أن التطرف والغلو قد سببا من الأذى والضرر المتفاقمين القدر الهائل في مسيرة نهوضنا وأمن شعوبنا.
الشيخ غسان الحلبي
وأخيرًا شدد الشيخ محمد عمرو على أن البشرية في مفصل تاريخي، مضيفًا أننا نحن عندما نتكلم عن الدين نتكلم عن الدين الإلهي وليس عن الديانات التي وضعت أو التي كتبت من إنسان يريد التسلط على إنسان آخر، كلنا نفحة من روح الله ولأننا نفحة من روح الله فكل البشرية هم قبس من الله سبحانه وتعالى.
الشيخ حسين غبربيس
وختم اللقاء الروحي بإلقاء البيان الختامي الذي تلاه مسؤول العلاقات العامة في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسين غبريس وجاء فيه:
أولاً: إن الديانات السماوية هي دعوة للمحبة والرحمة وكل دعوة خلاف ذلك هي خروج عن خط الأنبياء ولا صلة لها بالدين مهما حاولت أن تحرف في آيات الله أو أن تدعي أنها تنطلق من الدين.
ثانياً: نشجب ونستنكر التفجير الإرهابي في الكنيسة القبطية في القاهرة ونعتبر أن الدين براء من هذا العمل وأمثاله وهو يُدار من مؤسسات استخباراتية لأهداف معروفة على رأسها إيقاع الفتنة بين أتباع الأديان مقدمة لتقسيمها.
ثالثاً: يعتبر المجتمعون أن القضاء على الإرهاب لا يكون فقط من خلال الانتصار عليه بل من خلال مواجهة المنطلقات الفكرية التي ينطلق منها لأنها تكون جاهزة للعودة فيما لو بقيت دون مواجهة وهنا يأتي دور علماء الدين في تبيانه على حقيقته وفضح منطلقات الدعوات التكفيرية.
رابعاً: يؤكد المجتمعون على أن لا خلافات طائفية ولا مذهبية في مجتمعاتنا بل إنها خلافات سياسية وإرادة خارجية لضرب معالم الدين والسيطرة على البلاد والعباد.
خامساً: يستنكر المجتمعون الإجراءات التي يقوم بها الكيان الصهيوني داخل فلسطين المحتلة من محاولته منع الأذان إلى التضييق على الزائرين لبيت لحم في عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ومحاولته تغيير المعالم الدينية للقدس وسعيه لإقامة دولة يهودية هدفها إلغاء وطرد أتباع الأديان الأخرى من فلسطين.
سادساً: ينوه المجتمعون بإنجاز تشكيل الحكومة اللبنانية ويدعون إلى سرعة انجاز قانون انتخابي عصري يؤمن التمثيل الحقيقي لشرائح المجتمع اللبناني ويحافظ على وحدة الوطن، فتنتظم بذلك الحياة السياسية.
سابعاً: يدعو المجتمعون الدولة اللبنانية لإيلاء المواطن العناية اللازمة في كل النواحي خاصة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعمل على تأمين مجانية التعليم والطبابة.
ثامناً: يدعو المجتمعون وسائل الإعلام لمراعاة رسالية هذه الوسائل من خلال عدم التعرض لمسائل دينية بأسلوب تحريضي أو أخذ عينات نافرة للمجتمع وتصويرها وكأنها حالات مستشرية فيه والتعرض للأديان بأسلوب مهين تحت عنوان حرية الرأي، وهنا نطالب بتفعيل رقابة الدولة على هذه الوسائل ووضع حد لهذا التشويه.
تاسعاً: ينوه المجتمعون بالدور الذي تقوم به القوى الأمنية في الحفاظ على السلم الأهلي ويؤكدون على دعمها وإطلاق يدها في ملاحقة الإرهابيين والمتطرفين حماية للمجتمع وللسلم الأهلي.
عاشراً: رحب المجتمعون بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وأكدوا على دعم العهد في العناوين التي طرحها في الخطاب الرئاسي في مجلس النواب، متمنين أن لا توضع العقبات أمام تنفيذه.
أخيراً أكد المجتمعون على ضرورة التواصل المستمر فيما بينهم والسعي لكي يتحول هذا اللقاء إلى مناسبة للقاءات أخرى متشابهة لما في ذلك من حماية للمجتمع ومواجهة للتطرف، سعياً لمجتمع التكافل والتضامن والتعاون والرحمة والمحبة.