ارشيف من :أخبار لبنانية

اغلاق صحيفة ’السفير’ .. ازمة الصحافة الورقية

اغلاق صحيفة ’السفير’ .. ازمة الصحافة الورقية

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الضوء على اغلاق صحيفة "السفير" وتداعيات القرار وابعاده على صعيد ازمة الصحافة الورقية. كذلك تحدثت الصحف عن التطورات السياسية التي سترافق الحكومة بداية العام الجديد.

اغلاق صحيفة ’السفير’ .. ازمة الصحافة الورقية

الوطن.. بلا «السفير»

بدايةً مع صحيفة "السفير" التي كتبت أنه "عندما يصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وعندما يسبقه إلى الأليزيه نيكولا ساركوزي ثم فرنسوا هولاند. عندما تفضي «الثورات» في العالم العربي إلى بعض الصور الكاريكاتورية. عندما ينتهي زمن «الكبار» من طراز فيديل كاسترو. عندما تصبح فلسطين القضية والشعار والعَلَم والعنوان مجرد صراع عقاري أو صراع على منصب بين متنازل وعميل. عندما تصبح إيران هي العدو وإسرائيل هي الصديق لمعظم دول الخليج".

واضافت ".. عندما يعم الدمار والموت وطننا العربي الكبير من مشرقه إلى مغربه. عندما تنتفي الحدود بين العرب ليس لمصلحة وحدتهم بل لأجل تقسيمهم وجعلهم مجرد خائفين وطوائف ومذاهب وعشائر. عندما نعتاد في صباحاتنا ومساءاتنا على صور الإرهاب والتكفير والموت المجاني في مجاهل الحدود والبحور، يصبح تقهقر السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع.. والصحافة من البديهيات".

وتابعت "هذه هي أحوال عالمنا العربي ولبنان. وهذه هي أحوال صحافتنا. كانت الصحافة، ولا تزال، مرآة المجتمع. ولهذا تحديداً كانت متألقة وصارت تعاني. فالمجتمع ليس بخير، والاقتصاد ليس بخير، والسياسة ليست بخير، وهذا كله لا يمكن إلا أن ينعكس على الصحافة وينهكها".

تعبت «السفير»، لكنها ترفض أن تكون المثال، خصوصاً أنها ترى في أفق المهنة بعض النور. إذ لا يعقل أن يبقى الظلام المخيّم على المنطقة والبلد جاثماً على صدرها وزميلاتها لوقت طويل.

2017: انفراجات موعودة بعد إرث انهياري

بدورها، رأت صحيفة "النهار" أنه "تأفل منتصف هذا الليل سنة 2016 بكل ارثها الثقيل واحمالها الكبيرة لتحل السنة 2017 محملة بكثير من الآمال والشكوك والهواجس سواء بسواء. سنة راحلة كادت أن تكون تعداداً رقمياً اضافياً في ثلاثية سنوات الفراغ الرئاسي والسياسي والوطني في لبنان لولا "استدراك" اختراقي جاءنا منها في الشهرين الاخيرين عبر استعادة طلائع انتظام دستوري انهى حقبة الفراغ بانتخاب الرئيس العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الاول ومن ثم استكمال السلسلة بتشكيل حكومة العهد الاولى برئاسة الرئيس سعد الحريري".

واضافت "سنة راحلة تركت آثاراً ثقيلة وخطيرة على مجريات البلاد وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية كما الامنية التي تفاقمت معها المواجهة المتصاعدة مع الارهاب وابقت زناد الحرب الامنية الوقائية مشدوداً ومستنفراً. سنة راحلة راكمت ازمات الناس والقطاعات والركود والتراجع الانمائي والاقتصادي وبالكاد مرت العافية المالية من خروم الشباك. سنة راحلة كانت الأسوأ اطلاقاً في تاريخ الصحافة اللبنانية العريقة فهددت صحفا وتوقفت في نهايتها الزميلة "السفير" بوجع كبير لرؤية هذه الصحيفة الرائدة تغيب عن يوميات اللبنانيين".

وتابعت "بكثير من الوجع والخوف تكابد "النهار" الرحلة الاقسى جاهدة للاستمرار بما كلفها أخيراً جراحة موجعة قسرية حاولت وتحاول باللحم الحي وحده ان تخفف ما تستطيع من آلامها على زملاء أعزاء ومؤسسة تعاني ازمة خطيرة سواء بسواء. سنة لم يتوقف ارثها على تهديد الصحافة بل اتسع وطاول جيشا من عشرات الالوف من عاملين وموظفين في عشرات المؤسسات والمعامل والقطاعات المختلفة التي ترزح تحت وطأة الانكماش والركود في انتظار الفرج".

ليست أزمة الصحافة في لبنان

الى ذلك، قالت صحيفة "الأخبار" "إنها ليست أزمة الصحافة في لبنان. إقفال جريدة كـ»السفير»، مع ما يحمله الاسم من تاريخ وانتشار وقوة حضور وتأثير، لا يعبّر حقيقة عن أزمة الصحافة. هي مشكلة عائلية تتصل بنظرة الأستاذ طلال سلمان إلى من سيدير الصحيفة مستقبلاً، وبأي ثمن".

واضافت "«النهار» تصرف عشرات الموظفين. وكذلك تفعل «المستقبل». هي أزمة مزدوجة: دول الخليج لم تعد مهتمة كما في السابق بتمويل الإعلام في لبنان، ووريثا إمبراطوريتَي آل تويني وآل الحريري لا يحسنان إدارة ما ورثاه. بالمناسبة، هل من يدلّنا على «سكوب» واحد في جريدة «النهار» في السنوات العشر الأخيرة؟ ثمة «سبق صحافي» وحيد، إنه خبر وفاة غسان تويني. أخفته العائلة ليلاً، لتعلنه على صفحات الجريدة في اليوم الثاني. أين أزمة الصحافة؟ هي أزمة نايلة تويني. هل من «أزمة» صحافة في «المستقبل»؟ لا، هي أزمة «سعودي أوجيه». هل من يدلّنا على «أزمة الصحافة» في لبنان؟ الدولة اللبنانية تقاضي محطة تلفزيون «المر»، بتهمة سرقة المال العام عبر الاتجار غير المشروع بالاتصالات الدولية. أين الصحافة في ذلك؟ تندلع حرب شعواء بين تلفزيون الجديد وحركة أمل، بسبب خلاف بين الطرفين على أحقية تنفيذ مشروع في معامل لإنتاج الكهرباء. مجدداً، دلّونا على الصحافة وأزمتها".

وتابعت "المشكلة في مكان آخر، ومن يعاني من أزمة هو هذا النمط تحديداً من «وسائل الإعلام». وجب وضع الكلمتين بين مزدوجين، لأن من يكابد البقاء اليوم اثنان: الصحافة المتصلة اتصالاً عضوياً بالنظام السياسي المالي الحاكم في لبنان. وهذا النظام يترنّح منذ سنوات (قد يكون الترنّح أسلوب حياته لا مرحلة ما قبل التهاوي). يترنّح إلى درجة العجز عن توفير الكهرباء والماء النظيفة للمواطنين! والصحافة، سواء بنسخة ائتلاف حكم ما قبل الحرب الأهلية، أو بنسخة ائتلاف ما بعد الحرب، لم تكن، في الأعمّ الأغلب، سوى الذراع الإعلامية لهذا النظام. للدلالة على ذلك، تكفي معاينة السيرة السياسية لرئيس مجلس إدارة «أل بي سي آي» بيار الضاهر".

أولى جلسات الحكومة: إقرار مراسيم النفط وإقالة عبد المنعم يوسف

الى ذلك، قالت صحيفة "ألاخبار" إنه "نجحت القوى السياسية، عشية السنة الجديدة، في منح البلاد هدنة من حالة اللااستقرار السياسي السائدة منذ عام 2005. ومع نيل حكومة الرئيس سعد الحريري الثقة في فترة قياسية، يبدو الرئيس ميشال عون عازماً على استعادة الزخم الذي شكّله انتخابه في 31 تشرين الأول الماضي، والتعويض عن «النكسة» التي أصابت هذا الزخم في فترة تشكيل الحكومة".

واضافت "وهو يستند في عزمه هذا إلى «التنسيق التام» مع الحريري، بحسب مصادر بارزة في التيار الوطني الحر، وفي الوقت نفسه إلى «التفاهم مع بقية الأطراف السياسية»، الأمر الذي «سيترجم تغييرات كثيرة في البلد سيلمسها المواطنون، رغم العمر القصير المفترض لهذه الحكومة»، كما أكدت المصادر نفسها".

أولويات السنة الجديدة ومراسيم النفط أمام الحكومة الأربعاء

هذا وكتبت صحيفة "الجمهورية" أنه "اليوم، يطوي اللبنانيون آخر ورقة من سنة 2016، بحلوها ومرّها، بكل أثقالها، بنفاياتها، وكل الملوِّثات، بأزماتها المتراكمة وملفاتها المستعصية، وبسياستها وكل ما فيها من مكايدات ومزايدات ومناكفات حتى على جنس الملائكة. يطوونها وأنظارهم شاخصة الى السنة الجديدة. و«الجمهورية» تتطلّع معهم الى سنة لعلها تكون رحيمة تحمل معها ما قد يخفف الحمل الثقيل عن كاهل كل الناس، وتزرع في الاذهان السياسية المتصلبة شيئاً من الشعور بالمسؤولية والتواضع والموضوعية والواقعية، لا بل الاقتناع بأنّ مصلحة لبنان هي فوق كل اعتبار، وهنا فقط يكمن الامتحان... إمتحان الوطنية والمصداقية للجميع".

وتابعت "بالتأكيد، إنّ غداً، يفترض انه يوم آخر، وبالتأكيد انّ أيّاً من اللبنانيين لن يترحّم على السنة الراحلة الماضية الى غير رجعة، بل يطلبون الكثير من السنة الجديدة، ويرمون عليها كل طموحاتهم وآمالهم".

وأضافت "هو حلمهم الطبيعي في أن يشهدوا بأمّ العين، ولَو لمرة واحدة، مراسم الانتقال الجدي من العتمة الى النور فبَرّ الأمان، عتمة سنوات الجفاف العجاف، سياسياً واقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً وفي شتى المجالات، التي مرّت عليهم".

2016-12-31