ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: ’داعش’ أعلن الحرب على تركيا .. وواشنطن تتجه للتخلي عن الدعم النفطي الخليجي

رأى صحفيون غربيون أن الهجوم الإرهابي على الملهى الليلي في اسطنبول هو بمثابة اعلان حرب من قبل "داعش" على الدولة التركية، مشيرين الى ان التنظيم تمكن من تثبيت وجوده في تركيا نتيجة سياسات اتبعها نظامها عبر فتحته الحدود مع سوريا أمام الارهابيين.
من جهة اخرى، أكد كتّاب اميركيون ضرورة ان تعتمد الولايات المتحدة سياسة الاعتماد الذاتي في مجال الطاقة والتخلي عن الدعم الخليجي الخارجي، ورأوا أن المال النفطي الخليجي قد تم استخدامه لتمويل الارهاب والمنظمات المتطرفة.
الخطر الارهابي الداعشي على تركيا
وفي التفاصيل، كتب محرر الشؤون الدبلوماسية والدفاعية بصحيفة "الاندبندنت" البريطانية "Kim Sengupata" مقالة، قال فيها ان الهجوم الارهابي الاخير الذي نفذه تنظيم "داعش" في اسطنبول هو بمثابة "إعلان حرب" على الدولة التركية، مشيراً الى ان "داعش" "أنشأ شبكة واسعة من النشطاء تلقت الدعم من حكومة الرئيس رجب طيب اردوغان، إذ عمد النظام التركي الى تجاهل نشاطات عملاء التنظيم في البلاد".
وقال الكاتب ان تنظيم "داعش" ينوي الرد على العملية العسكرية التركية في الداخل السوري، مشيرا الى انه تم اعتقال عدد كبير من عناصر "داعش" في تركيا خلال الاشهر الاخيرة كانوا يحاولون دخول البلاد من سوريا، علاوة على اكتشاف مخازن للسلاح".
وكشف الكاتب، نقلاً عن منشقين عن "داعش"، بان "قيادة التنظيم الارهابي تصدر التعليمات بتنفيذ عمليات واعتداءات في الخارج". وقد اشار إلى ان المنشق عن "داعش" المدعو "ابو معتصم" أكد ان قيادة التنظيم تحاول نشر مستوى كراهية متزايدة بين صفوفه حيال تركيا.
وبحسب الكاتب، فقد قال المدعو "ابو معصتم"، ان تركيا "بلد اسلامي انقلب حكامه على الاسلام وتحالفوا مع الاميركيين والروس"، معتبرا ان تركيا "عدوه اللدود"، وأن "داعش اعلنت الحرب رسميا على تركيا".
الكاتب اشار الى اعلان "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الارهابي على الملهى الليلي باسطنبول، هو بمثابة تحذير من ان المزيد من هذه الاعتداءات ستستهدف تركيا التي وصفت "بحامية الصليب"، على حد تعبير التنظيم.
واضاف الكاتب ان وزارة الداخلية التركية اعلنت عن اعتقال 147 شخصًا خلال الاسبوع الماضي بسبب شبهات بارتباطهم بـ"داعش"، كما اتخذت كافة التدابير الاحترازية من اجل منع وقوع هجوم ارهابي ليلة رأس السنة، حيث تم نشر 17,000 عنصر من قوات الشرطة".
كما لفت الكاتب الى ان "وقوع الهجوم في موقع كان مرجحا ان يكون هدفاً، رغم الاعتقالات والتدابير الامنية الاخرى، يظهر قدرة "داعش" على تنفيذ هذه العمليات الارهابية".
ونقل عن مسؤول تركي سابق عمل في وزارة الداخلية روايته حول خلية تابعة لـ"داعش" بمدينة "Adiyaman" الكردية الواقعة في جنوب شرق تركيا، وكشف ان الخلية انضم إليها عدد متزايد من العناصر ونفذت الهجمات رغم وجود معلومات استخباراتية عنها. كما نقل الكاتب عن المصدر ان السلطات التركية "كانت تعرف بان داخل هذه الخلية عناصر كانوا قد ذهبوا الى سوريا" و ان عناصر ينتمون إليها كانوا يقومون بعملية التجنيد، اضافة الى ضمها "مقاتلين اجانب مع زوجاتهم".
الا ان المصدر أكد انه لم يتم اعتقال اي عنصر من هذه الخلية رغم وجود المعلومات، مشيرا الى ان عناصرها قاموا بعمليات تفجيرية.
من جهته، كتب "Roy Gutman" مقالة نشرها موقع "Daily Beast"، اشار فيها الى ان "الهجوم الارهابي على الملهى الليلي باسطنبول ليلة رأس السنة سبقه نشر شريط الفيديو لـ"داعش" الذي يظهر احراق الجنديين التركيين الاثنين والذي تضمن كذلك دعوة الى تنفيذ الاعتداءات داخل تركيا و"احراقها و تدميرها".
وأوضح الكاتب ان اعلان "داعش" مسؤوليته عن هجوم اسطنبول يمثل "حالة نادرة"، لافتاً الى ان بيان التنظيم تضمن ايضاً ادانة للتدخل العسكري التركي في شمال سوريا بعدما اقتربت القوات التركية وحلفاؤها من مدينة الباب.
ونقل الكاتب عن الصحفي التركي "Murat Yetkin" الذي يعمل في صحيفة "Hurriyet"، قوله إنه "تم ايقاظ الخلايا الارهابية النائمة في تركيا للرد على تشديد السياسة التركية ضد داعش"، على حد قوله.
المال النفطي الخليجي والارهاب
من جهة اخرى، كتب "Andrew Doran" مقالة نشرها موقع "National Interest"، قال فيها ان "باستطاعة ادارة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب تحديد المصالح الاميركية في المنطقة وتفادي اخطاء الادارات السابقة"، معتبرا ان "من اهم الوسائل لتحقيق ذلك تقليص الاعتماد على نفط الشرق الاوسط من خلال الاعتماد الذاتي الاميركي في مجال الطاقة".
وقال الكاتب: "ليس سراً ان المال النفطي الخليجي موّل التطرف والتنظيمات الارهابية لعقود"، مشيراً الى الحديث الشهير لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن بجامعة "هارفرد" الذي قال فيه ان دول الخليج وتركيا مسؤولة عن تسليح وتمويل ودعم الجماعات التابعة لـ"القاعدة" في سوريا. كما لفت الى ان وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون توصلت الى استنتاج مماثل، وان ترامب لديه الموقف نفسه".
واضاف ان اجندة ترامب تظهر بانه عازم على "اعادة تنظيم مصالح السياسة الداخلية والخارجية"، مشيراً الى ان خطة ترامب تدعو الى التوسع الاقتصادي من خلال الاستفادة من احتياط الطاقة الاميركي مثل النفط الصخري والغاز الطبيعي، والاستثمار في اعادة بناء البني التحتية. وقال ان ادارة ترامب ستحد من نفوذ "اللوبيات الاجنبية".
كما توقع الكاتب ان يمتنع ناشطو اللوبيات من دول الخليج عن المزيد من الاستثمارات داخل اميركا مع تولي ترامب الرئاسة، لافتاً الى ان المزيد من الارباح الناتجة عن قطاع الطاقة الاميركي قد تعني بان القطاع الاميركي هذا سيؤثر على مراكز الدراسات الاميركية، والذي من شأنه ان يدفع بمؤسسة السياسة الخارجية الاميركية للترويج لسياسات تخدم الشعب الاميركي بدلاً من "مصالح دول الخليج و حلفائها"، على حد تعبيره.
وقال الكاتب انه "باستطاعة ادارة ترامب ان تركز اولويات وزارة الخزانة الاميركية على ملف تمويل الارهاب والمنظمات المتطرفة، معتبرا ان "العالم سيكون اكثر امناً عندما تصبح اميركا دولة مكتفية ذاتيا من حيث النفط ومصادر الطاقة، بدلاً من اعتمادها على دول "لا تشارك قيم او مصالح اميركا".