ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: نصر حلب مكسبٌ كبيرٌ لاستراتيجية إيران الاقليمية

الصحف الأجنبية: نصر حلب مكسبٌ كبيرٌ لاستراتيجية إيران الاقليمية

علي رزق
 

شددت مجموعة غربية بارزة تعمل في مجال الامن والاستخبارات على ان استعادة الجيش السوري وحلفائه كامل مدينة حلب يعد مكسبًا كبيرًا لايران، وأشارت الى صعوبة ان يتمكن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب من قلب موازين المنطقة ضد إيران في ظل "نجاحاتها" بسوريا. وفي الإطار نفسه رجح باحثون غربيون ان يعمل النظام السوري على استعادة المناطق الشرقية السورية، وتوقعوا ان تقدم روسيا وايران الدعم ايضاً بهذه المساعي. من جهة اخرى حذرت باحثة سعودية معروفة من ان الرياض ستواجه أزمة وجودية في عام 2017.

الصحف الأجنبية: نصر حلب مكسبٌ كبيرٌ لاستراتيجية إيران الاقليمية

الصحف الاجنبية

نصر حلب مكسب كبير لإيران

قالت مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخباراتية ان الجولة التي قام بها قائد فيلق القدس بقوات حرس الثورة الايرانية اللواء قاسم سليماني في مدينة حلب عقب هزيمة الجماعات المسلحة هناك، وكذلك تصريحات المسؤولين الايرانيين عن انتصار حلب، انما تفيد بان ايران تعتبر هذا الانتصار تأكيداً لصوابية استراتيجيتها في سوريا. واضافت في تقريرها اليومي بان ايران ترى في معركة حلب خطوة اولى باتجاه الحاق الهزيمة الكاملة بالجماعات المسلحة التي تحارب نظام الرئيس بشار الاسد.
وتحدثت المجموعة عن مساعي إيران لإبقاء الرئيس الاسد بالسلطة لانه يلعب "دوراً مركزياً في رؤية ايران لترجمة انتصاراتها في سوريا الى تحول اقليمي اوسع لصالحها"،على حد تعبيرها. وتابعت بان طهران "على ما يبدو" تحاول انشاء "جسر بري آمن يمتد من ايران الى لبنان"، وبأن طهران طالما سعت الى انشاء مثل هذا الممر من اجل دعم حزب الله.كما قالت ان ايران طالما سعت الى الاعتماد على بديل عن تزويد حزب الله بالسلاح عبر الجو من خلال مطار دمشق الدولي، اذ ان اجهزة الاستخبارات الاجنبية يمكنها بسهولة كشف السلاح الذي ينقل بهذه الطريقة.
المجموعة شددت كذلك على ان "الانتصارات" في سوريا (لمصلحة النظام) تصب في مصلحة ايران على صعيد "القوة الاقليمية"، مشيرة الى ان "الجماعات المسلحة هزمت في حلب الشرقية رغم قيام السعودية بتزويدها بالاسلحة الاميركية المضادة للدابابات وغيرها من السلاح".كما لفتت الى ان السعوديين والاتراك اعتقدوا أن الولايات المتحدة ستتدخل لدعم الجماعات المسلحة، او على الاقل من اجل منع روسيا من التدخل، وهو ما لم يحصل.
وبينما شددت المجموعة على ان السعودية وحلفاءها يجب ان لا يتوقعوا شيئاً من ادارة ترامب لجهة الالتزام بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، نبهت بالوقت نفسه الى ان دول الخليج ترى في تصريحات فريق ترامب مؤشرًا على ان ادارته تنوي التصدي لما اسمته "النفوذ الايراني على صعيد المنطقة".غير انها اكدت في المقابل على ان اي مساعٍ ستبذلها ادارة ترامب للتصدي لايران في المنطقة وقلب ميزان القوة لمصلحة دول الخليج مثل السعودية ستكون مقيدة بسبب نجاحات ايران و "تواجدها المستمر في سوريا"،و "خاصة انتصارها في حلب".

النظام السوري وحلفاؤه عازمون على الامساك بالمناطق الشرقية السورية

الباحث الفرنسي "Fabrice Balanche" كتب مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى وقد شدد فيها على ان السيطرة على المناطق الشرقية السورية تعتبر مسألة حيوية بالنسبة للنظام السوري، رغم ما يقال عن اولوية المناطق الغربية الممتدة من دمشق الى حلب.
وأشار الكاتب الى اهمية المناطق الشرقية من الناحية الاقتصادية حيث تنتج الحبوب والقطن، اضافة الى كونها تحوي غالبية الثروة النفطية في سوريا. وعليه قال انه لا بد ان يسيطر النظام السوري على هذه المناطق اذا ما اراد اعادة بناء البلد واستعادة استقلال سوريا الاقتصادي، ولـ "ضمان الحكم السياسي الذاتي"، على حد تعبير الكاتب.

ورجح الكاتب ان تقدم إيران وروسيا الدعم لدمشق عندما تنوي الاخيرة استعادة المناطق الشرقية، وذلك "نظراً الى الوضع الجيوستراتيجي الحالي"، بحسب كلام الكاتب.كما اضاف بانه "ما من شك" بان طهران وموسكو قلقتان من ان يحصل الاكراد والعشائر العربية على المزيد من الحكم الذاتي في منطقة الفرات عندما تسقط عاصمة داعش في الرقة، لافتاً في الوقت عينه الى ان ذلك من شأنه تشجيع الولايات المتحدة على تعزيز تواجدها بهذه المنطقة.كذلك قال ان حلفاء النظام السوري يبدو أنهم يعتقدون بان واشنطن تستخدم الحملة ضد داعش كذريعة من اجل تقسيم سوريا. ونبه ايضاً الى ان سيناريو تقسيم سوريا بشكل يصب في مصلحة الاكراد يقلق الجانب التركي كذلك.
هذا ورأى الكاتب ان سيطرة من وصفهم "بالميليشيات الشيعية التي ترعاها ايران" على منطقة تلعفر العراقية وتقدمها باتجاه الحدود السورية انما تشكل مؤشرًا على استعداد ايران لمساعدة الرئيس الاسد على استعادة المناطق التي يسيطر عليها "داعش". وشدد على ان القادة الايرانيين عازمون على منع انشاء ما وصفه بالكيان السني متحالف مع الخليج والغرب" بهذه المناطق.
كذلك لفت الكاتب الى امكانية عودة الجيش السوري الى وادي الفرات، مستشهداً بقيام النظام السوري بارسال قوات النخبة من اجل دعم مدينة دير الزور المحاصرة. واعتبر ان ما اسماه "عناد النظام" في دير الزور هو على الارجح خطوة اولى ضمن استراتيجيتها الرامية الى استعادة السطيرة على كامل البلاد، مجدداً الاشارة الى ان حلفاء النظام السوري يبدو انهم مستعدون لدعم هذه الجهود.
وفي الوقت نفسه نبه الكاتب الى ان هذه العوامل تفيد بان الولايات المتحدة وحلفاءها يمكنهم كسب نفوذ كبير على النظام السوري في حال تمكنوا هم او وكلاؤهم من السيطرة على مناطق اساسية في شرق سوريا.وتابع بان ذلك يعني على الارجح تعزيز تواجدهم و نشاطهم في المناطق الشمالية الكردية اولاً،"ربما من خلال انشاء مناطق آمنة او مناطق حظر طيران".

السعودية امام ازمة وجودية

الباحثة السعودية مضاوي رشيد كتبت مقالة نشرت على موقع "Middle East Eye" حذرت فيها من ان عام 2017 سيكون العام الذي تواجه فيه السعودية ازمة وجودية بسبب فشلها بالهيمنة على العالم العربي وبالانتصار في الصراع مع ايران. وقالت ان هذا الفشل و"الازمة الناتجة عنه" سيحمل عواقب كبيرة على الصعيدين الخارجي والداخلي للسعودية.
وقالت الكاتبة ان السعودية تبدأ العام الجديد مع سلسلة من الإخفاقات العسكرية وغير العسكرية على صعيد المنطقة،لافتة الى ان ذلك سيؤثر سلباً في مستقبلها وفي رغبتها بان تكون "الحكم الوحيد في الشؤون السياسية بالمنطقة العربية".
كما اضافت بان حلب ستشكل رمز الفشل السعودي بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، وبان السعوديين سيتساءلون عن جدوى التحالف القديم مع الولايات المتحدة، رغم عدم وجود اي بديل حقيقي عن الحليف الاميركي بالوقت الراهن.
كذلك اشارت الى ان "الاذلال" السعودي في سوريا يتفاقم من خلال سحب الدعم الاميركي غير المشروط لها. وقالت ان هذا التحول السياسي الاميركي بدأه الرئيس باراك اوباما ومن المرجح ان يواصل العمل به بل يعززه الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب.

وتابعت في السياق نفسه أنه من المرجح جداً ان تبتعد اميركا اكثر فاكثر عن السعودية في فترة ترامب، حيث اصبحت واشنطن اقل اعتماداً على النفط السعودي واكثر انتقاداً للتقاليد الاجتماعية والنظرة الدينية لدى السعودية.
غير ان الكاتبة نبهت إلى ان السعودية تحتاج إلى الحماية الأميركية أكثر من اي وقت مضى، كمت أنها تحتاج السلاح الاميركي من اجل التخلص من حالة "الاذلال" التي واجهتها في حلب عندما هزم وكلاؤها.
كما حذرت الكاتبة من ان السعودية ستواجه التحديات على صعيد المنطقة، مشيرة الى ان "الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تبين انه لا يستجيب للرغبات السعودية كما كان متوقعاً". ولفتت إلى ان "القاهرة اتبعت سياسية مختلفة عن سياسة السعودية في ملفي اليمن وسوريا"، وهي سياسة تستند على مصالح مصر القومية. وبينما توقعت ان يركز الملك سلمان على اليمن في عام 2017 على ضوء الخسائر السعودية في سوريا، شددت ايضاً على ان النجاح السعودي في اليمن سيكون صعب المنال ايضاً.
وتابعت بانه وفي غياب تحقيق نصر عسكري وشيك في اليمن، فان القيادة السعودية ستتخوف من إرهابيي الداخل الذين توقعوا "نصرًا الهيًّا سريعًا" ضد الحوثيين الذين وصفوا بـ"أداة ايران الكفار".
كذلك حذرت من ان حالة الاحباط  لدى المسلحين في الداخل تجاه القيادة السعودية والى جانب غضب العائدين من سوريا والعراق، ستدخل السعودية في موجة جديدة من الارهاب شبهية بما حصل عام 2003 عندما عاد المقاتلون السعوديون من افغانستان.

 

2017-01-05