ارشيف من :أخبار لبنانية
عون يلتقي سلمان اليوم.. هل تفرج السعودية عن المليارات؟

يبدو أن برودة الطقس التي تجتاح لبنان قد انعكست على الأوضاع السياسية، على أمل ان يطال خير الأمطار التي هطلت انفراجات في الملفات السياسية والأمور الحياتية للبنانيين.
واهتمت صحف اليوم بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرياض وما يمكن ان ينتج عن هذه الزيارة من انعكاسات اقتصادية وسياسية على لبنان، ولم تغفل الصحف عن قانون الانتخاب وآخر مواقف النائب وليد جنبلاط منه.
بانوراما الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 10-01-2017
"النهار": عون في الرياض: تبديد الالتباسات وطي الصفحة
رأت صحيفة "النهار" أن الزيارة التي بدأها مساء امس رئيس الجمهورية ميشال عون للمملكة العربية السعودية تتخذ دلالات استثنائية على الصعيدين الداخلي والاقليمي بما يبرر الاهتمامات الراصدة لنتائجها، خصوصاُ ان الرئيس عون افتتح جولاته الخارجية بالرياض تحديداً. اذ ليس خافياً ان معظم الاوساط المعنية ينظر الى هذه الزيارة من منظار تصويب للعلاقات اللبنانية – السعودية ومن خلالها علاقات لبنان مع دول الخليج العربي التي تشكل بالنسبة الى لبنان أهمية حيوية للغاية على الصعيدين الاقتصادي والديبلوماسي.
كما ان الزيارة في بعدها العربي والاقليمي تمحض العهد الجديد نقطة ثقل من حيث اظهار حرصه على اعتماد سياسات متوازنة خارجياً بما يترجم شعاره في ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية وتحييده عن تداعياتها.
وافادت مندوبة "النهار" هدى شديد التي ترافق الوفد اللبناني الى الرياض ان الرئيس عون يعلق أهمية كبيرة على طيّ صفحة الجفاء واعادة الزخم الى العلاقات التاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية من خلال الزيارة الرسمية التي بدأها وسط حفاوة كبيرة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وتبدأ المحادثات الثنائية ظهر اليوم في الديوان الملكي حيث يستقبل الملك سلمان الرئيس عون ويقيم له استقبالاً رسمياً يعرضان فيه حرس الشرف. ثم يقيم الملك مأدبة غداء رسمية على شرف ضيفه والوفد الوزاري المرافق له
"البناء": هل تُفرج السعودية عن المليارات؟
صحيفة "البناء" بدورها أشارت إلى ان الزيارة الرئاسية للسعودية بعد التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين طيلة العامين الماضيين، ستكسر جليد العلاقات بين لبنان والدول الخليجية وتضخّ الدم السياسي في شرايين العلاقات التجارية والسياحية، وسيتمكّن عون من إعادة إحياء هبة الأربعة مليارات، فالسعودية ستردّ التحية لعون لكونه اختارها أول دولة في لائحة زياراته الخارجية، لكن شتان ما بين الوعود والتنفيذ المرهون بعناصر ثلاثة لم تتوفر الى الآن:
– تفاقم الأزمة الاقتصادية في السعودية لأسباب عدة منها انخفاض أسعار النفط عالمياً، وكلفة الحرب على اليمن الباهظة وتمويل التنظيمات الإرهابية في سورية والمنطقة. وقد أعلن وزير المالية السعودية في بيان منذ أيام بأن دخل العام 2017 لم يف من احتياجات الدولة أكثر من تأمين الرواتب والمنشآت في حين أن العجز في الخزينة وصل الى 130 مليار ريال»، وبالتالي من أين ستؤمن السعودية 4 مليارات دولار للبنان؟ وبالتالي الوعد سيُقطع، لكن التنفيذ مؤجّل.
– الشروط الفرنسية و«الإسرائيلية» على لبنان لتأمين السلاح المطلوب لم تتغيّر.
– المطالب الضمنية التي تضعها السعودية على لبنان وعلى الجيش لجهة وجهة استعمال السلاح وأنواعه لم تتبدّل، علماً أنه قبل تجميد الهبة، لم تكن هذه المسائل الأساسية التي تتعلّق بالتنفيذ قد حُسمت.
وقالت مصادر عسكرية لـ«البناء» إن «لبنان الذي يعاني من أزمات مالية واقتصادية وعجز في الخزينة وديون عامة لا يستطيع تأمين الأموال اللازمة لتسليح نفسه من أمواله الخزينة الخاصة الآن، ويحتاج الى تسليح من دول خارجية لا سيما منظومة دفاع جوي لإغلاق الأجواء اللبنانية بوجه خرق طائرات العدو «الإسرائيلي» ومنظومة دفاع بحري لحماية الشواطئ وفك الحصار البحري ومنظومة صواريخ بعيدة المدى لتحقيق التوازن الناري مع العدو ويحتاج أيضاً لمواجهة الإرهاب منظومة إلكترونية للتعقب والسيطرة والمراقبة وطائرات حديثة»، موضحة أن لبنان ليس بحاجة لتجهيزات وتسليح تفوق مبلغ 4 مليارات دولار».
"الجمهورية": عون في السعودية لـ«تبديد الإلتباسات»
ورأت "الجمهورية" أن الأنظار تتّجه إلى اللقاء الذي سيجريه رئيس الجمهورية اليوم مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث ستكون العلاقات الثنائية بين البلدية بنداً اساساً في المحادثات، التي يراهن الجانب اللبناني على أن تثمر إيجابيات ملموسة.
ولم تستبعد مصادر مرافقة لعون ان يبادر الى طرح إحياء الهبة السعودية العسكرية للجيش، مشيرةً الى اجواء ايجابية، غير رسمية، قد تبلّغَها الجانب اللبناني في هذا الخصوص قبل سفر رئيس الجمهورية.
وقد أكّد عون في حديث لـ«الإخبارية» السعودية أنّ العلاقات اللبنانية ـ السعودية تأثّرت بالأحداث التي شهدتها الدول العربية، وحصَلت بعض الشوائب غير الواضحة بالنسبة الى البلدين، «وأنا اليوم هنا لأبدّد الالتباسات التي حصلت، حاملاً المودّة والصداقة للشعب السعودي».
وشدّد على أنّ الفرَقاء في لبنان اجتمعوا على فكرة إعمار لبنان بغضّ النظر عن النتائج التي ستؤول اليها التطورات في الدول الاخرى، لأنّ الإعمار والأمن والاستقرار هو للجميع.
وأعلنَ «أننا جميعاً بحاجة الى التعاون لمحاربة الإرهاب، ولبنان ليس جزيرة بعيدة عن هذه المشكلة، وبالتالي لسنا وحدَنا، ونحتاج الى التعاون مع المملكة العربية السعودية وكل الدول، لأنّ الارهاب لم يعد محصوراً في دول الشرق الاوسط بل عمَّ العالمَ، وبالتالي يجب التفاهم مع الدول الكبرى التي يمكنها وحدها اتخاذ قرار في الامم المتحدة في هذا المجال. أمّا الحروب المتفرقة ضد الارهاب، فلا يمكنها وحدها ان تحدّ من مفاعيله».
وأضاف: «على الرغم من عدم تجاورِ لبنان والسعودية جغرافياً، لكنّ تبادُلَ الخبرات والمعلومات حول الارهاب هو امر جيّد ومرغوب فيه. وخلال الزيارة، سنعرض كلّ المواضيع الممكنة، ومنها إمكان تقديم المساعدة للجيش اللبناني». وأعربَ عون عن عدمِ خشيته من فقدان التوازنات في لبنان، لا بل اعتبَر أنّها ستكون اكثر ثباتاً يوماً بعد يوم.
"الأخبار": جنبلاط لن يهدأ حتى سقوط النسبية
من جهتها اعتبرت "الأخبار" أنّ وتيرة الاشتباك السياسي حول قانون الانتخاب لا يبدو انها ستخفّ، ولا سيما لدى الكتل التي تتوجس من أن يأتي الاتفاق على حساب وجودها. النائب وليد جنبلاط هو أبرز هؤلاء، وكان آخرَ جولاته تغريدُه على «تويتر»: «لا يا ممثل العلوج في الوزارة، إن مكوناً أساسياً وتاريخياً من لبنان لا يُمحى بشخطة قلم في مزايدات النسبية».
الطمأنات التي قدمتها القوى السياسية لجنبلاط لجهة تخليها عن اعتماد النسبية، لا يبدو أنها كافية لتبديد هواجسه. المعركة وجودية بالنسبة إليه، لذلك لا يُمانع إفراغ كلّ رصاصاته في النسبية، حتى ولو كان ذلك يُهدد علاقته بتيار المستقبل وسعد الحريري. فبحسب مصادر مطلعة على الجو الاشتراكي «المقصود بممثل العلوج هو من اعتبر أنه يوجد 9 قوى من أصل 10 موافقة على أن تكون النسبية جزءاً من القانون، وكأن الاشتراكي أصبح خارج الإجماع الوطني، أي الوزير نهاد المشنوق». وعلى الرغم من أنّ تغريدة جنبلاط تصيب بيت الوسط أيضاً، إلا أنّ المصادر ترى أنّ جنبلاط «خاطب المشنوق بصفته الشخصية وليس الحريرية».
لعب جنبلاط طويلاً دور «بيضة القبان» في الحياة السياسية، ولكنه بدأ منذ التسوية الرئاسية يشعر بأنه لاعب هامشي وخارج المعادلة. سقوط خياراته الإقليمية والمحلية، غلّب لديه الإحساس بالهزيمة، فيتصرف على قاعدة أنه لم يبقَ الكثير ليخسره. صراخه على مواقع التواصل الاجتماعي لم يُزعج تيار المستقبل، الذي يتفهم تصرفات كليمنصو. تقول مصادر مقربة من الحريري إنّ جنبلاط «حاصل على ثلاث ضمانات: سعد الحريري يحميه، الرئيس نبيه بري لن يوافق على قانون انتخابي لا يرضى عنه، وحزب الله لا يريد إضعافه». لذلك، لا يتعدّى كل الكلام الاعتراضي إطار «فشّة الخلق».
لكن ما يُقلق جنبلاط لم يظهر بعد، إذ لا بوادر انفراجات قريبة في مفاوضات الاتفاق على قانون انتخابات، على الرغم مما يُشيعه تيار المستقبل. اجتماع يتيم حصل، حتى الآن، بين الوزير علي حسن خليل والنائب وائل أبو فاعور أول من أمس من أجل التنسيق، «لكن عملياً ما في شي على النار»، بحسب مصادر الاشتراكي. هناك عدد من الاقتراحات «تجري مناقشتها من دون أن تكون هناك أرضية ننطلق منها للنقاش». الاشتراكي المُطمئن إلى نيات برّي تجاهه، يعتقد أنه «طالما لا يوجد صيغة اتفقنا عليها، فلنبقَ على القانون الحالي أفضل». وتضيف ساخرةً: «نحن رجعيون والكل تقدميون».
أما بالنسبة إلى القوات اللبنانية، فهي تنتظر «إن كان لدى الرئيس بري أجواء جديدة». تقول مصادر الحزب النيابية إن «هناك مساعي ونقاشاً باتجاه المختلط. إذا توافقت حركة أمل وتيار المستقبل، يُصبح من السهل إمرار الاتفاق مع بقية الأطراف».