ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: هجوم تركي عنيف على إدارة أوباما

علي رزق
وجّه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو انتقادات حادّة الى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معتبرًا أن مواقفها تسبّبت بتأرجع العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن.
جاء ذلك في مقالة كتبها أوغلو بإحدى الصحف الأميركية البارزة، حيث تحدث أيضًا عشية تسلّم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الحكم عن إمكانية إصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقات التركية الأميركية.
من جهة أخرى، اعتبر كتاب غربيون أن السياسة التي اعتمدها أوباما سمحت بانتشار العنف والفوضى في الشرق الأوسط.
وزير الخارجية التركي يهاجم ادارة اوباما
في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" حملت عنوان: "تركيا تستحق ما هو أفضل من الولايات المتحدة"، قال وزير الخارجية التركي إن تركيا هي بلد مناسب لتبدأ أميركا بإعادة الثقة في العلاقات مع شركائها، واعترف بأن العلاقات التركية الاميركية تشهد حالة من التوتر الشديد، مضيفًا أن انقرة تتعرض للانتقادات والإهمال بينما تقع تحت ضغوط هائلة.
وأشار أوغلو الى أن خيبة الامل في الشارع التركي تجاه الولايات المتحدة امر واضح وجلي، وأن سببًا أساسيًا وراء ذلك هو "الإصرار الاميركي المستمر على التعاون مع منظمة ارهابية في سوريا"، والتي تتمثل بوحدات حماية الشعب الكردية، على حد قول أوغلو.
وتابع "تركيا أكثر من أي حليف اميركي آخر استهدفت من قبل "داعش".. انقرة (على حد زعمه) ساهمت اكثر من اي بلد آخر في محاربة التنظيم الارهابي.. طوال هذا الوقت كان مطلوبًا من تركيا ان تتحمل "التعاون المفلس أخلاقياً" بين واشنطن ووحدات حماية الشعب الكردية".
هذا ونبه الوزير التركي الى أن الولايات المتحدة لم تدن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا إلّا بعد مرور أربعة ايام، والى أنها لم ترسل ممثلًا رفيع المستوى للتعبير عن تضامنها إلّا بعد مرور أربعين يومًا. كما لفت الى أن من أسماه مخطط محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا فتح الله غولن لا يزال يعيش حرًا طليقًا بالولايات المتحدة.
وزير الخارجية التركي
الكاتب حذر من ان عدم الاهتمام الاميركي بالقضايا التي "تسمّم العلاقات" الثنائية جعلت الشارع التركي يشكّك أكثر من أي وقت مضى بمدى قيمة العلاقات مع الولايات المتحدة، غير أنه رأى أنه يمكن إصلاح هذا الضرر.
وتابع الكاتب أن تركيا تقف اليوم كحصن بوجه التهديدات التي يواجهها الحلف الاطلسي، مثل الهجرة الجماعية والارهاب، إلّا أنه قال إن تركيا بحاجة الى رؤية تضامن ولحمة الحلفاء عندما يتعلق الأمر بالتهديدات التي تواجهها. وأشار الى أن اتفاق وقف اطلاق النار بين روسيا وتركيا (والذي شاركت فيه كذلك ايران) يأتي في هذا السياق، معربًا عن أمله بأن تستمر الهدنة وأن تساهم جميع الاطراف بانجاحها، بمن فيهم حلفاء تركيا في سوريا.
كذلك قال الكاتب إن تركيا والولايات المتحدة قادرتان على التغلب على "التهديدات العديدة للامن والدفاع الجماعي كحلفاء اساسيين في الحلف الاطلسي"، مضيفاً ان ذلك يتطلب الاصغاء الى الطرف الآخر واحترام حساسيات الطرف الآخر. كما قال إن ذلك قد يشكل مدخلًا لإعادة تقويم العلاقات عمومًا من أجل خدمة أهداف البلدين.
أوباما سمح بنشر الفوضى بالشرق الأوسط
بدوره، كتب المؤلف دانيال لازوري مقالة نشرت على موقع "Consortiumnews" تحت عنوان "كيف نشر أوباما حرائق الشرق الاوسط"، اعتبر فيها أنه ومنذ حرب فيتنام لم يسبق وأن تركت أية إدارة أميركية منطقة تحت الحطام كما فعلت ادارة اوباما مع الشرق الاوسط.
وقال الكاتب إن اوباما نشر الفوضى الذي تركته حروب جورج بوش الابن في العراق وافغانستان، حيث امتدت هذه الفوضى لتشمل الآن ليبيا وسوريا واليمن، مع كل التداعيات السلبية مثل تدفق اللاجئين الى تركيا وأوروبا. وتحدث عن اندلاع الارهاب وتحول دول باكملها الى مناطق حرب، اضافة الى ما وصفه "بخروج الطائفية الدينية عن السيطرة".
ورأى الكاتب أن ذلك هو نتاج ضعف و"الرضى الذاتي" والبحث عن الحلول السهلة في شخصية اوباما، مضيفًا أن الرئيس الاميركي هو من نوعية الاشخاص الذين يتكيّفون مع أية مؤسسة، سواء كانت جامعة هارفرد ام مجلس الشيوخ الاميركي ام البيت الابيض.
كما أشار الكاتب الى قرار اوباما تعيين هيلاري كلنتون وزيرة للخارجية، وهي من ابرز الشخصيات التابعة للمؤسسة السياسية التقليدية في اميركا، اضافة الى ابقائه روبرت غيتس في منصب وزير الحرب، وهو أيضًا يعد من اعمدة مؤسسة الامن القومي التقليدية (كل هذا بولاية اوباما الرئاسية الاولى طبعاً).
وتابع الكاتب بان اوباما وبدلاً من ان يحارب المؤسسة السياسية التقليدية في اميركا سعى الى "نزع اسلحتها" من خلال تعيين شخصيات تابعة لها وإلى تعزيز مكانته، غير انه اعتبر أن كل ما أنجزته هذه المقاربة هو إحياء "حزب الحرب" من جديد.
الكاتب تطرق الى خطاب وزير الخارجية الاميركي جون كيري في 28 كانون الاول/ ديسمبر الماضي الذي تناول فيه انهيار المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، وأضاف أن القراءة الدقيقة لهذا الخطاب يكشف بان المحادثات حول "حل الدولتين" لم تكن تتعلق بتحقيق السلام وانما باخماد النزاع كي تقوم الولايات المتحدة بمغامرات اخرى.
وأوضح الكاتب ان مبادرة كيري في الملف الفلسطيني كانت تستند على مبادرة "السلام العربية" التي قدمتها السعودية عام 2000، منبهًا الى أن المبادرة السعودية هذه لم تطالب فقط باتفاقية اسرائيلية فلسطينية بل بمعاهدة دفاع اقليمية تهدف الى التصدي لإيران.
بناء عليه، شدد الكاتب على أن ذلك كان الهدف وراء إنشاء مظلة أمنية أطلق عليها اسم "GCC+2" (دول مجلس التعاون الخليجي زائد مصر والاردن)، بحيث ينسى الاسرائيليون والفلسطينيون خلافاتهم، وينضمون الى "جبهة موحدة" ضد ايران.
وحذّر من أن ما طرح هو وصفة للحرب الدينية التي قال انها "اسوأ اشكال الحروب"، وأضاف أن أوباما لم يقم بأيّ شيء لوقف تصعيد ما اسماه "الحرب الطائفية الاقليمية" بل سهل انتشار هذه الحرب.