تصوير: موسى الحسيني

تعتبر الأسرة نواة المجتمع وتشكل اللبنة الأساسية لبناء الأمم والشعوب وتعتبر خطوة أولى وأساسية لذلك، حيث أن المشروع الأسري الناجح يعتبر بمثابة عمود فقري لبناء حياة سليمة على كافة الصعد والجوانب المجتمعية. وهناك علاقة طرديّة بين نجاح واستقرار المشروع الأسري والمجتمع، تظهر كلما زاد الاستقرار الأسري ما يؤدي إلى زيادة أمان المجتمع ويقلل من المشاكل الناجمة عن التفكك الأسري.

ولا شك بان منطقتنا ومجتمعنا يتعرضان لحرب ناعمة تستهدف امننا الاجتماعي وثقافتنا، ولان الاسرة هي المدماك الاساس للحفاظ على مجتمع سليم برزت اهمية انشاء مراكز توعية حول الارشاد الاسري لمنع دخول عادات الغرب السلبية الى مجتمعنا من عنف او تفكك. هذه المواضيع كانت محل نقاش خلال مؤتمر "الارشاد الاسري وافاق تطويره" الذي تنظمه العتبة الحسينية المقدسة بالتعاون مع جمعية امان للارشاد السلوكي والاجتماعي، وشارك في المؤتمر عدد من الهيئات والجمعيات والعلماء والباحثين في مجال الارشاد الاسري والتكوين الاجتماعي.

"الإرشاد الأسري وآفاق تطويره"..مؤتمر يحاكي واقع الأسرة وأمان المجتمع

وقد رأس الجلسة الأولى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وقد كانت هناك مشاركات عدة حول واقع الارشاد الاسري في لبنان من قبل الدكتورة سحر مصطفى والدكتور عبد عون مسعودي وغيرهم من الباحثين.

وفي حديث لموقع "العهد الاخباري" قال الشيخ قبلان ان المجتمع يعيش أزمة في ظل العولمة الحاصلة حيث بات المجتمع قرية كونية واحدة، وحول المؤتمر قال الشيخ قبلان "استبشرنا خيرا من المؤتمر"، مشدداً على ضرورة ان يكون هناك خطوات فاعلة وعملية باتجاه الارشاد الاسري وخاصة عن تفعيل دور الدولة بكافة مؤسساتها وخاصة وزارة الشؤون الاجتماعية التي عليها ان تضع خططا علاجية ووقائية لعدم تفكك الاسر وللحد من مشكلة الطلاق التي باتت تنتشر كالنار في الهشيم في مجتمعنا اللبناني، كما اكد المفتي قبلان انه على الوزارة التعاون مع المحاكم الدينية لان لبنان فيه طوائف مختلفة ومتعددة.

ودعا المفتي قبلان الى التعاون والتكامل بين المؤسسات الحكومية والاهلية ومع كافة القوى والفعاليات الاهلية والرسمية.
وردا على سؤال حول مشاركة ايران والعراق في المؤتمر رأى الشيخ قبلان انه لا بد من وجود تعاون وتبادل خبرات في مجال الارشاد الاسري والاجتماعي.

جانب من الحضور العلمائي

المرشدة الاجتماعية في جمعية امان بتول شاهين اشارت في حديث لموقعنا الى ان الجمعية اقامت دراسة ميدانية حول الطلاق ووجدت حاجة ماسة للارشاد الاسري مع تفشي حالات الطلاق والعنف الاسري وغيرها من المشاكل العائلية التي تهدد مجتمعنا بالتفكك والانعزال، ولفتت شاهين الى ان الجمعية خلصت الى اقامة المؤتمر بالتعاون مع العتبة الحسينية المقدسة وايران لتبادل التجارب ونقل الخبرات للحد من المشاكل الاسرية المتفاقمة واهمها الطلاق.

اما الدكتور الشيخ محمد حجازي وهو رئيس المركز الاستشاري الديني للتربية الاسرية، أمل في حديث لموقع "العهد" ان يحقق المؤتمر اهدافه لتعريف اهل الاختصاص ورجال الدين من اجل المساعدة لتفعيل العمل الاسري، وتمنى الوصول الى نتائج عملية واهمها تخفيف نسب الطلاق وتخفيف العنف الاسري.

جانب من الحضور النسوي

كما اشار الشيخ حجازي الى ضرورة تفعيل دور المراكز الاستشارية وان تكون مثل مساعد اول للاسر والمجتمع لمنعه من الانحدار لمستويات لا تحمد عقباها.

من جهته اشار الدكتور العراقي عبد عون مسعودي وهو مستشار نفسي في مركز الارشاد الاسري للعتبة الحسينية المقدسة الى ان العراق بدأ بافتتاح مراكز الارشاد الاسري منذ العام 2003 لمساعدة المراهقين والارامل والاسر المحتاجة بدعم من العتبة الحسينية المقدسة التي كانت سباقة في دعم هذه المراكز .
وتهدف هذه المراكز المجانية لحل المشاكل الاسرية وتنمية الاسرة في المجتمع وتطوير مهارات المراة كما لتطوير ادارة الرجل.
ولفت الدكتور عبد عون مسعودي الى ان الهدف من المؤتمر هو تبادل الخبرات مع المراكز الاخرى في لبنان وايران ولزيادة المعلومات حول الارشاد الاسري.