ارشيف من :أخبار لبنانية

تشابك الملفات ما بين قانون الانتخاب وقطار التعيينات وأزمة الملاحة ونتائج الجولة الخليجية

تشابك الملفات ما بين قانون الانتخاب وقطار التعيينات وأزمة الملاحة ونتائج الجولة الخليجية

تشابكت الملفات وتوزعت ما بين قانون الانتخاب الجديد المرتقب تسريع وتيرة بلورته بعد عودة التشريع الى سابق عهده، وترقب انطلاق قطار التعيينات الاسبوع المقبل، وبين معالجة أزمة الملاحة في المطار، ومتابعة نتائج جولة عون الخليجية.
وفي خضم هذه الاستحقاقات الداهمة، برز كلام لافت لوزير الداخلية نهاد المشنوق في حديث تلفزيوني ليل أمس توقفت عنده مجمل الصحف المحلية الصادرة اليوم، لاسيما لجهة تفسيرها لكلامه عن استحالة اتفاق القوى السياسية على صيغة موحدة قبل موعد الانتخابات بأنه نعي لامكانية الوصول الى قانون انتخاب جديد، أو لجهة المواقف البارزة التي اطلقها وبشّر فيها بوضوح بأن "الهبة السعودية المخصصة للجيش اللبناني أوقفت في السابق لأسباب سياسية وأن تنفيذها سيكون له ثمن سياسي".


"الاخبار": زيارة عون كسرت الجليد
وفي هذا السياق، تتواصل التحليلات بشأن ما تمخضت عنه جولة الرئيس عون الخليجية، حيث رأت صحيفة "الاخبار" أن زيارة الرئيس الى السعودية لن تأتي بأكثر من كسر الجليد في العلاقات بعد سنوات من التردي، إذ لم يلتق الوفد اللبناني أياً من الرجلين القويين في المملكة، ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمّد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان، اللذين يمضيان إجازتيهما السنوية بعيداً عن الرياض، ما ترك علامات استفهام حول نتائج الزيارة.
وذكرت الصحيفة أنه رغم أن أكثر من وزير عبّر لها عن أن الزيارة أدّت غرضها، بكسر الجليد مع السعودية تحديداً، كان لافتاً كلام وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر برنامج «كلام الناس»، أمس، بأن «لبنان الآن في مرحلة تجربة بالنسبة للسعودية»، في إشارة إلى أن عودة العلاقات إلى سابق عهدها مرهونة بالأداء اللبناني في المرحلة المقبلة.
وبحسب مصادر وزارية شاركت في الزيارة، فإنّ «الأداء الجديد» يتضمّن وقف الحملات الإعلامية ضد السعودية و«وقف الشتائم». وأضافت أنه «لا يتوقّع أحد أن تنتهي أزمة عمرها سنوات بين ليلة وضحاها، الأمور تحتاج إلى وقت».
وفيما كان من المتوقّع -بحسب الصحيفة- أن تعيد الزيارة الحياة للهبة السعودية المالية للجيش اللبناني، عبّر أكثر من مصدر وزاري لـ«الأخبار» عن اقتناعه بأن «مسألة الهبة ربّما باتت من الماضي»، بينما قال المشنوق بشكل واضح إنّها «توقّفت لأسباب سياسية، وعودة تنفيذها لها ثمن سياسي، والرئيس عون حمل على كتفيه أنه يضمن سياسة جديدة في لبنان».
 

تشابك الملفات ما بين قانون الانتخاب وقطار التعيينات وأزمة الملاحة ونتائج الجولة الخليجية

 

"البناء": معادلة التوازن المفقود

من جهتها، قالت صحيفة "البناء" في افتتاحيتها:"يعود رئيس الجمهورية والوفد المرافق من جولة خليجية شملت السعودية وقطر بعد تطبيع سياسي، ربما يكون هو الأهم، يُنهي الضغوط والجدالات حول دور حزب الله، فالرئيس لم يتعهّد ولم يلتزم بحوار داخلي يُنهي هذا الدور أو يضبط السلاح، كما فعلت تعهدات الرئيس السابق ميشال سليمان التي أسست ضمناً لعقوبات طالت لبنان بداعي الفشل في تنفيذ التعهدات، بل صارح الرئيس محاوريه، الذين فقدت حكوماتهم مواقعها السابقة كصناع للسياسة في المنطقة، بفعل خيبات الرهانات في حروب المنطقة، وتمكّن الرئيس من قول ما يجب قوله، لا للنأي بالنفس ونعم للحياد الإيجابي، والشراكة في الحرب على الإرهاب لا تستجلبه بل تتوقّاه وتردعه، ولولا الكلام الصادر عن وزير الداخلية نهاد المشنوق عن أثمان سياسية ستطلبها السعودية قبل إعادة تفعيل الهبة المخصصة لتسليح الجيش، وما فتحته من شكوك مشابهة غمز بها السعوديون لحلفائهم بخصوص كل طلبات لبنانية مشابهة، لأمكن القول إن التطبيع كان أوسع من تثبيت المواقف واستعادة الحياة للعلاقات اللبنانية الرسمية مع حكومات الخليج، بالقبول والرضا لمواقع الاختلاف".
وتحت عنوان فرعي "معادلة التوازن المفقود"، كتبت الصحيفة:"بقيت الأنظار مترقّبة النتائج السياسية والاقتصادية للزيارة وأبعاد مواقف الرئيس ميشال عون التي أطلقها على مدى يومين مع قناتي «العربية» السعودية و»الجزيرة» القطرية، فقد نجح العماد عون بتطبيع العلاقات اللبنانية الخليجية وتدوير الزوايا وفصل مصير الحرب في المنطقة وتدخل حزب الله في سورية عن مسارات المرحلة الموعودة، بعد أن أصبح الحزب جزءاً من الأزمة الإقليمية التي تنخرط فيها دول عظمى كما قال عون. ما يعني أنّ قتال الحزب في ميادين وجبهات سورية بات خارج أيّ تفاوض أو ضغوط عربية دولية على الدولة أو على العهد، لأنّ الحزب لن ينسحب قبل التوصل الى تسوية سياسية للأزمة السورية وربما للمنطقة. وهذا ما لن يتحقق قبل القضاء على التنظيمات الإرهابية".
وتابعت "البناء" تقول:"استطاع رئيس الجمهورية أن يفتح ثغرة كبيرة في جدار الأزمة بين لبنان ودول الخليج. فالهدف الرئيسي لعون هو إصلاح العلاقات مع الدول العربية والخليجية وعودة السياح الخليجيين الى لبنان وتطوير العلاقات التجارية والدعم للمؤسسات العسكرية والأمنية كإنجازات يحفرها في سجل العهد، مستفيداً من التوافق الوطني حوله ومرونة حزب الله تجاه الزيارة، كما تمكّن من إيجاد معادلة التوازن المفقود منذ سنوات في العلاقات بين المحاور الإقليمية وتحديداً بين إيران والسعودية، وأن يسلك طريقاً مليئة بالألغام لإرضاء الجهتين وألا أن يكون مع طرف ضد آخر".


"الجمهورية": ما أنجزَته  جولة عون الخليجية أكثر مما كان متوقعًا

بدورها، قالت مصادر في الوفد الذي رافقَ الرئيس عون في جولته الخليجية لصحيفة «الجمهورية» إنّ ما انجزَته الزيارة كان «أكثرَ ممّا هو متوقع على أكثر من مستوى، وخصوصاً في بعض المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية وتلك المتصلة بحركة سفر الخليجيين والسعوديين والقطريين تحديداً إلى منازلهم وقصورهم في لبنان».
وكشفَت الصحيفة «أنّ فريقاً واكبَ الزيارة سيبدأ من اليوم وضعَ جردةٍ مفصّلة بالعناوين التي تمّ التفاهم في شأنها، كما بالنسبة الى التفاهمات التي نسِجت على اكثر من مستوى حكومي ووزاري، بغيةَ جدوَلتِها في مهلةٍ اقصاها موعد اجتماع مجلس الوزراء منتصفَ الأسبوع المقبل والذي سيُعقد في القصر الجمهوري».
وقالت هذه المصادر «إنّ عون الذي سيتولّى في مستهلّ الجلسة شرحَ النتائج التي افضت اليها زيارته، سيطلب بدايةً إعادةَ تشكيل اللجان المشتركة بين لبنان من جهة وكلّ من المملكة وقطر من جهة أخرى، كلّ في إطار المهمّات الموكلة اليه والتي بنيَت على اساسها التفاهمات المشتركة الإقتصادية والتجارية والمالية وخصوصاً على مستوى العلاقات الإستراتيجية الواجب إحياؤها بين لبنان ودول الخليج العربي من البوابة السعودية تحديداً».
ولفتَت المصادر الى أنّ ترجمة ما انتهت إليه القمّتان اللبنانية - السعودية واللبنانيية ـ القطرية، ستحتاج الى بعض الوقت لتظهر الى العلن. فالتفاهمات رسَمت خريطة الطريق الى أكثر من صيغة للتعاون في عدد من المجالات، كذلك بالنسبة الى تعزيز المساعدات التي تصل الى النازحين السوريين مباشرةً من دون العبور بأيّ من المؤسسات اللبنانية الرسمية والتي ستشمل لاحقاً المجتمعات اللبنانية المضيفة للنازحين السوريين للحفاظ على الحدّ الأدنى من الاستقرار الذي اهتزّ تحت وطأة كثافة النزوح السوري في بعض المناطق وكلّفَته على كل المستويات الطبّية والاستشفائية والتربوية والاجتماعية والأمنية.


"النهار": استنفار حكومي لمعالجة "استلحاقية" لأزمة الملاحة

من جانبها، أشارت صحيفة "النهار" الى أنه رغم تشابك الاهتمامات بالملفات السياسية ومتابعة نتائج زيارتي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمملكة السعودية وقطر، اتخذت أزمة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي طابعاً استثنائياً عقب القرار القضائي الذي قضى بوقف نقل النفايات موقتاً الى مطمر "الكوستابرافا" الأمر الذي اقتضى استنفاراً حكومياً لمعالجة "استلحاقية" لهذه الأزمة بما يكفل حماية الملاحة في المطار وتجنب نشوء "ملحق" جديد من أزمة النفايات بفعل الاقفال الموقت للمكب.
وبدا واضحاً -بحسب الصحيفة- أن المأزق الناشئ الذي شكل تهديداً جدياً للملاحة الجوية استوجب تحركاً للقيام بسلسلة خطوات نوقشت في اجتماع لخلية الأزمة رأسه رئيس الوزراء سعد الحريري مساء أمس في السرايا وحضره وزيرا البيئة طارق الخطيب والأشغال يوسف فنيانوس، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، والأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، ورئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الإنمائية فادي فواز. وأوضح الوزير فنيانوس أن "هذه الخلية ستجتمع يومياً إذا اقتضى الأمر، لحل هذه المشكلة. واليوم بالتشاور بين وزارتي البيئة والأشغال وشركة طيران الشرق الأوسط ومجلس الإنماء والإعمار، تم بحث كل ما يمكن أن يطرأ علينا. استعنا بخبراء وكانت هناك اتصالات بأشخاص من خارج الاجتماع، وبنتيجتها اقترحت أفكار عدة للحفاظ على موضوع البيئة وأيضاً حماية الطيران والطائرات".
ولفتت "النهار" الى أن المجتمعين توصلوا الى "اقتراح بيئي" للحماية من الطيور والحفاظ على سلامة الطيران المدني ظل دون المس بخطة المطامر الأمر الذي يبقي الشكوك كبيرة في جدواه نظراً الى الطابع الظرفي الذي يتسم به. ومن اجراءات هذا الاقتراح:"إخافة الطيور بواسطة تقنية الألعاب النارية، إصدار أصوات مزعجة للطيور، وهي تقنية تستخدم يوميًا في مطارات عدة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وتستخدم حالياً في جزء من مطار بيروت، طرد الطيور عن طريق رش مواد على محيط المطار، ولا يمكن وضعها مباشرة على أرض المطار لعدم إعاقة الطائرات، وهذه المواد تمنع الطائر من الاقتراب من الأرض أو من المناطق التي رشّت بهذه المواد". أما في مطمر "الكوستابرافا"، فتمت تغطية ثلاث حفر مائية موجودة في المطار.


"الاخبار": ورشة التعيينات تنطلق الاسبوع المقبل

وفي ملف آخر، ذكرت صحيفة "الاخبار" بأن ورشة تعيينات الشواغر في مواقع أساسية وحساسة ستبدأ الاسبوع المقبل، لا سيّما في المواقع الأمنية والقضائية، ومنها مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية والنوّاب العامّون في المناطق.
واشارت الصحيفة الى أن التعيينات الأمنية تحظى بأولوية البحث، مع بدء جوجلة الأسماء، خاصة في موقعي قائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي.
ولفتت الى أن أسماء العمداء كميل ضاهر، فادي داوود، جوزف عون، كلود حايك، الياس ساسين وخليل الجميل، المطروحة لتولّي قيادة الجيش، عادت لتكون محلّ نقاش بين القوى السياسية، إضافة إلى طرح اسم رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان لتولي منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي. وفيما لم يُحسم أيّ من الأسماء، إلّا أن المسلّم به أن الحصّة الأكبر في تسمية قائد الجيش تعود لرئيس الجمهورية، الذي يحاول بحسب مصادر وزارية معنية اختيار اسم لا يكون مرفوضاً من حلفائه، لا سيّما حزب الله و"القوات اللبنانية"، فيما أكّدت مصادر وزارية أخرى أن «اسم العميد عثمان لم يطرح على حزب الله بشكل رسمي بعد لمعرفة موقفه».
وذكرّت "الاخبار" بأنه "كان سبق لمجلّة الدولية للمعلومات أن نشرت في نهاية العام الماضي لائحة مؤلّفة من 32 وظيفة فئة أولى شاغرة، من بينها رئيس هيئة «أوجيرو»، التي عيّن عماد كريدية فيها بديلاً من عبد المنعم يوسف، والمدير العام للتنظيم المدني، ورئيس مجلس الإنماء والاعمار، والمدير العام للطيران المدني، والمدير العام للمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات، والمدير العام لوزارة المهجرين، والأمين العام لمجلس النواب، والمفتش العام الصحي والاجتماعي والزراعي في التفتيش المركزي، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ورئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء، إضافة إلى مديري ورؤساء مجالس إدارة العديد من المستشفيات الحكومية".

2017-01-13