ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: خلافات بين إدارة أوباما وحلفاء واشنطن الأوربيين حول سوريا

الصحف الأجنبية: خلافات بين إدارة أوباما وحلفاء واشنطن الأوربيين حول سوريا

كشفت مجلة أميركية بارزة أن بريطانيا وفرنسا لم تستجيبا لطلب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التصويت على مشروع قرار يدين الحكومة السورية، ما أدى بإدارة الرئيس الأميركي إلى اتخاذ إجراءات أحادية تجاه مسؤولين حكوميين سوريين.

في سياق آخر، كشف صحفيون غربيون معروفون أن سفيراً بريطانياً اجتمع بالسيناتور الأميركي جون مكاين وتحدثا معًا عن العلاقات المزعومة بين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وموسكو، في الوقت الذي حذَّر فيه آخرون من أن الضجيج الأخير المثار حول هذه المزاعم يعني أن أجهزة الاستخبارات الاميركية دخلت مرحلة التسييس.

* خلافات أميركية أوروبية حول قرار أممي بشأن سوريا

نشرت مجلة فورين بوليسي "Foreign Policy" تقريرًا كشفت فيه أن دولاً أوروبية حليفة لواشنطن لم تستجب لضغوط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لجهة التقدم بمشروع قرار في مجلس الأمن ينص على معاقبة الحكومة السورية و"داعش" بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية (بحسب المزاعم الأميركية)، رغم حتمية الفيتو الروسي.

وأوضح التقرير أن بريطانيا وفرنسا أجّلتا الاقتراع على مشروع القرار المطروح بشكل متكرر، مضيفاً أنه بات من المرجح ان تنتظر كل من لندن وباريس حتى يتسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الحكم. إلا أنه لفت في الوقت نفسه إلى أنه من المستبعد أن يدخل ترامب في تصادم مع الرئيس الروسي من خلال الاقتراع على مشروع القرار المطروح، وذلك في ظل كلام ترامب عن رغبته بالتعاون مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين في سوريا.

التقرير أشار إلى أنه وعلى ضوء الإمكانية الضئيلة للاقتراع على القرار في مجلس الأمن، فإن وزارة الخزانة الأميركية اتخذت إجراءات أحادية يوم أمس الخميس تمثلت بإعلانها فرض عقوبات على 18 مسؤولًا في الحكومة السورية.

* المزاعم حول علاقة ترامب بموسكو

كتب محرر الشؤون الدفاعية والدبلوماسية في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية كيم سينغوباتا "Kim Sengupata" مقالة كشف فيها أن السفير البريطاني الأسبق لدى روسيا أندرو وود "Sir Andrew Wood" لعب دوراً كبيراً في ايصال المعلومات الى الاجهزة الاستخباراتية الاميركية حول العلاقات بين الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وروسيا.

وأوضح الكاتب أن السيناتور الأميركي جون مكاين تحدث إلى "Wood" حول المزاعم التي طالت ترامب، ومفادها أنه قد يكون تعرض للابتزاز الروسي بسبب أعمال لاأخلاقية، وبأن فريقه متواطئٌ مع موسكو خلال الحملة الانتخابية.

كما أضاف سينغوباتا بان الاجتماع بين مكاين و"Wood" حصل خلال مؤتمر أمني في مدينة "Halifax" الكندية، وذلك في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد فوز ترامب بالانتخابات. وتابع الكاتب بالقول أن مكاين طلب استشارة "Wood" حول ملف جمعه السابق جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (MI6) كريستوفر ستيل"Christopher Steele"، وهو الملف الذي يحوي مزاعم بشأن علاقات ترامب مع موسكو.

الصحف الأجنبية: خلافات بين إدارة أوباما وحلفاء واشنطن الأوربيين حول سوريا

الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب

الكاتب روى بأن مكاين "شعر بقلق شديد" بعد الكلام الذي سمعه من "Wood"، واجتمع مع مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الـ "FBI" جيمز كومي بعد عودته من كندا، لنقل المعلومات التي سمعها. وأشار إلى أن هذه المعلومات شكلت جزءًا من التقرير الذي قدمته أجهزة الاستخبارات الاميركية الاسبوع الفائت الى ترامب، وإلى الرئيس الحالي باراك أوباما.

ونقل الكاتب عن "Wood" قوله أن حديثه مع مكاين تناول إمكانية أن تحاول موسكو ابتزاز ترامب في ظل المزاعم عن وجود أشرطة فيديو وتسجيلات صوتية تكشف فضائح أخلاقية له. غير أن "Wood" شدد في الوقت نفسه(بحسب الكاتب) على أنه لم يسلم أي ملف إلى مكاين ولا إلى أي شخص آخر.

وعاد الكاتب ليتطرق إلى معد الملف "Christopher Steele" حيث قال أن الأخير كان يقطن في موسكو قبل أن ينشئ شركة أمنية في لندن تدعى "Orbis Business Intelligence"، موضحاً أنه كُلف من خصوم ترامب السياسيين بالتحقيق في المزاعم حول مساعي الحكومة الروسية التلاعب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

كما أضاف الكاتب أن "Steele" أصدر سلسلة من التقارير تحدثت عن امتلاك المخابرات الروسية شريط فيديو يحوي فضائح أخلاقية تخص ترامب، وقال ان "Steele" قد اطلع اجهزة الاستخبارات البريطانية على هذه المزاعم، كما قال ان مسؤولًا استخباراتيًّا بريطانيًّا رفيعًا اكد له بان اجهزة الاستخبارات البريطانية كانت على اطلاع بالموضوع قبل ان تنتشر هذه الرواية في الولايات المتحدة.

من جهته، كتب محرر موقع كونسورتيوم نيوز "Consortiumnews" الصحفي الاميركي المعروف روبرت باري "Robert Parry" مقالة رأى فيها أن تقرير الأجهزة الاستخباراتية الاميركية حول علاقة ترامب بموسكو والمزاعم عن الفضائح اللاأخلاقية إنما يشير إلى أن الاستخبارات الأميركية ربما دخلت مرحلة جديدة من "التسييس" بحيث يشعر القادة الاستخباراتيون أن من واجبهم التخلص من منافسين للرئاسة يعتبرونهم غير مؤهلين.

وكشف الكاتب ان مصدرًا استخباراتيًا اميركيًّا رفيعًا قال له خلال الحملة الانتخابية ان اجهزة الاستخبارات لا تنظر بايجابية الى اي من المرشحين (ترامب اوكلنتون) وهي تنوي تشويه سمعة كلا المرشحين على أمل تسلم شخصًا "مناسبًا اكثر" ليحكم البيت الابيض بعد أربعة أعوام.

إلى ذلك، أشار الكاتب الى ان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جايم كومي ألحق ضرراً كبيراً بحملة كلنتون عندما تحدث عن تهورها في ملف رسائل البريد الالكتروني. كذلك لفت الى انه وبعد الانتخابات، بدأت "الـCIA" بتسريب مزاعم تتحدث عن أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يقف وراء عملية القرصنة لرسائل البريد الالكتروني للحزب الديمقراطي ونقلها الى موقع ويكيليكس لكشف عملية التقويض التي تعرضت لها حملة المرشح الديمقراطي الآخر بيرني ساندرز "Bernie Sanders".

الكاتب رأى أن ما يحصل الآن يبدو أنه محاولة "لوقف استراتيجية ترامب" عبر ضم مزاعم ضده بتقرير استخباراتي رسمي تم تسربيه إلى وسائل الإعلام الكبرى. وشدد على انه مهما كانت الدوافع وراء كل ذلك، فإن العالم يشهد لحظة تاريخية حيث تستخدم أجهزة الاستخبارات الأميركية قوتها الهائلة في نطاق السياسة الاميركية.

2017-01-13