ارشيف من :أخبار لبنانية
ريفي يستثمر التضييق عليه طرابلسيا - دموع الاسمر

دموع الاسمر - صحيفة "الديار"
لم تحظ شخصية سياسية باهتمام شعبي كما يحظى الوزير اشرف ريفي في الفترة الاخيرة، فكلما ازداد الحصار السياسي حوله يزداد العطف وتزداد شعبيته بحسب اوساط طرابلسية التي تقول ان كل محاولات تيار المستقبل في التضييق على ريفي كانت نتائجها بعكس ما ارادوه، وترى ان البعض يحاول تبييض صفحته امام الحريري لذلك كانت ردات فعلهم الاخيرة تجاه ريفي غير موفقة، خصوصا وان الحديث يجري في المدينة عن اسباب توقيف مرافق ريفي الشخصي وانه كان الاحرى بالمعنيين بدلا من توقيفه سحبه مع العناصر التي تم سحبها بدلا من هذه الضجة الكبيرة التي تخدم مشروع ريفي السياسي في المدينة.
كذلك ترى اوساط متابعة ان خلافات الحريري ـ ريفي نجحت للمرة الاولى منذ عهد الرئيس الشهيد رشيد كرامي والنائب السابق عبد المجيد الرافعي في انقسام المدينة عاموديا بين مؤيد للحريري ومؤيد لريفي، بعد جمود في الحياة السياسية دام اكثر من ثلاثة عقود، واشارت الاوساط الى ان ما تشهده المدنية اليوم من انقسامات حصلت في الماضي بين انصار الرافعي وانصار كرامي حيث كان الخلاف بين الانصار وصل الى حائط مسدود ورغم كل محاولات كرامي في التضييق على الرافعي رغم نجاحه في عالم السياسة اقليميا ودوليا الا انه فشل محليا في تطويق حالة الرافعي. وما يحدث اليوم، تقول الاوساط المتابعة، انه يحصل مع ريفي، فالرجل ما يزال يتمدد محليا بين طرابلس وعكار بينما شعبية الحريري على مساحة الوطن وبالرغم من علاقاته الخارجية العربية الممتازة لكن كل هذا لم يفلح الرجل بعد في تطويق ريفي واضعاف شعبيته.
وتقول الاوساط ان هناك تساؤلات في الشارع الطرابلسي عن اسباب تطويق ريفي سياسيا؟ ولماذا لم يتبع الحريري الاسلوب نفسه مع منافسيه الحقيقيين في المدينة كحالة ميقاتي التي تتمدد بصمت وكذلك حالة الوزير الصفدي؟ معتبرين ان استهداف ريفي حاليا يأتي ضمن سياق الرد على نتائج الانتخابات البلدية التي حقق فيها ريفي فوزا على كافة القيادات السياسية باستثناء الرئيس ميقاتي الذي فاز مرشحوه كافة.
وتتابع الاوساط ان ما تشهده الساحة الطرابلسية من ردود متباينة في المواقف السياسية خطير جدا خصوصا في حال تفاقمت الفتنة السنية ـ السنية حيث يمكن ان تؤدي الى مزيد من الشرخ في الشارع السني في وقت يشهد فيه لبنان تقارباً واعادة تمتين العلاقات بين كافة المكونات باستثناء الطائفة السنية التي تشهد المزيد من التفرقة بين قياداتها السياسية الامر الذي يؤدي في نهاية الامر الى جعلها اضعف طائفة في لبنان.
وتقول الاوساط المتابعة انه في حال بقيت الخلافات مستمرة بين القيادات السنية خصوصا بين الحريري وريفي وميقاتي فمعنى هذا ان الحريري لن يعود في الاستحقاق النيابي المقبل اكبر كتلة نيابية ولا حتى ريفي ولا ميقاتي بل رؤساء كتل متوسطة وصغيرة بينما باقي الكتل ستبقى على حالها ككتل القوات والعونيين وحزب الله وحركة امل والاشتراكي، وتشير الى ان الشارع الطرابلسي اعتاد الوقوف بجانب من يقع الظلم عليه ويتعاطف معه وان الحالة الريفية تزداد انتعاشا كلما ارتفع منسوب التضييق على ريفي خاصة وانه بارع في استثمار التضييق عليه والاستفادة من الاجراءات الاخيرة في استقطاب القواعد الشعبية وهو الذي بقي على تواصل معها واستفادت منه في مراحل متعددة منذ أن كان في الخدمة العسكرية ضابطا ومديرا عاما.
لكن برأي هذه الاوساط ان الالتفاف حول ريفي لا يزال محصورا في شرائح شعبية معينة ولم يبلغ مرحلة استقطاب شرائح ونخب شعبية اخرى وترى في خطابه عودة الى الوراء والى زمن المذهبية والتطرف في المواقف السياسية والتشدد الذي لا يعرف المرونة السياسية مما يجعله وحيدا في الساحة ويبعد عنه اي احتمال لتحالف سياسي محلي حيث لا يستطيع احد تحمل نتائج خطابه السياسي المرتفع السقف.