ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: ترامب يجدد انتقاد سياسات أوباما في سوريا

الصحف الأجنبية: ترامب يجدد انتقاد سياسات أوباما في سوريا

رأى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن الأوان قد فات لفرض خطوط حمراء على الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك على الرئيس الروسي فلادمير بوتين، في إطار الحرب السورية. وفي مقابلة مع صحيفتين أوروبيتين بارزتين توقع ترامب أن ينهار الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة اللاجئين، كما جدد تشكيكه بمدى جدوى حلف "الناتو". وفي سياق آخر شنَّت صحيفة أميركية بارزة هجومًا عنيفًا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية حملة اعتقالات الصحفيين وغيرهم.


هجوم لاذع على أردوغان

نشر مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مقالاً جاء فيه أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم "بسحق الأصوات المستقلة" بهدف تعزيز "سيطرته الاستبدادية" بحسب تعبير الصحيفة.

وأشار المقال أيضًا إلى تصعيد حملة الاعتقالات في تركيا خلال الأشهر الأخيرة، وإلى أن الكثير ممن اعتُقلوا اتُهموا بدعم فتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء عملية الانقلاب الفاشلة.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان استغل محاولة الانقلاب الفاشلة لتعزيز سيطرته على البلاد، لافتة إلى إعلانه حالة الطوارئ التي وسعت سلطاته التنفيذية، وكذلك قيامه بسجن عدد كبير من الجنود وضباط الشرطة والقضاة وغيرهم، بتهمة الانتماء إلى تيار الداعية فتح الله غولن، غير أنها تابعت بالقول إن الكثيرين ممن اعتقلوا هم محتجزون رغم عدم وجود الأدلة.

الصحيفة قالت أيضًا إن نحو 120 صحفيًّا سجنوا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، وإن تركيا تخطت الصين لتصبح البلد الأول من حيث سجن الصحفيين، وذلك بحسب "لجنة حماية الصحفيين"، وجددت الصحيفة التأكيد على أن أردوغان حتى الآن لم يقدِّم الأدلة المطلوبة لتسليم الولايات المتحدة فتح الله غولن، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن أردوغان و"من دون شك" يعتبر أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد يكون أكثر استعدادًا (من الرئيس الحالي باراك أوباما) لتسليم غولن إلى تركيا.

الصحف الأجنبية: ترامب يجدد انتقاد سياسات أوباما في سوريا

الصحف الأجنبية: ترامب يجدد انتقاد سياسات أوباما في سوريا

ترامب: فات الأوان لكبح الرئيسين الأسد وبوتين في سوريا

الى ذلك، رأى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن "انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Brexit)  سيكون أمرًا رائعًا، لأن الناس أرادوا استعادة هويتهم من الاتحاد الاوروبي"، وتوقع أن تسلك دول أخرى مسار بريطانيا نفسه، وأنه سيكون من الصعب منع الاتحاد الأوروبي من الانهيار بسبب قضية اللاجئين.

وخلال مقابلة أجراها ترامب مع كل من صحيفتي "The Times" البريطانية و"Bild" الألمانية، أعرب ترامب عن دعمه لإبرام اتفاق تجارة مع بريطانيا، معلنًا أنه سيجتمع مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي "Theresa May" فوراً بعد تسلمه الحكم، وأن الاتفاق التجاري بين البلدين سينجز بسرعة.

وجدد ترامب انتقاداته لحلف شمال الأطلسي "الناتو" قائلاً إنه "عفا عليه الزمن لأنه لم يحتوِ التهديد في الدول الغربية"، كما اشتكى من أن بعض دول الحلف لا تدفع ما عليها، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن "الناتو مهم جداً" بالنسبة له.

وفيما يتعلق بالتعاطي مع إيران، قال الرئيس الأميركي المنتخب إنه لن يكشف السياسة التي سيتبعها حيال إيران، لكنه جدد هجومه على الاتفاق النووي المبرم بين الجمهورية الإيرانية والدول الست حول ملف ايران النووي السلمي، واصفًا الاتفاق بأنه "من اسوأ الاتفاقات التي رآها"، وفق قوله.

كما طرح ترامب فكرة مراجعة العقوبات المفروضة على روسيا في حال "كان الرئيس فلادمير بوتين مستعدًا للابتعاد عن المواجهة"،على حد تعبيره.

وفي الشأن السوري، انتقد ترامب إدارة الرئيس الأميركي الحالي باراك اوباما لعدم مواجهتها الرئيس السوري بشار الأسد و بوتين في الحرب التي تدور في سوريا، زاعمًا بأنه كان بإمكان واشنطن إجبار الرئيسين الأسد وبوتين على عدم تخطي خطوط معينة، إلا أنه عاد وأكد أن الأوان فات وعدم التدخل الغربي ساهم بنشوء أزمة إنسانية، وفق ادعائه.

ورأى أنه كان يجب إنشاء مناطق آمنة في سوريا، وأن ذلك لكان أقل تكلفة بكثير، وأنه كان على دول الخليج تحمل تكلفتها.

ووصف ترامب سياسية المستشارة الألمانية أنجيلا مركيل حيال اللاجئين (سياسة الباب المفتوح) بأنها تشكل خطأً كارثيًا ستدفع ثمنه ألمانيا.

ولم يتوقف نقد ترامب عند هذا الحد، بل انتقد السياسة الأميركية في أفغانستان، والتي -بنظره- لم تحقق النجاح رغم التدخل العسكري الطويل الأمد في هذا البلد، كما تحدث عن عدم السماح للقادة العسكريين الأميركيين بالقيام بواجبهم، فضلاً عن اطلاعه على معلومات مفادها أن حركة "طالبان" تزداد قوة عامًا بعد عام.

كذلك قال ترامب إن قرار إدارة أوباما بالامتناع عن استخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الأخير في مجلس الأمن، والذي يدين أنشطة الاستيطان "الاسرائيلية" كان قرارًا مروِّعًا، وأنه كان يجب على بريطانيا استخدام هذا الحق ضد القرار بدلاً من التصويت لصالحه، وفق رأيه.

وفي المقابل، أعرب ترامب عن أمله في استخدام بريطانيا حق "الفيتو" بمشروع قرار قادم حول "إسرائيل" قد يطرح للتصويت في مجلس الأمن خلال الأسبوع الجاري، في حين رفض الإجابة عن سؤال حول ملف نقل السفارة الأميركية لدى كيان الاحتلال "الإسرائيلي" إلى القدس المحتلة.

ترامب يتجه لإلغاء دور مراكز الدراسات في صناعة السياسات

من جهته، كتب جوش روغن "Josh Rogin" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، أشار فيها إلى أن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عازمة على كسر النموذج التقليدي في واشنطن، والذي يعتمد بشكل كبير على مراكز الدراسات في صناعة السياسات.

وأشار الكاتب إلى أن تركيز تعيينات ترامب ينحصر في تعيين رجال الأعمال، وقادة عسكريين سابقين، كما نقل عن مصادر في فريق ترامب الانتقالي أن السلسلة المقبلة من التعيينات (على مستوى نائب الوزير) ستركز أيضًا على شخصيات من خارج عالم السياسة ومراكز الدراسات.

الكاتب نبّه إلى أن المقربين من ترامب ككبير استراتيجيي البيت الأبيض ستيفن بانون"Stephen Bannon" وزوج ابنته جاريد كوشنر "Jared Kushner" إنما يعتبرون ان مراكز الدراسات هي جزء من ثقافة واشنطن التي فشلت بتنفيذ الحكم الرشيد.

ولتوضيح فكرته، نقل الكاتب عن مصدر في الفريق الانتقالي أن ما يحصل هو إلغاء الدور المعتاد لمراكز الدراسات في واشنطن، إذ إن المحيطين بترامب يرون أن مراكز الدراسات "تقدم نفسها للبيع لأعلى مشتر".

كذلك رأى الكاتب أن نجاح فريق ترامب بتقليص نفوذ مراكز الدراسات في واشنطن وإبقاء باحثي هذه المراكز خارج الحكومة، سيعني أن صناعة السياسة ستعاني (على حد قوله)، إذ لفت إلى أن إدارة ترامب بحاجة إلى معرفة هؤلاء الباحثين.

2017-01-16