مرّة جديدة، تتكدس النفايات في الشوارع. فيعود المواطنون للدوران في حلقة مفرغة. بين مطمر الكوستابرافا وأزمة النفايات تخبط رسمي. المطمر أغلق هذه المرّة وفق قرار قضائي. طيور النورس التي تعتبر في سائر أنحاء العالم ثروة بيئية، استقطبها مطمر الكوستابرافا المحاذي لمدرج مطار بيروت الدولي، لتشكل خطراً على سلامة الطيران. وبدل البحث عن حلول جدية واستراتيجية وجذرية لحل أزمة النفايات، فُسِح المجال امام صيّادي طيور النورس، وأُقفل المطمر الذي شكّل في فترة زمنية حلاً مؤقتًا لأزمة النفايات.

كنتيجة طبيعية لاقفال الكوستابرافا الذي يستوعب نفايات من بعبدا وضواحيها، توقف رفع النفايات في هذه المناطق، وتكدّست في الشوارع. المواطنون الذين استفاقوا على أزمة قديمة متجددة، لجأ بعضهم الى الحل الأسوأ بيئياً وصحياً. حرق للنفايات شهدتها بعض أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، في مقابل العجز الرسمي.

رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد ضرغام ناشد المواطنين عبر موقع "العهد" الاخباري عدم المساهمة في مفاقمة الأزمة، داعياً الى التوقف عن حرق النفايات لما تسببه من كارثة بيئية وصحية.

الى الوراء درّ.. بعبدا وضواحيها تغرق بالنفايات واتحاد بلديات الضاحية يعد بالمتابعة

وفيما أكد ضرغام أن اتحاد بلديات الضاحية يعمل بجد لايجاد حلول للنفايات المتكدسة، لفت الى أن مساحة العقارات المتوفرة أمام البلديات لا تفي بالغرض مقارنة مع حجم النفايات اليومية، وطالب الدولة بحلول جذرية لهذه الازمة، بعيداً عن المخارج المؤقتة.

وأشار الى أن مطمر الكوستابرافا كان حلاً مؤقتاً، وحتى لو أعيد فتحه حالياً بقرار قضائي، يجب على الحكومة البحث عن استراتيجية بعيدة المدى لهذه المشكلة، حتى لا يكون المواطن رهينة أزمات متجددة.

في هذا السياق، توجه رئيس اتحادات بلديات الضاحية الى المواطنين واعداً اياهم بحلول قريبة، داعياً الى التعاون من خلال الامتناع عن الحرق أولاً، وترشيد رمي النفايات ثانياً. موضحاً أن الابتعاد عن رمي بعض النفايات مثل الردم والاطارات وقطع السيارات يساهم في التخفيف من حدة الأزمة حالياً.

بدوره، نائب رئيس بلدية حارة حريك أحمد حاطوم رأى في حديث لموقع "العهد" أن خلفيات اقفال مطمر الكوستابرافا بعيدة كل البعد عن تلك المعلنة، ملمحاً الى نوع من "النكد السياسي" في القضية. وأشار حاطوم الى وعود بإعادة فتح المطمر، مؤكداً أن الأزمة هي قيد متابعة منذ نهار السبت الفائت. كما دعا المواطنين الى الابتعاد قطعاً عن حرق النفايات في الشوارع.