ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: نائب أميركية زارت دمشق والتقت مسؤولين حكوميين سوريين

علي رزق
كشفت مجلات أميركية بارزة أن النائب الأميركية عن الحزب "الديمقراطي"، تولسي غابارد، زارت دمشق والتقت مسؤولين حكوميين، بالاضافة الى رجال دين وناشطين في العمل الانساني، دون أن يتضح اذا كانت قد التقت الرئيس السوري بشار الاسد.
من جهة أخرى، رأى باحث أميركي بارز أنّ الرئيس الاميركي باراك أوباما فشل على صعيد السياسة الخارجية، فيما حذَّر صحفي أميركي معروف من أن مستشار الامن القومي في إدارة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب المقبلة قد يسعى الى اشعال حرب مع ايران.
زيارة النائب الاميركية الى دمشق
من جهتها، كشفت مجلة "فورين بوليسي" "أنّ النائب الاميركية تولسي غابارد قامت بزيارة الى دمشق وصفت بأنها زيارة تقصٍ للحقائق من أجل العمل على انهاء الحرب في سوريا".
ورأت المجلة "أنّ زيارات أعضاء الكونغرس الى سوريا نادرة جداً"، لافتة في الوقت نفسه الى أنّ غابارد (التي شاركت كجندية أميركية في الحرب على العراق) كانت من الاسماء المطروحة لتسلم منصب في ادارة ترامب بعد ما اجتمعت به عقب فوزه بالانتخابات، كما نبهت المجلة الى أن النائب الاميركية خالفت مراراً وجهة نظر المؤسسة في واشنطن خلال النقاشات حول الازمة السورية.
وتابعت المجلة "إنّ غابارد ولمدة أعوام عارضت سياسة تغيير الأنظمة، وحذرت من أنّ سوريا ستصبح أكثر خطورة واضطراباً في حال الاطاحة بالرئيس بشار الاسد"، كما نقلت عن المتحدثة باسم النائب الاميركية "Emily Latimer" "أنّ سبب الزيارة هي من أجل لقاء عدد من الشخصيات والجهات، من "قادة دينيين" وناشطين بالعمل الانساني ولاجئين و"مسؤولين حكوميين واجتماعيين".
وعندما سألت المجلة "Latimer" عما اذا كانت النائب الاميركية التقت الرئيس السوري بشار الاسد، رفضت الأخيرة التعليق وقالت "إن ذلك يعود الى مخاوف امنية ولوجستية".
هذا ونبّهت المجلة الى "أنّ غابارد كانت قد تقدمت بمشروع قرار يسمى قرار "وقف تمويل الارهابيين" بوقت سابق من هذا الشهر، وهو قرار يهدف الى منع الحكومة الاميركية من تقديم المال والسلاح الى الجماعات التي تسعى الى الاطاحة بالرئيس الاسد، مثل "داعش" وجبهة "النصرة".
كذلك ذكّرت المجلة بما قالته النائب الاميركية في مقابلة مع قناة "CNN" حيث أعربت عن معارضتها للاطاحة بالرئيس الاسد، وحذرت من أن ذلك سيؤدي الى وقوع سوريا بأيدي "داعش" و"القاعدة" و"النصرة".
الصحف الأجنبية
هذا وتناولت مجلة ""Politico" هذه الزيارة أيضاً، وقالت "انها تشمل لبنان بالاضافة الى سوريا"، مشيرة الى أن غابارد لا تزال تقوم بجولتها ولم تعد بعد الى الولايات المتحدة.
أوباما فشل على صعيد السياسة الخارجية
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفرد ستيفن ولت كتب مقالة نشرت أيضاً بمجلة "فورين بوليسي" وحملت عنوان "باراك أوباما شكل فشلاً على صعيد السياسة الخارجية".
واعتبر الكاتب "أن رئاسة أوباما شكلت مأساة، خاصة بالسياسة الخارجية"، مشيراً الى "أنّ أوباما لم يخالف المقاربة التقليدية المعتادة والفاشلة التي تتمحور حول الهيمنة الليبرالية، ما أدى الى سلسلة من الخطوات الخاطئة".
ولفت الكاتب الى "أنّ من بين الاخفاقات حرب أفغانستان حيث تم اقناع أوباما بزيادة عديد القوات بهذا البلد في عام 2009، على الرغم من أن هذه الخطوة كانت دون جدوى ومصيرها الفشل"، وأضاف "إنّ سياسات أوباما أطالت امد التدخل الاميركي من دون سبب وجيه".
كذلك تطرق الكاتب الى أحداث ما يسمى الربيع العربي حيث رأى "انه حصل سوء قراءة من قبل اوباما وفريقه لهذه الاحداث"، واعتبر "أنّ الرد الاميركي على هذه الاحداث وخاصة الازمة السورية كان غير مدروس منذ البداية".
كما قال "إن سوء الفهم هذا من قبل ادارة أوباما ادى الى "التدخل الكارثي" في ليبيا".
وحول العلاقات مع روسيا، شدّد الكاتب على "أن أوباما ومستشاريه لم يفهموا كيف تنظر روسيا الى الدور الاميركي في اوروبا الشرقية"، مضيفاً "ان القوى الكبرى مثل روسيا دائماً ما تتحسس من أي نشاط قرب حدودها"، كذلك لفت الى "انه كان واضحاً بان الرئيس الروسي فلادمير بوتين رأى بان المساعي الاميركية والاوروبية لضم اوكرانيا الى المعسكر الغربي كانت خطوة باتجاه ضمها الى حلف "الناتو"".
ورأى الكاتب كذلك "أنّ رغبة أوباما بالاستدارة نحو آسيا لم تنجح لأنّه لم يحدد أولويات وانشغل بملفات أخرى خارج منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
ورأى الكاتب أن أحد أسباب هذه الاخفاقات هو أن أوباما انضم الى المؤسسة التقليدية في واشنطن وتماشى مع الشعار بأن اميركا هي القوة التي "لا غنى عنها" والتي عليها لعب الدور الريادي في العالم".
وشرح بأن أوباما واجه مأزقا حيث ان ما اسماهم "الليبراليين الصليبيين" كانوا يهيمنون على مقاربة الحزب الديمقراطي للسياسة الخارجية، مشيراً الى شخصيات مثل "هيلاري كلينتون" و"سوزان رايس" و"Samantha Power" و"Dennis Ross".
على ترامب التصدي للأصوات المعادية لإيران داخل إدارته
من جهته، كتب مؤسس مجلة "The American Conservative" سكوت مكونل مقالة نشرت على موقع "National Interest" حذر فيها من "Michael Flynn" الشخصية التي اختارها الرئيس الاميركي المنتخب لتولي منصب مستشار الامن القومي والتي يبدو انها عازمة على شن حرب على ايران من اجل الاطاحة بالنظام في الجمهورية الاسلامية.
واستشهد الكاتب بسجل "Flynn" وكتاباته حيث قال "انه تظهر بان الاخير عازم على الحرب على ايران كما كان فريق ادارة جورج بوش الابن عازمًا على شن حرب على العراق"، مشيراً الى كتاب لفلين صدر العام الماضي يتحدث عن كيفية الانتصار بالحرب ضد "الاسلام الراديكالي وحلفائه".
كما لفت الى أن فلين يصل الى خلاصة بكتبه بان ايران هي العمود الفقري لتحالف عالمي من القوى الشريرة
كذلك استشهد بما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بان فلين وعندما كان يرأس وكالة الاستخبارات "الدفاعية" الاميركية أصر على ايجاد صلة بين ايران وهجوم بنغازي الذي ادى الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا "Christopher Stevens".
ونبّه الكاتب من أن اصرار فلين هذا على ربط ايران بهجوم بنغازي يشبه بشكل كبير اصرار المحافظين الجدد في ادارة جورج بوش الابن على ايجاد صلة بين نظام صدام حسين في العراق وأحداث الحادي عشر من ايلول.
وشدد الكاتب على ضرورة أن لا يستمع ترامب الى النصائح التي سيقدمها فلين وشخصيات اخرى من معسكر المحافظين الجدد حول ايران، قائلاً "ان ايران ربما هي الدولة الاكثر استقراراً في المنطقة"، ملمحاً في الوقت نفسه الى أن حالة الديمقراطية في ايران هي أفضل مما هو موجود لدى حلفاء اميركا مثل السعودية".
كذلك رأى "أنّ ايران هي الاقرب الى نقيض "داعش" في منطقة الشرق الاوسط وانه يجب أخذ ذلك في عين الاعتبار اذا ما أرادت أميركا التفوق على "الوهابية والسلفية بالشرق الاوسط" على حد تعبيره، مضيفاً "إنّ التغلب على هذه التيارات يتم ولو جزئياً عبر نفوذ دول اسلامية اخرى وليس الغرب"، وتابع "إنّ "داعش" بكل تأكيد يشكل تهديداً على أمن الشرق الاوسط وأوروبا الغربية وبنسبة أقل على الولايات المتحدة، وبأن ايران "العدو اللدود لداعش" (بحسب تعبير الكاتب نفسه) لا تشكل مثل هذا التهديد".