ارشيف من :أخبار لبنانية
التنسيق الأمني يحبط عملية انتحارية في الحمرا.. والعدو الاسرائيلي يستعد لدخول حزب الله إلى الجليل

اهتمت الصحف المحلية الصادرة اليوم بالانجاز الأمني الذي حققته مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية ليل السبت الأحد بتوقيف انتحاري من أتباع أحمد الاسير في منطقة الحمرا قبل تفجير نفسه.
وتناولت أخبار الصحف الروايات المتعددة لتفاصيل العملية وكيفية تعقب الارهابي والقبض عليه قبل تنفيذه للعملية التي كانت ستودي بعشرات الضحايا لو تمّت.
من جهة أخرى تحدثت بعض الصحف عن تدريبات للعدو الاسرائيلي يحاكي فيها سيناريوهات مفترضة استعدادًا لدخول حزب الله إلى الجليل.
بانوراما الصحف المحلية ليوم الاثنين 23-01-2017
"النهار": لبنان يكسب جولة في مكافحة الارهاب
وجاء في افتتاحية صحيفة "النهار" .. بعيداً من مقهى "كوستا" الذي نال نصيبه من الدعاية مع انه شكل محطة للإرهابي وليس هدفاً كما رجحت معلومات أمنية لـ"النهار" في انتظار الايعاز اليه بالانطلاق الى مركز آخر أشد كثافة ليل السبت، وهو ما يفسر عدم اقدامه على تفجير نفسه بعيد وصوله وخروجه للتحدث عبر الهاتف، فان مصدراً أمنياً تحدث الى "النهار" معرباً عن تخوفه من أعمال أخرى مشابهة، ومحذراً من امكان أن يكون التنظيم الارهابي اتخذ قراره العملي بتحويل لبنان ساحة للجهاد في ظل التضييق الذي يعانيه في سوريا. واعتبر ان القبض على انتحاري لا يعني الكثير على رغم انه دليل على نجاح القوى الامنية في مهماتها، ذلك ان ثمة كثيرين تم الايقاع بهم للقيام بعمليات مماثلة. وأضاف ان حصول التفجير لو حصل، لا سمح الله، لا يعني أيضاً فشلاً أمنياً لأن الخروق يمكن ان تحصل في أي بلد في العالم.
وكان التوجه الى التفجير في بيروت تم بقرار تنظيمي من الارهابيين بعد فشل محاولات عدة لاختراق الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة الاجراءات التي يتخذها "حزب الله" متعاوناً مع القوى الامنية. وفي اعتقاد المصدر الامني ان حرف الانظار الى بيروت لا يعني تحييد الضاحية وأماكن أخرى. وكانت معلومات تحدثت عن وجود ثلاثة انتحاريين، وهو ما حدا القوى الامنية الى متابعة الاول من صيدا الى بيروت، الى "كوستا" مقصده الاول في شارع الحمراء، وإخضاعه للمراقبة ومتابعة حركة اتصالاته بهدف الوصول الى آخرين شركاء أو منظمين.
ولم يبدّد النجاح الامني الغموض في بعض النقاط التي ظلت مثار نقاش وتشكيك في صحة الرواية الرسمية اذ تضاربت المعلومات عن دخوله المقهى وتمضيته بعض الوقت أو محاولته الدخول عنوة ونشوب عراك أدى الى اصابته في كتفه منعاً لقيامه بأي حركة عاجلة تسمح له بتفجير نفسه، فيما ظهرت دماء على الارض في الداخل، الى نقاط أخرى عن موعد مغادرته المنزل، أو اقفال خطه الخليوي. في المقابل، أفاد البعض من الحادثة للاستغلال السياسي فوزعت عبر الهواتف صور للنائبة بهية الحريري وهي تعوده في المستشفى، ما حمل مكتب الاخيرة على توضيح الأمر.
"الجمهورية": عملية الـ"كوستا": إستنفار للتحصين الداخلي وأسئلة حول الأهداف
من جهتها رأت "الجمهورية" انه بالأمس، كان لبنان على موعد مع العناية الإلهية التي حالت دون تمكين أحد شياطين الارهاب من تنفيذ عملية إنتحارية بين جمع من الأبرياء. لم تنجُ منطقة الحمراء من كارثة مُعدّة لها، ولا العاصمة بيروت من أن تصاب بمقتل في صميمها، بل نجا كل لبنان، الذي كان بالأمس أمام حقيقة انّ الارهاب ما زال كامناً له ومتربّصاً به، ويده على زناد الغدر وعمليات شيطانية بلا دين لضربه وقتل أبنائه من دون تمييز بين طوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، وتخريب أمنه واستقراره.
وكان لبنان ايضاً أمام حقيقة أكيدة بأنّ الاجهزة العسكرية والامنية حاضرة، وعيونها ساهرة، وجهوزيتها في أعلى طاقتها في مواجهة هؤلاء الشياطين المتستّرين بالدين، والذين لا يمتهنون سوى لغة القتل، ولا يرتوون إلّا على الجثث والدم.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذان الحضور والجهوزية مَكّنا مخابرات الجيش وفرع العلومات في قوى الامن الداخلي من تحقيق إنجاز كبير بإحباط عملية إنتحارية كان المدعو عمر حسن العاصي يهمّ بتنفيذها في مقهى "كوستا" في شارع الحمراء، وقبضت عليه، في عملية وصفها بيان قيادة الجيش بأنها "نوعية ومشتركة بين مديرية المخابرات في الجيش وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي".
واذا كانت أجهزة امنية غربية قد سارعت في الساعات الماضية الى توجية التهنئة لأجهزة الامن اللبنانية على هذا الانجاز، الذي يتمثّل ليس فقط في إحباط عملية إنتحارية، بل في إلقاء القبض على الانتحاري بعد رصد ومتابعة دقيقة له، فإنّ العملية تنطوي من جهة على مخاطر كبيرة، خصوصاً أنها، كما أكّد مرجع أمني كبير لـ"الجمهورية"، "مُخطّط لها بعناية، ولها هدف محدد هو إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف المواطنين، وهو أمر ستكون له تداعيات وارتدادات على مستوى البلد كله وليس على مستوى المنطقة المستهدفة وحدها".
"اللواء": الحريري تفقّد «كوستا» يرافقه المشنوق والصرّاف: غرفة العمليات الأمنية المشتركة أحبطت الاعتداء
وقد تفقّد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء أمس مقهى «كوستا» في الحمراء، يرافقه وزيرا الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والدفاع يعقوب الصرّاف، وصافح روّاد المقهى وتحدث إليهم.
وقال الرئيس الحريري في تصريح له: «البلد بخير طالما الوحدة والتماسك بين الشعب اللبناني موجودة، خصوصا في ظل وجود رئيس الجمهورية وعينه الساهرة على الأمن، وبوجود القوى الأمنية ان كان في وزارة الدفاع أو في وزارة الداخلية، وهم قاموا بعمل كبير جدا ولا يزالون يعملون بجهد كبير وهذا هو واجبهم».
وأضاف: «لقد أتيت الى هنا لكي أقول للناس إن الخوف الذي يحاولون وضعه في قلوبكم مرفوض، وسنظل نعيش حياتنا الطبيعية، وسنستمر بحب الحياة ونرتاد المقاهي والمطاعم كالمعتاد، ويجب الاستمرار بذلك، ويجب التعاون دائما مع القوى الأمنية والتبليغ عن اي عمل مشبوه، وهم يهتمون بالأمور كافة، والجهد الكبير الذي يبذل من قبل كافة القوى الأمنية ان كان من الجيش او قوى الأمن الداخلي او امن الدولة او الأمن العام هو جهد استثنائي، والعملية التي تمت بالتنسيق بين مخابرات الجيش وشعبة المعلومات حيث قاما بجهد كبير من خلال متابعتهما للعملية، وانا شخصيا ووزيرا الداخلية والدفاع كنا نتابع هذه العملية لحظة بلحظة، وقد حصل ما حصل وتم القبض على الانتحاري».
سُئل: «هناك حديث عن ان لبنان دخل مرحلة جديدة في مواجهة الإرهاب، هل هناك من خطوات إضافية لإراحة اللبنانيين؟».. فأجاب: «ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها الى مثل هذا الآمر، وليس هناك من شك أن ما حصل بالأمس هو نتيجة تعاون كبير بين القوى الأمنية، ورئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الدفاع الأعلى طالب بأن يكون هناك عمل مشترك بين كل القوى الأمنية وتعاون وغرفة عمليات مشتركة، وما توصلنا اليه أتى نتيجة هذا التعاون، ونحن نسير بعمل علمي ويومي وجهد كبير جدا من قبل مخابرات الجيش و»شعبة المعلومات»، نعم التهديد موجود، ولكن هناك رجال ونساء يعملون ليلا نهارا لكي يكون الأمن مستتب في البلد، وهذا الأمر يعيشه كل اللبنانيين يوميا».
"الأخبار": إسرائيل تستعدّ لاقتحام حزب الله الجليل
وعلى الحدود الجنوبية كشف موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن تدريبات لجيش العدو على مسارين هجومي ودفاعي. يحاول المسار الهجومي التعامل مع الأنفاق المفترضة لدى حزب الله، فيما يهدف المسار الدفاعي الى مواجهة توغل قوات من الحزب الى الجليل.
وكشف الموقع عن عنصرين أساسيين يميزان استعداد جيش العدو لحرب لبنان الثالثة: إعداد قوات خاصة لمناورة برية لمواجهة سرايا حزب الله التي ستعمل على اقتحام الأراضي الإسرائيلية، الى جانب تحقيق اختراق على مستوى الوعي وتطوير استعدادات ألوية الجيش لتحييد أنفاق حزب الله القتالية، «بصورة ناجعة وممأسسة، كجزء من نظرية قتال وأساليب عمل».
ومن الواضح أن من أهداف هذه التدريبات أيضاً، «تغير مفهوم قادة الكتائب والألوية وآلاف المقاتلين، بشكل جذري» للمعركة المقبلة.
وأقر الموقع، أيضاً، أن نظرية مؤسسة دولة إسرائيل، ديفيد بن غوريون، بنقل القتال الى أرض العدو من أجل تحقيق الحسم، تحولت الى بوصلة في القتال بالنسبة إلى حزب الله. ويعكس هذا الإقرار حقيقة أن العدو بات يسلم بتوفر عنصرَي الإرادة والقدرة على أن نقل المعركة الى أراضيه، لم يعد يقتصر فقط على الصواريخ القادرة على استهداف العمق الإسرائيلي، وإنما يشمل أيضاً التوغل البري.
ضمن هذه الرؤية، يسود التقدير في الجيش الإسرائيلي بأن سرايا «الرضوان» في حزب الله، ستخترق الأراضي الإسرائيلية في المراحل الأولى من الحرب المقبلة بصورة مفاجئة ومنسقة، وستحاول بسرعة تحديد صورة النصر في المعركة. وفي هذا السياق، عرض موقع «يديعوت» بعض السيناريوات المفترضة التي تعكس تغييراً جذرياً في النظرية القتالية لجيش العدو إزاء حزب الله.
وتستند هذه الاستعدادات القائمة على فرضيات قتالية محددة، الى ما أكده ضابط رفيع في الفرقة 162 التي نفذت المناورة، بأن «قوات العدو الهجومية تتطور». في المقابل، التقدير السائد في الجيش بأن حزب الله لا يحتاج الى حفر أنفاق للتوغل الى الجليل، كما هي الحال في قطاع غزة، ولكنه حتماً طوّر ــــ بحسب موقع «يديعوت» ــــ بنية أنفاق قتالية في القرى الشيعية وفي المناطق المفتوحة في محيطها. ونتيجة ذلك، حرصت مناورة جيش العدو على اختبار جاهزية كتيبتَي الهندسة اللتين ستتعاملان مع تهديد أنفاق حزب الله.