يشهد لبنان طقساً عاصفاً، مما تسبب بأضرار مادية كبيرة، لم تقتصر فقط على قطع الطرقات بسبب تراكم الثلوج، بل أدى الى حصول أعطال في الشبكات الكهربائية، وانزلاق سيارات، واقتلاع عدد من الاشجار..

ففي البقاع، اشتدت العاصفة منذ الثالثة من بعد ظهر اليوم وتساقطت الثلوج على ارتفاع ١١٥٠ مترا، ووصلت سماكة الثلوج الى أكثر من ٥ سم، وما بين ١٥ و٢٠ سم على الجبال والمرتفعات. وانقطع التيار الكهربائي منذ التاسعة صباحاً عن عشرات القرى على خط رياق بعلبك وخط بدنايل طليا. وافادت مصلحة الابحاث الزراعية في تل عمارة عن تساقط الثلوج على ارتفاع ٧٠٠ متر وحذرت السائقين من مخاطر الانزلاق ليلاً.

وفي قرى وبلدات راشيا والبقاع الغربي، فقد اشتدت العاصفة الثلجية عند ساعات المساء الاولى، وأدت الى تراكم الثلوج، إذ باتت معظم القرى التي يزيد ارتفاعها عن 1200 متر معزولة بفعل تراكم الثلوج.

وفي المتن الاعلى، فقد غطت طبقة من الثلوج قرى المنطقة وبلداتها بمعظمها بدءاً من بلدة القرية، وصولاً إلى بلدة ترشيش، مروراً ببلدات قبيع، حمانا، قرنايل وكفرسلوان، وبلغت سماكة الثلوج أكثر من عشرة سنتمرات، ولا تزال الطرق سالكة بصعوبة. وفي منطقة جرد عاليه أيضاً، لا تزال الثلوج تتساقط حتى الآن، فيما بدأ تساقط الثلوج منذ بعض الوقت في مدينة عاليه، إلاّ أن طرقها لم تقفل بعد.

الثلوج غطت قرى المتن الأعلى والطرق سالكة بصعوبة

وأقامت قوى الأمن الداخلي حاجزاً في محطة بحمدون، منعت خلاله مرور الشاحنات باتجاه منطقة البقاع، وسمحت فقط للسيارات الرباعية الدفع والمجهزة بسلاسل معدنية.

أما في الشوف، فقد تحول الطقس الماطر الى عاصف ومثلج على المرتفعات ابتداء من ارتفاع 1000 متر، واعتبرت طرقات هذه القرى خطرة. في حين ان المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 1200 قطعت طرقاتها الا للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، بعد تكون طبقة من الثلج زادت عن 10 سنتمترات. وتترافق العاصفة الآخذة بالتطور، مع زخات من البرد أعاقت حركة السير على طرقات المنطقة، مما أدى الى حصول انزلاقات لعدد من السيارات العابرة رغم سيرها بحذر نظراً لغزارة المتساقطات والضباب الذي لفّ قرى وبلدات المنطقة. كما ألحقت الرياح الشديدة أضراراً بشبكات التيار الكهربائي وخطوط الهاتف.

الثلوج كللت المرتفعات في الشوف والرياح تسببت باضرار في شبكات الكهرباء والهاتف

وفي منطقة البترون، أفيد عن اشتداد الرياح ساحلاً ووسطاً وجرداً، وتسببت العواصف بأعطال في الشبكة الكهربائية وقطع التيار الكهربائي منذ ساعات الصباح عن معظم القرى والبلدات.

واقتلعت الرياح الشديدة شجرة كبيرة على جانب المسلك الغربي للاوتوستراد في شكا واقفلته. وشهد الاوتوستراد زحمة سير قبل رفع الشجرة وفتح الطريق امام السيارات.

كذلك، فإن تساقط الثلوج بكثافة في الضنية مساء اليوم، أدى الى قطع معظم الطرقات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 900 متر فوق سطح البحر، وكذلك الى عزل أغلب البلدات في المنطقة الجردية.

وترافق ذلك مع انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق، وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ليلا في المناطق التي يزيد ارتفاعها عن الالف متر.

أما في عكار، فإن اهالي قرى حكر الضاهري والسماقية والعريضة في سهل عكار، شكوا من فيضان النهر الكبير عن مجراه وباتت المياه تتدفق في الاراضي مما أدى الى اقفال الطريق الرئيسية في قرية حكر الضاهري، وبلغ منسوب ارتفاع المياه النصف متر وسط الطريق. وأوضح مختار قرية السماقية عبدالله درويش، ان "غزارة الامطار وعدم وجود ساتر عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر تسبب بفيضان النهر كما يحصل دائماً".

فيضان النهر الكبير في 3 قرى بسهل عكار والدفاع المدني انقذ محاصرين بالثلوج في جرود القبيات

ويشار الى ان هناك 4 مخيمات للاجئين السوريين في هذه المنطقة مهددة بالفيضان. وتتابع عناصر من الصليب الاحمر اللبناني ووحدة ادارة الكوارث الامر على الارض بالتنسيق مع محافظ عكار عماد اللبكي ومكتب التنمية المحلية في المحافظة ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الشريكة، بالتعاون مع كل الاجهزة المعنية، العمل على اجلاء العائلات الساكنة هذه المخيمات في حال دخول المياه اليها. كما قام الصليب الاحمر بتوزيع البطانيات على هذه العائلات.

من جهة اخرى، عملت فرق الدفاع المدني في القبيات على انقاذ مواطنين الذين حاصرتهم الثلوج على طريق كرم شباط في جرود القبيات - عكار، وتم سحب سيارتهم المحتجزة وسط الطريق ومساعدتهم للوصول إلى حيث يمكنهم متابعة طريقهم.

وفي السياق، فان قرى اقليم الخروب تأثرت بدورها بالعاصفة التي تضرب البلاد، حيث سيطرت على المنطقة موجة من البرد والصقيع، وسط غزارة في هطول الامطار وفي بعض الاحيان كتل حبات البرد، في وقت تحولت طرقات المنطقة ولا سيما تلك التي تفتقر لأقنية تصريف المياه، الى بحيرات ومستنقعات وتسببت بأعطال للعديد من السيارات وزحمة سير، خصوصاً على الطريق العام الرئيسية لاقليم الخروب.

اقليم الخروب: الطرق مستنقعات، انزلاق سيارات، واقتلاع أشجار

وسجل تهافت للمواطنين على محطات الوقود، لشراء مادة المازوت للتدفئة، فضلاً عن شراء الخبز والمواد الغذائية تخوفا ًمن اشتداد العاصفة ليلاً.

جنوباً، وفي صيدا تحديداً، فقد شلت العاصفة حركة الملاحة البحرية في مرفأ صيدا بسبب ارتفاع الامواج واشتداد سرعة الرياح، فيما لازم الصيادون منازلهم بعدما ثبتوا وثاق مراكبهم عند رصيف الميناء.

وكانت الامطار قد تساقطت طوال ليل أمس، مصحوبة بعواصف رعدية مع تدن ملحوظ بدرجات الحرارة، ما ادى الى تشكل برك المياه على جوانب الطرق وحتى صباح اليوم، استمر تساقط الامطار مع انفراجات قليلة في احوال الطقس.

وفي صور، فان الرياح القوية المصحوبة بالامطار الغزيرة، ادت الى تطاير بعض لوحات المحال التجارية في جل البحر، حيث اقتلعت الرياح بعض اللوحات من واجهات المحال وقذفتها بعيدا الى وسط الشارع. وكانت الرياح والأمطار الغزيرة ادت الى وقف الملاحة في مرفأ صور التجاري ومرفأ الصيادين، حيث لزم الصيادون حرم الميناء.

وقد شهدت مناطق النبطية واقليم التفاح أمطاراً غزيرة منذ منتصف ليل امس، مصحوبة بعواصف رعدية قوية واشتداد في الرياح، ما ادى الى ارتفاع ملحوظ في منسوب نهر حبوش عند جسر الست زبيده، الذي يربط منطقتي النبطية واقليم التفاح، والى تشكيل برك ومستنقعات مائية في الحقول والى سيول على الطرق.

واستمر هطول الامطار صباحا ولكن مع انفراجات قليلة، علما أن عناصر الدفاع المدني والبلدية على جهوزية تامة لمواجهة اي طارىء في حال ساءت الاحوال الجوية.