ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: لدى فريق ترامب عقيدة معادية للإسلام.. وانتقادات للتصعيد الأميركي ضد إيران

سلطت صحف أميركية الضوء على الرؤية المعادية للاسلام التي يحملها فريق الرئيس الاميركي دونالد ترامب، مشيرة الى أن هذه الرؤية هي التي تقف وراء خطوات ترامب الأخيرة ضد عدد من الدول الاسلامية وقد تؤدي الى قرارات جدلية أخرى في المستقبل.
كما تناول باحثون اميركيون التصريحات التصعيدية الأخيرة لمستشار الامن القومي الاميركي ضد ايران معتبرين أنه "ما من داعٍ لهذه التصريحات وأن السعودية ودولًا خليجية أخرى تتسبب بضرر أكبر بكثير"، حسب قولهم.
* العقيدة المعادية للاسلام لدى فريق ترامب
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً تحت عنوان "ترامب يدفع بالرؤية المظلمة للاسلام الى مركز صنع القرار الاميركي". وأشار التقرير الى أن الرئيس الأميركي تبنى نظرة مشبوهة للاسلام روج لها عدد من معاونيه وعلى رأسهم مستشار الامن القومي "Michael Flynn" وكبير المستشارين الاستراتيجيين بالبيت الابيض "Stephen Bannon".
دونالد ترامب
ولفت التقرير الى أن "الرؤية العالمية هذه تنسجم ونظرية "Samuel Huntington" حول "صراع الحضارات" وتجمع ما بين التحذيرات من التطرف الدموي من جهة والنقد للاسلام كدين من جهة ثانية". وقال التقرير إن "هذه الرؤية العالمية احياناً تصل الى مستوى الزعم بان قانون الشرعية الاسلامية يهدد هوية الولايات المتحدة".
وبحسب التقرير، فإن الذين يروجون لهذه الآراء يزعمون أن الاسلام مبني على فكر عدائي وأن اتباع هذا الدين هم أعداء الاديان المسيحية واليهودية ويسعون الى السيطرة على "الكفار" إما من خلال العنف أو عملية غسل الدماغ. وأكد التقرير أن "المرسوم التنفيذي الذي وقع عليه ترامب والذي يمنع مواطني سبع دول اسلامية من دخول الولايات المتحدة قد ينظر اليه على انه الانتصار الاول الحقيقي لهذه المدرسة الجيوسياسية التي تحمل هذه الآراء، في ظل نقاش دائر في ادارة ترامب حول احتمال وضع حركة الاخوان المسلمين على لائحة الارهاب".
في هذا الاطار، نبه التقرير الى أن "هذه النظرة المظلمة للاسلام منتشرة لدى اليمين الاميركي منذ هجمات الحادي عشر من ايلول، وهي أصبحت في مركز صنع القرار الاميركي بعد انتخاب ترامب". ونقل التقرير عن منتقدي حظر السفر الذي فرضه ترامب قولهم إن هذا "الاجراء ما هو الا عملية عرض عضلات ضد المسلمين الاجانب من أجل نيل اعجاب القاعدة الشعبية المؤيدة للرئيس الاميركي". ونقل التقرير عن استاذة الدراسات الاسلامية في جامعة "انديانا" "Asma Afsaruddin" قولها إن "فريق ترامب يستغل بيئة الخوف والشبهة تجاه الاسلام الموجودة منذ احداث الحادي عشر من ايلول، وخطابه هذا يضع العالم الاسلامي في مواجهة مع الغرب"، حسب تعبيرها.
كما ذكّر التقرير بسجل تصريحات "Bannon" (كبير المستشارين الاستراتيجيين بالبيت الابيض) و"Flynn" (مستشار الامن القومي) حيال الدين الاسلامي، مشيراً الى ان "Flynn" كان قد كتب بتغريدة له قبل عام ان "الخوف من المسلمين هو منطقي"، كما ادعى في احدى المقابلات ان "الإسلام ليس بالضرورة دين وانما هو نظام سياسي يستند على عقيدة دينية"، وفق زعمه.
أما "Bannon"، فاشار التقرير الى أنه "لعب الدور الاكبر في المرسوم التنفيذي الذي يمنع دخول مواطني سبع دول اسلامية الى الولايات المتحدة"، مذكراً بما قاله أمام مؤتمر عقد في الفاتيكان عام 2014 حيث اعتبر ان "الغرب اليهودي المسيحي" هو في حالة حرب مع الاسلام. كما استشهد بما قاله "Bannon" خلال احدى برامجه الاذاعية عندما كان يعمل كمقدم برامج لموقع "Breitbart News" حيث زعم ان "الاسلام ليس دين سلام بل هو دين خضوع"، محذرا من ان "المسيحية تموت في اوروبا والاسلام في صعود".
* انتقادات للكلام التصعيدي لمستشار الامن القومي الاميركي ضد ايران
كتب الباحث في معهد "كايتو" "John Glaser" مقالة نشرت على موقع المعهد نفسه أشار فيه الى أن "التصريحات الاخيرة لمستشار الامن القومي الاميركي "Michael Flynn" تجاه ايران تكشف الموقف التصعيدي لادارة ترامب حيال طهران".
وذكّر الكاتب بان "Flynn" صرح أمام الصحافة في البيت الابيض بان واشنطن "وجهت تحذيراً رسمياً لإيران"، زاعماً بان تجربة طهران للصواريخ البالستية تشكل انتهاكاً لقرار مجلس الامن رقم 2231". كما صرح "Flynn" بان تجربة الصواريخ البالستية وكذلك الهجوم الصاروخي على سفينة حربية سعودية الذي شنه "مسلحون حوثيون مدعومون من ايران" (بحسب تعبير Flynn) انما تدل على "سلوك ايران المزعزع للاستقرار في كافة انحاء الشرق الاوسط"، حسب زعمه . وأشار الكاتب الى قول "Flynn" إن هذه التطورات توضح بان الاتفاق النووي بين ايران ودول 5+1 أعطى طهران "جرأة اكبر"".
الكاتب رأى أن تصريحات مستشار الامن القومي الاميركي التصعيدية تعود الى قضايا تافهة، لافتاً الى ان "حجم الدعم الذي تقدمه ايران لجماعة "أنصار الله" في اليمن ليس واضحاً". و اضاف "أيًّا كان حجم انعدام الاستقرار الذي يتسبب به دعم ايران للحوثيين فهو اقل بكثير من انعدام الاستقرار الذي يتسبب به المتطرفون مثل الجماعات التابعة للقاعدة وداعش والتي تلقت دعماً مالياً من السعودية ودول عربية خليجية اخرى"، على حد قول الكاتب نفسه.
وعليه انتقد الكاتب الموقف الاميركي، حيث قال انه وبدلاً من "توبيخ" السعوديين، فان واشنطن تواصل دعمها للجيش السعودي بينما يواصل الاخير قصف اليمن و"يقتل آلاف المدنيين ويتسبب بمجاعة لدى الملايين، ويرتكب اعمالاً قالت لجنة اممية انها قد تصل الى مستوى جرائم ضد الانسانية".
اما حول تجربة ايران للصاروخ البالستي، فاشار الكاتب الى ان ذلك لا يستدعي الكلام التصعيدي الذي صدر عن "Flynn"، لافتاً الى ان الاتفاق النووي لا يحظر مثل هذه التجارب الصاروخية.
وعليه رأى الكاتب أن كلام "Flynn" أشار الى رغبة بخلق توترات مع ايران تحت اسباب لا داعي لها، مضيفاً ان طهران ستنظر الى هذه التصريحات على انها تهديد، وهو الامر الذي يقوض استمرار الاتفاق النووي.