ارشيف من :أخبار عالمية
أَعلن أن قطعاً من البحرية العسكرية الروسية ستزور شواطئ سورية
دمشق ـ راضي محسن
أعلن دبلوماسي روسي أن تواجد بلاده العسكري في مياه البحر الأبيض المتوسط "سيصبح دائماً"، وقال إن "قطعاً من البحرية العسكرية الروسية ستزور شواطئ سورية" منوهاً بأن بلاده "أكدت على تزويد سورية بالأسلحة الروسية الحديثة".
وفي مؤتمر صحفي عقده الأربعاء لتوضيح موقف روسيا من مسألة اعترافها باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، قال القائم بالأعمال في السفارة الروسية بدمشق إيغور بيلاييف رداً على سؤال يتناول إمكانية تعزيز التواجد العسكري الروسي في البحر الأبيض المتوسط وخاصة على الساحل السوري، "إن الوجود العسكري الروسي في المتوسط كان ومازال وسيبقى قائماً، لكنه اليوم سيصبح دائماً وستقوم القطع البحرية العسكرية الروسية بزيارة شواطئ سورية في إطار التعاون المشترك بين البلدين، إضافةً إلى أن الأسطول الروسي سيقوم بزيارة دول صديقة أخرى" دون أن يسميها.
ووصف بيلاييف زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا الأسبوع الماضي بأنها زيارة "مهمة" حيث التقى نظيره الروسي ديمتري مدفيديف وتطرقت مباحثات الرئيسين إلى "موضوعات ملحة".
وحول التعاون العسكري والتقني بين البلدين، قال بيلاييف إن هذه المسائل "بُحِثت بين الرئيسين الأسد ومدفيديف، وروسيا أكدت على تزويد سوريا بالأسلحة الروسية الحديثة".
وكان الرئيس الأسد أكد في حوار صحفي مع صحيفتي كوميرسانت وغازيتا الروسيتين أن " التعاون العسكري التقني بين سورية وروسيا مسألة أساسية وشراء الأسلحة هام جداً (...) ونحن مستعدون للتعاون مع روسيا في كل ما من شأنه أن يعزز أمنها".
وأشار بيلاييف إلى أن الرئيس مدفيديف قَبِلَ دعوة الرئيس الأسد لزيارة سورية، وأوضح أن تحديد موعد هذه الزيارة سيتم عبر القنوات الدبلوماسية.
ورداً على سؤال يتعلق بمدى استعداد موسكو لاستضافة مؤتمر دولي للسلام، جدد بيلاييف رغبة روسيا في أن يكون الشرق الأوسط مستقراً، وقال إن اللجنة الرباعية الدولية ستنعقد نهاية الشهر المقبل وسيتم خلالها إقرار إذا ما كان سيتم عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط أم لا.
وحول تطورات الوضع في القوقاز واعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا قال بيلاييف: إن هذا الاعتراف جاء "بناء على ميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي ووثيقة إعلان مبادئ القانون الدولي كما أن الشعبين الأبخازي والأوسيتي طلبا من روسيا الاعتراف باستقلالهما"، قبل أن يدعو "الأصدقاء ومنهم سورية" إلى مساندة روسيا والاعتراف باستقلال هذين الجمهوريتين وقال: "نحن نطلب إلى كل الأصدقاء أن يساندوا الموقف الروسي وسوريا من أصدقائنا".
وانتقد بيلاييف الدول الغربية وازدواجية المعايير التي تلجأ إليها لحل المشكلات الدولية، وأشار إلى مسارعة هذه الدول للاعتراف باستقلال كوسوفو، على حين التزمت روسيا ضبط النفس، منتقداً ردة فعل بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة السلبية حيال اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا "ونحن نرى أن لأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا لهما الحق في إعلان استقلالهما، خاصةً وأن هاتين الدولتين تمتلكان حججاً أكبر مما عليه الحال مع كوسوفو".
وأبدى بيلاييف استغرابه إزاء موقف الغرب السلبي بشأن الصراع في القوقاز وحذر من لجوء "بعض الدول الغربية إلى حشد ترسانة عسكرية في البحر الأسود" لأن من شأن ذلك "تصعيد حالة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة القوقاز".
واتهم الديبلوماسي الروسي الولايات المتحدة وإسرائيل "بتزويد جورجيا بالأسلحة ومساعدتها في حربها بشكل مخالف للقوانين الدولية وعززوا الشعور لدي النظام الجورجي بأنه بمنأى عن العقاب ووعدوه بتأمين الحماية له عن طريق حلف الناتو"، وأضاف إن "وسائل الإعلام الروسية ركزت على هذا الدور "الإميركي والإسرائيلي" منذ الأيام الأولى لقيام الحرب، ورئيس أركان الجيش الروسي أناتولي نوغوفيتسين تحدث عن تزويد إسرائيل لجورجيا بطائرات من دون طيار وعن دور الموساد في الصراع" كما أشار إلى الدور الأميركي في دعم نظام الرئيس الجورجي ميخايئل ساكاشفيلي ودفعه نحو مهاجمة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، خاصةً وأنه تم العمل على تزويد جورجيا بمجموعة من وسائل الاتصالات الحديثة، بما سمح في تدمير أربع طيارات روسية.
وأكد بيلاييف أن بلاده "دولة كبيرة وقوية ولها الحق في الدفاع عن مصالحها، في ظل قيام نظام ساكاشفيلي بقتل المئات من مواطنيها وجنودها".
واتهم الدبلوماسي الروسي الرئيس ساكاشفيلي بأنه "دفن كل الاتفاقات السابقة مع روسيا وذهب إلى شن الحرب في الثامن من آب/أغسطس الجاري وقام بمهاجمة القوات الروسية».
ونفى بيلاييف رغبه روسيا بالدخول في حرب باردة جديدة، وقال "أبواب روسيا ستبقى مفتوحة للجميع وفي حال كان هناك سلوك ملائم من حلف الناتو والدول الغربية والولايات المتحدة للاعتراف بمصالح روسيا الحيوية فإننا نستطيع الاستمرار في التعاون مع حلف الناتو وهذا التعاون يشكل مصلحة كبرى للناتو أكثر مما هو لصالح روسيا".
وحول الرد الروسي على موقف بريطانيا الداعي للتحالف الدولي ضد روسيا بسبب اعترافها باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، قال "نحن نقرأ هذا الموقف بهدوء ويجب أن نتذكر أن روسيا دولة كبيرة وقوية، وهي دولة محبة للسلام ولها الحق في الدفاع عن نفسها" مضيفاً في الوقت نفسه "نحن نعرف أيضاً أنه لا مفر من الشراكة مع أوروبا".
واعتبر بيلاييف أن إقامة الدرع الأميركي الصاروخي في أوروبا "من شأنه تهديد أمن روسيا بشكلٍ مباشر، والقيادة الروسية ستدرس الرد الممكن على هذا الأمر"، كما استبعد انضمام بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق إلى حلف شمال الأطلسي، وقال إن هذه الجمهوريات "غير مستعدة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وعلى القيادات هناك التفكير مئة مرة قبل أن تتخذ قراراً بالانضمام إلى الحلف".