شرعت الحكومة بخطوتها الأولى على الطريق الشاق لإقرار موازنة عام 2017، بعد سنوات من الفوضى عجزت خلالها الحكومات المتعاقبة عن ضبط الوضع المالي، وإرساء موازنات توقف الهدر والفساد، وذلك لتعذر القرار السياسي، الذي يبدو مؤمناً وبقوة في حكومة العهد الأولى، وفق ما يؤكّد غير مصدر وزاري، وهو ما أشار اليه وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، موضحاً أنّ هناك جدية من قبل مختلف القوى السياسية لإقرار الموازنة في أسرع وقت ممكن.

سريعةً كانت جلسة مجلس الوزراء التي حلّت فيها الموازنة طبقاً رئيسياً للنقاش. الإجتماع الحكومي الذي عُقد برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا لم يتعد الساعتين. فكان عرض تقريري من قبل وزير المال علي حسن خليل، أطلع خلاله مجلس الوزراء على مشروع موازنة عام 2017، من أرقام مقترحة واعتمادات وهو ما يُعرف بـ"فذلكة الموازنة". ليُصار بعدها الى تحديد الأربعاء المقبل موعداً جديداً لطرح الموازنة على بساط البحث وتسجيل ملاحظات الوزراء عليها، وسط إصرار من قبل رئيس الجمهورية على عقد جلسات متلاحقة للإنتهاء من هذا الإستحقاق.

الرئيس عون يترأس جلسة مجلس الوزراء

ومن خارج جدول الأعمال، حضر قانون الإنتخاب كعنوان، طرح خلاله وزراء حزب "القوات" اللبنانية فكرة عقد جلسة خاصة لمناقشته، فكان ردُ الرئيس عون بالإيجاب، معتبراً "أن من واجب الحكومة عقد جلسات متلاحقة لإقرار قانون جديد للإنتخابات".

عون

وفي مستهل الجلسة، أبلغ الرئيس عون الوزراء "أنه يعتزم القيام بزيارة الى مصر والاردن وذلك في سياق الجولات التي يقوم بها على مختلف الدول العربية".

وقدم الرئيس عرضًا لمختلف لقاءاته مع المسؤولين العرب الذين زاروه، والتي تناول فيها قضية النازحين السوريين وتأثيرها على لبنان من خلال الأعباء التي تضيفها أرقام النازحين الهائلة مقارنة بالسكان اللبنانيين، وأعاد التأكيد "أن لبنان يتحمل أعباء كثيرة في الوقت الذي يدور  فيه الحديث عن إنشاء أماكن آمنة في سوريا لعودة النازحين، لكن باعتقادي هذا الأمر صعباً".

وفي سياق متصل، عرض الرئيس عون نتائج المحادثات التي أجراها مع وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، وقال "إن الكثير من النقاط التي بحثناها بدأنا في تطبيقها ومنها تعيين سفير سعودي جديد في لبنان".

الى ذلك، طلب رئيس الجمهورية من وزير العدل سليم جريصاتي التواصل مع أهالي ضحايا التفجير الارهابي الذي وقع ليلة رأس السنة في تركيا بغية تبني الدولة بواسطة هيئة القضايا في وزارة العدل مهمة الادعاء على مرتكبي الاعتداء وذلك حفاظًا على حقوق ذوي الضحايا والجرحى.         

الحريري        

من جهته، تطرّق رئيس الحكومة سعد الحريري في مستهل الجلسة الى قضية النازحين، طالباً من الوزراء التنسيق مع وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي لوضع المشاريع الضرورية لكل ما يتعلق بالنازحين بالتزامن مع مشاريع انمائية، ولفت الى "أن لبنان بات مخيماً للاجئين".

ونقل الحريري عن السبهان تأكيده "ان العلاقات السعودية اللبنانية متجهة الى مزيد من التفعيل والانفتاح"، مؤكداً "أنه سيصار الى تشكيل لجنة سعودية - لبنانية لتفعيل اللجان المشتركة بين البلدين".

رياشي

وعقب الجلسة، أعلن وزير الاعلام ملحم الرياشي "أنه تم عرض الموازنة من قبل وزير المال، وستبدأ الحكومة مناقشتها إبتداء من الأسبوع المقبل في جلستين حكوميتين متتاليتين"، مؤكدا "اننا سنعمل على إقرار قانون إنتخاب في أسرع وقت ممكن".

وفيما يتعلّق بتلفزيون لبنان، أكّد رياشي أن شهر شباط سيكون شهره، وسنشهد تعيين مجلس إدارة جديد له.