ارشيف من :أخبار عالمية

"نيويورك تايمز": أوباما لا يختلف عن الرؤساء السابقين فيما يتعلق بإسرائيل

"نيويورك تايمز": أوباما لا يختلف عن الرؤساء السابقين فيما يتعلق بإسرائيل

المحرر الدولي + صحف اجنبية


شبهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في مقال تحت عنوان "استشارة زواج مجانية"، التوتر الحالي في العلاقات الأميركية-الاسرائيلية بالخلافات الزوجية المتكررة.

وأكدت الصحيفة أنه على الاسرائيليين أن يفهموا ان الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يختلف عن الرؤساء السابقين فيما يتعلق باسرائيل، كما أن موقفه من تجميد المستوطنات يعكس التيار المتزايد ضدها في أميركا منذ زمن. فخلال الـ 40 عاماً الماضية، قامت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بتضليل واقناع الرؤساء الأميركيين "السذج" بأنها طالما تتفاوض للتخلي عن بعض من الأراضي التي احتلتها فلاداعي للجدال على بعض المستوطنات قليلة القيمة. وفي الوقت نفسه، وتحت هذا المسمى، اقتطع المستوطنون الاسرائيليون المزيد من أراضي الضفة الغربية مسببين بذلك عبئاً أخلاقياً وأمنياً واقتصادياً على اسرائيل وأصدقائها.

ونقلت الصحيفة عن برادلي بيرستون، الكاتب بصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، قوله ان "حركة المستوطنات كلفت اسرائيل نحو 100 مليار دولار، كما أن المعايير المزدوجة التي اختصت المستوطنين لعقود بالمسكن الرخيص والخدمات الاجتماعية المدعمة وتصريحات البناء المفتوحة كانت مشفوعة بالتغاضي عن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم".

وترى الصحيفة أن محاولة أوباما الضغط لوقف المستوطنات تعكس في الواقع موقفاً مشتركاً في الكونغرس والبنتاغون والعديد من الأميركيين، وبينهم يهود. الا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو وصف اثنين من مساعدي أوباما اليهود بأنهم "يهود يكرهون أنفسهم" لتأييدهم تجميد المستوطنات. في الوقت نفسه، فان أوباما يعمل من أجل التوصل الى اتفاق توافق فيه اسرائيل على وقف المستوطنات فعلياً، ويتخلص بموجبه الفلسطينيون من الارهابيين، بينما تبدأ الدول العربية في تطبيع العلاقات بمنح تأشيرات دخول للاسرائيليين وتبادل التجارة مع تل أبيب والسماح لطائرات شركة العال الاسرائيلية بالهبوط في المطارات العربية.

وبرأي الصحيفة للنجاح في تطبيق هذا المخطط ينبغي على أوباما أن يدرك عدة نقاط. الأولى هي أن أيا من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لا يريد تحمل اللوم وحده. ومن ثم، فقد يقدم الاسرائيليون أغلب التنازلات المطلوبة منهم شريطة عدم اتهامهم بالتسبب في المشكلة من البداية. والنقطة الثانية هي أنه يوجد العديد من الأعداء لاسرائيل، وأولهم ايران التي يرفض رئيسها الاعتراف بالهولوكوست ويطالب بمحو اسرائيل. في الوقت نفسه فقد خرجت اسرائيل بشكل فردي من جنوب لبنان وقطاع غزة، ولكنها كوفئت باطلاق الصواريخ.

وختمت الصحيفة بالقول إنه "ينبغي على الاسرائيليين ادراك أن الادارة الحالية تختلف عن ادارة الرئيس جورج بوش التي كانوا يهيمنون عليها، وأنهم يواجهون مشكلة حقيقية مع أميركا فيما يتعلق بالمستوطنات. أما أوباما فعليه أن يدرك أنه فيما يتعلق بالشؤون العربية-الاسرائيلية، كلما قل الحديث وزاد العمل، توصلت الى نتائج أفضل. وما أن يتم التوصل الى اتفاق وقف المستوطنات مقابل التطبيع النسبي حتى يؤدي هذا الانجاز الى استئناف المحادثات".

2009-08-04