ارشيف من :أخبار لبنانية

من نبض الحدث.. لعبة الأنفاق لن تغير وجه الأرض.. و«الشبح الأخضر» يلاحق الإرهابيين

من نبض الحدث.. لعبة الأنفاق لن تغير وجه الأرض.. و«الشبح الأخضر» يلاحق الإرهابيين

حسين صقر - صحيفة "الثورة" السورية

العقلاء فقط يرون أن الإرهابيين على اختلاف مسمياتهم يندحرون، وأن المسمى الذي بنيت عليه الأزمة لأجلهم لم يبق منه إلا الأمنيات، لكون الأخبار القادمة من ريفي حلب وحمص تبشر بنهايتهم،

وأصبح جل ما يقدرون عليه اليوم النفاذ بأنفسهم من الأماكن التي يتم محاصرتهم فيها، مهما دهنت وسائل الإعلام الغربية على أجسادهم من مراهم ومطريات للتخفيف من وقع عمليات التطهير التي تؤلمهم، وتجبرهم على الخروج من أوكارهم، حيث الشبح الأخضر يلاحق أمثالهم من مكان لآخر، ولأن الحقيقة التي لا لبس فيها أن موتهم وإخراجهم في توابيت، أسهل ألف مرة من خروجهم محملين في الباصات، أو عبر الحدود عائدين إلى المناطق التي جاؤوا منها، وكل واحد منهم يحمل صرته وما بقي من فورته و«جهاده»، رغم هبوط الجبير المفاجئ في أنقرة بهدف الاستماع لأنغام مكالمة ترامب وأردوغان وتقلبات الأخير.‏

خروج أولئك من الأماكن التي وجدوا فيها تحت أي ظرف، يمكن أن يكون بداية النهاية لمشروعهم، ولاسيما أنه يمهد لخطوات لاحقة قادتهم للتفاوض مرغمين بعد أن رفضوا ذلك أكثر من مرة، نتيجة التباين في الاملاءات التي يتلقونها من رعاتهم وأولياء نعمتهم، والخلافات الحادة بين ممثليهم حول توزيع المقاعد في الوفد المفروض توحيده لهذه الغاية، نتيجة وجود صنفين منهم، الأول زج نفسه بالميدان ويتلقى الضربات، والثاني يقطن الفنادق ويتحدث بالشعارات والمواعظ.‏

الحديث يدور اليوم عن ضرورة استئناف الحوار الذي توقف منذ نحو عام، وبات ضرورة مهمة لوضع حد لهذه الحرب التي لم تخلف سوى الدمار، والخطط البديلة يمكن أن تكون موجودة لدى الأطراف الفاعلة والمؤثرة إذا لم ينجح «المعارضون» بالاتفاق فيما بينهم على التمثيل، بهدف التوصل لإيجاد صيغة توافقية ترضي داعميهم، ومنحهم الفرصة مرة أخرى للمشاركة في الحوار المنشود، لكون التلذذ بلعبة الأنفاق والبقاء فيها لن يغير وجه الأراضي السورية التي ترتدي العلم الوطني، وأن جميع الجهود التي بذلت في آستنة الشهر الماضي ستسهم في تعزيز المحادثات في جنيف، والتأكيد أن لا حل عسكرياً في سورية، وبتنا ننتظر النيات الصادقة لدى الأطراف الأخرى فيما إذا كانت ستتوجه للحل، أم أن عيونها معلقة نحو الخلف ويأخذها الحنين إلى الميدان الذي تتلقى فيه الإهانات والانكسارات.‏

2017-02-10