ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: ترامب يواجه تحديات ’متعددة الابعاد’ جراء تصعيده ضد ايران

الصحف الأجنبية: ترامب يواجه تحديات ’متعددة الابعاد’ جراء تصعيده ضد ايران

أكدت مجموعة معروفة تعمل في مجال الامن والاستخبارات أن ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تواجه "تحديات متعددة الابعاد" بعد تصعيدها الأخير ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن بينها الموقف الصيني.

من جهة أخرى، حذر مسؤولون اميركيون سابقون من الانحياز المطلق لصالح السعودية وحلفائها في اليمن، فيما أشار صحفيون اميركيون معروفون الى أن كيان العدو "الاسرائيلي" ودول الخليج -على رأسها السعودية- أنشأوا شبكة من التحالفات من أجل مواجهة ايران وحلفائها.

*تحديات متعددة الأبعاد يواجهها ترامب بعد التصعيد ضد طهران

قالت مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخباراتية إن السياسات التصعيدية من قبل ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد ايران كانت لها تداعيات "غير متوقعة" كشفت "التحديات المتعددة الابعاد" التي تواجهها الولايات المتحدة في مواجهة ايران.
وأشارت المجموعة في تقريرها اليومي الى أن العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب شملت "شبكة واسعة" ضمت عشرات الأفراد والكيانات في 3 دول على الاقل وهي لبنان والامارات والصين. ولفتت الى أن الصين ردت "بسخط" على استهداف عدد من مواطنيها وشركاتها في العقوبات الاميركية الجديدة.

الصحف الأجنبية: ترامب يواجه تحديات ’متعددة الابعاد’ جراء تصعيده ضد ايران

المجموعة أشارت الى أن "الموقف الصيني الرافض للعقوبات يرتبط بالتوتر بين أميركا والصين في عدد من الملفات، ومن ضمنها قضية بحر الصين الجنوبي وتايوان والبرنامج النووي لدى كوريا الشمالية"، وقالت إن روسيا من جهتها تعتبر ايران شريكة في الحرب ضد الارهاب وعادة ما "سعت الى حماية البلاد (ايران) من العقوبات الاميركية". وعليه أشارت الى أن "التداعيات هذه على العقوبات الاحادية التي فرضها ترامب تكشف بأن الولايات المتحدة ستضطر الى التعامل مع "التداعيات المتعددة الابعاد" الناتجة عن سياستها التصعيدية ضد ايران".

في هذا الاطار، أوضحت المجموعة أن العقوبات الجديدة ليست الإجراء الوحيد الذي اتخذته إدارة ترامب ضد ايران الذي قد يكون له "آثار غير متوقعة".

وبجسب هذه المجموعة، فإن الاستراتيجية الاميركية المعتمدة في عدد من دول المنطقة هي تحقيق توازن ما بين "دعم عمليات مكافحة الارهاب الى جانب الشركاء المحليين من جهة، والتصدي لنفوذ ايران في المنطقة من جهة ثانية"، حسب تعبيرها. وعليه قالت إن المساعي الاميركية لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي في العراق تعتمد بشكل كبير على الحكومة العراقية المركزية، وبعد وضع العراق على لائحة الدول التي منع مواطنيها من دخول الولايات المتحدة، فإن العديد "ممن هم في الحكومة العراقية" دعوا الى فرض حظر مماثل على دخول المواطنين الاميركيين الى العراق، مشيرة الى دعوة الحشد الشعبي لطرد جميع الاميركيين من العراق. وفيما استبعدت ان ترد الحكومة العراقية بفرض حظر مماثل على دخول الاميركيين الاراضي العراقية، شددت على أن ايران ستكون اكثر المستفيدين من طرد العناصر العسكرية والاستخباراتية الاميركية من البلاد.

* تحذير من الانحياز الاميركي لصالح السعودية وحلفائها في اليمن

كتب "Jon Finer" والذي عمل كـ "كبير موظفي" وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري، مقالة نشرتها مجلة "Foreign Policy" حذر فيها من أن زيادة التورط الاميركي في اليمن دون وجود استراتيجية لحل مشاكل هذا البلد سيكون خطأ.
وقال الكاتب إن وزير الخارجية  الجديد "Rex Tillerson" عليه العمل على تخفيض التصعيد في ما أسماه "الحرب الاهلية اليمنية" التي قال إنها تضر بالمصالح الاميركية و"كان يجب ان تنتهي منذ زمن طويل".

ولفت الى أن "الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على اليمن فشلت بتحقيق تقدم ملموس، ما يؤكد أن أي تسوية ستأتي عبر التفاوض وليس الانتصار العسكري"، معتبراً أنه "كلما طال أمد الحرب دفع الشعب اليمني ثمنا أكبر". وأشار الكاتب الى أن الولايات المتحدة هي ايضاً تتضرر جراء الحرب في اليمن "حيث ستبقي هذه الحرب شركاء اساسيين منشغلين مع عدو لا يهدد الولايات المتحدة بشكل مباشر" (انصار الله).

واعتبر ان وزير الخارجية الاميركي الجديد "Tillerson" لو قبل بتولي المهمة قد يكون الرجل المناسب، لافتاً الى أن "Tillerson" ملم بالتعقيدات السياسية في اليمن، حيث سبق وان عمل بهذا البلد لشركة "ExxonMobil". وأشار الى علاقات "Tillerson" الوطيدة بدول الخليج، لافتاً الى أن ذلك قد يساعد هذه الدول على اتخاذ القرارات الصعبة التي يتطلبها "تحقيق السلام".
الكاتب رأى ايضاً أن "التوقيت قد يكون مناسبًا للعمل على التسوية في اليمن، حيث يرسل السعوديون والاماراتيون اشارات منذ اشهر بأنهم يرغبون بانهاء النزاع"، حسب تعبيره.

وأضاف الكاتب ان الرئيس اليمني غير الشرعي عبد ربه منصور هادي عمد دوماً الى تخريب الصفقات التي قد "تخرجه من السلطة".
بناء عليه، شدد الكاتب على ضرورة أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على ما أسماه "طرفا النزاع في اليمن"، لافتاً الى أن المؤشرات الاولية تفيد بأن إدارة ترامب قد تتبع مساراً مختلفاً بعيداً عن المقاربة المتوازنة "المطلوبة لانهاء الحرب في اليمن".

كما اشار الى التقارير الصحفية التي تفيد بأن ادارة ترامب قد تصنف اليمن قريباً "بساحة قتال رسمية للجنود الاميركيين"، محذراً من أن مقاربة مثل هذه محفوفة بالمخاطر. واعتبر أن الحرب في اليمن لن تنتهي في وقت قريب، مستشهداً بما قاله أحد المسؤولين السابقين بوزارة الخارجية الاميركية بأن مقاومي انصار الله متمرسون بالقتال ومستعدون للمواجهة حتى النهاية.

كذلك حذر الكاتب من أن تعزيز التواجد العسكري الاميركي في اليمن في ظل تواصل الحرب التي يشنها "التحالف" بقيادة السعودية يحمل معه خطر المواجهة بين اميركا و"ايران او وكلائها"، بحسب تعبيره. ونبّه من أن استمرار النزاع يصب في مصلحة تنظيم "القاعدة" الارهابي اذ انه سيستفيد من انشغال الاطراف بقضايا اخرى في اليمن وبالتالي يعزز سيطرته على المناطق اليمنية غير الخاضعة للحكم".

* شبكة تحالفات بين كيان العدو الاسرائيلي ودول الخليج

من جهته، كتب "Robert Parry" مقالة نشرت على موقع "Consortiumnews" قال فيها إن السياسة الخارجية الاميركية المبنية على الواقع هي التي تكشف للشعب الاميركي ان الراعي الاساس للارهاب الذي يتخوّف منه هذا الشعب يتمثل بتنظيم "القاعدة" و"داعش" و حركة "طالبان"، مشيراً الى أن الكلام الصادر من واشنطن يصف ايران بـ"الراعي الاساس للارهاب على الرغم من أن جميع هذه التنظيمات (القاعدة و داعش و طالبان) لا تدعمها ايران"، حسب تعبير الكاتب.

وأضاف الكاتب إن "السعودية ودول الخليج و"إسرائيل" تريد الترويج لهذه الرواية لأنها تخدم مصالحها الاقليمية والطائفية". كما قال إن "السعودية ودول الخليج هم الذين يسلحون ويمولون تنظيمي "القاعدة" و"داعش" بينما تقوم "إسرائيل" احياناً "بقصف "خصوم القاعدة العسكريين في سوريا وتقدم الدعم الطبي لجماعة تابعة للقاعدة في سوريا" (جبهة النصرة).

وأشار الكاتب الى أن سبب وجود ما اسماه بهذه "الشبكة البغيضة من التحالفات هو ان "إسرائيل" وكما السعودية ودول الخليج تعتبر ايران وما يسمى "الهلال الشيعي" الممتد من طهران الى دمشق الى بيروت مشكلتهم الاساس"، حسب تعبيره. وأوضح انه و بسبب "الثروة النفطية لدول الخليج والى جانب نفوذ "إسرائيل" السياسي في اميركا، فإن هذه الاطراف تتحكم بالمواقف الرسمية الصادرة من واشنطن حول الشرق الاوسط".

الا أن الكاتب اشار الى أن مصالح "إسرائيل" والسعودية ودول الخليج لا تتطابق مع مصالح الشعب الاميركي ولا الشعب الاوروبي، إذ ان الشعب في اميركا واوروبا يتخوف بشكل اساس مما اسماه الكاتب "السنة المتشددين" وفق تعبيره. واوضح بهذا السياق ان أخطر الهجمات الارهابية التي استهدفت اوروبا واميركا جاءت ممَن أسماهم "المتشددين الذين هم إما منتمون الى "القاعدة" و"داعش" أو استمدوا أفكارهم من هذه الجماعات".

ورأى الكاتب هذه "الفجوة" بين حقيقة الارهاب المتطرف و"التصور الخيالي" الموجود في واشنطن والذي يوجه اصابع الاتهام الى ايران يفسر ما اسماه الكاتب "التنافر المعرفي" في حظر السفر الذي فرضه الرئيس الاميركي دونالد ترامب على مواطنين من سبع دول اسلامية، لافتاً الى ان الحظر هذا لم يشمل الدول التي ارتكب مواطنوها هجمات الحادي عشر من ايلول.

2017-02-10