ارشيف من :أخبار عالمية

بهدف الحفاظ على هوية القدس، وبسبب المواقف السورية الملتزمة

بهدف الحفاظ على هوية القدس، وبسبب المواقف السورية الملتزمة

دمشق ـ راضي محسن
أطلقت مؤسسة القدس الدولية من دمشق الثلاثاء فرعاً جديداً لها في سورية بهدف دعم صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي والحفاظ على هوية القدس وبقائها حية في أذهان الشعوب والأجيال القادمة.

وأرجع نائب رئيس المؤسسة عماد الدين الرشيد أسباب اختيار سورية لاحتضان فرع المؤسسة الجديد إلى "الدور العربي والإقليمي الذي تتمتع به سورية وإلى مواقفها المبدئية والملتزمة ازاء القضايا العربية والاسلامية على الرغم من الضغوط التى تتعرض لها لثنيها عن هذه المواقف".

وأوضح الرشيد في مؤتمر صحفي أن من جملة أسباب اختيار سورية أيضاً رغبة المؤسسة في امتلاك "منبر" لها في سورية التي تجمعها مع فلسطين "علاقة تاريخية" عدا أن شبعي البلدين "عانا من محتل واحد اعتدى على أرضهما، وبسبب إحساس الشعب السوري المتميز بانتمائه للأمة العربية والإسلامية والعيش في قضاياها ".

ومؤسسة القدس الدولية هي مؤسسة مدنية مستقلة تضم شخصيات وهيئات عربية وإسلامية وعالمية، مركزها المؤقت بيروت، ومقرها الدائم مدينة القدس الشريف، حيث سيتم نقل المركز إليها عند تحريرها.

ويتألف فرع المؤسسة في سورية من مجلس أمناء ترأسه المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، ويضم في عضويته أربع وعشرين شخصية سورية من مشارب متنوعة: سياسية وثقافية واجتماعية ودينية واقتصادية.

وأكد الرشيد أن غاية المؤسسة، التي انطلقت تحت شعار "القدس لنا.. نحميها معا..ونستعيدها معاً" هي "العمل على إنقاذ القدس الشريف، والمحافظة على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية."

وقالت المؤسسة في بيان لها تسلمت "الانتقاد.نت" نسخة منه إن من أهدافها "مواجهة المخططات الصهيونية لتهويد القدس ومنع طمس معالمها الحضارية، والعمل فى اطار مدني عربي وإسلامي وعالمي يجمع ويمثل ألوان الطيف للأمة العربية والإسلامية وينظم جهودها للحفاظ على الهوية الحضارية للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وانقاذها ودعم أهلها في الداخل والخارج في إطار مهمة تاريخية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

وأشار البيان إلى "ضرورة تثبيت الشعب الفلسطينى المقدسى على أرضه وتوفير مقومات صموده واستنهاض طاقات الأمة وحشدها والتنسيق فيما بينها وتعميق وعيها بضرورة الصراع مع المشروع الصهيوني من خلال خطط استراتيجية ومرحلية تسعى لتأمين احتياجات سكانها المختلفة".

وأضاف البيان: إن المؤسسة "ستبذل جهوداً بهدف توحيد الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي وجمعه حول مشروع إنقاذ القدس وكشف الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي ضد المقدسات والشعب الفلسطيني ومؤسساته الثقافية والتعليمية والاجتماعية وإبراز الرؤية الموحدة للأمة العربية حول القدس من خلال التحرك الرسمي والشعبي إضافة إلى تعزيز التفاهم الإسلامي المسيحي حول القدس عربياً وعالمياً".

ورداً على سؤال يتعلق بالمفاوضات بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل بخصوص القدس، نفى الرشيد "مسؤولية" المؤسسة عن التفاوض "فليس من حق‌ أي طرف أو جهة أياً كانت التفاوض على القدس إلا بعد تفويضها من قبل الأمة العربية والإسلامية"، وأضاف: إن مؤسسة القدس الدولية "ذات طابع ونشاط متكامل، وهي تقوم بنشر الوعي والتوجية فيما يتعلق وحالة القدس الشريف والتي لا تمثل فصيلاً فلسطينياً معيناً أو تياراً سياسياً لكي يتفاوض عليها، فالقدس تمثل الأمة العربية والإسلامية بالكامل".

وأكد الرشيد أن موقف مؤسسة القدس يعتبر أن "كامل القدس هي من حق العرب والمسلمين، وفلسطين التاريخية يجب أن تتحرر وتعود إلى أصحابها الشرعيين".

وتحدث في المؤتمر الصحفي عدد من أعضاء مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية/سورية وتناولوا أهمية الدور الذى يلعبه الإعلام في نشر الوعي وكشف الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطينى وحشد وتعبئة الطاقات والجهود العربية والشعبية للدفاع عن حقوقه المشروعة.

وأشاروا إلى أنه وبسبب خصوصية القدس والظروف القاسية التي تعاني منها وباعتبارها قضية تهم كل العرب فقد تم اطلاق الحملة الاهلية والشعبية اضافة الى الحملة الرسمية التى تقوم بها السلطة الفلسطينية في إطار اطلاق احتفالية القدس كعاصمة للثقافة العربية لعام 2009 وذلك من خلال مساندة ومشاركة عدد من الدول العربية من بينها سورية لدعم هذه التظاهرة واحياء الارث الثقافى والحضارى للمدينة والتعريف به.

وقالوا إن المؤسسة ستعمل على دعم هذه النشاطات واقامة مشاريع انسانية وتنموية وتراثية تتمثل فى الحفاظ على المقدسات ودعم البنى التحتية والموارد البشرية والبيئة وتغطية نشاطات وشؤون القدس إعلامياًَ إضافة إلى نشر الوعى حول قضية القدس على المستويات كافة.

وأضاف اعضاء مجلس الامناء أن المؤسسة ستطور مكاتبها الى فروع في العالم العربى وأوروبا ودول أخرى فى العالم وبالتعاون مع الجاليات العربية وجميع الشخصيات المسؤولة والمؤيدة للشعب العربى وقضاياه العادلة.

وظهرت فكرة إنشاء المؤسسة إثر اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر 2000 بعد اقتحام آرييل شارون حرم المسجد الأقصى المبارك.

وأثناء انعقاد الموتمر الاسلامي في بيروت في تشرين الأول/أكتوبر 2000 تشكلت لجنة تأسيسية من خمس عشرة شخصية عربية وإسلامية ومسيحية ودعت في كانون الثاني/ يناير ‪ 2001 إلى عقد الموتمر التأسيسي للمؤسسة والذي شارك فيه حوالي ألفا شخصية تنتمي إلى ست وأربعين دولة، وفي نيسان/إبريل 2002 حصلت المؤسسة على الترخيص في لبنان كمؤسسة دولية.

2008-08-28