ارشيف من :أخبار لبنانية

زيارة ناجحة لعون إلى مصر.. جنبلاط ينفتح على النسبية.. والحريري يتحدث في ذكرى 14 شباط اليوم

زيارة ناجحة لعون إلى مصر.. جنبلاط ينفتح على النسبية.. والحريري يتحدث في ذكرى 14 شباط اليوم

يسود الركود والمراوحة على الملفات الداخلية لا سيما قانون الانتخاب، ويكاد لا يوجد أي تطور في هذا السياق سوى الخرق الذي أحدثه موقف النائب وليد جنبلاط بالأمس بإعلانه الانفتاح على "النسبية".

وغلبت على أخبار الصحف الصادرة في بيروت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى القاهرة، إضافة لما يُرتقب من مواقف لرئيس الحكومة سعد الحريري اليوم في ذكرى اغتيال والده.

زيارة ناجحة لعون إلى مصر.. جنبلاط ينفتح على النسبية.. والحريري يتحدث في ذكرى 14 شباط اليوم

بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الثلاثاء 14-02-2017

"الأخبار": جنبلاط ينفتح على النسبية: فلنبحث بالتحالفات

بعدما كانت عقدة التوصل إلى قانون جديد للانتخابات مرتبطة بالنائب وليد جنبلاط الذي يتلطى كثيرون خلف موقفه، بدأ النائب الشوفي يُظهر ليونة تجاه "مبدأ النسبية". أما العقدة، فباتت محصورة بالرئيس سعد الحريري الذي يبدي خشية من خسارة نصف مقاعد كتلته.

من قصر بعبدا، يؤكد رئيس الجمهورية ميشال عون يومياً موقفه الرافض للإبقاء على قانون الـ2008 (المعروف بالستين) ويؤيد بشكل لا لُبس فيه اعتماد النسبية الكاملة في الانتخابات النيابية. وإذا كان لا بُدّ من تنازلٍ ما يُسهل التوافق، فأقصى ما قد يقبل به عون هو تقسيم لبنان إلى دوائر على أساس النسبية.

ومن حارة حريك، يُطلّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ليدعم رئاسة الجمهورية. أمام موقف الحليفين، يُصبح من الصعب أن تُعارض القوى السياسية الأخرى إدخال الإصلاح على قانون الانتخاب، ما سيسمح بتمثيل عادل لغالبية القوى. تضيق الخيارات أمام الأحزاب السياسية، وهي ستكون مُحرجة أمام جمهورها إن رفضت تصحيح الخلل التمثيلي الذي سبّبته القوانين السابقة. ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، لن يكون استثناءً في هذا المجال.

فبحسب مصادر مطلعة على المباحثات في ما خص القانون الانتخابي «أصبح جنبلاط أكثر انفتاحاً على النسبية كمبدأ». نصف استدارة يقوم بها زعيم المختارة «وما يريده أن يضمن حصته من خلال التحالفات الانتخابية إن لم يكن القانون هو الضامن». إلا أنّ اكثر ما يستفز جنبلاط حالياً هو رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، «إذ يرى رئيس الاشتراكي أنّ خطاب باسيل وأداءه يستهدفانه، مثلاً حين طالب وزير الخارجية بالعلمانية الشاملة، قرر استهداف جنبلاط دون غيره من خلال القول إنّ رئيس مجلس الشيوخ يكون مسيحياً».

قد لا يكون «انفتاح» جنبلاط على مناقشة النسبية أمراً يُعول عليه، ما دام لم يرقَ بعد إلى مستوى البحث الجدي، ولكنه على الأقل ثغرة في الجدار. انعكس هذا الأمر في الهدوء الذي ظهر به جنبلاط بعد زيارته أمس للرئيس نبيه برّي، فأعلن أنه «وضعت بتصرفه (بري) بعض الأفكار القابلة للنقاش والتداول كي نخرج من هذه الدوامة التي عنوانها القانون الانتخابي».

وطمأن «كبار المعقبين، ليست هناك هواجس لدى وليد جنبلاط ولا لدى أهل الجبل على تنوعهم. ونعلم كم الرئيس بري حريص على تنوع لبنان ووحدته وحريص على أهل الجبل وتنوعهم، لذلك ليس هناك هواجس». نائب الشوف أجاب عن سؤال عن إشارة نصر الله في خطابه يوم الأحد إلى أنّ النسبية لا تلغي الدروز، بل تُحافظ عليهم بأنّ «إشارته في محلها، وهي أيضاً تعطينا المزيد من الاطمئنان، ونحن في الخط نفسه».
ورفض النائب وائل أبو فاعور في اتصال مع «الأخبار» الإفصاح عن الاقتراحات التي سلّمها جنبلاط لرئيس المجلس النيابي. ولكنه قال إنّ «الاقتراحات في عهدة بري، وهو خير من يؤتمن، وخير من نثق به لحفظ الوحدة الوطنية، وهو خير حافظ لها».


"البناء": عون يطلب مبادرة مصرية
من جهة أخرى طغت مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قضايا المنطقة أمس الأول، خصوصاً سلاح حزب الله ودوره في قتال الإرهاب في سورية على المشهد الداخلي، بينما يترقّب الوسطان السياسي والشعبي كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم في ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري وخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة الخميس المقبل.

وبعد السعودية وقطر، حطّ الرئيس عون والوفد المرافق أمس، في مصر في إطار زيارته العربية التي يستكملها اليوم بزيارة الأردن، وتوّج الزيارة بلقاء قمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أكد في مؤتمر صحافي مشترك أنّ «العلاقات المتميزة التي تجمع لبنان ومصر تتويج للتواصل القائم بين الشعبين». ولفت السيسي الى أنّ «مصر كانت من أولى الدول التي رحّبت بقدرة اللبنانيين على التوصل الى تسوية سياسية صنعت في لبنان، بعيداً عن تدخل القوى الخارجية»، وأكد أنّ «مصر ستواصل تقديم كلّ الدعم للبنان على الصعد كلها، وهي على استعداد لدعم قدرات الجيش اللبناني ومختلف أجهزته الأمنية للوقوف ضد مخاطر الإرهاب».

وفي المقابل، دعا عون الى إطلاق مبادرة إنقاذ عربية تقوم على وضع استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب والعمل على إيجاد الحلول السياسية للأزمات الملحة في الوطن العربي، وبالأخص في سورية.

واعتبر عون أن «لا خلاص لبلدينا اللذين يفتخران بتنوّعهما الديني، ولعالمنا العربي من هذا الإجرام الإرهابي إلا بالتضامن الكامل في مواجهته، لأن الإرهاب لا يميّز بين دول وشعوب وأديان، بل يتبع عقيدة القتل والتدمير. وهي عقيدة منافية لمنطق الحياة، ولثروة الحضارة الإنسانية».

وتكتسب زيارة رئيس الجمهورية الى مصر أهمية خاصة للدور التي يمكن أن تلعبه القاهرة في حل أزمات المنطقة، لا سيما الأزمة السورية، حيث لبنان يتحمّل جزءاً كبيراً من الحرب فيها فضلاً عن دور القاهرة في حل القضية الفلسطينية التي تعني لبنان أيضاً.

وأشارت مصادر دبلوماسية لـ«البناء» الى أن «زيارة عون الى كل من مصر والأردن تندرج ضمن سياسة الانفتاح التي يعتمدها لبنان تجاه الدول العربية واستكمالاً لزيارته الخليجية الى قطر والسعودية»، لافتة الى أن «سياسة الحياد الايجابي التي تبعها لبنان تشبه سياسته في الستينيات من القرن الماضي، حيث يكون مع العرب إذا اتفقوا وعلى الحياد إذا اختلفوا».


"اللواء": الحريري في ذكرى استشهاد والده: حماية التسوية والبيان الوزاري

تتجه الأنظار اليوم إلى احياء الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتي تقام عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، تحت شعار: «12 مرّة.. 14 شباط – «المستقبل» حلمك»، وإلى الكلمة التي سيضمنها الرئيس سعد الحريري جملة من المواقف والثوابت تتصل بشؤون وطنية وانتخابية، وأخرى تتعلق بالمسيرة التنظيمية لتيار «المستقبل»، فضلاً عن مواقف ذات صلة بعمل الحكومة وقانون الانتخاب.

وعشية الذكرى، جدد الرئيس الحريري، من موقعه في رئاسة الحكومة التأكيد انه «لن يسمح للانقسام بأن يعود إلى البلد».

وكان النائب طلال أرسلان نقل عن الرئيس الحريري انه على موقفه «بوجوب الخروج بقانون جديد للانتخاب يلخص العدالة والمساواة وصحة التمثيل»، مشيراً آلى ان لا مشكلة لديه إذا كانت قوانين المختلط تؤمن العدالة وصحة التمثيل، مع انه يؤيد النسبية.

ويأتي تأكيد الرئيس الحريري على عدم العودة إلى الانقسامات، ليبعث برسالة تجاوز للمواقف الأخيرة الصادرة عن الرئيس ميشال عون بخصوص سلاح «حزب الله» والتي هي مواقف معروفة، ولا داعي لإثارة جدل انقسامي حولها، باعتبار ان الحكومة ملتزمة بالبيان الوزاري الذي على أساسه نالت ثقة المجلس، وأن الذي يعبر عن الحكومة ويتحدث باسمها هو رئيس مجلس الوزراء.

وأشارت مصادر مطلعة إلى ان الأولوية الآن هي لتحصين البلد، والحفاظ على الاستقرار وإقرار الموازنة وقانون الانتخاب وإعادة تنشيط الدورة الاقتصادية، انطلاقاً من وحدة اللبنانيين ونبذ التطرف وتعزيز تيّار الاعتدال.


"الجمهورية": صيغة جديدة في النقاشات الانتخابية
وفي وقت ما زالت تدور فيه النقاشات الانتخابية في دائرة الفشل، تحدثت معلومات عن وجود صيغة جديدة باتت جاهزة للطرح على مائدة البحث.
وعلمت «الجمهورية» انّ الاتصالات واللقاءات ستتكثّف اعتباراً من منتصف الاسبوع الجاري وتشمل مختلف الاطراف من دون استثناء، وذلك لبدء البحث في «صيغة ثلاثية» جديدة بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، وهي صيغة مطوّرة عن مشروع المختلط الذي قدّمه الوزير جبران باسيل، تعتمد معياراً وحيداً في كل الدوائر. وسيتولى النائب جورج عدوان تسويق هذه الصيغة مع القوى السياسية.

وكان معنيّون بالملف الانتخابي قالوا لـ«الجمهورية» انّ النقاشات الانتخابية «حتى الأمس القريب، حَكَمها خُبث متبادل، وصيغ وأفكار تطرح لتُرفض، وفي الخلاصة لا اتفاق على شيء بعد، فكل طرف برأي، وكلٌّ يغنّي لمصلحته، فلا توجّه واحداً، ولا اجتماع واحداً. طرف يفصّل لنفسه وعلى مقاسه، وطرفان يفصّلان ما يناسبهما ويحاولان فرضه على الآخرين، هناك دوران مستمر في الفراغ».

وبحسب هؤلاء «فإنّ الأوان آن للخروج من هذه الحالة، والنقاش ربما يكون أجدى في مكان آخر، فها هي الحكومة موجودة وها هو المجلس النيابي موجود فتفضّلوا وناقشوا».

ولفتوا الى أنهم «تارة يقبلون بالنظام الاكثري وتارة يرفضونه. وهكذا لا موقف ثابتاً، وكل طرف يتحدث عن النسبية «على قَدّه وحده» شأنها شأن القوانين المختلطة.

وأساساً هم لا يدركون الى اين هم ذاهبون «صارت النسبيّة متل الغِنيّة». حتى اذا تابعنا ما يقوله الخبراء نجد انّ كل خبير برأي، وكل واحد منهم يفسّر الامر كما يحلو له».

2017-02-14