ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية تركّز على تداعيات استقالة مستشار ترامب

الصحف الأجنبية تركّز على تداعيات استقالة مستشار ترامب

علي رزق


توقع تقرير أمني أن يشهد العالم نهاية عصر الهيمنة الغربية، وذلك في ظل عدد من التطورات الكبرى على رأسها انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

بموازاة ذلك، أكدت مجلّة أميركية معروفة أن الجيش الأميركي استخدم مادة اليورانيوم السامة في غارات نفذتها طائراته في سوريا أواخر عام 2015، بينما قالت صحف اميركية بارزة إن عددًا من المقربين من ترامب كانوا على تواصل مع مسؤولين روس قبل عام من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

الجيش الأميركي استخدم مادة سامّة في سوريا

نشرت مجلة “Foreign Policy” تقريرًا نقلت فيه عن مسؤولين عسكريين اميركيين تأكيدهم أن الجيش الأميركي استخدم اسلحة "اليورانيوم المنضب" في غاراتين جويتين استهدفتا شاحنات لتنظيم داعش كانت تقوم بنقل النفط في منطقة يسيطر عليها التنظيم الارهابي في سوريا.

وأشار التقرير الى أن هذا الاعتراف الاميركي يأتي بعد أن تعهّد الجيش الاميركي بعدم استخدام هذه الاسلحة في الميدان العراقي والسوري، موضحًا أن الغارات الجوية التي استخدم فيها هذا السلاح حصلت في اواخر عام 2015، وأنها المرة الاولى التي يتم فيها تأكيد استخدام هذا السلاح منذ الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003. كما أشار الى أن "اليورانيوم المنضب" مادة سامة ويقال انها تسبب مرض السرطان والتشوهات الخلقية.

المجلة نقلت عن المتحدث باسم القيادة الوسطى بالجيش الاميركي Josh Jacques قوله إن الغارات نُفّذت في السادس عشر و الثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015 في المناطق الصحراوية في شرق سوريا، مضيفة أنه ليس واضحًا ما اذا كانت الغارات قد نُفّذت قرب أماكن سكنية.

وذكّر التقرير بتحذير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2014 من أن استخدام اليورانيوم المنضب قرب أماكن سكنية له أثر نفسي كبير ويتسبب "بالقلق الشديد".

مقربون من ترامب كانوا على تواصل مع مسؤولين روس قبل انتخابه بعام

بدورها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا نقلت فيه عن اربعة مسؤولين اميركيين سابقين وحاليين أن سجلات المكالمات الهاتفية كشفت أن حملة الرئيس الاميركي وعدد من معاونيه كانوا على تواصل مستمر مع مسؤولين استخباراتيين روس في العام الذي سبق الانتخابات الرئاسية الاميركية الاخيرة.

وأضاف التقرير نقلًا عن ثلاثة من هؤلاء المسؤولين أن الأجهزة القانونية والاستخباراتية الاميركية اعترضت الاتصالات التي جرت تزامناً تقريباً مع اكتشاف أدلة تفيد بان روسيا كانت تحاول التأثير في سير الانتخابات الرئاسية الاميركية عبر عمليات قرصنة ضد مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون،وفق تعبير الصحيفة.

كما تابع أن أجهزة الاستخبارات حاولت حينها معرفة ما اذا كانت حملة ترامب تتواطأ مع الجانب الروسي في عمليات القرصنة أو بأيّة مساعٍ أخرى للتأثير على الانتخابات.

تداعيات استقالة مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي

صحيفة "نيويورك تايمز" ركّزت على موضوع استقالة مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي مايكل فلين، فاعتبرت أن هذا الموضوع يؤكد الاختلال الوظيفي وعدم المصداقية من قبل البيت الأبيض.

وأشارت الصحيفة الى أن البيت الابيض اعترف يوم أمس بان ترامب كان على علم قبل أسبوعين "بالكلام التضليلي" الذي قاله فلين حول اتصالاته بالمسؤولين الروس، ورأت أن فلين لم يكن مؤهلًا أصلًا ليكون مستشار الامن القومي، وقالت إن تمسك ترامب بالجنرال الاميركي المتقاعد وفي ظل معرفته "بكلامه التضليلي" لفترة أسبوعين هو سوء حكم كبير من قبل الرئيس الأميركي.

الصحيفة تساءلت عمّا اذا كان في البيت الابيض من أعطى الضوء الأخضر لاتصالات فلين مع المسؤولين الروس، وعن سبب عدم إدانة ترامب لفلين بسبب مناقشته موضوع العقوبات على روسيا قبل تسلّم الإدارة الجديدة الحكم.

وعليه، دعت الصحيفة الكونغرس الى التحرّك من أجل الإجابة على هذه الاسئلة، منتقدة رد فعل الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس حتى الآن على الموضوع. وشددت كذلك على ضرورة أن يعيّن ترامب مستشار أمن قومي "ذات خبرة".

 

الصحف الأجنبية تركّز على تداعيات استقالة مستشار ترامب

الصحف الأجنبية تركّز على تداعيات استقالة مستشار ترامب

 


وفي السياق نفسه، توقّع الصحفي Josh Rogin في مقالة له نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أن يكون لاستقالة Flynn تداعيات في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عمومًا، وعددٍ ممّن اعتبرهم الأطراف الرابحة جراء استقالة الجنرال الاميركي المتقاعد.

ورأى أن من أهم الرابحين هو كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الابيض ستيفن بانون، لافتًا الى ان الاخير يقوم بإنشاء فريق سياسي تابع له اسمه "مجموعة المبادرات الاستراتيجية" التي كانت على الأرجح ستنافس مجلس الأمن القومي الذي كان يرأسه Flynn.

ومن الأطراف المستفيدة من الاستقالة بحسب الكاتب، وزير الحرب James Mattis، فالأخير سبق له أن دخل في خلافات مع Flynn حول الشخصيات التي ستتولى مناصب حساسة في البنتاغون و كذلك في الاجهزة الاستخباراتية العسكرية.

كما قال الكاتب إن أجهزة الاستخبارات الأميركية عمومًا ستكون مرتاحة لتنحي الجنرال الاميركي السابق وكذلك الأمر بالنسبة "للصقور" المعروفين بعدائهم تجاه روسيا، وأضاف إن مساعي ترامب لتحسين العلاقات مع موسكو ستكون "تحت المهجر من الآن فصاعدًا".

واعتبر الكاتب أن "المعارضة السورية" ستستفيد ايضًا من تنحي Flynn، لأن الأخير وفريقه كانوا يقودون مساعي الشراكة مع روسيا لمحاربة الإرهاب في سوريا، مشيرًا الى أن المعارض التركي فتح الله غولن هو من الاطراف الرابحة، إذ أن Flynn كان "الصوت الاعلى" في ادارة ترامب الذي كان يطالب بتسليم غولن الى السلطات التركية استجابة لطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كذلك نشر موقع McClatchy DC تقريرًا قال فيه إن التأثير الأكبر لاستقالة Flynn قد يكون على صعيد العلاقات الاميركية الروسية، حيث نقل عن خبراء قولهم إن ترامب وبعد هذه الاستقالة سيكون أكثر ميلًا للنظر الى روسيا على أساس أنها تهديد".

ونقل التقرير عن الخبراء أن مغادرة Flynn تعني على الأرجح فتح المجال للتركيز على "تهديدات محتملة أخرى في العالم وليس فقط داعش"، إذ رجّحت الباحثة  Nora Bensahel في مقابلة مع الموقع أن تركز إدارة ترامب أكثر الآن على إيران وروسيا وكوريا الشمالية وليس فقط "داعش".
التقرير نبّه الى أن نظرة إدارة ترامب المعادية للإسلام لن تزول، وذلك لأن مستشاريه الكبار مثل "ستفين بانون" و"ستيفن ميلر" من المرجح أن يواصلوا خطابهم العدائي تجاه الإسلام.

نهاية العصر الغربي

في المقابل، تطرقت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الى التقرير السنوي لمؤتمر ميونيخ الأمني، الذي حذّر من أن العالم على وشك أن يشهد نهاية "العصر الغربي"، حيث اعتبر أن نفوذ أوروبا يتراجع، ما يسمح لدول أخرى مثل روسيا بإنشاء نظام عالمي جديد.

وتوقّفت "الاندبندنت" عند كلام رئيس مؤتمر ميونيخ الامني Wolfgang Ischinger (الذي ورد في التقرير السنوي)، حيث قال إن "قرار الشعب البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي وكذلك انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأميركا جعل المؤسسات الدولية مثل الاتحاد الاوروبي والناتو بحالة هشة".

كما أشارت الاندبندنت الى كلام Ischinger الذي جاء فيه أن البيئة الامنية في العالم اليوم بما هي في حالة تقلّب أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية، وأن إدارة ترامب قد تسرع نشوء عالم فوضوي.

واستشهدت الصحيفة أيضًا بتحذير Ischinger من أن أهمّ أعمدة النظام الغربي بدأت تضعف، وأن روسيا وحلفاءها يبدو أنهم نجحوا بالتوصل الى حل عسكري في سوريا" في الوقت الذي استبعد فيه مسؤولون غربيون الحلّ العسكري في هذا البلد.

 

2017-02-15