ارشيف من :أخبار لبنانية

معادلات السيد نصر الله ’النووية’ في الصدارة ..وقانون الانتخاب مكانك راوح

معادلات السيد نصر الله ’النووية’ في الصدارة ..وقانون الانتخاب مكانك راوح

تصدر خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمهرجان سادة النصر في ذكرى القادة الشهداء افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم لاسيما لجهة رسائله المباشرة للعدو ورده على التهديدات "الاسرائيلية"، بإرساء معادلات ردعية "نووية" جديدة بمواجهة أي عدوان محتمل على لبنان.
هذا ولم يغب المشهد السياسي عن واجهة الاهتمامات أيضًا حيث تركز حول ثلاثة عناوين اولها الاستهجان بشأن الحظر الاميركي حول سفر الرعايا الاميركيين الى لبنان في وقت يحظى فيه لبنان بالأمن والاستقرار السياسي، وثانيها قانون الانتخاب والصيغ الجديدة المطروحة على الطاولة بظل المراوحة وعدم التقدم الى الامام مع اقتراب انتهاء المهل الدستورية، وثالثها استكمال النقاش بشأن الموازنة والذي يمر بمحطته الثانية اليوم بانعقاد جلسة ثانية لمجلس الوزراء بهذا الشأن على أن تعقد ثلاث جلسات متتالية الاسبوع المقبل.      

"الاخبار": السيد نصر الله يدعو العدو الى عدم الخطأ في الحسابات
وبالعودة الى "المعادلات النووية"، فقد توقفت صحيفة "الاخبار" عند دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للعدو الإسرائيلي الى عدم الخطأ في الحسابات، وإلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي، لأن المقاومة تنوي استهدافه في أي حرب مقبلة قد يشنّها العدوّ ضد لبنان.
واشارت الصحيفة الى أن السيد نصرالله نصح قادة العدوّ بأن «يحسبوا جيّداً» عواقب أي حرب يجري التفكير فيها ضد لبنان، موجّهاً رسائل إلى قادة كيان العدو والمستوطنين والأنظمة العربية المتآمرة مع إسرائيل على سوريا وفلسطين ولبنان، وإلى الفلسطينيين بضرورة التمسّك بحقّ المقاومة والتخلّي عن المفاوضات بعد سقوط «مبادرة السلام العربية». ورفع السقف ضد حكام البحرين، وضد العدوان السعودي ــ الأميركي في اليمن، مؤكّداً انخراط "إسرائيل" بشكل مباشر في هذا العدوان.
وقالت الصحيفة:"من البوابة اللبنانية، وفي ذكرى «سادة النصر ــ القادة الشهداء»، فكّك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخطاب الإسرائيلي و«التهويل المستمر على لبنان، والحديث عن حرب لبنان الثالثة وسيناريواتها»، معتبراً «هذا التهويل ليس جديداً. وبعد مجيء (دونالد) ترامب كثرت هذه التحليلات والتقديرات».

معادلات السيد نصر الله ’النووية’ في الصدارة ..وقانون الانتخاب مكانك راوح

"البناء": السيد نصر الله يرد على ترامب ونتنياهو من منبر القادة الشهداء

من جهتها، اشارت صحيفة "البناء" الى أن الردّ على تحديات الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو جاء من منبر تكريم القادة الشهداء، حيث أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معادلة ردع جديدة، قوامها أن المقاومة التي تخشون أن ينتهي امتلاك إيران بتقنيات السلاح الكيميائي والنووي، من وصولهما إلى يديها، هي مقاومة لا تحتاج هذا السلاح من إيران فهو لديها بوجوده في مستودعات «إسرائيل» التي تطالها صواريخ المقاومة بدقة وتعرف خرائط تحرّكها وتخزينها، فالأمونيا الذي تظنّ «إسرائيل» أنها قامت بتحييده من صواريخنا لا يزال في نطاق قدرة المقاومة وهو سلاحها الكيميائي، ومفاعل ديمونا الذي تطاله صواريخ المقاومة هو سلاحها النووي.
وتحت عنوان:"رسائل نصرالله لـ«إسرائيل»"، لفتت الصحيفة الى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اختار ذكرى شهداء المقاومة برمزيتها ومكانة قادتها للحديث عن الملفات المتصلة بالقضية الأساس في المنطقة القضية الفلسطينية، وركز على المواجهة بين المقاومة والعدو «الإسرائيلي» وسلوكيات قيادة وجيش الاحتلال التصعيدية حيال القضية الفلسطينية. وأطلق قائد المقاومة رسائل تحذيرية ردعية لقيادة العدو من مغبة تنفيذ عدوان جديد على لبنان، وأكد أن المقاومة هي التي منعت تكرار العدوان «الإسرائيلي» على لبنان بقوة الردع التي تمتلكها وليس أي عامل دولي أو سياسي آخر. فالقدرات الردعية التي راكمها المقاومون تستطيع أن تلحق خسائر فادحة بالقدرة العسكرية «الإسرائيلية» وجبهتها الداخلية وبناها التحتية، ما يجعل قيادة العدو تفكر ألف مرة قبل أن تخطو خطوة واحدة على طريق الحرب. وقد أسدى قائد المقاومة نصيحة لـ«إسرائيل» تدرك قيادة العدو الأمنية والعسكرية أبعادها ومراميها بأن تسارع الى تفكيك مفاعل ديمونا النووي، لأن لدى المقاومة الإمكانية لتدميره. وأشار الى أن نقل حاويات الأمونيا من مكان الى آخر لن يخرجها من دائرة الخطر، وبالتالي وضع السفينة التي تنقل حاويات الأمونيا في البحر هدفاً استراتيجياً مشروعاً لصواريخه في الحرب المقبلة.

"النهار": خطاب السيد نصر الله تميز باشادته بموقف عون الثابت والراسخ
وفي السياق، اشارت صحيفة "النهار" الى أن أجواء الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية حضرت في الكلمة التي ألقاها أمس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء، لافتة الى انها تميزت باشادته الحارة "بالموقف الاخير الثابت والراسخ للرئيس عون الذي أضاف عنصر قوة رادعاً للاسرائيليين". كما توقفت الصحيفة عند توعد السيد نصرالله "اسرائيل" بأنها في حال الاقدام على أي حرب "ستفاجأون بما نخفيه اذ سيغير مسار المواجهة"، واذ لوح باستهداف مفاعل ديمونا النووي دعا اسرائيل الى "تفكيكه".


موجة استهجان وتساؤلات بشأن الموقف الاميركي الاخير تجاه لبنان

وحول الحظر الاميركي، اشارت صحيفة "الجمهورية" الى ان الموقف الاميركي الاخير والمتمثل بدعوة الادارة الاميركية الجديدة للرعايا الاميركيين بعدم السفر الى لبنان لقيَ استغراباً على كل المستويات اللبنانية، وأثيرَت تساؤلات حول مغزى وأبعاد الحظر الاميركي في هذا التوقيت بالذات، خصوصاً وأنّ مضمون بيان الخارجية الاميركية يتناول محطات توتّر قديمة باتت هادئة كلياً مثل طرابلس وباب التبانة وجبل محسن، وأكثر الملاحظات الصارخة فيه إشارته الى منطقة الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن مرجع سياسي قوله:«إنّ ما يبعث على «النقزة» من بيان الخارجية الاميركية انه يأتي في وقت ينعم فيه لبنان باستقرار ملحوظ ومشهود من كلّ العالم، ويسجّل خطوات الى الامام على صعيد انفتاح الخارج عليه وعودة الرعايا العرب، فضلاً عن انّه يتناقض مع الإشادات التي تطلقها الديبلوماسية الاميركية في اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، بالوضع اللبناني وبالاستقرار السياسي والامني، ومع النصائح الذي تسديها للّبنانيين بضرورة الحفاظ على هذا الاستقرار».
بدوره، قال مرجع أمني لـ«الجمهورية»:«بكلمة مختصَرة لبنان آمن، وهذا الإجراء ربّما يكون تقليدياً، ولا دخل لنا في الاسباب التي حملت الادارة الأميركية على اتخاذ هذا الإجراء اليوم، لكن ما يهمّنا التأكيد عليه هو أنّ الوضع في لبنان افضل من الناحية الامنية من كثير من الدول، عربيةً كانت او إقليمية او غربية.
واشارت الصحيفة الى أن "العالم كلّه، وفي مقدّمه الولايات المتحدة الاميركية شهد للبنان دورَ الجيش اللبناني والاجهزة الامنية للحفاظ على امن لبنان واستقراره، والإنجازات التي حققها في حربه على الإرهاب، وحتى الأمس القريب كان الجيش والأجهزة يتلقّيان الإشادة والتهاني من المؤسسات العسكرية والامنية الغربية والاميركية على ما حقّقاه على هذا الصعيد".

مصادر سياسية: التحذير الأميركي للبنان مرتبط بزيارة السبهان ومهمته التفجيرية

من جهتها، ربطت مصادر سياسية لصحيفة "البناء" التحذير الأميركي للرعايا الاميركيين في لبنان بزيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان الى لبنان الذي لم يأت بمهمة تصالحية بل بمهمة تفجيرية استكمالاً لدوره السلبي في العراق.
ومن جهة أخرى لفت مصدر عسكري لـ«البناء» الى أن «لا داعي لهذا القرار والوضع الأمني في لبنان مستقر لا سيما بعد التسوية الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة والتوافق السياسي الذي تعيشه البلاد. وبالتالي الأمر لا يستدعي مثل هذا القرار، والأجهزة الغربية تدرك ذلك والحدود اللبنانية مع سورية مضبوطة بتعزيز الجيش اللبناني مواقعه فيها فضلاً عن وجود المقاومة وبات الخطر أقل بكثير من المرحلة الماضية».


الخارجية تستدعي كاغ وتبلغها كلامًا قاسيًا

وفي سياق متصل، اشارت صحيفة "البناء" الى انه بعد التصريحات الأخيرة التي انتقدت فيها مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الداعمة للمقاومة وسلاح حزب الله، استدعت وزارة الخارجية والمغتربين الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ، ودعتها الى التقيّد بالقوانين الدبلوماسية واحترام سيادة الدولة اللبنانية، ولفت مدير الشؤون السياسية والقنصلية في الوزارة السفير شربل وهبه، الذي التقى كاغ، إلى ضرورة التقيّد بأحكام اتفاقية فيينا ولا سيما في ما يتعلق بما ينطبق على المعتمد الدبلوماسي. وأكد احترام لبنان الكامل للشرعية الدولية وفق ما ورد في البيان الوزاري، وتمسكه بالتطبيق الكامل للقرار 1701 من دون انتقائية أو تمييز. وأمل «أن تعير كاغ الاهتمام اللازم للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، في تقريرها إلى الأمين العام وإلى مجلس الأمن باعتبار أن هذه التصرفات العدوانية «الإسرائيلية» تمثل تهديداً دائماً للسيادة اللبنانية وتعيق بشكل فادح تنفيذ القرار 1701».
وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إن الدولة اللبنانية بهذا الاستدعاء تمارس سيادتها لا سيما منذ وصول العماد عون الى سدة الرئاسة، وبالتالي ترفض بأن يتدخّل أي موظف في شؤونها أو أن يطال رئيس البلاد بانتقاد أو ردّ، وعلمت «البناء» بأن كاغ أٌبلغت كلاماً قاسياً بالامتناع عن التصريحات التي تخالف القوانين والأعراف الدولية وتمسّ السيادة اللبنانية ومقام رئيسها.

"الجمهورية":  إبرة البوصلة الانتخابية توقفت في نقطة وسط بين اتجاهين

وفي الشأن الانتخابي، اعتبرت صحيفة "الجمهورية" أن إبرة البوصلة الانتخابية توقفت في نقطة الوسط بين اتجاهين: الأول يقود نحو الاستمرار في المراوحة والدوران في الحلقة الفارغة وصولاً إلى التسليم بالأمر الواقع، بما يعني إعادة اعتماد قانون الستّين أساساً للانتخابات النيابية التي يفترض أن تجري في الربيع المقبل. أمّا الثاني فيقود نحو تكرار محاولات البحث عن القانون المفقود في متاهات السياسة وتعقيداتها وتبايناتها التي لا حصرَ لها. واشارت الصحيفة الى عدم وجود اجتماعات بشأن قانون الانتخاب، بل مشاورات محدودة حول بعض الصيغ. وقالت مصادر مواكبة للصحيفة:«أن لا اتفاق نهائياً أو حتى مبدئياً، والأمور ليست سهلة، هناك تعقيدات لم يتمّ تجاوُزها.


"البناء": هدوء على جبهة قانون الانتخاب

من جانبها، اشارت صحيفة "البناء" الى أن جبهة قانون الانتخاب، يسودها الهدوء النسبي، مع غياب التصريحات والمواقف الحادة والتصعيدية بشأنه، وبعد وقف اللجنة الرباعية اجتماعاتها بعد أن وصلت الى طريق مسدود. وذكرت انه "يجري التواصل عبر اللقاءات الثنائية والثلاثية بشكل شبه يوميّ، ويتولى التقنيون من مكوّنات اللجنة الرباعية دراسة الصيغ، من حيث تقسيم الدوائر والتوزيع النيابي".
ولفتت الى أن "القانون المختلط عاد الى الواجهة مجدداً مع الطرح الذي أودعه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال زيارته الأخيرة".
ووفق هذا الطرح -بحسب الصحيفة- الذي يعتمد صيغة مختلط الرئيس بري مع بعض التعديلات عليه في الدوائر، فإن «ستة نواب ينتخبون على النظام الأكثري وسبعة على النسبي في دائرتي الشوف وعاليه، وبحسب تقديرات جنبلاط، فإنه يحصل في هذه الصيغة على ستة نواب وفق الأكثري وثلاثة من أصل 7 على النسبي ويكون الحاصل 9 نواب إضافة الى النائبين الدرزيين في بيروت والبقاع الغربي الذي يحصل عليهما بالتحالف مع تيار المستقبل وتكون كتلته النيابية المؤلفة من 11 نائباً قد حافظت على حجمها».
وفي هذا الاطار، قالت مصادر نيابية مطلعة لصحيفة «البناء» إن «هناك تقدّماً في موقف (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي) النائب وليد جنبلاط حيال النسبية، وظهر ذلك خلال زيارته الاخيرة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأن تصوّره يأخذ النسبية بعين الاعتبار، إلا أن بري لم يفصح بعد عن تفاصيل التصوّر، لكنه قابل للنقاش». وأوضحت المصادر أن «الصيغ انحصرت وتتقلّب بين طرح جنبلاط ومختلط بري الذي يتقدّم على طرح جنبلاط من حيث أخذ النسبية بعين الاعتبار وقانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتقدّم على القوانين المطروحة كافة حتى الآن».
ومن المرتقب أن يباشر جنبلاط بمساعٍ لتسويق الطرح الذي تقدّم به، لكن اعتماده مرهون بمدى قبول القوى السياسية الأخرى. ولفتت المصادر نفسها الى أن «التطمينات لجنبلاط أو لغيره من المكونات لا تتعلق بالقانون فقط، بل بالقانون وبالتحالفات الانتخابية».

"الاخبار": اقتراح "باسيلي" جديد تأهيل في 14 دائرة..فنسبية مع صوت تفضيلي للقضاء

بدورها، اشارت صحيفة «الأخبار» الى أن آخر صيغ قانون الانتخاب التي يجري بحثها حالياً بين مختلف القوى السياسية قدّمه وزير الخارجية جبران باسيل. ولفتت الصحيفة الى أن الصيغة «الباسيلية» الأخيرة أدخلت تعديلات أساسية على مشروع القانون التأهيلي الذي طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وهي تقوم على الاقتراع على مرحلتين: أولى تأهيلية ـــ طائفية في دوائر مختلطة وسطى وفق النظام الأكثري، ويُختار من خلالها المرشحان الأولان عن كل مقعد؛ وثانية وفق النسبية مع صوت تفضيلي مقيّد بالقضاء.
ويقسّم الاقتراح الجديد -بحسب "الاخبار"- الدوائر الانتخابية إلى 14، بمعدل ثلاث دوائر لكل من المحافظات التاريخية، باستثناء بيروت التي قُسّمت الى دائرتين، مع مراعاة ضرورة الاختلاط الطائفي وألا يقل عدد مقاعد أي دائرة عن خمسة، وذلك وفق الآتي:
ـــ الشمال ثلاث دوائر: تضم الأولى الأقضية المسيحية الأربعة، زغرتا والكورة والبترون، وبشري مع المنية ــ الضنية، والثانية في طرابلس والثالثة في عكار.
ــــ جبل لبنان ثلاث دوائر: كسروان ــــ جبيل، المتن ــــ بعبدا، وعاليه ــــ الشوف.
ــــ البقاع ثلاث دوائر: البقاع الشمالي، زحلة، والبقاع الغربي.
ــــ الجنوب ثلاث دوائر: تضم الأولى صيدا وجزين، والثانية الزهراني وصور، والثالثة النبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا.
ــــ بيروت دائرتان: واحدة تضم بيروت الأولى والثانية، والأخرى تضم بيروت الثالثة.
واوضحت الصحيفة أن المرحلة الأولى من الاقتراع تتضمن تصويت أبناء الطوائف المسلمة للمرشحين المسلمين وأبناء الطوائف المسيحية للمرشحين المسيحيين، على أن يتأهل الأول والثاني عن كل مقعد الى المرحلة الثانية التي يصوّت فيها المقترعون للوائح بالنظام النسبي مع صوت تفضيلي مقيّد بالقضاء. وهذا يحول دون تأثير الناخبين من خارج القضاء. ففي دائرة صيدا ــــ جزين، على سبيل المثال، لا يحق لناخب قضاء جزين المسيحي أو الشيعي إعطاء صوته التفضيلي للمرشح السني في قضاء صيدا، رغم أن الجميع يقترعون في الدائرة نفسها، والعكس صحيح أيضاً. ويحول ذلك، مثلاً، دون أن تصب الأصوات الشيعية في جزين لمصلحة رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد وغيره على حساب مرشّحَي تيار "المستقبل". فيما قد يمكّن الصوت التفضيلي في صيدا المستقبل من الاحتفاظ بمقعديه. والأمر نفسه ينطبق على أماكن أخرى، كالمقعد الشيعي في بعبدا. إذ يمنع الصوت التفضيلي المحصور ناخبي المتن الشمالي من التأثير على المرشح الشيعي في القضاء.
وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«الأخبار» إن هذه الصيغة تحتمل تعديلات تراعي وحدة المعايير، كخفض عدد الدوائر الى عشر (اثنتان لكل من المحافظات التاريخية). ولفتت الى أن الاقتراح هو «الأخير في سلسلة الصيغ التي قدمها التيار للوصول الى قانون انتخاب لعدم ايصال البلد الى الفراغ»، مشيرة الى أن التيار «موافق على كل الخيارات المطروحة ويتعامل بمرونة مطلقة حتى لا نترك ذريعة لأحد. وعلى الجميع أن يدرك أنه ليس هناك قانون يمكّن كل طرف من أخذ كل ما يريده».
ونقلت الصحيفة عن المصادر نفسها، ان الاقتراح الجديد هو «خليط من أفكار قدمها الجميع، ويحاول مراعاة هواجس مختلف الأطراف ويمنع طغيان طائفة على أخرى»: فالتأهيل على أساس طائفي طرحه أصلاً الرئيس بري، والنسبية كاملة في كل الدوائر مطلب لغالبية الأطراف، وتقييد الصوت التفضيلي في القضاء يريح تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط. كما أن جعل عاليه والشوف دائرة واحدة هو مطلب للزعيم الاشتراكي الذي يمكنه أيضاً أن يكتسح داخل الطائفة الدرزية في المرحلة الأولى التي تجري وفق النظام الأكثري، وأن يحتفظ بمقاعد مسيحية في المرحلة الثانية اذا تحالف مع تيار "المستقبل". وعند المسيحيين، يعطي الاقتراح كل من يمتلك حيثية تمثيلية محلية (كالنائب بطرس حرب مثلاً) فرصة التأهل، والفوز في المرحلة الثانية بالصوت التفضيلي في حال أهّلته حيثيته التمثيلية لذلك. «وهذا يعني، عملياً، أنه لا إلغاء لأحد مع حصر المنافسة بالأقوياء وأصحاب التمثيل». ولفتت الى أن تقسيم الدوائر «يراعي التنوع الطائفي وإشراك كل المكونات في مرحلتي الاقتراع، وهو ما حتّم مثلاً جمع المنية ــــ الضنية بالأقضية المسيحية الأربعة لتشجيع أبناء القرى المسلمة في الكورة والبترون على التصويت في المرحلتين».
الأجواء الأولية لا تشير الى توافق الأطراف المختلفة على الاقتراح الأخير. إلا أن المصادر تشير الى «تطرية» من الثنائية الشيعية في ما يتعلق باختيار المرشحين الأول والثاني عن كل مقعد وفق التصويت الأكثري. «وفيما لا سبب عملياً للرفض لدى المستقبل بسبب التطمينات التي يقدمها الاقتراح، لا يفترض أن تكون هناك معارضة شديدة من النائب جنبلاط طالما أن الشوف وعاليه دائرة واحدة، وبعد مقاربته الايجابية الأخيرة حيال اقتراح القانون المختلط». في رأي المصادر نفسها، «لهذا الاقتراح منطقه المتكامل بما لا يترك ذريعة لرفضه».

2017-02-17