ارشيف من :ترجمات ودراسات

’يديعوت’: ’إسرائيل’ تتحوّل الى عبء في حسابات ترامب

’يديعوت’: ’إسرائيل’ تتحوّل الى عبء في حسابات ترامب

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالًا اليوم للعميد الاحتياط في جيش العدو ونائب رئيس معهد بحوث "الامن القومي" أودي ديكل، وقد أشار فيه الى أنه قبل سفر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة الأمركية للقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب، مارس قادة المستوطنين ومؤيدوهم ضغطا شديداً عليه كي يعرض جدول أعمال جديد يتضمن إلغاء رؤيا "الدولتين"، وتطبيق خطوات الضم على مناطق "ج" وبناء مكثف في المستوطنات، بهدف وضع حد لكل امكانية تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين".

’يديعوت’: ’إسرائيل’ تتحوّل الى عبء في حسابات ترامب

ترامب ونتنياهو

ولفت الكاتب في مقاله إلى أن الرئيس ترامب تحدّث في المؤتمر الصحفي عن الحاجة الى "صفقة" يتعين على "إسرائيل" والفلسطينيين أن يتفقوا عليها، مضيفًا إنه من ناحيته لا يهمه إذا كانت هذه الصفقة تقوم على أساس دولتين أو دولة واحدة، ويعود ذلك إلى ما يتفق الطرفان عليه.

وأضافت الصحيفة أن ترامب طلب إلى نتنياهو "تهدئة" زخم البناء في المستوطنات، مشيرة إلى أن الأخير اختار صيغته "السحرية" المتمثلة بتوسيع مفهوم الأمن، والحاجة الى السيطرة الأمنية الإسرائيلية في كل المجال غربي نهر الأردن.

في سياق متصل، أشار أودي ديكل إلى أنه يمكن أن نشخص أربعة أهداف أساسية لسياسة إدارة ترامب في الشرق الاوسط:

أولاً: التعهد بتصفية تنظيم "داعش".

ثانيًا: تشديد اللهجة حيال إيران.

ثالثًا: بناء شبكة علاقات مع دول المنطقة على أساس تبادلي (الكلفة –المنفعة).

رابعًا: تحسين العلاقات مع كيان العدو.

بحسب ديكل، حاول نتنياهو أن يعدل الميزان وسلم الاولويات للأمريكي باتجاه صدّ ايران دون أن يكون على ترامب ان يتنازل عن التزامه بتصفية "داعش". وحتى على فرض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نجح في الإقناع بمركزية المشكلة الإيرانية، فهو لا يزال يتوقع خلافات بين "تل أبيب" وواشنطن بالنسبة لشكل المواجهة مع طهران.

وتتابع الصحيفة: في الموضوع السوري مثلًا، "إسرائيل" تشدّد على منع تواجد إيران وفروعها في سوريا كشرط في كل تسوية مستقبلية، وتشهد على ذلك "الخطوط الحمراء" التي وضعتها على تواجد إيران وحزب الله في جنوب سوريا.

ويعتبر كاتب المقال أنه ليس مؤكدًا على الإطلاق أن تضمن الولايات المتحدة المطالب الإسرائيلية في هذا الموضوع، وهناك مؤشرات على أن ترامب سيودِع "الملف السوري" في يد روسيا.

ووفق ديكل، تعتمد شبكة العلاقات الأمريكية مع "إسرائيل" على مدى السنين على عنصرين: القيم المشتركة والمصالح الاستراتيجية المشتركة؛ فمن ناحية القيم، على الرغم من مرور 50 سنة من السيطرة على الشعب الفلسطيني في الضفة، بقيت "إسرائيل" قوية ومستقرة والوحيدة في الشرق الأوسط، التي تتبنى القيم الغربية.
 أما من ناحية المصالح، فحتى التسعينيات يستند هذا الأمر الى الإطار المنظم للحرب الباردة كون "إسرائيل" في مقدمة ساحة الصراع ضد نفوذ الاتحاد السوفياتي السابق في الشرق الأوسط.

 "يديعوت أحرونوت" أردفت في مقالها: "في العصر الجديد قلّت ذخائر "إسرائيل"، ونشأ نقص بارز في التوازن في العلاقات؛ فبينما توفر الولايات المتحدة ضمانات سياسية أمنية واقتصادية لوجود حلفيتها، فإن "إسرائيل" لا تنفّذ نصيبها في هذه الصفقة وخاصة في الموضوع الفلسطيني.

ورأى الكاتب أنه "وبينما تحدث نتنياهو بلغة ترامب عن "الصفقة الواسعة" الاقليمية، فإن "إسرائيل" غير مرغوب بها كعضو في كل إطار من التحالف الاقليمي، بما في ذلك ذاك الذي تعمل عليه الولايات المتحدة ضد "داعش"، كونها لا تعتبر شرعية في نظر الدول العربية وخاصة الشارع العربي، طالما لا يوجد تقدم في حل المشكلة الفلسطينية.

وخلص المقال الى أن سياسة الضم والبناء، الى جانب تطبيق الخطوط الحمراء، من شأنها أن تؤدي بإيران إلى تصعيد في الساحتين اللبنانية والفلسطينية، الامر الذي سيصطدم بحسابات الكلفة –المنفعة لدى ترامب، وبالقيمة الاستراتيجية لـ "إسرائيل"، التي ستتحول بالنسبة له من ذخر الى عبء، وعليه هذا سيؤدي بترامب الى الوقوف ضدها.

2017-02-22