دعا وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية إيفان لويس سورية لاستخدام "دورها الهام للغاية" من أجل المساهمة في "تحقيق الأمن والاستقرار" في لبنان.

وأجرى لويس في دمشق اليوم الثلاثاء محادثات "بناءة وصريحة" بحسب وصفه مع وزير الخارجية وليد المعلم تناولت وفق بيان رسمي سوري "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعميقها في عدة مجالات والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في العراق بالإضافة إلى مستجدات عملية السلام".

وفي تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، شدد لويس على "أهمية تحقيق الاستقرار والأمن في العراق ولبنان"، وقال "نريد من سورية أن تستخدم دورها الهام للغاية لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار في هذين البلدين".

ومن المقرر أن ينتقل لويس من سورية إلى لبنان حيث ستتركز مباحثاته مع مسؤولي البلدين على تأكيد أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به دمشق وبيروت في عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وخلال حديثها مع "الانتقاد.نت" وضعت مصادر دبلوماسية بريطانية زيارة لويس إلى دمشق في إطار "استكمال المحادثات التي أجراها في لندن الشهر الماضي الوزير المعلم مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند" والتي تناولت حينها العلاقة الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة وعملية السلام في الشرق الأوسط.

ودعا المسؤول البريطاني سورية "لاستخدام نفوذها وتقدم المساعدة في خلق الظروف لتحقيق حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين" الذي اعتبره "الحل الحاسم للسلام والاستقرار في المنطقة".

وفي حين عبر لويس للصحفيين عن أمل بلاده بأن تستأنف مفاوضات السلام على المسار السوري الإسرائيلي "في أقرب وقت ممكن" فإن المعلم أكد خلال اللقاء "على وجود عقبة أساسية أمام تحقيق السلام في المنطقة تتمثل في افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لتحقيق السلام".
وأدان المعلم السياسات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة "والمتمثلة في بناء المستوطنات واستمرار الحصار الجائر وقضم الأراضي ورفض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967.

واقتربت من هذه المواقف مواقف المسؤول البريطاني الذي شدد أمام المعلم على "ضرورة قيام إسرائيل بوقف بناء المستوطنات بشكل كامل باعتباره يتعارض مع أحكام القانون الدولي" قبل أن يعرب عن "دعم" بلاده لمبادرة السلام العربية منوهاً بـ"الدور الهام والمحوري لسورية في عملية السلام في الشرق الأوسط".

ورداً على سؤال يتعلق بالجولان المحتل وتطبيع العلاقات بين سورية وإسرائيل، أعرب لويس عن اعتقاده "بوجود فرصة هامة جداً لم تكن موجودة في الماضي لتسوية أحد أقدم وأشد الصراعات في العالم وهو الصراع في الشرق الأوسط" وربط حل هذا الصراع "بتحقيق حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة وضمان أمن إسرائيل وتحقيق السلام الشامل بين سورية وإسرائيل والذي يتضمن إعادة مرتفعات الجولان وإنهاء استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية".

ووصف لويس لقاءه مع المعلم بأنه "بناء وصريح تكلمنا فيه عن تطوير العلاقات بين بريطانيا وسورية والرغبة في تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين والحاجة إلى حصول سلام واستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما تطرقنا إلى الفرص الهامة المطروحة الآن" لتحقيق السلام في المنطقة.

دمشق ـ الانتقاد.نت