ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: إيران نجحت في توسيع نفوذها إلى ما هو أبعد بكثير من الشرق الاوسط

علي رزق
تناول موقع أميركي بارز ما وصفه بنفوذ ايران المتزايد في غرب افريقيا ونيجيريا على وجه الخصوص، حيث شدد على أن ذلك يدل على ان نفوذ ايران لا يقتصر فقط على الشرق الاوسط بل يذهب ابعد بكثير.
واعتبر هذا الموقع في تقرير له "أن نجاح ايران بما أسماه توسيع نفوذها على هذه المناطق انما يكشف مدى صعوبة نجاح ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في أية سياسة تصعيدية تهدف الى "احتواء ايران".
وأشار الموقع ذاته الى أن واشنطن وموسكو اصبحتا ولأول مرة في الفريق نفسه مع سوريا، إذ يسعى الجانبان الى منع القوات التركية وحلفائها من التقدم باتجاه مدينة منبج.
"تمدد نفوذ" ايران في القارة الافريقية
نشر موقع "Bloomberg" تحقيقاً تمحور حول ما وصفه بامتداد نفوذ ايران في غرب افريقيا وتحديداً في نيجيريا.
وتضمن التحقيق مقابلات مع عدد من المواطنين النيجيريين الذين قيل انهم اعتنقوا المذهب "الشيعي"، حيث نقل عن المدعو "بشير محمد" -وهو مواطن يعيش بمدينة "Zaria" في شمال البلاد- قوله "إنه مستعد ليضحي بدمه من أجل ايران وان على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان يعلم بأن لدى ايران اتباعًا في كل انحاء العالم، وهم مستعدون للمساعدة بالدفاع عنها ضد أميركا".
الصحف الأجنبية
وأضاف التقرير "إنّ شوارع "Zaria" تظهر نجاح ايران في إنشاء "جيوب" دعم لها تمتد الى ما هو أبعد بكثير من الشرق الاوسط، وتظهر كذلك حدود أي سياسة خارجية تصعيدية ربما ينوي الرئيس الاميركي اتباعها من أجل "احتواء ايران""، على حد تعبير التقرير.
وعليه، قال التقرير "إن الرسالة الموجهة الى واشنطن وحلفائها مفادها أن ايران تتمتع بنفوذ متزايد في أماكن "غير متوقعة"، وانها تمكنت من توسيع نفوذها رغم العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها".
وتابع التقرير "إن وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" تراقب ما أسمته "نشاطات ايران في نيجيريا وغرب افريقيا"، وذلك نقلاً عن المتحدث باسم "البنتاغون" "Christopher Sherwood""، كما أشار التقرير الى الوثائق الدبلوماسية السعودية التي كشف عنها موقع "ويكيليكس" عام 2015 والتي أفادت بأن الرياض "متخوفة" مما اسمته "التوسع الشيعي الذي تقوده ايران والذي يمتد من مالي الى موريتانيا الى بوركينا فاسو الى نيجيريا" وفق تعبيره، والذي يصل ايضاً الى الهند والصين،(بحسب الوثائق السعودية).
كذلك، قال التقرير "إن ما أسمته "اندفاع" ايران الى غرب افريقيا يشكّل تحدياً مباشرًا للسعودية والفكر "الوهابي" الذي تصدّره، لافتاً الى "أنّ الوثائق الدبلوماسية السعودية التي كشف عنها "ويكيليكس" تقترح تعزيز الدعم المالي للمراكز "الاسلامية" التي تديرها السعودية في نيجيريا، والى أن "رجلي دين سعوديين اثنين" زارا مؤخراً العاصمة النيجيرية "ابوجا" و ان احدهما مستشار في القصر الملكي السعودي.
ولفت التقرير الى "أن التقديرات حول عدد "الشيعة" في نيجيريا تتحدث عن وجود عشرين مليون "شيعي" في البلاد".
وتضمن التقرير أيضاً مقابلة مع رجل دين شيعي يدعى الشيخ "سنسوس عبدالقادر"، حيث يظهر الأخير بصورة فوتوغرافية جالساً على الارض وفوقه صور لعدد من القادة من بينهم الامام روح الله الخميني الراحل، وكذلك آية الله الامام السيد علي الخامنئي، والامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، ويقول "عبدالقادر" بحسب ما نسب اليه "إنه يعتبر هؤلاء القادة ابطالاً يسعون الى مساعدة "البشرية"".
موسكو وواشنطن تقفان بوجه تركيا في سوريا
وفي ملف آخر، نشر موقع "Bloomberg" أيضاً تقريرًا أشار فيه الى أن الولايات المتحدة وروسيا "وجدتا نفسيهما" لأول مرة في فريق واحد بالحرب السورية، وان هذا الاصطفاف يأتي ضد تركيا.
ولفت التقرير الى أن الولايات المتحدة وروسيا قامتا في الايام الاخيرة بمنع تركيا من الاستيلاء على مدينة منبج، مضيفاً "ان انتشار القوات الاميركية والاتفاق الذي رعته روسيا مع القوات السورية منع الاتراك من التقدم باتجاه القوات الكردية".
ونقل التقرير عن الخبير الروسي "Alexander Shumilin" "ان ما يحصل حالياً يشكل ظرفا استثنائيا حيث ان الولايات المتحدة وروسيا تقفان معاً ضد تركيا بسبب الاكراد الذين قال إنهم مدعومون بشكل مباشر من واشنطن ويحصلون على دعم روسي.
ونبّه التقرير الى ما قاله رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم عن ضرورة ما اسماه "عدم استخدام جماعة ارهابية من أجل القضاء على جماعة ارهابية أخرى"، والى تحذيره من مخاطر أن يؤدي غياب التنسيق الى المواجهة "التي لا ترغب تركيا بها".
وبينما لفت التقرير الى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب تراجع حتى الآن عن وعده بالتعاون مع روسيا ضد الارهاب في سوريا وسط المزاعم عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الاميركية، أشار الى أن الطائرات الحربية الاميركية ساعدت بشكل غير مباشر الهجوم الذي شنه الجيش السوري وحلفاؤه والذي أدى الى استعادة مدينة تدمر، منبهاً الى أن الطائرات الحربية الاميركية شنت 23 غارة جوية على مدار تسعة أيام فقط.
كما أشار التقرير الى ان رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال "Joseph Dunford" اجتمع مع نظيريه الروسي والتركي يوم أمس الثلاثاء بمدينة انطاليا التركية، ونقل عن المحلل بمعهد "Atlantic Council" المدعو "فيصل عيتاني" ان التحركات الاميركية والروسية لا تترك لتركيا "أي مجال للمناورة"، وأن ذلك سيمكّن من شن هجوم يقوده الاكراد للاستيلاء على الرقة ويسمح ايضاً للحكومة السورية بنشر قواتها في هذه المنطقة.
روسيا تسعى الى العودة بقوة الى الشرق الاوسط
من جهتمها، كتب الباحثان "Ilan Goldenberg" و"Julie Smith" مقالة نشرتها مجلة "Foreign Policy" تناولا فيها السياسة الروسية في الشرق الاوسط حيث قالا "إن موسكو تعتبر الشرق الاوسط ضمن "محيطها القريب" وأنها في المراحل الاولى من تنفيذ "استراتيجية طويلة الأمد" من أجل العودة الى مكانة القوة التي كانت تحتلها في الشرق الاوسط خلال الحرب الباردة".
ورأى الكاتبان "ان روسيا تعمل على تقويض العلاقات الاميركية بالشرق الاوسط وعلى "إعادة تركيب النظام الاقليمي"، وفقاً لرغبتها، كما أوضحا "ان البداية كانت مع قرار روسيا بالتدخل العسكري في سوريا بناءً على طلب الرئيس بشار الاسد"، مشيران الى "أن هذا التدخل كان تاريخياً إذ شكل المرة الاولى التي وضعت فيها روسيا قواتًا على الارض في حرب خارجية منذ عام 1973 عندما دعمت سوريا ضد الكيان الصهيوني".
وشددا على أن التدخل الروسي لمصلحة النظام السوري ضد الارهابيين حقق نجاحاً واضحا، إذ أدى الى تقوية الرئيس الاسد والى حماية القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة في المنطقة، كما أنها جعلت اللاعبين الاقليميين يعيدون النظر بالدور الروسي على صعيد المنطقة، وأضافا "ان روسيا حققت كل ذلك "بثمن قليل نسبياً".
الا أن الكاتبين أكدا ضرورة عدم التركيز فقط على السياسة الروسية في سوريا، وأن "الطموح الروسي بالمنطقة" لا يختصر على ابقاء الرئيس الاسد بالسلطة، على حد تعبيرهما.
وعليه، قال الكاتبان "ان الخبراء وصناع السياسة يجب أن يدرسوا الدور "الروسي المتزايد في عدد من البلدان الاخرى في الشرق الاوسط"، حيث اعتبرا ان الدور الروسي هذا تسعى من خلاله موسكو الى تحقيق أهداف على الصعيد الاقتصادي والامني وكذلك في مجال مكافحة الارهاب، اضافة الى تعزيز هيبتها العالمية، وشددا على أن صناع السياسة الاميركيين يجب ان يلتفتوا الى ما تقوم به روسيا لجهة ما وصفاه "بقلب التحالفات التي بنتها الولايات المتحدة مع لاعبين كبار بالشرق الاوسط مثل تركيا ومصر".
بناء عليه، تحدث الكاتبان عن مهمة "ثلاثية" أمام ادارة دونالد ترامب، وأوضحا ان الجزء الاول من هذه المهمة هو القيام بعمل أفضل لجهة ما تقوم به روسيا في الشرق الاوسط منذ أن عاد فلادمير بوتين الى منصب الرئاسة عام 2012.
وتابعا "إن ذلك يعني مراقبة العلاقات التي تسعى موسكو الى بنائها مع عدد من الشركاء الاميركيين في المنطقة وليس فقط التركيز على الدور الروسي في سوريا".
أما ثانياً، فدعا الكاتبان واشنطن الى البحث عن فرص التعاون مع موسكو عندما يصب ذلك في المصلحة الاميركية، وقالا "ان "مشاركة العبء" مع قوة خارجية مثل موسكو سيريح الولايات المتحدة سياسياً ومالياً وعسكرياً".
وفيما يخص الجزء الثالث من هذه المهمة، أشار الكاتبان الى ضرورة أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة التحديات المتمثلة بالسياسات الروسية في المنطقة، وقالا "ان على صناع السياسة الاميركيين القيام بعمل افضل من أجل "توقع مناطق النزاع المحتملة مع روسيا في الشرق الاوسط"، وأضافا أنّ" روسيا يمكن ان تقدم على خطوة مفاجئة او "سلسلة من الخطوات" من اجل تقويض المصالح الاميركية واظهار الفشل الاميركي كما فعلت في سوريا".