ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: على واشنطن القبول بترشح الأسد لانتخابات رئاسية مقبلة

الصحف الاجنبية: على واشنطن القبول بترشح الأسد لانتخابات رئاسية مقبلة

شدد باحثون أميركيون على ضرورة تخلي واشنطن عن شرط رحيل الرئيس السوري بشار الاسد وقبولها بترشحه لانتخابات رئاسية قادمة، معتبرين أن ذلك هو النهج الأكثر واقعية من أجل التوصل الى تسوية للازمة السورية.

في سياق متصل بالأزمة السورية، قالت مجموعة غربية بارزة تعمل في مجال الامن والاستخبارات إن "تعزيز التواجد العسكري الاميركي في سوريا يعني توسيع مهمة القوات الاميركية الى ما هو أبعد من محاربة "داعش" فقط، ولافتة الى أن زيادة عديد القوات الاميركية في سوريا يأتي في سياق الاستعداد لما وصفته "المعركة الاكبر" بعد هزيمة تنظيم "داعش" الارهابي.

* خلفيات تعزيز التواجد العسكري الأميركي في سوريا

تطرقت مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية والاستخباراتية في تقريرها اليومي الى تعزيز التواجد العسكري الاميركي في سوريا، مشيرة الى الاعلان عن ارسال 400 جندي أميركي من قوات "المارينز" للمساعدة في طرد تنظيم "داعش" من الرقة.

وقالت المجموعة إنه بالرغم من أن "عدد القوات الأميركية في سوريا يبقى محدوداً، الا أن مهمة هذه القوات بدأت تتسع"، مستشهدة بارسال فرقة من "حراس الجيش الاميركي" الى منبج، واعتبرت أن هذه الخطوة لا تأتي من أجل محاربة "داعش" بل من أجل منع الاقتتال بين الاكراد من جهة والقوات التركية وحلفائها من جهة".

كما تطرقت المجموعة الى ما قاله قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال "Joseph Votel" خلال شهادته امام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في التاسع من آذار مارس الجاري، حيث صرح بانه قد تكون هناك حاجة لارسال المزيد من القوات التقليدية الاميركية (وليس قوات العمليات الخاصة) الى سوريا في المستقبل.

الصحف الاجنبية: على واشنطن القبول بترشح الأسد لانتخابات رئاسية مقبلة

وعليه نبهت المجموعة من أن مثل هكذا التزام عسكري اميركي قد يكون طويلاً، خاصة وأن اي اتفاقيات لوقف اطلاق النار بين الاطراف المتحاربة ستكون "هشة"، (على حد تعبير المجموعة). وأضافت إن هزيمة "داعش" لن تقضي بالكامل على التهديد الذي يشكله التنظيم الارهابي، متوقعة ان يستمر خطر هذا التنظيم. كما تحدثت عن استمرار ما أسمته "المعركة الاكبر" بعد هزيمة "داعش"، وقالت ان تعزيز التواجد العسكري الاميركي في سوريا هو دليل على ان الجيش الاميركي يدرك "هذه الحقيقة"،على حد قول المجموعة.

* على واشنطن القبول بترشح الأسد لانتخابات رئاسية مقبلة

وكتب الباحث "Daniel DePetris" مقالة نشرت على موقع "National Interest" شدد فيها على أن المقاربة الواقعية حيال الازمة السورية تستوجب عدم المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد.
وأكد الكاتب أن الخطط المطروحة مثل اقامة مناطق آمنة مصيرها الفشل، داعياً الادارة الاميركية الى القبول بترشح الأسد لانتخابات رئاسية بعد مرحلة انتقالية. واعتبر الكاتب ان هذه المقاربة هي التي قد تؤدي الى انجاح العملية السلمية لتسوية النزاع السوري.

* الفشل الأميركي في افغانستان

مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخبارتية كانت قد نشرت تقريراً آخر حذرت فيه من أن الوضع في أفغانستان اليوم هو أخطر مما كان عليه في عام 2001 وحتى ما قبل ذلك، لجهة مستوى أعمال العنف التي يرتكبها الارهابيون.

واعتبرت المجموعة أن تنظيم "القاعدة" ورغم تلقيه خسائر كبيرة في افغانستان، الا ان التدخل الاميركي بهذا البلد لم ينجح بحرمان "القاعدة" بشكل كامل من ملاذ آمن". وقالت إن "هذا التدخل فشل كذلك بانتاج حكومة مركزية "مستقرة" و"قادرة على الحفاظ على سيادة القانون في البلاد". وعليه رأت أن التدخل الغربي في افغانستان يبقى مكلفاً دون ان يعود بالمكاسب الكافية.

المجموعة شددت على أن "انعدام الامن في افغانستان ظهر جلياً جراء الهجوم الذي استهدف مجمعا طبيا بالعاصمة كابول بتاريخ الثامن من آذار مارس الجاري". وأشارت الى ان "هذا الهجوم شنه الفرع التابع لتنظيم "داعش" في افغانستان وأدى الى مقتل 30 شخصا على الاقل في مستشفى يعد اهم المستشفيات العسكرية في كابول، بالتالي شددت على ان ذلك يدل على فشل منهجي كبير من قبل الحكومة الافغانية لجهة حماية اهم و اكبر الاهداف".

و تابعت المجموعة بان العاصمة الافغانية تبقى معرضة للهجمات الارهابية بشكل كبير رغم المساعي الكبيرة التي تبذل.كما لفتت الى ان انتشار داعش في افغانستان ليس فقط نتيجة "لتمرد طالبان" بل انه يشكل "طفيلي" جديد يتغذى على الضعف الناتج عن سوء الحكم و الفوضى.و نبهت الى ان المساعي التي تقودها اميركا هي من اجل مساعدة افغانستان على محاربة "تمرد" (طالبان) و بنفس الوقت محاربة جيوب من القاعدة،بينما داعش تشكل تهديد ثالث "لم يؤخذ بالحسبان".

وشددت المجموعة على أن ""داعش" تختلف بشكل كبير عن "طالبان" اذا ان "داعش" تريد ان تصل الى النفوذ والسيطرة من خلال القتل دون الدخول في علاقات مع اطراف محلية وغيرها من الامور". ورأت أن "قتل الناس في المستشفى كما فعلت داعش هو مؤشر على ان التنظيم الارهابي يسعى الى اقامة دولة خلافة له في افغانستان"، محذرة من انه "من المستبعد ان تخفف داعش من وتيرة اسالبيها الارهابية في البلاد" .

* مخاوف بريطانية من عودة مقاتلين وانصار "داعش"

صحيفة "الغارديان" البريطانية نشرت تقريراً أشارت فيه الى أن "المسؤولين الامنيين البريطانيين يجرون استعدادات طارئة تحسباً لعودة مئات المواطنين البريطانيين الذين التحقوا بصفوف "داعش" في العراق وسوريا، وذلك على ضوء الهزيمة المتوقعة لـ"داعش" في هذين البلدين".

ولفت التقرير الى انه من المتوقع ان تهزم "داعش" في الموصل والرقة مع حلول فصل الصيف، والى ان موجة الهجرة الجماعية للعائدين قد بدأت بالفعل". كما افاد ان المسؤولون الامنيون يعبرون عن مخاوفهم بشكل خاص من احتمال عودة الاطفال وبمن فيهم الذين ولدوا "تحت حكم داعش"".

كذلك نبه الى ما قاله مصدر حكومي بريطاني بانه من الممكن ان يعود هؤلاء الاطفال حاملين معهم عقيدة التطرف وهو ما يعني انهم سيشكلون خطرا كبيرا. واضاف إن "الحكومة البريطانية تريد تسريع عملية ازالة دعاية "داعش" من الانترنت، ونقل عن المفوض الامني بالاتحاد الاوروبي "Julian King" قوله ان البعض "سيعود الى بريطانيا وهو ينوي تخطيط وتنفيذ هجمات مستقبلية".

كما تحدث التقرير عن مساع أشمل للتعاطي مع هذه المشكلة على مستوى القارة الاوروبية باكملها، لكنه اشار في المقابل الى اعتراف المسؤولين الاوروبيين بان اجهزة الاستخبارات الاوروبية لا تملك ما يكفي من الموارد لمراقبة جميع المشتبهين.

2017-03-11