عادت قضيّة تلوّث مياه نهر الليطاني بمواد سرطانية، وتسبّبها بالوفاة وبأمراض خطيرة، إلى التداول قضائياً بعد الإخبار الذي قدّمه المحامي فؤاد مطر بوكالته عن المهندس الهيدروجيولوجي فتحي شاتيلا، ورابطة أبناء بيروت، واثنين وعشرين مختاراً في بيروت، إلى النيابة العامة التمييزية التي أحالته على النيابة العامة البيئية في البقاع للتحقيق فيه.

وطلب مطر التحقيق مع الوزارات المعنية وكلّ من يُظهره التحقيق فاعلاً أو متدخّلاً أو محرّضاً أو شريكاً، بجرم التسبّب بالوفاة وبأمراض خطيرة من مياه الليطاني الملوّثة بمواد سرطانية، وخسائر مالية بملايين من الدولارات.

وورد في الإخبار أنّ فكرة جرّ مياه نهر الليطاني المخزونة في بحيرة القرعون والمحوّلة إلى نهر الأولي وتخزينها لتزويد بيروت الكبرى بالمياه، ولدت في العام 1970 بموجب المرسوم رقم 14522، حيث كان النهر نظيفاً وصالحاً للشرب، وأشار تقرير شركة "هارزا الهندسية" الموضوع في العام 1999 إلى أنه بالإمكان تخزين كمية من المياه تصل الى 144 مليون متر مكعب سنوياً عند موقع سدّ نهر الدامور الذي حدّده فتحي شاتيلا، وأردف تقرير الهيدروجيولوجي الدكتور رينه القارح في العام 2000 أنّ موقع السدّ وحوض تخزين مياه نهر الدامور هما مثاليان وفريدان من نوعهما.

وطلب المحامي مطر إحالة هذا الإخبار على المراجع المختصة لإجراء التحقيقات اللازمة، وتكليف مصلحة الليطاني بإبراز الملف الاداري لديها (والمرفق بالمرسوم رقم 14522 تاريخ 16/5/1970) والذي على أساسه تقرّر تحويل المياه إلى بيروت، مع الدراسات التي استند إليها ليُبنى على الشيء مقتضاه، وإبراز مجلس الإنماء والإعمار القرارات والدراسات التي وضعها، واتخاذ القرار بوقف عمل جرّ مياه نهر الليطاني، ومن سدّ بسري على نهر الأولي، تفادياً لكارثة صحية ستصيب أهالي وسكان بيروت الكبرى من جرّاء تزويدهم من هذه المياه والتي أصابت أهالي البقاع.

 وأيضاً، الإيعاز لمن يلزم في الدولة اللبنانية باتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة.

وتضمّن الإخبار عشرات التقارير والدراسات والتحقيقات الصادرة عن خبراء ودكاترة وباحثين وإعلاميين تؤكّد تلوّث مياه نهر الليطاني.

وجاء هذا الإخبار بتفويض من مخاتير بيروت: ناصر العرب، سليم المدهون، محمّد السمّاك، أحمد الصيداني، وليد عيتاني، يوسف زين، عبد الهادي العبيدي، خالد القيسي، سعيد الدين الإدلبي، محمود النخّال، خضر دوغان، فوزي الناطور، نقولا رزوق، محمود البرجاوي، يوسف العمري، يوسف عيتاني، غسّان مجدلاني، أحمد شاتيلا، غسّان شهاب، رمضان غلاييني، ميشال بخعازي، عبد الباسط عيتاني.