ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا مرتفع.. والسعودية ’نمر من ورق

الصحف الأجنبية: مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا مرتفع.. والسعودية ’نمر من ورق

شدد صحفيون بريطانيون معروفون على أن الهجوم الارهابي الذي وقع في العاصمة البريطانية لندن كان "حتمياً"، مؤكدين أن بريطانيا كانت أمام تهديد ارهابي كبير طوال هذه الفترة.

وأشارت الصحف البريطانية الى أن أنصار تنظيم "داعش" الارهابي أعربوا عن فرحتهم بعد وقوع الهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت حذر خبراء بريطانيون من أن "داعش" ستسعى الى ارتكاب الهجمات الارهابية في دول الغرب في ظل الخسائر التي تتلقاها في العراق وسوريا.

وفي سياق آخر، حذرت مجموعة بارزة تعمل في مجال الأمن والاستخبارات من أن الدول الاوروبية تواجه تحدياً أمنياً كبيراً نظراً لعدد المواطنين من الدول الاوروبية الذين التحقوا بصفوف الجماعات الارهابية.

* أنصار "داعش" يبتهجون بعد هجوم لندن الارهابي

نشرت صحيفة "Daily Telegraph" البريطانية تقريراً أشارت فيه الى أن أنصار تنظيم "داعش" الارهابي أعربوا عن ابتهاجهم بعد الهجوم الارهابي الذي أدى الى مقتل خمسة أشخاص (من بينهم منفذ الهجوم) في العاصمة البريطانية لندن.

وأوضح التقرير أن "أنصار "داعش" قالوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن الهجوم هو عمل "ثأري" بسبب مشاركة الطائرات الحربية البريطانية في الغارات الجوية التي تستهدف "داعش" في سوريا والعراق، لافتاً الى أن "انصار "داعش" هؤلاء وصفوا العمل الارهابي "بالمبارك"".

الصحف الأجنبية: مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا مرتفع.. والسعودية ’نمر من ورق

وفيما أشار التقرير الى أن "دوافع مرتكب الهجوم لم تتضح بعد"، نبه الى ان "استخدام سيارة وسكين ينسجم والتعليمات التي يصدرها "داعش" عن ارتكاب مثل هذه الأعمال، كما أنه ينسجم مع هجمات إرهابية أخرى نفذتها الجماعة في مدن مثل برلين ونيس، والتي أودت بحياة ما يزيد عن ثمانين شخصا".

كذلك ذكّر التقرير بان ""داعش" وبعد اعلانها المسؤولية عن هجمات باريس في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، قالت ان بريطانيا تحديداً هي الهدف المقبل". وأشار التقرير الى أن "بريطانيا تحتل المرتبة الثانية بعد فرنسا في القارة الاوروبية، من حيث عدد المقاتلين الذين ذهبوا الى سوريا والعراق للالتحاق بالجماعات الارهابية".

* "داعش" عازم على استهداف دول الغرب

كتبت الباحثة البريطانية "Julie Lenarz" مقالة نشرتها ايضاً صحيفة "Daily Telegraph"، ذكّرت فيها بتحذير رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية Alex Younger أواخر العام الماضي، من أن "داعش" وحتى في الوقت الذي يواجه فيه تهديدا عسكريا فانه يخطط لاستهداف بريطانيا وحلفائها دون أن يضطر عناصره حتى الى مغادرة سوريا".

وعليه اشارت الى ان "رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية هو من بين عدد من المسؤولين الاستخباراتيين الكبار في العالم الذين حذروا مؤخراً من ان "داعش" ورغم الخسائر الكبيرة التي يتلقاها في سوريا والعراق، الا انه لا يزال يشكل تهديدا أمنيا حقيقيا".

كما نبهت الكاتبة الى ان "عدد البريطانيين الذين التحقوا بصفوف جماعات ارهابية مثل "داعش" في العراق وسوريا يعد من الاعلى في القارة الاوروبية"، وذكّرت ايضاً بان ""داعش" سبق له أن هدد بريطانيا بشكل مباشر".

وبينما قالت الكاتبة انه "من السابق لأوانه الحديث عن الجهة المسؤولة عن الهجوم"، شددت على ان ""داعش" ومنذ سنين تضع بريطانيا نصب أعينها". كذلك شددت على انه "كلما تلقى "داعش" خسائر أكبر في سوريا والعراق، كلما ستسعى الى ضرب اهداف في دول الغرب من اجل التعويض عن هذه الخسائر".

* هجوم لندن الارهابي كان حتمياً

محرر الشؤون الدبلوماسية و"الدفاعية" في صحيفة الاندبندنت البريطانية "Kim Sengupata" كتب مقالة أشار فيها الى أن مستوى التهديد الارهابي في بريطانيا مرتفع، ما يعني أن وقوع هجوم ارهابي كان مرجحا بشكل كبير.

وأضاف الكاتب بان ما كان يتم التحذير منه هو شن هجوم على غرار ما حصل بمدينة "Mumbai" الهندية عندما قام فريق من المسلحين بشن هجمات متزامنة، وهو ايضاً ما حصل في باريس عام 2015".

وشدد الكاتب على ان وقوع عمل ارهابي في بريطانيا كان "حتمياً"، وقال انه "وبعد هذا الهجوم سيجري نقاش حول تدابير امنية اضافية وما اذا كانت هذه التدابير تشكل انتهاكاً لحقوق المجتمع المدني".

* الدول الاوروبية أمام تحدٍّ أمني صعب

مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخباراتية تطرقت في تقريرها اليومي (والذي نشر قبل وقوع هجوم لندن الارهابي) الى مرور الذكرى السنوية الاولى لهجمات بروكسل الارهابية (التي وقعت في الثاني والعشرين من آذار مارس العام الماضي)، والتي قتل فيها 32 شخصاً وجرح مئات آخرون.

ونبهت المجموعة الى أن الاتحاد الاوروبي ورغم احراز تقدم في معالجة الثغرات الامنية، إلا أنه لا يزال يعاني ضعفًا في مجال استراتيجية مكافحة الارهاب والعمليات الارهابية. كما قالت إنه ومنذ وقوع هجمات بروكسل قبل عام، فان مستوى التهديد الارهابي في الاتحاد الاوروبي آخذ بالارتفاع. ونبه ايضاً من أن الاجهزة الامنية والاستخباراتية الاوروبية تواجه تحديا كبيرا نظراً الى عدد المقاتلين الارهابيين الاجانب من الدول الاوروبية الذين توجهوا الى العراق وسوريا والذين عاد بعضهم الى بلدانهم.

كما حذرت المجموعة من أن المقاتلين الاجانب الذين لم يعودوا الى بلدانهم لا زال بامكانهم تشجيع اقاربهم واصدقائهم في الدول الاوروبية على ارتكاب اعمال ارهابية. وتحدثت عن ثمن كبير يدفعه المجتمع الدولي نتيجة استمرار وجود ملاذات آمنة للارهابيين وكذلك استمرار الحروب.

المجموعة أضافت بأن الحرب على العراق على سبيل المثال أدت الى تقدم كبير في كيفية صنع العبوات الناسفة، وأن هذا التقدم انتقل ايضاً الى افغانستان ودول اخرى، محذرة من ان "تقدما" مماثلا يحصل في سوريا واليمن.

وتابعت بان الفوضى والفراغ المستمرين في اليمن استفاد منهما بشكل كبير تنظيم "القاعدة" الارهابي، مشيرة الى أن اعلان سلطات الطيران المدني الاميركي والبريطاني بمنع حمل الأجهزة الالكترونية على الرحلات الآتية من دول ومطارات معينة انما يعتقد بانه يأتي رداً على المخاوف من ان تنظيمي "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية (وهو اسم تنظيم "القاعدة" باليمن) و"داعش" حققا مزيدا من التقدم في مجال أساليب صنع المتفجرات بغرض استهداف الطائرات المدنية.

* حرب اليمن أثبتت ان السعودية "نمر من ورق"

الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى "Simon Henderson" كتب مقالة نشرت في مجلة "Foreign Policy" قال فيها ان وسائل الاعلام العربية سعت لتسليط الضوء على "نجاح" زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى واشنطن.

وأشار الكاتب الى أن السعودية كانت عازمة على الاستفادة من هذه الزيارة من أجل اعادة تحسين العلاقات مع واشنطن بعد حالة البرودة التي سادت مع ادارة الرئيس السابق باراك اوباما. كما لفت الى أن السعودية سعت خلال هذه الزيارة الى تقديم محمد بن سلمان للادارة الاميركية الجديدة، على أساس أن ابن سلمان سيكون الملك السعودي المقبل.

كذلك تحدث الكاتب عن "برودة" ظهرت من الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيال بن سلمان في الصور التي التقطت خلال اجتماعهما. وأشار الى وجود فجوة بين الموقفين الاميركي والسعودي حيال الحرب على اليمن وكيفية اخراج السعودية من هذه الحرب. كما قال ان السعودية لم تحقق الكثير من التقدم في الحرب على اليمن، وان الجيش السعودي يثبت بانه فعلاً "نمر من ورق".

الكاتب نبه الى ان "الغارة الجوية التي استهدفت لاجئين صوماليين كانوا يحاولون الفرار من اليمن جاءت "لتؤكد على المشلكة"، خاصة وأن التقارير أفادت بان طائرة مروحية أميركية الصنع من طراز أباتشي شاركت في الغارة". وعليه نبه من ان "صور القتلى نتيجة هذه الغارة قد تعقد عملية استنئاف مبيعات القنابل الاميركية للسعودية والتي كان قد جمدها الرئيس السابق باراك اوباما بعد الغارة التي استهدفت مراسم العزاء في العاصمة اليمنية صنعاء"، حسب تعبيره.

أما في الملف الاقتصادي، فلفت الكاتب الى أن الكلام عن استثمارات سعودية ضخمة في اميركا قد يكون مشروطاً بإلغاء او تعديل قانون "Jasta" الذي يجيز لعائلات "ضحايا" هجمات الحادي عشر من ايلول برفع دعاوى قضائية ضد مسؤولين سعوديين. ونبه الى ان المساعي السعودية للتأثير على هذا القانون لم تحقق شيئا حتى الآن.

وتابع الكاتب بان أقرب المستشارين لترامب مثل "Stephen Bannon" و"Jared Kushner" قد يلعبون الدور لحل هذه المعضلات، مشيراً الى ان "Bannon" و "Kushner" شاركا في الاجتماعات التي جرت مع ابن سلمان بالبنتاغون والبيت الابيض. ولفت الى أن ذلك تزامن مع زيارة مستشار ترامب للشؤون "الاسرائيلية" "Jason Greenblatt" الى القدس المحتلة ورام الله للقاء رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وأضاف بان لدى السعودية و"إسرائيل" الكثير من الامور المشتركة، وبان ذلك يطرح سؤالا عن ابرام صفقة كبرى مستقبلية تشمل العلاقات "السعودية - الاسرائيلية".

2017-03-23