قانون الانتخاب على أساس النسبية الكاملة، إقرار الموازنة، والرأفة بالطيقة الفقيرة والمتوسطة من اللبنانيين، كانت القضايا الأبرز في الخطابات والمواقف الأخيرة لقيادات حزب الله، حيث أكد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أن حزب الله مع إقرار أي قانون انتخابي يتمثل به اللبنانيون جميعا ويحفظ حق الجميع.

رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك

وخلال رعاية حزب الله وحركة أمل لمصالحة عائلية بين عائلتي حويجي وحلوم في بلدة العين في البقاع الشمالي، جدد سماحته التأكيد على أننا نريد قانونا صالحا لعشرات السنين وليس فقط للانتخابات القادمة، لنؤسس للأجيال ما يريحهم".

السيد صفي الدين: هل سنعود إلى قانون انتخابي أعرج وأبكم وأخرس؟

بدوره، تساءل رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين عن الوعود التي قطعتها الطبقة السياسية بشأن إقرار قانون جديد للانتخابات، وقال "هل سنعود إلى قانون انتخابي أعرج وأبكم وأخرس، وهل أن العقول اللبنانية أصبحت عقيمة ولم تعد قادرة على إنتاج قانون انتخابي يرضي الحد الأدنى من تطلعات اللبنانيين، وهل من المعقول أن يذهب اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع وهم على علم مسبق بالنتيجة، وعليه فإذا تجاوز القانون الانتخابي الذي يُفتش عنه الوعود والحدود الدنيا لتلبية مطالب الناس في تمثيلهم بالحد الأدنى، فسيصاب كل من وُعدَ بخيبة، وستنعكس حالة من التردي على كل شيء.

رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين

وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد حسام موسى بركات في حسينية بلدة زبقين الجنوبية، تطرق سماحته إلى ملف سلسلة الرتب والرواتب والضرائب التي فرضت على اللبنانيين، وقال" هناك حلول كثيرة تؤدي إلى إقرار سلسلة الرتب والرواتب، حيث يمكننا تأمين مواردها دون فرض ضرائب تطال الطبقات الفقيرة والمتوسطة"، وأضاف السيد صفي الدين " كما يجب أن نحمي بلدنا من العدوان الإسرائيلي والتكفيري، يجب أن نكون أيضاً أصحاب قرارات جريئة وشجاعة لحمايته، وبالتالي إذا استمرت الطبقة السياسية في السير على نفس المنوال بتهميش صرخات الناس، فإننا لا نعرف إن كانوا سيصبروا في المستقبل أو لا، ولذا على هؤلاء أن يعرفوا أن الأمر قد بلغ حداً كبيراً".

وختامًا، شدد صفي الدين على ضرورة النظر إلى الاستحقاقات التي أمامنا بجدية وليس باستخفاف، سواء في موضوع الموازنة أو في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، أو في موضوعي الضرائب والقانون الانتخابي، وعلى المسؤولين أن يعرفوا أن الناس تراقب وستحاسب.

فضل الله: بالنسبية الكاملة قد نخسر بعض المقاعد الحزبية لكننا نربح مجلسًا نيابيًا وطنيًا

موقف يزبك وصفي الدين، أكده النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله، الذي شدد على أن النسبية الكاملة هي التي تؤمّن انتخابات عادلة تنتج سلطة ممثلة للشعب، وقال "نحن بكل حواراتنا واتصالاتنا ولقاءاتنا نؤكد على هذا الحل، وإن كان لا يعطينا ما نحن عليه الآن، فمن الممكن أن نخسر بعض المقاعد على المستوى الحزبي، ولكننا نربح سلطة ممثلة للشعب اللبناني، ومجلساً نيابياً وطنياً، لأنه بالنسبية يأخذ كل واحد حجمه الحقيقي".

وخلال لقاء سياسي أقيم في حسينية بلدة شقراء الجنوبية، لفت فضل الله إلى أن الاقتراحات بشأن قانون الانتخاب لا تزال محل نقاش وتداول،مؤكدًا أهمية أن يكون هناك موازنة جديدة للدولة اللبنانية، لأنه لا يصح أن تصرف الوزارات دون تحديد الموازنة ومعرفة ما هي النفقات والإيرادات، وهذا أمر طبيعي لانتظام عمل المؤسسات في الدولة، كما أوضح فضل الله أن هذه الموازنة المقترحة تحتاج إلى ترشيد وترشيق، بحيث أن تكون متلائمة مع الوضع الذي نعيش به في البلد.

النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله

وفيما يخص سلسلة الرتب والرواتب أوضح فضل الله أن حزب الله ذهب إلى النقاش على قاعدة رفض الضرائب التي تطال الفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود، لأننا نريد أن نميّز بالضرائب بين نوعين، فهناك ضريبة تطال الذين لديهم أموال وأعمال كبيرة، مثل المؤسسات والشركات التي يؤمّن لها البلد ربحاً، وهناك المصارف ومعالجة ملف الأملاك البحرية وبعض التجارات.

في المقابل، لفت فضل الله إلى أن ليست كل ضريبةأمر سيء، بل إن عدم التوازن في فرض الضرائب هو الأمر السيء، وعليه فإن موقفنا في حزب الله حازم في رفض الضرائب التي تطال الشرائح الشعبية، وسنقوم بكل ما يلزم لرفضها، وهذا نعبّر عنه في الحكومة أثناء مناقشة الموازنة، واعتمدناه في مناقشة سلسلة الرتب والرواتب في المجلس النيابي، لا سيما وأننا قادرون على تأمين إيرادات من خارج جيوب الناس الفقيرة لزيادة الرواتب للموظفين في القطاع العام.

الموسوي: لضرورة إجراء انتخابات نيابية تستمد منها السلطات شرعيتها

بدوره، دعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي القوى السياسية إلى حسم أمرها، واعتماد النسبية على القاعدة التي لا تجعل أحداً يشعر بتهديد وجودي، موضحًا أن المطلوب إدخال قوى جديدة إلى المعادلة السياسية، وهو ما تؤمنه النسبية.

وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة رشاف الجنوبية، شدد الموسوي على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها على أساس قانون انتخابي جديد لكي لا نسمح لأي فرصة لتعطيل بلدنا، خاصة أن المجلس النيابي هو المؤسسة الأم التي منها تستمد السلطات شرعيتها، لكونها بدورها تستمد شرعيتها من الإرادة الشعبية.

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي

إلى ذلك أضاف الموسوي"بعدما انهزمت الموجة التكفيرية، لا تعيش أي جماعة سياسية في لبنان تهديداً وجودياً حقيقياً، وأما ما يعبّر عنه، فهو هواجس مفتعلة ومبالغ بها لتبرير التمسك بكتلة نيابية لا تعبر عن الواقع الشعبي والانتخابي، كما أننا نستطيع جميعا تبادُل الأصوات فيما بيننا بحيث يأتي المرشحون بإرادة اللبنانيين جميعاً، الأمر الذي يدعّم ما نصّ عليه الدستور اللبناني بأن النائب بعد انتخابه يصبح نائباً للأمة جمعاء، وليس نائباً لمنطقة أو لطائفة، وأكثر ما ينسجم مع هذه المادة هو أن يكون لبنان دائرة واحدة، ومن هنا فإنه لا يجوز تأخير التوصل إلى قانون للانتخابات، لأنه إذا تعطّلت مؤسسة دستورية واحدة، فإن المؤسسات الدستورية ستتعطل جميعها.