ارشيف من :أخبار لبنانية
من نبض الحدث...سد دمشق السياسي.. ورسائل داعش وواشنطن المعلنة - عزة شتيوي

عزة شتيوي - صحيفة "الثورة" السورية
كل الأضواء التي اشعلت في جنيف (5) لم تنجح في جر المؤتمر إلى بقعة الضوء السياسي فالميدان كان أشد سطوعاً لدرجة دفعت بالمعارضات إلى الاختباء في نفق «الأوتيلات» السويسرية
فما كان من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلا أن ترك «سلل» المؤتمر بعد أن تكسر كل بيضه الإرهابي والمعارض ويشعل آخر عود في ثقاب مهمته ويرحل رحيل البؤساء بالاستقالة التي تبدو أنها بيانه الأخير في نسخ جنيف بعد أن بنت دمشق سدها السياسي وجمعت أوراقها الميدانية الرابحة لتكون رصيد مفاوضاتها في الأرواقة الدولية..
لم يحاصر الجيش العربي السوري «هيئة تحرير الشام» في انفاق جوبر بل حاصر خيالاتهم السياسية في سويسرا أيضاً، ولم يقطع الجنود السوريون هجوم الإرهابيين في ريف حماة الشمالي بل قطع خلوة مشغليهم في البيت الأبيض مع داعش في الطبقة حين ظنت واشنطن أن لعبة ملء الشاغر الداعشي في الرقة ببديله الأميركي ستمر بإشعال الجبهات الميدانية الأخرى المنطفئة على خيباتهم السابقة فاتضح المشهد..
المنطقة بين إرهابين في الظاهر.. إرهاب داعش وإرهاب التحالف الدولي، وما تحت الغلاف يبوح أن لا خلاف ما بين البنتاغون و«البغدادي» حين راح الأخير يروج بالتهويل والتحذير لإخلاء الجو لواشنطن... فإذا كانت داعش تذبح بالسكين فهل تخاف اليوم أن يموت المدنيون!
كل ذلك والأمم المتحدة صامتة إزاء تدمير البنية التحتية السورية ولا ينفعنا من صمتها سوى أنها حردت «حرد الدب عن العنب» وانكفأت عما لا يرضيها من مصالحات فزاد كرم السوريين قنطاراً في حي الوعر الذي يخرج الدفعة الثانية من المسلحين وينظف نفسه من التلوث الميداني بالإرهاب الذي يفرزه من ست سنوات، تلوث سياسي عالمي صنعته واشنطن في غرف استخباراتها فما كان من عوز المناعة الاعرابي والتركي إلا أن التقطها بالتبعية وراح يطورها عن الوهابية فيروسات قاعدية وداعشية واخوانية لن تسلم منها حتى أوروبا التي يهددها رجب طيب أردوغان ليعلن المقايضة علناً فإما الشراكة مع الأوروبيين واما أن يرسل إليها أولاده الإرهابيين تحت مسمى لاجئين.. هكذا وقعت أوروبا في مصيدة الأبواب المفتوحة التي يخلعها اليوم نجارهم الإخواني..